عودة الشباب الياباني للتقاليد في زمن متقلب!

مجتمع

كشف مسح حكومي مؤخراً زيادة في الدعم لنموذج الأسرة التقليدية المتمثلة بالزوج العائل والزوجة ربة المنزل، وخاصة بين الشباب في العشرينات من العمر. هوندا يوكي تنظر بعين الاعتبار إلى التفسيرات المحتملة لهذا التطور.

هل المنزل هو مكان الزوجة؟ هناك نسبة متزايدة من الشباب في اليابان على ما يبدو تعتقد ذلك. على مدى العقدين الماضيين قام مكتب رئيس الوزراء بإجراء دراسات إستقصائية للرأي العام بشأن المساواة بين الجنسين في فترات تراوحت بين سنتين وثلاث سنوات. وكانت النسبة المئوية للأفراد الذين أعربوا عن تأييدهم لعبارة ”الزوج يذهب إلى العمل والزوجة هي ربة المنزل“ تنخفض بشكل مطرد وذلك من أول مسح أجري في عام ١٩٩٢، وحتى المسح السادس الذي أجري عام ٢٠٠٩. ولكن في دراسة استقصائية أجريت في أكتوبر/ تشرين الأول عام ٢٠١٢، قفزت حصة المؤيدين بنسبة ١٠٪ لتصل إلى أكثر بقليل من ٥٠٪.

ولربما يعزى هذا الاستنتاج، الذي لفت الكثير من الانتباه، في جزء منه إلى شيخوخة السكان في اليابان، نظراً لأن المسنين هم على الأرجح أكثر الناس تأييدا لفكرة بقاء المرأة في المنزل. ولكن ما هو الجدير بالملاحظة بشكل خاص هو أنه في آخر استطلاع ارتفاع نسبة الشباب الذين هم في العشرينات من عمرهم والمؤيدين للعبارة المذكورة أعلاه بحوالي ٢٠ نقطة لتصل إلى ٥٠٪.

أسباب عودة المرأة مرّةً أخرى للمنزل

جلبت نتائج المسح الأخير بشأن المساواة بين الجنسين عدداً من القراءات المختلفة. ففي مقال نشرته صحيفة نيكي في ١٥ ديسمبر/ كانون الأول، فسر أحد الموظفين في مكتب مجلس الوزراء ممن شارك في الاستطلاع المشار إليه بأن هذه النتائج هي انعكاس لميول الناس لوضع وزن أكبر للروابط الأسرية في أعقاب زلزال شرق اليابان الكبير. أيضاً وفي اليوم نفسه، نشرت صحيفة أساهي، وهي صحيفة يومية رئيسية، تصريحات يوهي هارادا، المحلل في شركة هاكوهودو المتخصصة في أبحاث تتعلق بحياة الشباب: ”في أعقاب إفلاس بنك ليمان، تدهورت صورة العمل بالنسبة للكثيرين من الشباب. فحين تكون الأوقات عصيبة، يميل الناس عادة إلى الاعتقاد بأن المرأة بحاجة الى الخروج من المنزل والعمل أيضاً. ولربما تكون صعوبة تطبيق نمط الحياة المتمثل بـ (ذهاب الزوج إلى العمل وبقاء الزوجة في المنزل)هو ما يجعله خيار ممنوع مرغوب“.

