اختصار الوقت اللازم للعودة للإنتاج بعد وقوع الزلازل وجهود شركة سوني

اقتصاد

من الممكن أن يتعرض الأرخبيل الياباني في كل جزء من أجزائه لزلزال كبير. فإذا تعرضت مصانع التكنولوجيا الفائقة التي تصطف في غرفها النقية أجهزة التصنيع الدقيقة للضرر، فستستغرق عملية إعادة الانتاج وقتا طويلا، وسيؤثر ذلك بشكل كبير على سلسة فروع التوريد. لذلك بدأت كل شركة من الشركات باتخاذ تدابير جادة لمواجهة الزلازل، مع الأخذ بعين الاعتبار الدروس المستفادة منها. ومصنع مجموعة سوني في كوماموتو الذي تعرض لزلزال مدمر في السنة الماضية هو من أحد تلك المصانع.

أجهزة دقيقة وضعيفة ضد اهتزاز الزلازل

يوجد في محافظة كوماموتو مصنع تابع لشركة سوني اليابانية لتصنيع أشباه الموصلات (المقر الرئيسي محافظة كوماموتو)، حيث أنه مصنع للتكنولوجيا الفائقة لتصنيع أجهزة الاستشعار التي تستخدم في الهواتف الذكية والكاميرات الرقمية وغيرها من الأجهزة.  إلا أن المصنع قد توقف عن العمل لمدة ٣ أشهر ونصف، وأصبح غير قادر على إنتاج الكاميرات الرقمية وغيرها من المنتجات الأخرى، بسبب توقف توريد الأجزاء المكونة لها وذلك جراء زلزال كوماموتو الذي وقع في أبريل/ نيسان من عام ٢٠١٦، والذي تجاوزت قوته ٧ درجات على مقياس ريختر.

واستعدادا لمثل هذا الوضع في نفس المصنع، تم في السنة الأولى بعد وقوع الزلزال القيام بتعزيز أبنية المصنع التي تتطلب القيام بذلك بشكل عاجل، واتخاذ تدابير لدعم مقاومة الأنابيب للزلازل، ومراجعة الإجراءات الأولية التي يجب اتخاذها عند وقوع الزلازل وغيرها من الإجراءات الأخرى. وسيتم أيضا العمل على وضع تدابير مقاومة الزلازل على مدى العامين المقبلين.

وقال هيروكي سوزوكي المدير التنفيذي للشركة ”إنه من الآن فصاعدا حتى لو حدث زلزال بنفس قوة الزلزال الذي حدث في المرة الأخيرة، فسنكون مستعدين لاستئناف الإنتاج في غضون شهرين، ولن يكون هناك ضرورة لإزعاج العملاء“. وعادة يتم الاحتفاظ بمخزون شهرين من كمية الإنتاج الذي يتم توزيعه، ويتم الحساب على أن العرض من الإمدادات لن يتوقف إذا عاد المصنع لوضعه الطبيعي خلال شهرين.

وخلال إعادة النظر في خطة استمرارية المشروع (BCP)، قمنا بإدخال نظام جديد للتحذير من الزلازل. وفي حالة الزلازل التي تحدث مباشرة مثل زلزال كوماموتو، يكون الوقت من الهزة الأولية الخفيفة (الموجة P) وحتى وصول الموجة الرئيسية (الموجة S) قصيرا. وإذا كان من الممكن إيقاف خط الانتاج بأسرع وقت ممكن بعد المعرفة بوقوع الزلزال، فإنه من الممكن الحد من الضرر في المصنع عند أدنى حد.

وفي خط تصنيع أصناف النواقل يتم صف الكثير من أجهزة التصنيع الباهظة الثمن والدقيقة. وتعد معدات التعرض لأشباه الموصلات التي تشكل الدوائر الإلكترونية الدقيقة على رقائق السيلكون ذات أهمية خاصة. وإذا كسرت الرقاقة مع العدسة عالية الأداء التي تعكس ضوء الليزر على الرقاقة بسبب هزة الزلزال، سيستغرق إصلاحها وقتاً طويلاً وتكلفة هائلة.

لن يكون هناك وقت كافٍ عند الإنذار المبكر

وبالنظر إلى زلزال كوماموتو (الهزات الأولية قبل وقوع الهزة الرئيسية) والذي وقع في الساعة التاسعة وست وعشرون دقيقة من ليل اليوم الرابع عشر من شهر أبريل/نيسان من العام الماضي، كشف جهاز رصد الزلازل” كوماموتو إيزومي“ الذي قامت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية بتركيبه أنه تم اكتشاف الموجة P بعد ٤٫٣ ثوانٍ من وقوع الزلزال، وأن الإنذار المبكر عن الزلازل انطلق بعد٨٫١ ثوانٍ من وقوعه.

من ناحية أخرى، ضربت الموجة S مصنع سوني في كوماموتو بعد ٥٫٥ ثوانٍ من وقوع الزلزال. أي أنه عندما انطلق الإنذار المبكر عن الزلازل، كان المصنع كله يهتز بشكل كبير. لذلك لم يكن هناك وقت كافٍ للقيام بإيقاف خط الإنتاج.

