الثقافة اليابانية والعالم

سياسة اقتصاد ثقافة مانغا وأنيمي

فتحت الثقافة الشعبية اليابانية بثقافتها الغنية باب التقدير في جميع أنحاء العالم. بما أن الثقافة أصبحت قوة دافعة في بناء صورة البلاد واقتصاده على الصعيد الدولي فإن الدبلوماسية الثقافية وإبتكار نظام للتعبير عنها يعد في هذه الاونة أكثر أهمية من أى وقت مضى.

كنت في باريس في ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١١ في نفس الوقت الذي عقدت فيه قمة مجموعة الدول العشرين في ”كان“ حيث كانت وسائل الإعلام تتساءل بجنون حول الإجراءات التي سوف تتخذها الدول الأوروبية الكبرى (فرنسا وألمانيا) وسط انهيار الإقتصاد اليوناني والأزمة المالية العالمية وإذا ما كانت تلك الدول ستعمل جنبا إلى جنب لتصحيح المسار أو أن الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي سيقوم باتخاذ إجراءات أحادية الجانب لإنقاذ حلم الوحدة الإقتصادية الأوروبية.

الصيني في أوروبا يتزايد بشكل مستمر، كانت اليابان غائبة تماماً، فكان لا بد من تغيير ذلك. بحيث أنه يمكن لليابان ان تحقق الغرض الحقيقي من جهودها الدبلوماسية على الساحة الدولية فقط بالتعبيرعن الرؤية الخاصة بها واتخاذ الإجراءات اللازمة.

في ذات الوقت الذي تسعى فيه اليابان لوضع ونشر وجهات نظرها بشان القضايا العالمية، لا بد للأمة أن تعمل على خلق منصة لقبول تلك الرسالة، فالعلاقات العامة والدبلوماسية الثقافية تمثل الأساس للتفهم العالمي للسياسة اليابانية. وفي هذا السياق هناك اسباب تدعو للتفاؤل، حيث يعتبر الحضور الياباني في المناسبات الثقافية مرحباً به للغاية في جميع أنحاء العالم مما يجعل اليابان الان في موقف مثالي للبدء ببناء هذا الأساس.

من الثقافة الشعبية اليابانية (جي- بوب) إلى الفنون التراثية

إلتقاط الأسماك الذهبية (Kingyo-sukui)(الأعلى)(المصور: كوديرا كي)، ياكيسوبا (المصور: توني ماكنيكول)(Yakisoba).

في خضم انتشار الثقافة اليابانية حاليا تعتبر الثقافة الشعبية الأوسع انتشارا. أقيم معرض Lucca Comics and Gamesفي منطقة توسكانا في إيطاليا نهاية أكتوبر/ تشرين الاول من العام ٢٠١١، وهو معرض سنوي يقام احتفالا بالرسوم المتحركة والألعاب الإلكترونية والمنتوجات الفلمية والموسيقية. حيث قام العارضون بتجهيز أحد المباني النائية في القرية لهذا الحدث وأطلقوا عليه إسم ( القصر الياباني)، تم تجهيز القصر بمقصورات تضمنت أكشاكا للمانغا والرسوم االمتحركة والألعاب والبضائع والأزياء الشبابية، في حين أن اللعبة اليابانية إلتقاط الأسماك الذهبية (kingyo-sukui) بالإضافة الى كشك لبيع المعكرونة اليابانية متنوع (yakisoba) أضفت نكهة مميزة على المهرجانات اليابانية الصيفية للحدث بشكل عام.

أقيم أيضاً معرض XVII Manga Fair الذي حضره ٦٠٠٠٠ شخصا في برشلونة من نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الى بداية نوفمبر/ تشرين الثانى ٢٠١١. كان الحضور الياباني هنا أكبر منه في (Lucca Comics and Games) حيث كان هناك عدد هائل من مقصورات الرسوم المتحركة والمانغا اليابانية تضمنت أعمالا رائجة مثل ”ناروتو“ و”ون بيس“ فضلا عن حشود من الشباب المعجبين ممن يرتدون أزياء من المانغا او الرسوم المتحركة المفضلة لديهم، وأضفت مجموعات من طلبة المدارس المتوسطة بكامل زيـهم المدرسي يلتهمون أكواب ال”رامن“ هنا وهناك صبغة يابانية خاصة على المكان.

صورة لكشك يبيع الحلوى اليابانية في Japan Expo.

