كوكب توتورو !

علوم تكنولوجيا

 أسماء غريبة للكويكبات

عندما اكتشف وليم هارشيل كوكب أورانوس في عام ١٧٨١، قرر أن يطلق عليه اسم ’’جورجيوم سيدوس‘‘ أو ’’نجم جورج‘‘ وذلك عقب اعتلاء ملك بريطانيا جورج الثالث العرش. ولكن فلكيين آخرين، خاصة أولئك الذين كانوا من خارج بريطانيا، لم يكونوا متحمسين، وقد ساعد النسب التقليدي لـ’’أورانوس‘‘، الأب الأسطوري لساتورن، في أن يأخذ هذا النجم اسمه المتعارف عليه اليوم.

ومع تطور التلسكوبات وازدياد عدد الناس الذين يقومون بمراقبة الفضاء، انخفض الاهتمام بالقبول التقليدي بتسمية الكواكب. فقد أُعطيت تسميات لأكثر من ١٥٠٠٠ كوكب صغير، معظمهم من الكويكبات، مستوحاة من مجال أوسع إلى حد بعيد من المواضيع. وقد لعب فلكيون يابانيون دورا مهما في الاكتشافات التي جرت مؤخرا مما قاد إلى إطلاق الكثير من أسماء الأشخاص والأماكن اليابانية على الأجسام الفضائية. بالإضافة لأسماء الأباطرة والمواقع المشهورة، هناك بعض الخيارات أكثر غرابة بشكل واضح.

تم اكتشاف الكويكب توتورو ١٠١٦٠ من قبل كوباياشي تاكاو في الحزام الرئيسي بين المريخ والمشتري في ٣١ ديسمبر/كانون الأول من عام ١٩٩٤. وقد اكتسب اسمه من مخلوق صديق للغابة في فيلم رسوم متحركة لميازاكي هاياو بعنوان ’’توناري نو توتورو‘‘ أو ’’جاري توتورو‘‘. وكان الفلكي كوباياشي قد أطلق بالفعل اسم ميازاكي هاياو ٨٨٨٣ على كويكب كان قد عثر عليه في وقت سابق وذلك تكريما لمخرج توتورو. ويتم تخصيص الأرقام للكويكبات عندما يتم التأكد من مداراتها، وهي تقريباً تتطابق مع ترتيب اكتشافها.

أحد الكويكبات يبدو شهيا وهو تاكوياكي ٦٥٦٢ وقد تمت تسميته بعد تناول وجبات خفيفة من الأخطبوط المحضر بالزبدة. وفي هذه الحالة، تم التوصل للقرار النهائي بشأن تسمية الكويكب بناء على الاسم الذي حاز على تصفيق أعلى من قبل أطفال في فعالية متعلقة بالفضاء وذلك من بين خمسة أسماء كانت مرشحة للكويكب. كما تمت تسمية كويكب آخر باسم توراسان ١٨٩٩٦ وذلك تخليدا لسلسلة أفلام عرضت لفترة طويلة. وفي خطوة تجمع بين الطعام والثقافة الشعبية، تم إطلاق اسم أنبانمان ٤٦٧٣٧ على اسم شخصية كرتونية محببة للأطفال رأسها رغيف خبز مملوء بمعجون الفاصولياء الحلوة.

أسماء يابانية لكويكبات للمرة الأولى

يجب أن أشير إلى أن الفلكيين اليابانيين ليسوا هم الوحيدين الذين يطلقون أسماء غير مألوفة على الكويكبات، فعلى سبيل المثال السيد سبوك ٢٣١٩ وجيمس بوند ٩٠٠٧، ولكن يعود الأمر بشكل جزئي إلى أن اليابانيين قاموا بالكثير من الاكتشافات بحيث أن التمدد إلى خيارات أقل وضوحا يبدو أمرا مبررا. لم تحقق اليابان دائما مثل هذا الإنجازات المبهرة في مجال الفلك. فبالرغم من الجهود التي يبذلها بعض المتحمسين، إلا أن الفلكيين في اليابان لم يضاهوا بشكل حقيقي المعايير العالمية حتى نهاية القرن التاسع عشر.

في ٦ مارس/آذار أصبح هيراياما شين أول فلكي ياباني يكتشف كويكب جديد حيث كان يراقب كويكبين في نفس الليلة. ولكن لسوء الحظ، لم يكن قادرا على تأكيد المدارات ولذلك فوت على نفسه اعترافا رسميا باكتشافهما. ولكن الفلكيين الذين حصلوا رسميا على اعتراف بالاكتشاف تخلوا عن حقوقهم في التسمية، وقد استغل هيراياما الفرصة لإعطاء أول تسمية يابانية لكويكبات وهما توكيو ٤٩٨ ونيببونيا ٧٢٧ (يبدو من التهجئة أن التسميات الكلاسيكية ما زالت رائجة).

