خطف داعش لليابانيين... ويا فرحة ما تمت !!

سياسة

نهاية حزينة لجولة آبي التاريخية

حادث الاختطاف الإرهابي البشع لمواطنين، يعتقد بأنهما يابانيان، على أيدي عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام -داعش- شاءت الظروف والمقادير أن يتزامن وقوعه في اليوم الأخير من الجولة الناجحة بكل المقاييس التي قام بها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبى لمنطقة الشرق الأوسط والتي وشملت كل من مصر والأردن وإسرائيل وفلسطين.

وبدلاً من أن تستكمل دول منطقة الشرق الأوسط التي زارها آبي وغيرها من الأطراف المستفيدة من المساعدات اليابانية السخية إحتفاءها بالنتائج فوق التوقعات والإيجابية لجولة آبي الميمونة، جاء حادث الاختطاف والتهديد بذبح الرهينتين في غضون ٧٢ ساعة ما لم تدفع طوكيو فدية مالية قيمتها ٢٠٠ مليون دولار ليعم الحزن والقلق جميع الأطراف. وكان آبي قد تعهد السبت في القاهرة بدفع مبلغ مليارين و٥٠٠ مليون دولار مساعدات غير عسكرية للمنطقة، منها ٢٠٠ مليون دولار معونة غير عسكرية للبلدان التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية.

أقول، لقد جاء هذا الحادث الإرهابي الإجرامي ليطفئ الفرحة والبهجة بعموم دول المنطقة، ولينطبق على الحالة البائسة التي يمر بها الآن الجانبان العربي والياباني وصف المثل البغدادي والعربي الشهير: يا فرحة ما تمت، أخذها الغراب وطار!!

٢.٥ مليار دولار لدول الشرق الأوسط

وقد وصفت نتائج جولة آبي لمنطقة الشرق الأوسط بأنها الأفضل على الإطلاق من جانب المراقبين والخبراء السياسيين المتابعين لملف العلاقات اليابانية العربية بدول الشرق الأوسط.

إن ترديد الحديث عن جولة آبي الأخيرة بالمنطقة ووصف نتائجها بالأفضل يستند إلى الوعود التي قطعتها اليابان على نفسها بتقديم كافة المساعدات لدول الشرق الأوسط خلال المرحلة المقبلة في المجالات الغير عسكرية، مثل المساعدات الإنسانية، مساعدات تحسين البنية التحتية وغيرها، تبلغ قيمتها نحو ٢.٥ مليار دولار.

وفي الوقت نفسه، تعهد آبي، في خطابه الشامل بالقاهرة يوم السبت الماضي بتقديم مساعدات قيمتها نحو ٢٠٠ مليون دولار للدول المجاورة لداعش بما في ذلك التنمية المتواصلة للموارد البشرية وتحسين البنية الأساسية، مؤكداً أنه تم بالفعل التصرف بالكامل لمساعدات كانت قد تعهدت بتقديمها اليابان لدول المنطقة قبل عامين، وتصل قيمتها نحو ٢.٢ مليار دولار.

كما أكد آبي ”إن استقرار منطقة الشرق الأوسط هو الأساس في السلام والإزدهار ليس لليابان فقط بل وللعالم أجمع، وإذا تركنا انتشار الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل في هذه المنطقة فستصيب المجتمع الدولي خسائر جسيمة لا تحمد عقباها“.

وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس المصري السيسي، عقب مباحثات القمة اليابانية- المصرية بالقاهرة يوم السبت الماضي نادى آبي بأن يتم وضع حد لظاهرة التطرف والإرهاب المنتشرة في الفترة الأخيرة. وقد كرر الموقف المتشدد نفسه تجاه التطرف والإرهاب خلال زيارته لإسرائيل بقوله في كلمات واضحة ”إن اليابان ستحارب الإرهاب بشكل وثيق مع المجتمع الدولي“.

وفور إبلاغه بحادث الاختطاف، قال رئيس الوزراء الياباني ”إن التهديد ليابانيين يعتقد أنهما محتجزان كرهينتين غير مقبول ونطالب بالإفراج عنهما دون إلحاق ضرر بهما“.