وفي ٢٨ ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، نّوهّت مجدداً صحيفة رئيسية أخرى، وهي صحيفة ماينيتشي، إلى تعليقات بشأن المسح الأخير من ماساهيرو يامادا، وهو أستاذ علم النفس في جامعة تشوو: ”ليس هناك شك في أن ظروف العمل الكئيبة للشباب هي جزء من خلفية هذا التحول في ميول الناس. فقد تذمر طالب جامعي منهك وهو يبحث عن عمل، وقال بأنه سيكون الزوج الذي يجلس في المنزل إذا كان له الخيار في ذلك. إن النمط المعياري للعمل في الشركات اليابانية تفترض أن يعمل موظفيهم بشكل دائم وأن يكون لديهم زوجات في انتظارهن في المنزل. ولذا نجد أن الناس يجدون صعوبة في القيام بالعمل الإضافي أو العمل في عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الأخرى، وهنا فإنه لا مفر من تزايد أعداد الرجال الذين يعتقدون أنهم لا يستطيعون التعامل مع هذا الوضع دون مدبرة منزل لمساعدتهم، وكذلك أعداد النساء اللواتي يعتقدن أنه من المستحيل مواصلة العمل بعد الزواج وإنجاب الأطفال. من جهة أخرى، تتزايد أعداد النساء اللاتي يفضلن البقاء في المنزل إذا لزم الأمر وذلك لغياب الدافع للعمل بدوام جزئي بسبب تدني الأجور والظروف الغير نظامية (عقود عمل مؤقتة). والتي هي بحدّ ذاتها مشكلة كبيرة مع هذا التفضيل للتفرغ من أجل التدبير المنزلي حيث مسألة توظيف الشباب الذكور أصبحت بدورها غير مستقرة أيضا“.

التشكيك في أهمية الروابط الأسرية

لقد نشر مكتب رئاسة الوزراء النتائج الأولية فقط للمسح، وبالتالي فإنه لا يمكننا معرفة مدى صحة التفسيرات أعلاه إلا على أساس الأدلة الداعمة. ولكن دعونا نرى إلى أي مدى يمكننا الحصول على تقييم لها.

 يمكننا القول في بادئ الأمر إن التفسير المعطى أن نتائج المسح تعكس أهمية الروابط الأسرية في أعقاب زلزال ١١ مارس/ آذار ٢٠١١ هو تفسير مشكوك فيه. حيث يمكننا أن نجد أن بيانات تظهر تحولا في التفضيلات نحو نموذج الزوج العائل والزوجة ربة المنزل حتى قبل كارثة الزلزال ولا سيما بين الشباب. وقد أجرى المعهد الوطني للسكان وبحوث التأمينات الاجتماعية مسحاً استطلاعياً شاملاً على مستوى البلاد حول اتجاهات الأسرة بين النساء المتزوجات كل خمس سنوات وذلك منذ عام ١٩٩٣، سمي بالمسح الوطني لشؤون الأسرة. أظهرت الدراسات الاستقصائية الثانية والثالثة (في عامي ١٩٩٨ و٢٠٠٣) انخفاضاً في حصة الأفراد المؤيدة لعبارة ”الزوج يجب أن يعمل، والزوجة يجب أن تكرس نفسها للعمل المنزلي“، ولكن في المسح الرابع، الذي أجري في عام ٢٠٠٨، انتعشت النسبة المئوية، لتظهر ارتفاعا كبيرا خاصة بين الشباب في العشرينات من العمر.

ماذا عن التفسير الذي اقترحه كلا من هارادا ويامادا عن تدهور حالة العمالة والتي أدت إلى تحول في المشاعر؟ أشار هارادا إلى صدمة انهيار وإفلاس بنك ليمان براذرز عام ٢٠٠٨، وما تلى ذلك من ازمة مالية عالمية وانكماش اقتصادي حاد. ولكن ليس من الواضح فيما إذا لعب هذا دورا رئيسيا للتغيير في عقول الشباب. وقد تدنت صورة العمل بشكل كبير بين الشباب بين عامي ٢٠٠٠ و٢٠٠٤، ولكن في هذه المرحلة كانت أعداد الشباب التي تدعم فكرة الزوج المعيل والزوجة التي تكرس نفسها للعمل المنزلي لا تزال منخفضة. وقد يكون تعليق يامادا يخلط ما بين وجهات نظر المتزوجين تجاه استراتيجيات سبل العيش وآراء غير المتزوجين تجاه الزواج، بما في ذلك وجهات نظر الرجال والنساء في كلتا الفئتين. لذا ينبغي النظر في هذه العوامل بشكل منفصل وذلك حسب الحالة الزوجية والجنس.