تعاظمت شعبية علم الفلك بشكل تدريجي، ومن المؤكد أن قصة الأطفال القديمة ’’غينغا تيتسودو نو يورو‘‘ أو ’’ليلة على سكة حديد مجرية‘‘ المنشورة في عام ١٩٣٤ ألهمت الكثير من طلائع مراقبي النجوم. تصف هذه القصة الخيالية التي تحوي على إيحاءات فلسفية رحلة على سكة حديدية تمر عبر النجوم ويبدو اهتمام مؤلف القصة مييازاوا كينجي الحماسي بعلم الفضاء واضحا من الإشارات الكثيرة للميزات الخاصة للسماء في الليل. وقد حصل الكاتب على كويكبه الخاص به، مييازاواكينجي ٥٠٠٨، في عام ١٩٩١.

جمع عينات تراب من الفضاء

لم تقنع اليابان فقط بمراقبة الكويكبات، فقد أطلقت في عام ٢٠٠٣ بعثة فضائية لجمع عينات من إيتوكاوا ٢٥١٤٣. وتمت تسمية هذه الصخرة الفضائية الخاصة بعد عالم الصواريخ الياباني إيتوكاوا هيديو على الرغم من أنها اكتشفت في مشروع بحثي أمريكي. استغرقت مركبة الفضاء هايابوسا عامين لبلوغ هدفها، حيث كانت الخطة تقتضي بإطلاق قذائف صغيرة لتحريك التراب على السطح وأخذ عينات منها وإرسالها إلى الأرض.

ولكن عندما تعطلت آلية جمع العينات ولم تنطلق القذائف، كان على الباحثين الانتظار سنوات حتى عودة مركبة هايابوسا إلى الأرض، آملين أن يكون الهبوط على سطح الكويكب كافيا برمي بعض التراب على وعاء جمع العينات. ومع تواصل حدوث مشاكل تقنية لم يكن بوسع الباحثين فحص وعاء جمع العينات حتى عام ٢٠١٠، أي بعد سبع سنوات من إطلاق المركبة. وبسعادة وراحة بالغة، عثر الباحثون على الجزيئات المرجوة على متن المسبار وهو كان النجاح الأول على الإطلاق في جمع عينات من هذا الكويكب.

حتى الجزئيات المجهرية يمكن أن تكشف معلومات عن طبيعة الكون. فعندما تدخل الشهب الغلاف الجوي للأرض، فإن الكثير من المعلومات المفيدة تحترق مع طبقاتها السطحية مما يجعل جمع العينات بشكل مباشر أمرا مهما. وتعتزم وكالة الفضاء اليابانية JAXA إرسال بعثة فضائية للمتابعة وهي مركبة هايابوسا ٢، لجمع مزيد من التراب. وتم تحديد موعد الإطلاق في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام ٢٠١٤، ولكن الكويكب المستهدف لم تتم تسميته بعد ويعرف فقط باسم مؤقت (١٦٢١٧٢) ١٩٩٩ JU٣. ومن المتأمل أن يحصل على اسم أفضل في وقت قريب.

كويكبات أخرى بأسماء يابانية

بعض الكويكبات الأخرى ذات الأسماء اليابانية:

● ريوما ٢٨٥٣:
على اسم ساكاموتو ريوما (١٨٣٦–٦٧) وهو شخصية رئيسية في أفلام تتناول الإطاحة بحكومة توكوغاوا في ستينيات القرن التاسع عشر.

● تيزوكا ٣٩٩٨: على اسم تيزوكا أوسامو (١٩٢٨–٨٩)، ’’إله المانغا‘‘.

● تاكوياكي ٦٥٦٢: على اسم وجبات طعام محمصة بالزبدة وبداخلها مكعبات أخطبوط.

● كوكاي ٦٨٦٦: على اسم كوكاي (بعد وفاته كوبو دايشي: ٧٧٤–٨٣٥) مؤسس مدرسة شينغون للبوذية.

● كيوساكاموتو ٦٩٨٠:
من ساكاموتو كيو (١٩٤١–٨٥)، المغني الياباني الأكثر شهرة في أغنية ’’أويه أو مويتيه أروكو‘‘ والمعروف دوليا باسم ’’سوكيياكي‘‘.

● كونسادول ٧٧٧٧: على اسم فريق كرة القدم كونسادول سابّورو.

● هيدياكيننو ٩٠٨١: على اسم أنّو هيدياكي (١٩٦٠–)، مخرجة سلسلة وأفلام كرتون نيون جينيسيس إيفانغيليون.

● توتورو ١٠١٦٠: على اسم شخصية توتورو في فيلم الكرتون جاري توتورو.

● زاشيكيواراشي ١٠٢٢٣: على اسم الروح الشريرة التي تشبه الطفل.

● كامينرايدر ١٢٧٩٦: على اسم سلسلة كامين رايدر التلفزيونية المشهورة

● توراسان ١٨٩٩٦: على اسم بطل سلسلة الأفلام التي عرضت لفترة طويلة أوتوكو وا تسوراي يو (من الصعب أن تكون رجلا)

● طوكيوجيانتس ٢٦٨٨٧: على اسم فريق بيسبول مشهور باسم يوميؤري جاينتس.

● أنبانمان ٤٦٧٣٧: على اسم شخصية محببة للأطفال رأسها مصنوع من الخبز المملوء بمعجون الفاصولياء الحلوة

 (المقالة الأصلية باللغة الإنكليزية، صورة البانر: سطح الكويكب فيستا ٤. الصورة مقدمة من NASA/AP Photo/Aflo)

الفضاء جاكسا