يعد معرض Japan Expo الذي يعقد في الضاحية الباريسية من فيلبينت كل صيف أكبر حدث للثقافة الشعبية اليابانية في أوروبا. ففي الدورة الثانية عشر التي عقدت بالعام الماضي، جذب المعرض ١٩٠٠٠٠ شخصا. تضمن المعرض بالطبع مقصورات المانغا والرسوم المتحركة بالإضافة إلى عروض مسرحية وفقرات حية من عروض الجي-بوب وعروضا من الفنون التقليدية والفنون القتالية اليابانية. كان المعرض على مستوً عالٍ  حتى أن (Musée Guimet) التي تعد واحدةً من أرقى مجموعات الفن الآسيوي في أوروبا اتخذت منصة للمشاركة فيه.

أحد أهم الأسباب التي تجعل Japan Expo عملاقاً بالنسبة للمعارض الأخرى في أوروبا هو بالطبع الشعبية الضخمة للمانغا والرسوم المتحركة في فرنسا ولكن الرؤية الواضحة والتخطيط والتنفيذ السليم هو أيضاً المفتاح لنجاح هذا الحدث. ويعد المعرض مهرجانا للثقافة والترفيه الياباني مقسمة في أربع محاور: ثقافة المانجا والثقافة الحديثة والثقافة الشعبية والثقافة التقليدية. وقد أبدى العارضون وعياً متزايداً لدور المعرض كمكان للبحوث التجارية وبناء العلاقات.

معرض آخر بعنوان ” كيوتو- طوكيو: من الساموراى الى المانغا“ عقد لإحياء الذكرى السنوية العاشرة لمنتدى غريمالدي في موناكو. الفعاليات التي تقام في أجواء فاخرة تميل إلى اجتذاب حشود من الزوار الأثرياء من جميع أنحاء العالم. جمع المعرض التماثيل البوذية والشاشات القابلة للطي والأواني الفخارية والكيمونو والمخطوطات الخشبية وخوذات الساموراي من متاحف طوكيو وكيوتو وعرضها جنبا إلى جنب مع لوحات أصلية لفنان المانجا الشهير (شيغيرو ميزوكي) بالإضافة الى تقديم الهندسة المعمارية الحديثة والرسوم المتحركة المانغا والروبوتات، بذلك يقدم المعرض بنجاح نظرة متماسكة عن الثقافة اليابانية تمتد من الماضي إلى الحاضر. أُقيمت معارض مماثلة في جميع انحاء فرنسا كوسيلة لتقديم الثقافة اليابانية، وبغض النظر عما إذا كانت الثقافة الشعبية والتقليدية تمثل نقطة انطلاق أم لا فقد نجحت المعارض بتقديم معبر لفهم التنوع الثقافي الياباني.

اليابان الرائعة

انطلقت استراتيجية ”اليابان الرائعة“ إبان إدارة رئيس الوزراء السابق كويزومي جون اتشيرو وكانت استراتيجة معروفة في ذلك الوقت حيث استفادت من الثقافة الشعبية اليابانية.

a paper published by Douglas McGray بعنوان (Japan’s Gross National Cool) في العام ٢٠٠٢ ناقش فيه التأثيرات المحتملة للثقافة اليابانية. جادل مكجري حول ظهور الثقافة الشعبية اليابانية كمصدر جديد لقوة اليابان العالمية في ظل تلاشي الإقتصاد الياباني ونهاية فترة الإزدهار الإقتصادى . وفيه قيم الكاتب ثقافات يابانية شتى وخلص الى تحديد المانغا والرسوم المتحركة والعاب الفيديو كأمثلة رائدة في تمثيل ”اليابان الرائعة“.

مع ذلك تتسرب بعض المخاوف بشأن انتشار الثقافة الشعبية اليابانية كقوة دافعة لانتشار الثقافة اليابانية بوجه عام في العالم. حيث ينتقد البعض الثقافة الشعبية باعتبارها تفتقر إلى الجدارة الفنية أو العمق التأملي الذي تتمتع به الفنون التقليدية، معتبرا إياها وباختصار شيء آخر غير الثقافة اليابانية الحقيقية. يشير آخرون إلى أن المعجبين بالثقافة الشعبية اليابانية ليسوا بالضرورة مهتمين بالثقافة الشاملة والتاريخ أو المجتمع الياباني. في حين يعتقد آخرون أن هذه الحركة المتمثلة بانتشار الثقافة الشعبية اليابانية تسعى بشكل رئيسى وراء الربح من الصناعات الداعمة لها أكثر منها كوسيلة للتبادل الثقافي، حجة يروجها هؤلاء الذين يفترضون أن الثقافة لا ينبغي أن تكون للبيع.

