تجارة المخدرات في اليابان

مجتمع

نشر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في ٢٠ مايو/ أيار التقرير الخاص بـ التقييم العالمي للمخدرات التخليقية في طوكيو. وتم اختيار طوكيو تقديراً لتاريخ الحكومة اليابانية في مكافحة المخدرات. وكان من بين الحضور أفراد من وكالة الشرطة الوطنية اليابانية وقد عرضوا معلومات عن المخدرات على الصعيدين العالمي والمحلي.

يظهر التقرير الشامل أن الزيادة في الطلب على المخدرات في شرق وجنوب شرق آسيا يؤدي إلى تواصل النمو العالمي في إنتاج وتوزيع المنشطات من نوع الأمفيتامين ”ATS“ وعلى الأخص ميثامفيتامين ومواد جديدة نفسية التأثير ”NPS“ بما في ذلك مركبات كانابينُويد التخليقية التي يُطلق عليها جميعا اسم ”سبايس (spice)“.

لا تزال آسيا أكبر سوق لمنشطات ”ATS“ حيث أن الكميات المصادرة من مركّبات ميثامفيتامين في المنطقة ازدادت ثلاث مرات على مدى خمس سنوات ابتداء من عام ٢٠٠٨ لتصل إلى ٣٦ طن في عام ٢٠١٢. وقد ارتفعت كمية ميثامفيتامين المصادرة في الصين بشكل حاد لتمثل ما يقارب من ٤٥٪ من إجمالي المضبوطات في آسيا. وهناك منطقة أخرى تشهد ازدهارا في تهريب واستهلاك منشطات ”ATS“ وهي تايلاند التي شهدت زيادة هائلة في حبوب وبلورات ميثامفيتامين على مدى السنوات الخمس الماضية.

زيادة الإنتاج العالمي من المخدرات التخليقية

تتمثل بعض التغييرات الرئيسية الناجمة عن الظروف والتي وصفت في تقارير سابقة (يتم إصدار تقرير كل ثلاث سنوات) في التوسع السريع في طرق التهريب وإطلاق أصناف جديدة من المواد غير المشروعة المتاحة في السوق. وقد أشار جوستيس تيتي، الذي يعمل رئيساً للمخبر والقسم العلمي في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، كيف أن طرق المخدرات الجديدة تحاكي تقريباً ممرات النقل المفتوحة بسبب نمو الاقتصاد العالمي. كما سلط الضوء على الزيادة السريعة في الأدوية الجديدة، مظهراً أنه تم تحديد ٣٤٨ نوعاً من مواد الـNPS  في عام ٢٠١٣، وذلك بزيادة تقدر بنحو الثلث عن العام السابق. وقد أكد تيتي على الحاجة إلى القيام بجهود الحد من إمدادات المخدرات مثل البحث والمراقبة وفرض القوانين جنباً إلى جنب مع برامج الوقاية والعلاج.

شكّل النمو الاقتصادي والطلب المتنامي على المواد المخدرة في آسيا حافزاً لعصابات الجريمة المنظمة لتوسيع جهود التهريب، بعد أن شهدت منطقة آسيا والمحيط الهادئ زيادة في المخدرات التي مصدرها منطقة الشرق الأوسط وغرب أفريقيا والمكسيك. كما يزداد تصنيع الميثامفيتامين والعقاقير النفسية التأثير في آسيا بسبب زيادة الطلب الإقليمي وسوء تنظيم السلائف الكيميائية الأمر الذي أغرى عصابات المخدرات بإقامة مزيد من المختبرات على مستوى صناعي.

بينما أشار جيريمي دوغلاس ممثل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لمنطقة جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ إلى ندرة المعلومات المتوفرة حول النمو المتسارع لعقاقير ”ATS“ و”NPS“ في الأسواق. وأن الضغوط المتزايدة التي تتسبب بها تلك المخدرات من ناحية فرض القوانين والأنظمة القانونية والسجون والأنظمة الطبية صعبة التحمل.

ارتفاع كمية المخدرات المصادرة في اليابان

تصل كمية الميثامفيتامين إلى ٨٤٪ من إجمالي المخدرات غير المشروعة المستخدمة في اليابان ولكن أكاغاوا هاروو، مدير شعبة المراعاة والمخدرات في وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية، يقول إن استخدام مركّبات كانابينُويد التخليقية والتي يطلق عليها باللغة اليابانية بـ”دابّوهابو“ أو ”الأعشاب التي تنتهك القانون“ آخذ في الارتفاع نتيجة لانخفاض الوعي العام بآثارها الضارة.

وقد أوضح تاكيساكو يوشييا رئيس قسم التحقيقات بشأن المخدرات والأسلحة النارية المنظمة دولياً التابعة لوكالة الشرطة الوطنية اليابانية كيف أن قيمة المواد المخدرة المرتفعة نسبياً في شوارع اليابان كانت عاملاً في تشجيع عصابات المخدرات المنظمة من آسيا والمكسيك وأفريقيا وغيرها من المناطق التي تستهدف البلاد. وذكر أن سعر الميثامفيتامين في اليابان أغلى بعشر مرات من المناطق التي يتم فيها إنتاجه. كما أشار إلى الجهود المبذولة في فرض القانون الياباني مثل زيادة الاعتقالات والقيام بتفتيشات أوسع في المطارات من أجل تخفيض توفر المواد المحظورة في السوق السوداء.

قبل أيام قليلة من صدور تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، اُعتقل في اليابان أسكا، الموسيقي الياباني المشهور ومؤلف الأغاني والذي يشكل ثنائياً مع الموسيقي تشاغيه، لحيازة الميثامفيتامين. وقد أدت سلسلة من الاعتقالات التي طالت مشاهير بسبب المخدرات على مدار السنوات القليلة الماضية إلى إثارة اهتمام واسع بين طبقات عديدة من المجتمع وسلطت الضوء على قضية المخدرات في اليابان.

(المقالة الأصلية باللغة اليابانية، في ٢٠ مايو/أيار ٢٠١٤، الترجمة من الإنكليزية، الصورة في أعلى الصفحة: الموسيقي أسكا ينقل إلى محطة شرطة وانغان في طوكيو في ١٨ مايو/أيار © Jiji Press)

جريمة الأمم المتحدة