وأدان آبي بشدة أعمال الإرهاب، موضحاً في ذات الوقت أن التعهدات اليابانية بتقديم ٢٠٠ مليون دولار لدول الشرق الأوسط كانت للمساعدات الإنسانية، وتعهد آبي بالمضي قدما في استمرار تقديم هذه المساعدات الإنسانية.

اليابان لن ترضخ للإرهاب

من جانبها، أكدت الحكومة اليابانية أنها لن ترضخ للإرهاب، وقال المتحدث بإسم الحكومة يوشيهيدى سوغا، في مؤتمر صحفي بطوكيو ”إن موقف بلدنا وهو المساهمة في المعركة ضد الإرهاب بدون الاستسلام يبقى ثابتاً دائماً دون تغيير“.

ونُقل عن مصادر بالحكومة اليابانية قولها إنها سترسل نائب وزير الخارجية يوشيهيدى ناكاياما إلى الأردن لتحرى ما بثه تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي من تسجيل فيديو يهدد بقتل الرهينتين.

أما وزارة الخارجية اليابانية فقد أكدت أن التهديد باحتجاز رهائن غير مقبول، موضحة أن طوكيو وحكومات أخرى ستبذل قصارى جهدها للإفراج عن الرهينتين بأسرع وقت ممكن إذا كان ذلك حقيقياً، ولم تعلق الوزارة على طلب الفدية.

كان رجل يرتدي ملابس سوداء ويحمل سكيناً قد ظهر في تسجيل مصور على مواقع تهتم بأخبار التنظيمات المتطرفة. ويقف بين رجلين آسيويين جالسين أرضاً بملابس برتقالية، ووجه الإرهابي رسالته إلى اليابانيين قائلا ”لديكم ٧٢ ساعة للضغط على حكومتكم لدفع ٢٠٠ مليون دولار وإنقاذ حياة مواطنيكم، وإذا لم تدفع الفدية فإن هذه السكين ستكون كابوساً لكم“.

وأوضح قائلا إلى رئيس وزراء اليابان ”ورغم أنك تبعد أكثر من ٨٥٠٠ كيلو متر عن الدولة الإسلامية فإنك تطوعت بالمشاركة في هذه الحملة الصليبية، وتبرعت بـ١٠٠ مليون دولار لقتل نسائنا وأطفالنا وتدمير بيوتنا في محاولة لوقف توسع الدولة الإسلامية، تبرعت بـ ١٠٠ مليون دولار أخرى لتدريب المرتدين ضد المجاهدين“.

وقدم التنظيم الإرهابي الرهينتين على أنهما ”كينجي غوتو جوغو“ و”هارونا يوكاوا“ من دون أن يحدد مكان وجودهما.

معلومات عن الرهينتين المحتجزين

الرهينة الأولى كينجي غوتو، ٤٨ سنة، صحفي ياباني، أسس فى عام ١٩٩٦ بطوكيو شركة لإنتاج أفلام وثائقية تتناول الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم لصالح قنوات يابانية وأطلق عليها اسم إندبندنت برس.

أما الرهينة الثانية هارونا يوكاوا، فيتردد بأنه صحفي ياباني، كما تفيد تقارير أخرى بأنه يعمل في شركة أمنية خاصة، وكانت الحكومة اليابانية قد أعلنت في شهر أغسطس/آب الماضي أنها تتحقق من فيديو ظهر فيه رجل آسيوي لدى مجموعة مسلحة لم يتم تحديدها عرف عن نفسه باسم هارونا يوكاوا قائلاً إنه صحفي.

وهذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها تنظيم الدولة الاسلامية -داعش- الذي سبق أن أعلن عن إعدام رهائن أجانب في تسجيلات فيديو عن وجود رهائن يابانيين لديه.

يذكر أن التنظيم الإرهابي قام بإعدام نحو ١٥٠٠ شخص في سوريا منذ إعلانه قيام الخلافة في المناطق التي يسيطر عليها بكل من سوريا والعراق قبل خمسة أشهر، بحسب إحصائية نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان.

رئيس الوزراء الياباني شينزو آبى كينجي غوتو هارونا يوكاوا فدية رهينتان يابانيان