شباب يسعى للاستقرار وأمهات قلقات

وفقا لمسح عام ٢٠١٠، فقد تراوحت نسبة الرجال غير المتزوجين بين ٢٥ و ٢٩ سنة بنحو ٧٠٪، في حين أن نسبة النساء في نفس الفئة العمرية كانت ٦٠٪، ولذا يمكن الافتراض بأن معظم الأفراد في العشرينات الذين استجابوا للمسح من قبل مكتب مجلس الوزراء هم من العزاب. وعلى الرغم من فصل البيانات حسب الجنس والعمر والحالة الاجتماعية، إلا أنها لا تميز بين الاشخاص المتزوجين وغير المتزوجين داخل كل فئة عمرية. كما انه يمكن افتراض وجود نسبة عالية من المستطلعين غير المتزوجين من الشباب نسبياً. وبين تلك الفئة من غير المتزوجين أيضاً، حيث وافقت نسبة كبيرة على فكرة ”الزوج يجب أن يعمل، والزوجة يجب أن تكرس نفسها للعمل المنزلي“ (انظر إلى الجدول). لماذا هناك العديد من الشباب الغير متزوج ممن يؤيدون هذه الفكرة؟

قلة من المستطلعين غير المتزوجين في العشرينات من العمر لايزالون في المدرسة، ولكن معظمهم قد تخرج ولديهم وظائف عمل. وإذا نظرنا إلى بيانات مفصلة من المسح الحكومي للقوى العاملة عام ٢٠١١، نجد أن من بين الأشخاص العاملين في المجموعة العمرية ٢٥-٣٤ سنة، نحو١٥٫٢٪ من الذكور و٤١٪ من الإناث يعملون بعقود مؤقتة وبدوام جزئي، أما البقية فلديهم وظائف عمل نظامية بموجب (عقود عمل).

وعلاوة على ذلك، ووفقاً للمسح الثالث حول توظيف الشباب في طوكيو من ذوي العشرينات من العمر أجراه معهد اليابان لسياسة العمل والتدريب عام ٢٠١١، تبينّ أنّ حصة كل من الذكور والإناث ممن لديهم وظائف عمل نظامية أعلى من المسح السابق الذي أجري في عام ٢٠٠٦، حيث حصل الكثير منهم على وظائف عمل بعد التخرج مباشرة خلال سنوات الانتعاش الاقتصادي التي عاشتها اليابان من عام ٢٠٠٤ حتى عام ٢٠٠٨. وأيضاً، ومن خلال المقارنة مع المسح الأول الذي أجري في عام ٢٠٠١، كان هناك انخفاضاّ في تأييد المستطلعين وتعاطفهم مع نمط حياة (freeter) والتي تعني باليابانية الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ١٥ و ٣٤ الذين يفتقرون إلى العمل بدوام كامل أو عاطلون عن العمل، باستثناء ربات البيوت والطلاب، كما كانت هناك رغبة في الاستقرار مع وظيفة ثابتة.

دعونا نرى ما يحدث مع المتزوجين. إذا نظرنا إلى آراء المستطلعين للمسح الوطني للأسرة الذي أجري عام ٢٠٠٨، بغض النظر عن العمر، نجد أن التأييد لنموذج الزوج العائل والزوجة مدبرة المنزل لم يتغير تقريبا بين ربات البيوت والذين يعملون لحسابهم أو العاملين في الشركات العائلية، ولكن بين أولئك الذين يعملون في حالة منتظمة (عقد عمل) أو بدوام جزئي، كانت هناك زيادة بنسبة ١٢٪ و ٨٪ على التوالي مقارنة مع المسح الثالث. كما كانت ايضاً نسبة تأييد عبارة ”ينبغي على الزوج والزوجة إعطاء الأولوية للأطفال حتى على حساب تقديم تضحيات معينة“ مرتفعة في المسح الرابع بين الشباب في العشرينات والزوجات العاملة بدوام كامل أو جزئي.

وفي الوقت نفسه، وفقا لنتائج مسح متعلق برعاية الطفل يقيمه مركز (Benesse) للبحث التربوي والتطوير منذ عام ١٩٩٧ (كان آخره عام ٢٠١١)، ازدادت في السنوات الأخيرة نسبة الآباء الذين يحاولون جاهدين دعم أطفالهم من حيث التعليم والقبول المدرسي أو الجامعي، والذين يشعرون بالقلق إذا لم يحصل أطفالهم على دروس إضافية بعد المدرسة. وقد وافقت نسبة لا بأس بها من المُستَطلعين على فكرة أن الزوج يجب أن يعمل، والزوجة يجب أن تكرس نفسها للعمل المنزلي.

