جزيرة القطط

مجتمع لايف ستايل سياحة وسفر

قارب صيد يعوم على سطح المياه الراكدة.

عندما تنظر إلى مدينة طوكيو وصخب الحياة فيها وتصارع الناس للركوب على القطارات أو حينما ترى الناس وهي تتزاحم على الطرقات في مدن مثل أوساكا وهيروشيما يصبح من الصعب عليك تخيل وجود مناطق في اليابان تعاني من قلة في الكثافة السكانية.

ففي بعض القرى النائية يستمتع كبار السن بحياة هادئة وبطيئة نسبياً حيث يقضون معظم أوقاتهم يصنعون المخللات مستمتعين بالطبيعة البكر الخلابة التي تبعد آلاف الكيلومترات (بل ومئات السنين) عن صخب المدن الكبرى. ورغم جمال الحياة في هذه القرى إلا أنها تعاني من خطر الاختفاء والاندثار للأبد، وذلك لأن أعمار معظم قاطنيها يفوق الـ ٦٥عاماً وباتوا يعرفون بما يسمى (المجتمعات الهامشية) وأصبح البشر أقلية أمام القطط التي بدأت تتكاثر لتحل محلهم. وقد أصبحت هذه القرى الشبه خالية تشكل تحدياً صعباً للمسؤولين وعلماء المجتمع.

وتعد جزيرة أوشيما الصغيرة مثالاً حياً لهذه الظاهرة حيث يعيش فيها حوالي ١٥ شخصاً فقط كما يعيش فيها عشرة أضعاف هذا العدد من القطط الضالة. وتقع هذه الجزيرة على بعد ١٣ كيلومتر من مدينة أوزو الواقعة في محافظة إهيمي.

على الرغم من سحر هذه الجزيرة الخلابة التي ذكرها الرحالة دونالد ريتشي في مذكراته، إلا أنها باتت تعاني من نقص حاد في السكان كما أنه لا يصلها شيئاً من وسائل الرفاهية والترف الموجودة بالمدن الكبرى. كانت الجزيرة مهداً لما يزيد عن ٦٥٥ نسمة حتى عام ١٩٦٠ إلا أن التنمية الاقتصادية دفعت بالشباب للهجرة والبحث عن حياة أفضل، والمحزن أن العديد منهم ذهب ولم يعد.

ولا يقطن في الجزيرة اليوم إلا المسنون. أربعة منهم مازالوا يمتهنون صيد الأسماك أما الباقي فهم يعيشون على رواتبهم التقاعدية. لا يوجد في الجزيرة سيارات وتقتصر وسائل النقل على قارب يأتي مرة باليوم ليؤمن نقل الركاب إلى الجزيرة الأم.

وبتناقص عدد السكان إلى أقل من ٥٠ شخصاً قبل عشرة سنوات تزايد عدد القطط ليحاولوا ملئ الفراغ الذي تركه البشر حيث تعد البيوت المهجورة مأوى مناسب للقطط الضالة التي تكاثرت على مر السنين، وتتجول الآن مئات القطط المشردة في أرجاء الجزيرة بشكل كبير.


فيديو يعرف بسكان الجزيرة

 جذبت الصور المعروضة على بعض المدونات الإلكترونية مؤخراً العديد من السياح لهذه الجزيرة. فقد تضاعف عدد الزائرين من مدن شيكوكو وهونشو في أيام العطلة الأسبوعية إلى الضعف و ربما الثلاثة أضعاف. وحسب تقرير صحيفة يومي أوري فقد بلغ عدد الزائرين بأيام العطلة في الفترة الواقعة بين ٢٨ – ٢٩ سبتمبر/أيلول إلى الستين زائر. بالطبع قد لا يكون هذا العدد كبيراً ولا أظن أنها ستكون منافساً قوياً لمدينة الترفيه والألعاب "ديزني لاند"، إلا أنها أحدثت ضجة كافية للفت انتباه كبار السن الذين لا يواسيهم سوى صوت موج البحر ومواء القطط. كان قبطان المركب الذي يوصل إلى أوشيما متحمساً لهذا التغير المفاجئ وقال لأحد الصحفيين الذي أجرى معه مقابلة: "هذه أول مرة يتوافد فيها السائحين بهذه الكثرة فهم يأتون كل أسبوع الأن. لا أفهم ما الممتع بمشاهدة مجموعة من القطط في هذا المكان!!"

بالنسبة للعديد من السائحين فإن رؤية هذه القطط كفيل لإمتاعهم. فهناك العديد من الناس ممن يدفعون الكثير لقضاء بعض الوقت في مقهى للقطط فما بالك بجزيرة مليئة بالقطط!! و وفقاً لممثل مكتب سياحة الجزيرة فإنه يتم النظر في إمكانية تحويل الجزيرة إلى منتجع سياحي يسلط فيه الضوء على القطط.

(المقالة الأصلية باللغة الإنكليزية)

يمكنك الإستمتاع بالمزيد من القصص المتعلقة بالقطط بالرابط الموجود أدناه:
الجدة وقطها: الاستمتاع بالحياة كل يوم بيومه

السياحة