فريق AKB48: عودة فرق الأيدول الغنائية وظهور المعجبين المهووسين من جديد

ثقافة

تصدرت ظاهرة نجوم البوب أو ما يعرف بـ ”أيدول“ لفريق AKB48 الأخبار بحدثين مختلفين تماماً خلال الأشهر القليلة الماضية. فقد كان أولهما الهجوم الشرس والغير متوقع على عضوات الفريق ”رينا كاوائي“ و”أنّا إريّاما“ أثناء حفل المصافحة الذي أُقيم في ٢٥ مايو/أيار في محافظة ”إيواتي“ من قبل شخص يحمل منشاراً طوله ٥٠ سنتيمترا. والثاني، كان خلال احتفالية ”الانتخابات“ السنوية الاستعراضية للفريق والتي يحدد من خلالها مكان كل مغنية على المسرح وكذلك تحدد ”قائدة الفريق“، وهو منصب فازت به ”واتانابي مايو“ في حفل جرى بتاريخ ٧ يونيو/حزيران.
ولعل كلا الحدثين كشفا عن الجوانب المختلفة من الصراعات التي تشكل جوهر العمل للفريق ونموذجه، وبالتأكيد جوهر ثقافة الأيدول اليابانية بشكل عام.

ثقافة الأيدول بين الصعود والإنهيار ثم النهوض للقمة من جديد

أولا، دعونا نذكر نبذة عن هذا التاريخ. فقد كانت نجمات الأيدول من النجوم الكبار خلال فترة الازدهار الاقتصادي في الثمانينات. وكانت تتقدمهن في المراكز كل من الأنيقة ”كوئزومي كيوكو“، والراقية ”ناكاموري أكينا“، والمبدعة ”ماتسودا سيكو“ حيث كانت شعبيتهن تعتمد على مبيعاتهن التجارية كما على أغانيهن، وجدير الذكر أن مفهوم ”أيدول الدعاية“ هو مصطلح ياباني للدعاية الإعلامية التلفزيونية، والتي كانت منتشرة بشكل كبير في الثمانينات. كما شهد هذا العقد ظهور أول فرق الحشد أي الفرق التي تتكون من عدد هائل من العضوات، وهو فريق Onyanko Club، الذي انضمت إليه أكثر من ٥٠ عضوة خلال فترة قصيرة نسبيا من بداية نشاطه. وقد بدأ تكوين هذا الفريق من قبل ”أكيموتو ياسوشي“ ومن ناحية أخرى، انتقلت ثقافة الأيدول بعيداً عن الأضواء في التسعينات. حيث كانت هذه السنوات هي عصر البوب الياباني ”J-Pop“، وأراد المعجبون رؤيةَ نجومٍ أكثر نضجاً، وأزياء أكثر بساطة، لذا فَضَّلوا الاتجاه أكثر نحو أغاني الفرق الموسيقية. وقد توارت تماما أغاني الأيدول في شكلها الكلاسيكي كظاهرة سائدة في التسعينات. وظل مغنيون وفرق الأيدول موجودين، لكن تواجدهم اقتصر في اطار ثقافة ”الأوتاكو“ وأصبح لهم معجبون قليلون لكن مهووسون جدا بهم .وقد بدأ إحياء الأيدول من جديد عام ١٩٩٩ بعد نجاح أغنية ”Love Machine“ لفريق Morning Musume، وهو فريق جماعي حشد عدداً كبيراً وتأسس بنفس نمط فريق Onyanko Club. وكانت عودة ”أكيموتو“ للظهورعلى الساحة الغنائية من جديد مع فريق الـ AKB48 بعد ذلك بسنوات قليلة مُحَدِّدةً لعودة ثقافة الأيدول كظاهرة ثقافية مهيمنة في الألفينات. وقد استطاع ”أكيموتو“ أن يقوم بهذا عن طريق الجمع بين الروح التجارية التي انتشرت في الثمانينات مع ثقافة المعجبين المهووسين خلف الأضواء في التسعينات.