 جزء من المشاركين موافقٌ على فكرة أن الزوج يجب أن يعمل، والزوجة يجب أن تكرس نفسها للعمل المنزلي

(مكتب رئاسة الوزراء، ”استطلاع الرأي العام بشأن المساواة بين الجنسين“، أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٢)
مسح أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٢ (٪) تغيير من مسح أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠٠٩ السابق، نقاط حسب النسب المئوية
موافق موافق إلى حد ما زيادة نسبة الموافقة زيادة نسبة الموافق لحد ما مجموع الزيادة
المجموع ١٢٫٩ ٣٨٫٧ ٢٫٣ ٨٫٠ ١٠٫٣
النساء ١٢٫٤ ٣٦٫٠ ٢٫٩ ٨٫٢ ١١٫١
الرجال ١٣٫٣ ٤١٫٨ ١٫٤ ٧٫٨ ٩٫٢
حسب العمر (الذكور أعلاه، الإناث أدناه)
٢٠- ٢٩ ٥٫٦ ٣٨٫١ ٢٫٢ ١٣٫٧ ١٥٫٩
٩٫٣ ٤٦٫٤ ٦٫٥ ١٤٫٩ ٢١٫٤
٣٠ـ ٣٩ ٦٫٦ ٣٥٫٠ ١٫٠ ٤٫٥ ٥٫٥
١٠٫٧ ٤١٫٥ ٥٫٨ ١٫٣ ٧٫١
٤٠- ٤٩ ٧٫١ ٣٣٫٨ ٤٫٥ ٣٫١ ٧٫٦
١٠٫٣ ٤٠٫٦ ٤٫٥ ٤٫٣ ٨٫٨
٥٠- ٥٩ ٦٫٢ ٣٤٫٢ ١٫٥ ٩٫٠ ١٠٫٥
٨٫٧ ٣٨٫٥ -١٫٧ ٤٫٩ ٣٫٢
٦٠- ٦٩ ١١٫٩ ٤٠٫٣ -٢٫٦ ١٣٫٨ ١١٫٢
١٢٫٧ ٤٣٫١ -٢٫٦ ١٥٫٠ ١٢٫٤
٧٠- ٢٧٫٠ ٣٥٫٢ ٤٫٣ ٦٫١ ١٠٫٤
٢٢٫٩ ٤٢٫١ -٠٫٧ ٦٫٠ ٥٫٣
حسب وضع التوظيف (الذكور أعلاه، الإناث أدناه)
موظف ٤٫٩ ٣٠٫٠ ١٫٤ ٧٫٠ ٨٫٤
٩٫٢ ٤٣٫٠ ٢٫٦ ٧٫٦ ١٠٫٢
من يعمل لحسابه لخاص ١١٫٦ ٣٧٫٩ ٧٫٠ ١٤٫٩ ٢١٫٩
١٦٫٥ ٣٦٫٩ ١٫٠ ٣٫٤ ٤٫٤
عمل أسري ١٢٫٧ ٣٨٫٠ ٠٫٣ ٩٫١ ٩٫٤
١٤٫٣ ٢٨٫٦ ١٠٫٠ -١٩٫٢ -٩٫٢
ربة منزل / زوج في البيت ١٦٫٧ ٤٣٫٦ ٣٫٤ ١٠٫٥ ١٣٫٩
١٧٫٢ ٣٧٫٩ -٢٫٨ ٨٫٨ ٦٫٠
لا شيء ٢٤٫٤ ٣٤٫٢ ٤٫٧ ٣٫٩ ٨٫٦
٢٠٫٠ ٤٢٫٩ -١٫٧ ١٢٫٣ ١٠٫٦
حسب الحالة الزوجية (الذكور أعلاه، الإناث أدناه)
متزوج أو أعيش مع شريك ١١٫٩ ٣٦٫٢ ٢٫٩ ٧٫٧ ١٠٫٦
١٣٫٥ ٤٢٫١ ١٫٢ ٧٫٢ ٨٫٤
مطلق أو أرمل ٢١٫٦ ٣٤٫٥ ٣٫٩ ٥٫٥ ٩٫٤
٢٢٫٩ ٤٢٫٢ -٦٫٤ ١٦٫١ ٩٫٧
لم يسبق لي الزواج ٤٫٧ ٣٦٫٣ ٠٫٨ ١٤٫٦ ١٥٫٤
١٠٫٠ ٤٠٫٦ ٥٫٧ ٧٫٦ ١٣٫٣

