أباطرة من تاريخ اليابان

ثقافة

يمتد النظام الإمبراطوري الياباني إلى الوراء عبر تاريخ البلاد المسجل وكذلك إلى العصور الإسطورية في حقبة ما قبل التاريخ. ونادراً ما كان الأباطرة يحكمون بشكل مباشر، ولكن كان لهم تأثير في الناحية السياسية للبلاد في كثير من الأحيان. كما أنهم يلعبون دوراً كهنوتياً في ديانة الشنتو، حيث يسود الاعتقاد بأنهم ينحدرون مباشرة من آلهة الشمس أماتيراسو.

الإمبراطور جينمو

وفقا لما ورد في سجلات كوجيكي ونيهون شوكي التي كتبت في أوائل القرن الثامن، يعتبر أول إمبراطور أسطوري لليابان أسس البلاد في عام ٦٦٠ قبل الميلاد. يقال إنه قبل تتويجه على العرش فاز بمعركة كبيرة عندما طار طائر ذهبي وحط على قوسه مما أبهر أعدائه. وقد أنشأت حكومة ميجي في عام ١٨٧٣عطلة رسمية باسم كيغينسيتسو يوم ١١ فبراير/ شباط من أجل الاعتراف بصعوده إلى العرش. في عام ١٩٤٠، احتفلت حكومة فترة الحرب ببذخ بمناسبة الذكرى السنوية الافتراضية رقم ٢٦٠٠ على بداية حكمه. تم حظر العطلة في فترة ما بعد الحرب، ولكنها أعيدت مرة أخرى كيوم التأسيس الوطني لتصبح عطلة وطنية في عام ١٩٦٦.

الإمبراطورة سويكو (٥٥٤-٦٢٨)

تعد سويكو الإمبراطورة الثالثة والثلاثين في الترتيب التقليدي، وقد توجت على عرش اليابان في عام ٥٩٢ لتصبح بذلك أول إمبراطورة أنثى غير أسطورية في تاريخ اليابان والأولى بين ثماني امبراطورات جلسن على عرش اليابان في التاريخ المسجل. وقد ساعدها في الحكم ابن أخيها الأمير شوتوكو (٥٧٤-٦٢٢) كنائب لها. وشهد عصرها ازدهاراً كبيراً للديانة البوذية حيث تم تشييد معبد هوريو- جي في مدينة نارا. كما بدأت اليابان إرسال البعثات الدبلوماسية إلى الصين خلال فترة حكمها.

الإمبراطور أنتوكو (١١٧٨-١١٨٥)

اعتلى العرش منذ نعومة أضافره حين كان يبلغ من العمر عامين، ولكن كان أنتوكو مجرد حاكما شكلياً للسلطة الفعلية التي مارسها جده القائد العسكري تايرا نو كييوموري. تميزت حياته القصيرة بالحرب التي قام بها في الفترة بين عامي ١١٨٠-١١٨٥ بين عشيرة تايرا وميناموتو، والتي بلغت ذروتها في معركة بحرية تدعى دان نو ؤرا في عام ١١٨٥. خلال محاولة الإمبراطور الشاب الفرار مع باقي قوات تايرا، غرق مع جدته توكيكو زوجة كييوموري، التي قالت للصبي: ”توجد عاصمتنا في أعماق البحر“ وغرق معه السيف المقدس والذي يعد واحد من الرموز الثلاثة المقدسة في الأسرة الإمبراطورية اليابانية.

الإمبراطور غو-دايغو (١٢٨٨-١٣٣٩)

لقد كان الأباطرة أنفسهم ضحايا للمكائد السياسية في كثير من الأحيان. ففي عام ١٣٣١ تم نفي الإمبراطور غو- دايغو إلى جزر أوكي بتهمة التآمر لتدمير شوغونية كاماكورا، ولكنه هرب منها في عام ١٣٣٣، حيث نجحت محاولته الثانية لإسقاط الحكم. لكن كانت مدة حكمه قصيرة حيث اضطر إلى الفرار عندما انقلب أشيكاغا تاكاؤجي أحد مؤيديه ضده في عام ١٣٣٥. أسس تاكاؤجي شوغونية موروماتشي، ووضع إمبراطوراً جديدا على العرش، ولكن غو- دايغو شكل بلاطا جنوبياً منافساً و طالب بالسلطة حتى عام ١٣٨٢، عندما تنازل الإمبراطورغو- كاميياما عن الحكم ونقل العرش إلى الإمبراطور غو- كوماتسو من البلاط الشمالي.

الإمبراطور كومي (١٨٣١-١٨٦٧)

هو الإمبراطور الحادي والعشرون بعد المائة وفقا للترتيب الياباني التقليدي. وقد امتدت فترة حكمه من عام ١٨٤٦حتى ١٨٦٧. وخلال تلك الفترة العاصفة كانت هناك العديد من الضغوط على اليابان لكي تنفتح على العالم الذي كان يتطور بشكل متسارع وقتها. لكن تمسك كومي بالتقاليد جعله يلعب دوراً سياسياً نشطاً، مشككاً في الحاجة إلى التعامل مع الدول الأجنبية. حيث بلغت معارضته لفكرة الانفتاح ذروتها بإصداره ”مرسوم طرد البرابرة“ في عام ١٨٦٣. وقد توفى في عام ١٨٦٧ حيث لم يعش طويلاً بسبب مرض الجدري الذي أودى بحياته، وأشرف ابنه الإمبراطور ميجي على ظهور اليابان على الساحة العالمية. كان كومي آخر إمبراطور له ”نينغو“ متعددة، أو أسماء للعصور التي حكم فيها. ومنذ عصر الإمبراطور ميجي أصبح اختيار نينغو يتم في بداية فترة حكم الإمبراطور ويستمر ليصبح لقباً له بعد وفاته.

مصادر الصور:

الإمبراطور جينمو https://commons.wikimedia.org/wiki/File:Tenn%C5%8D_Jimmu.jpg الإمبراطورة سويكو https://commons.wikimedia.org/wiki/File:Empress_Suiko_2.jpg الإمبراطور أنتوكو https://commons.wikimedia.org/wiki/File:Emperor_Antoku.jpg الإمبراطور غو-دايغو https://commons.wikimedia.org/wiki/File:Emperor_Godaigo.jpg الإمبراطور كومي https://commons.wikimedia.org/wiki/File:The_Emperor_Komei.jpg

(جميع الصور من ويكيميديا كومنز)

(صورة العنوان: صورة من مطبوعة بين عامي ١٨٤٢و١٨٤٣ بواسطة أوتاغاوا كونييوشي، تظهر الإمبراطور أنتوكو على كتف تايرا نو توكيكو، يتلقى تقريرا من المحارب ساغا غورو ميتسوتوكي خلال معركة دان نو ؤرا. مقدمة من مشروع كونيوشي.)

التاريخ إمبراطور