رعاية التقاليد مع تحدي السوشي العالمي

ثقافة

الاستمتاع بالسوشي في اليابان يتضمن ترف معرفة مدى أصالة الطبق. ومع انتشار فن تحضير السوشي في جميع أنحاء العالم، لم تعد الأصالة بالنسبة لمتناولي السوشي أمرا مفروغا منه دائما. من هذا المنطلق وللمساعدة على تعزيز فهم السوشي بشكل أفضل، تعاون كل من المعهد العالمي لمهارات السوشي والمجلس النرويجي للمأكولات البحرية على إطلاق مسابقة تحدي السوشي العالمية. وباعتبارها أكبر مسابقة دولية لطهاة السوشي، تجمع المسابقة في عامها الافتتاحي أفضل مواهب السوشي في جميع أنحاء العالم.

التقاليد والإبداع

تتكون المسابقة من ١٤ مرحلة تصفيات وطنية، ١٣ في آسيا وأوروبا وكذلك مرحلة تصفيات واحدة في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يجتمع الفائزون للمشاركة في المسابقة النهائية في ٢٥ نوفمبر/تشرين الثاني في طوكيو. بدأت التصفيات في شهر مايو/أيار مدينة شيكاغو في حدث تم فيه اختيار توشي تاكاتوشي من مطعم السوشي ”ران“ في كاليفورنيا كمرشح للولايات المتحدة، تليه هان داي وون من فندق شيراتون إنتشون الذي استولى على التاج في كوريا الجنوبية يوم ١٨ يونيو/حزيران في سيؤول. تنتهي التصفيات في أكتوبر/تشرين الأول بعد معرفة البطل الفرنسي في باريس.

وتنقسم المسابقة إلى قسمين: إيدوماي والسوشي الإبداعي. المشاركون لديهم ١٠ دقائق لإعداد سبع قطع لإثبات معرفتهم بأسلوب إيدوماي تليها ساعة لخلق طبق أصلي مكون من ٢٠ قطعة. توازن هذه الصيغة بين المهارات التقليدية التي يتميز بها الطهاة اليابانيين، والتفسير الأصلي والإبداع التي أصبحت سمة مميزة للسوشي في الخارج. يتم تقييم الإبداعات من قبل اثنين من ممثلي المعهد العالمي للسوشي الفني وثلاثة من أعضاء لجنة التحكيم المحلية.

الجو الغير مألوف أعطى تحديا إضافيا للمتنافسين.

مسابقة تحدي السوشي العالمية مفتوحة للطهاة مع ثلاث سنوات أو أكثر من الخبرة. المنظمون واثقون من أن المسابقة ستصبح عاملا أساسيا كبيرا، لجذب المواهب الجديدة ولفت الانتباه إلى كل من الجوانب التقليدية والديناميكية المحيطة بإعداد السوشي.

هدف رئيسي واحد من المسابقة هو التعليم. لدى المشاركين خيار الانضمام إلى ندوة تستمر يومين يديرها المعهد العالمي لمهارات السوشي تغطي جوانب مختلفة من السوشي، بما في ذلك التاريخ، وتقنيات الإعداد، والنظافة، وكذلك التدريب العملي وفرصة لكسب شهادة كفاءة السوشي.

اليابان تختار بطلها

بدأ تحدي السوشي العالمي في طوكيو يوم ٢ سبتمبر/أيلول بمشاركة ١١ متسابقا من جميع أنحاء البلاد للتنافس والحصول على فرصة لتمثيل اليابان في المرحلة النهائية في نوفمبر/تشرين الثاني. تعين على المشاركين التعامل مع صعوبة العمل في بيئة غير مألوفة لهم ومع الضغط كونهم كانوا تحت المراقبة المستمرة من قبل لجنة التحكيم ووسائل الإعلام.

بطل اليابان جيبيكي جون

في النهاية، توج جيبيكي جون من مطعم كوما للسوشي في محافظة كاناغاوا كبطل اليابان. المخضرم ذو الـ٢٧ عاما حصل على علامات عالية لإعداد سوشي إبداعية، مع موافقة الحكام على استخدامه للصلصات والمزج بين الجوانب التقليدية المتعلقة بإعداد السوشي. خلال حفل توزيع الجوائز أعرب جيبيكي حرصه على اختبار مهاراته في المباراة النهائية ضد طهاة السوشي من جميع أنحاء العالم.

نجم صاعد

مسابقة تحدي السوشي العالمية ليس فقط فرصة لتسليط الضوء على مهارات السوشي، ولكنها بمثابة منبر لمجلس المأكولات البحرية النرويجية لتعزيز مساهمته في تطور السوشي. ووفقا لممثل المجلس النرويجي في تصفيات اليابان، لم يصبح السلمون ”نيتا Neta“ ذو شعبية حتى قبل ٣٠ عاما، عندما قدمت الحكومة النرويجية السلمون الأطلسي المستزرع في البلاد كمكون محتمل للسوشي وبديل سمك التونة، التي تهدد احتياطاته العالمية بسبب الصيد الجائر.

حتى ذلك الحين لم يكن يعتبر سمك السلمون عنصرا من السوشي حيث اعتبرت الأصناف المحلية هزيلة للغاية وعرضة للطفيليات مما يمنع التمتع بتناولها نيئة، في حين أن واردات المزارع التي قطعت من مسافات طويلة إلى اليابان، غالبا ما افتقرت إلى الجودة المطلوبة. ومع ذلك، فإن التدقيق المكثف في المزارع السمكية النرويجية غيّر ذلك، وسمح لسمك السلمون ليصبح العنصر الأول. يتم تجميد كل عام عشرات الآلاف من الأطنان من سمك السلمون من النرويج وشحنها إلى اليابان طازجة.

بالطبع السلمون له دور مركزي في مسابقة تحدي السوشي العالمية، حيث يتعين على المنافسين إعداد قطعتين من هذا المكون كإيدوماي وثمانية قطع من السوشي الإبداعي، ولكن النجوم الحقيقيين هم طهاة السوشي وثقافة السوشي. مع تقدم مراحل التصفيات، لدى اليابان والعالم الفرصة لرؤية إلى أي مدى يمكن لتقليد السوشي الانتشار في جميع أنحاء العالم.

(المقالة الأصلية باللغة الإنكليزية بتاريخ ١٢ سبتمبر/أيلول ٢٠١٥. صورة العنوان: منافس يضع اللمسات الأخيرة على قسم السوشي الإبداعي من المسابقة.)

السوشي النرويج