التقرب والتواصل مع النجوم

وقد تزامن هذا الإحياء لفرق الأيدول مع ١٥عاما متواصلة من الركود والانخفاض في مبيعات الأغاني بشكل عام. لكن يُقال بأنَّ جزءً من نجاح فريق AKB48 أتى من القدرة على ربح كميات أكبر من المال من هذا السوق الراكد. سيما وأنه تم اتفاق بين الفريق والمعجبين بالصفقة حيث يقوم المعجبون بصرف كميات أكثر من المال على الأقراص المدمجة وغيرها من منتجات الفريق مقابل الوصول والتقرب من عضوات الفريق. وعلى الرغم من استطاعتهن ملئ إستاد كامل بمعجبيهن، إلا أن فريق AKB48 لا زال متمسكا بمسرحه بسعة ٢٠٠ فرد والموجود في حي ”أكيهابارا“ بطوكيو، حيث تستمر عضوات الفريق في تقديم العروض لمعجبيهن ممن كانوا من المحظوظين أو المهووسين بما يكفي للحصول على تذاكر. ومن هنا جاء الاهتمام بالحفاظ على وهم العلاقة الحميمة بين الفريق والمعجبين، مع جذورها في فرق الأيدول خلف الأضواء في التسعينات والتي يقوم أساسها على ”التحية بالمصافحة“، حيث يتمكن المعجبون الذين يشترون الأقراص المدمجة والمنتجات الأخرى من الأصطفاف لمقابلة مغنياتهم المفضلات. وكان أن وقع هجوم المنشار في ٢٥ مايو/أيار في واحدة من حفلات المصافحة تلك، والتي قام بها شاب يبلغ من العمر ٣٤ عاماً. ويعتبر العرض المسرحي الضخم لفريق AKB48 ما يعرف بـ”الانتخابات“، وهو وجه آخر لهذه العلاقة بين الفرقة والمعجبين. حيث يتم إلحاق تذكرة تمنحك حَقَّ الادلاء بصوت واحد مع كل أغنية منفردة تباع. مما بعني أنه كلما اشتريت المزيد من الأقراص المدمجة كلما حصلت على المزيد من تذاكر المشاركة بالتصويت. وبالتالي ترتفع مبيعات الأغاني المنفردة لفريق AKB48 وتقفز بنحو ٥٠٪ خلال شهر الانتخابات. مرة أخرى، مما يبين أن الغرض من الانتخابات هو تعزيز الشعور بالتواصل بين المعجبين والفريق، والأموال المتداولة هنا والتي هي للتحكم في توظيف هؤلاء البنات. حيث انها تسمح ايضاً للمشجعين أن يشعروا بأنهم يساهمون في تنمية الفريق، حتى لو جعل نجاح الفريق يبعد المعجبين من قربهن أكثر وأكثر.

السلطة في أيدي المعجبين

أما بالنسبة للغرباء عن هذا العالم، فإن هذه العلاقة غالباً ما تبدو مليئة بنوع من التوتر الجنسي المكبوت. وبالتأكيد فإن ذلك يكون كافياً لظهور سلسلة من ألعاب الفيديو جيم التي تحاكي مواعيد غرامية مع عضوات فريق AKB48 أو الفرق المماثلة. وتظهر طريقة ”الانتخابات“ على أنها تشجع المعجبين للتفكير في كل فتاة من هؤلاء الفتيات على أنها ملكية خاصة، يستطيع كل واحد أن يكافأها أو يعاقبها بقدر إسعادها أو إغضابها لسيدها، وقد يبدو هذا أمرا مزعجا. على كل حال، لكن من الصحيح أيضا القول بأن الكثير من شعبية فريق AKB48 وفرق الأيدول الأخرى تكمن في العفة الخاصة بهن كتجسيد للآلهة أو حتى بديلا لها، وذلك كتعبيرٍعن أحلام المعجبين التي لم تتحقق، أو ربما لم تتشكل بعد بشكل كامل. ومع زيادة الإجراءات الأمنية في أعقاب حادثة الهجوم في ”إيواتي“، فقد وصل الشعور بالحميمية بين عضوات الفريق والمعجبين إلى حالة توتر متزايدة. ولكن مع استمرار مؤشرات جوجل في إظهار انخفاض الاهتمام العام بالفريق، فسوف يظل الحفاظ على اهتمام هؤلاء المعجبين المهووسين ذي أهمية قصوى بالنسبة لنموذج أعمال فريق AKB48.

(النص الأصلي باللغة الإنكليزية بتاريخ ٣١ يوليو/تموز ٢٠١٤. صورة العنوان: صورة للعضوات الـ١٦ من فريق AKB48 الأكثر شعبية في الانتخابات الأخيرة، الصورة من جيجي برس.)

موسيقي AKB48 أيدول الصناعة أوتاكو