فرضية لتفسير نتائج مسح مكتب مجلس الوزراء

بناء على ما تقدم، فإنيّ أود أن أطرح فرضيتان لتفسير رد فعل الشباب من ذوي العشرينات في مسح مكتب مجلس الوزراء الذي أجري في شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام ٢٠١٢:

(١) التفكير الرجعي ناجم عن تحسن اقتصادي مؤقت: لعل الزيادة في فرص العمل النظامية بسبب التحسن الاقتصادي المؤقت أدى إلى عودة جزئية بين العاملين من الشباب من ذوي العشرينات (غير المتزوجين في المقام الأول) إلى المفهوم الياباني الذي ينص على أن الرجل هو المسؤول عن دعم الأسرة والذي ساد قبل انفجار الفقاعة الاقتصادية في بداية التسعينات.

(٢) الحرص على رعاية الأطفال: ربما تكون الزوجات العاملات قد شعرن بصعوبة الجمع بين العمل والمسؤوليات المنزلية، وبخاصة تربية الأطفال، ويرتبط هذا بفكرة أن المرأة يحبذ لها البقاء في المنزل لتجعل من الأطفال الأولوية الأولى .

ويتوقع أن يبقى التفكير الرجعي موجوداً إلى حد ما، وربما تمشياً مع المتغيرات الاقتصادية. وبالتالي فإنّ القلق بشأن تربية الأطفال، في الوقت نفسه، قد يستمر لفترة مزمنة نظراً لعدم اليقين بشأن الصيغة المستقبلية للمجتمع والمسؤولية الكبيرة التي تتحملها الأسر فيما يتعلق بتربية الأطفال في اليابان.

تقسيم صارم للعمل حسب الجنس

اليابان هي من بين الدول المتقدمة، وبلد يعد فيها تقسيم أدوار العمل حسب الجنس أمرا بارزا بشكل خاص. ووفقاً لمؤشر المساواة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فقد احتلت اليابان المرتبة ١٠١ من أصل ١٣٥ بلداً في الترتيب، وتأتي في المرتبة الأخيرة بين مجموعة الدول الثماني.

ولدى اليابان معدل مواليد منخفض وشيخوخة سكانية، وكانت الحكومة ومازالت تبحث عن طرق لتشجيع المرأة على العمل خارج المنزل للمساعدة في تعويض الانخفاض في عدد السكان في سن العمل. ولكن نظراً لاستمرار التقسيم التقليدي للعمل بين الجنسين، وذلك جنباً إلى جنب مع قلق الوالدين حول مستقبل أطفالهم، فقد يكون من المستحيل بالنسبة لليابان تحقيق توازن جيد في العمل والاستفادة من قدرات الأفراد بغض النظر عن الجنس، وما لم يتم تنفيذ سياسات شاملة لتحويل أساليب العمل وتحويل المسؤولية عن تربية الطفل من المنزل إلى المجتمع ككل.

فإن الأمل يحذوني بأن تتحرك اليابان بأسرع ما يمكن لاعتماد القيم الاجتماعية والنظم التي سوف تغيرنا من بلد تعمل فيه النساء على مضض وبشعور مرير وكأنّهن يضحين بمصالح أبنائهن إلى بلد يتمكن فيها الرجال والنساء من اختيار أساليب حياتهم الخاصة بمرونة وسهولة وحرية.

(المقالة الأصلية باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية، ١٧ فبراير/ شباط ٢٠١٣)

الأسرة الشباب الاقتصاد المجتمع