وبعبارة أخرى، لا يمكننا حماية قواعد الإنتاج إذا كنا نعتمد فقط على الإنذار المبكر عن الزلازل الذي تطلقه وكالة الأرصاد الجوية. وفي الإنذار المبكر عن الزلازل الصادر عن وكالة الأرصاد الجوية تقوم أجهزة قياس الزلازل والتي تم تثبيتها في حوالي ١٠٠٠موقع في كل اليابان بالكشف عن الموجة P وبعد ذلك يتم تخمين مركز الهزة وشدتها، ويتم توقع شدة الزلزال في كل منطقة من المناطق. وحتى تقوم وكالة الأرصاد الجوية بإصدار إنذار في أسرع وقت ممكن، يجب الكشف عن الموجة P بالقرب من المصنع والتنبؤ بسرعة وصول الموجة S من بيانات الموجة P.

نظام فريد للإنذار المبكر عن الزلازل

في هذه المرة أدخلت سوني نظاما للإنذار المبكر عن الزلازل على نفقتها الخاصة. وهو عمل مشترك مع شركة خاصة للتطوير التقني تسمى شركة ميلوكا للوقاية من الكوارث (المقر الرئيسي في طوكيو). حيث قامت بتثبيت ثلاثة أجهزة لقياس قوة الزلازل في مباني مصنع كوماموتو خلال السنة المالية الحالية. وتم العمل على بناء نظام ينقل الإنذار المبكر إلى المصنع بسرعة أكبر قبل مجيء الهزة الكبيرة، وذلك من خلال توظيف بيانات الإنذار المبكر التي يصدرها نظام ميلوكا للوقاية من الكوارث ووكالة الأرصاد الجوية اليابانية.

وفي الوقت الحالي، حتى لو حدث زلزال من نفس درجة زلزال كوماموتو الذي حدث العام الماضي، فقد أصبح من الممكن إصدار إنذار مبكر عن الزلزال قبل ثانيتين من وصول الموجة S، وبالتالي تم تحقيق الهدف بالقدرة على إيقاف خط الإنتاج بأمان خلال الثانيتين قبل وصول الموجة S.

أيضا، إذا وضع كل مصنع من المصانع المحيطة خطة خاصة به لقياس درجة الزلازل، سيصبح من الممكن تقصير سرعة الكشف وتحسين دقة الإنذار المبكر، من خلال استخدام البيانات بشكل متبادل عبر الاتصال بشبكة واحدة. وتدعو سوني الشركات الأخرى في محافظة كوكاموتو على القيام بثبيت أجهزة قياس قوة الزلازل، وبالإضافة إلى ذلك، تخطط إلى تثبيت أجهزة قياس قوة الزلازل في مصانعها في محافظات ناغاساكي، وأويتا، وكاغوشيما، بهدف تحسين جودة نظام الإنذار المبكر.

أخذ العبرة من زلزال كوماموتو

في مصانع التكنولوجيا الفائقة كمصانع سوني، يمكن تقليل الضرر إذا أمكن إيقاف خط الإنتاج قبل وصول الهزة الكبيرة. وفي منطقة توكاي حيث هناك قلق من وقوع زلزال يسمى زلزال تونان كاي (زلزال البحر الجنوبي الشرقي)، قام فرع تويوهاشي لشركة نيتو دينكو أيضا بإدخال نظام ميلوكا للوقاية من الكوارث في عام ٢٠١٥.

إن ما قامت سوني بمراجعته في خطة الاستمرارية (BCP) في هذه المرة تمت مشاركته في جمعية قطاع تقنية المعلومات والإلكترونيات، وفي جمعية صناعة تكنولوجيا المعلومات الإلكترونية (JEITA)، حيث قامت كل شركة من الشركات بالاطلاع عليه واتخاذه كمرجع. حيث كان محتوى المراجعة مفصلا بشكل كبير. وقال المدير التنفيذي السيد سوزوكي ”كان هناك شيء لم أكن أفهمه حتى وقع فعلا، وقد تعلمت الكثير من الدروس هذه المرة“.

فعلى سبيل المثال، بدأت أنصح الموظفين على حمل محافظهم ومفاتيح بيوتهم وسياراتهم بشكل مستمر. حيث أن غالبية العاملين في خطوط الإنتاج يقومون غالبا بوضع محافظهم ومفاتيحهم الشخصية في غرف الخزائن عندما يبدلون ملابسهم إلى ملابس العمل الموحدة. ونتيجة لذلك، عند سقوط الخزائن بسب الزلزال، وعدم القدرة على دخول غرف تبديل الملابس، سيفقدون القدرة على التنقل.

كما تم طلب مراجعة المبادئ التوجيهية لقطاع الصناعة من أجل الدخول والعمل في الغرف النقية بعد وقوع الزلازل. حيث كان شرط العمل في الغرف النقية ”أن تكون نسبة حدوث الهزات الارتدادية التي قوتها أكثر من ٥ درجات هي أقل من ١٠٪“، ولكن هذا الشرط قاسٍ جدا، لذلك لم يكن بالإمكان المضي قدما في العمل.

إن مصانع التكنولوجيا الفائقة في اليابان تتعرض للمنافسة من حيث التكلفة بسبب تطور ونمو البلدان الناشئة، بالإضافة إلى مخاطر وقوع الزلازل. ويقول المدير التنفيذي السيد سوزوكي ’’إننا لا نستطيع إيقاف وقوع الزلازل ولكننا نريد تحسين القدرة التنافسية الدولية من خلال الاستعداد للعودة سريعا للوضع الطبيعي بعد وقوع الزلزال“.

(النص الأصلي باللغة اليابانية. صورة العنوان. شركة أنصاف النواقل التابعة لشركة سوني، مصنع سوني في كوماموتو لصناعة أشباه الموصلات.)

سوني زلزال الشركات اليابانية