الياباني أومورا ساتوشي يفوز بجائزة نوبل في الطب مشاركة مع باحثين آخرين

علوم تكنولوجيا صحة وطب

تم منح جائزة نوبل في الطب أو الفيزيولوجيا لعام ٢٠١٥ مشاركةً بين علماء من اليابان وأيرلندا والصين عن ”العلاجات التي اكتشفوها وأحدثت ثورة في مجال معالجة بعض من أشد الأمراض الطفيلية فتكا“. فقد تم الإعلان عن الفائزين وهم أومورا ساتوشي (الأستاذ الفخري في جامعة كيتاساتو) وويليم سي كامبل (باحث زميل فخري في جامعة درو بالوﻻيات المتحدة) وتو يويو (كبيرة الباحثين في أكاديمية الصين للعلوم الصينية الطبية) وذلك في بيان بمعهد كارولينسكا بستوكهولم في ٥ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠١٥.

ويأتي منح جائزة نوبل لأومورا بعد أن فاز ثلاثة علماء يابانيين هم البروفسور أكاساكي إيسامو من جامعة ميجي، والبروفسور أمانو هيروشي من جامعة ناغويا، والبروفسور ناكامورا شوجي (ياباني المولد لكنه الآن مواطن أمريكي) من جامعة كاليفورنيا بسانتا باربارا بجائزة نوبل في الفيزياء لعام ٢٠١٤ بسبب اختراعهم صمامات ثنائية باعثة للضوء الأزرق LED ذات كفاءة.

إنقاذ حياة مئات الملايين من البشر

دأب أومورا على جمع عينات من التربة من مواقع مختلفة منذ سبعينيات القرن العشرين وكان يقوم بعزل الميكروبات منها لزراعتها وإجراء أبحاث عليها لمعرفة ما إذا كانت المواد الكيميائية التي تنتجها تتمتع بخصائص مفيدة أم ﻻ. وقد اكتشف مادة أفرمكتين التي لها تأثير مضاد لعمل أحياء دقيقة ضارة، وذلك من جرثومة تم عزلها من التربة بمحافظة شيزوؤكا. كما طور فريق في شركة ميرك الدوائية الأمريكية يضم ويليم سي كامبل بين أفراده، دواء مشتقا من هذه المادة يعرف باسم إيفرمكتين أثبت فعالية كبيرة في معالجة مرض العمى النهري (داء كلابية الذنب) وداء الفيل وأمراض طفيلية أخرى. وساهمت جهود منظمة الصحة العالمية في توزيع إيفرمكتين مجانا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا ومناطق أخرى تستوطن فيها أمراض طفيلية، في إنقاذ حياة مئات الملايين من الناس كل عام. وقد فاز كل من أومورا وكامبل بنصف جائزة نوبل لهذا العام بسبب جهودهما الثمينة في هذا المجال.

أما يويو فقد حصلت على النصف الآخر من جائزة نوبل في الطب لهذا العام لاكتشافها دواء أرتيميسينين الذي حسّن معدل النجاة بشكل جذري بين مرضى الملاريا. وكانت يويو قد تعينت في الأصل للقيام بأبحاث لإيجاد علاج للمرض في عام ١٩٦٧، عندما أمرها الزعيم الصيني ماو تسي تونغ بالعمل لإيجاد علاج لمرض كان وقتئذ يتسبب بقتل قوات شمال فيتنام أكثر مما ينجم عن القتال في حرب فيتنام. وقد عثرت على دليل قادها إلى اكتشاف الدواء في نص قديم حول الطب الصيني التقليدي.

وفي إشارة إلى العلماء الثلاثة الفائزين بجائزة نوبل في الطب، ذكرت مؤسسة نوبل أن: ”تأثير اكتشافاتهم على مستوى العالم والفوائد الناجمة عنها للجنس البشري لا حصر لها“.

الميكروبات أدت كامل العمل

وُلد أومورا عام ١٩٣٥ في محافظة ياماناشي. وبعد تخرجه من جامعة ياماناشي قام بالتدريس في مدرسة مسائية ريثما يكمل برنامج الدكتوراه في جامعة طوكيو للعلوم. عمل بعد ذلك في جامعة ياماناشي ومعهد كيتاساتو ودرس في جامعة ويسليان في الوﻻيات المتحدة قبل أن يعود إلى جامعة كيتاساتو في عام ١٩٧٥ ويصبح بروفسورا فيها. كما ترأس معهد كيتاساتو في الفترة ما بين عامي ١٩٩٠-٢٠٠٨.

حاز أومورا على العديد من الجوائز من بينها جائزة غيردنير للصحة العالمية. وفي أعقاب الإعلان عن فوزه بجائزة نوبل قال أومورا بتواضع في مؤتمر صحفي بجامعة كيتاساتو: ”إن الميكروبات هي من قامت بكل العمل بالنيابة عني. أنا لم أقم بأي شي عظيم بنفسي“.

ومع الإعلان عن جائزة نوبل يوم الاثنين، ازداد عدد الفائزين بجائزة نوبل من اليابانيين ومن المولودين في اليابان إلى ٢٣ شخصا. وهذا العدد يشمل ١٠ فائزين بجائزة نوبل في الفيزياء و٧ فائزين بجائزة نوبل في الكيمياء و٣ فائزين بجائزة نوبل في الطب أو الفيزيولوجيا وفائزين اثنين بجائزة نوبل في الأدب وفائز بجائزة نوبل للسلام. يذكر أن أول ياباني يفوز بالجائزة كان يوكاوا هيديكي الذي مُنح جائزة نوبل في الفيزياء لعام ١٩٤٩.

(المقالة الأصلية مكتوبة باللغة اليابانية ومنشورة في ٦ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠١٥. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: أومورا ساتوشي الأستاذ الفخري في جامعة كيتاساتو مبتسما بعد الإعلان عن فوزه بجائزة نوبل في ٥ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠١٥. جيجي برس).

جائزة نوبل الطب