رغم ذلك، نظرة إلى التاريخ تظهر جليا أن جميع أشكال الفن التي ظهرت وتعارضت مع السلطة اجتذبت انتقادات في البداية بوصفها مخلوقات غريبة كما تم التشكيك بجدارتها الفنية والثقافية. وهنا يجب التنويه بأنه من الصعب للغاية الفصل بين القيمة الثقافية من ناحية والقيمة المادية والسعي وراء التجارة من ناحية أخرى.

بينما تختلف الآراء، أعتقد شخصياً أنه ليس من السيء أن تروج بعض أشكال ثقافة البوب كالمانغا والرسوم المتحركة لفهم أعمق لليابان في العالم، ففي كل المعارض التي ذكرتها سابقاً تم استخدام مجموعة واسعة من الثقافة اليابانية عوضاً عن استخدام الرسوم المتحركة أو الفنون التقليدية وحدها، فمن الواضح أن التنوع والعمق التاريخي للثقافة اليابانية قد أكسبها مكانة جيدة في المجتمع الدولي.

الدبلوماسية الثقافية كاستراتيجية اقتصادية

من الواضح بالنسبة لي أن الدبلوماسية الثقافية يمكن أن تساعد على دعم الجهود الدبلوماسية اليابانية، ولكن الواقع أنه لم يتم تأسيس موقف من الثقافة في سياق الجهود الدبلوماسية ولا يوجد حتى تعريف رسمي للدبلوماسية العامة والثقافية. في هذا السياق تبرز عدة مناهج للتعامل مع الوضع، فمن الفكرة المبهمة التي تقول بأن الثقافة وبكل بساطة ينبغي أن تلعب دوراً مهماً في دبلوماسية الدول (فكرة تمثل مزيجا من مفاهيم الدبلوماسية العامة و الثقافية و التبادل الثقافي) إلى النهج الذي ينادي باتخاذ قرارات حكومية محددة حيث تعتبر وزارة الخارجية المسؤولة عن اتخاذ هذه الإجراءات في اليابان. بالرغم من تباين المناهج  فإنه لا توجد تعريفات واضحة لهذه المفاهيم الفردية ولايوجد أي توافق في الآراء حول الكيفية التي ينبغي أن تتصل مع بعضها البعض. ومع ذلك فكثيرا ما تذكر الدبلوماسية الثقافية باعتبارها أحد أوجه الاستراتيجية الإقتصادية، وبالنسبة لليابان فإنها عادة ما تأخذ شكل تطوير أعمال في الخارج تتعلق بالفنون اليابانية التقليدية والصناعات المتعلقة بإنتاج الموسيقى كما هو موضح في الإستراتيجية الثقافية المذكورة في ”اليابان الرائعة“.

أصدرت وزارة الاقتصاد والصناعة والتجارة 2010 White Paper وفيها اعتبرت الوزارة أنه من المحتمل  أن يمثل القطاع الثقافي قوة دافعة للاقتصاد الياباني وتوقعت ان تصبح من أكبر مصادر القوة الناعمة في جميع الصناعات اليابانية. وتفيد التوقعات الرسمية بأن الثقافة ستصبح بدرجة عالية من الأهمية للاقتصاد الياباني تضعها على حد سواء مع صناعة السيارات والإلكترونيات، وكنتيجة لذلك فستجد الاعمال المتعلقة بنمط الحياة والسياحة نفسها في قلب هذا التحول متمسكة بالإمكانية لخلق فرص جديدة للطلب المحلي وفرصاً جديدة للعمل. تمتلك السلع اليابانية بالفعل سمعة للجودة الجيدة في جميع أنحاء اسيا ولكن يجب بناء مستوىً مماثل من الثقة في الولايات المتحدة واوروبا.

تمثل فرنسا حلقة الوصل المحتملة لإيصال هذا التغيير الى اوروبا. فالشعبية الكبيرة الآنف ذكرها للمانغا في فرنسا وافضل مثال عليها قطرات من الرب (Kami no Shizoku) وهو كتاب مانغا عن النبيذ الفرنسي وقد تمت ترجمته الى الفرنسية (Les Gouttes de Dieu) تتم قراءته حتى من بعض الفرنسيين ليتعلموا عن النبيذ الذي تنتجه بلادهم.أيضاً اكتسب الطعام الياباني شعبية كبيرة في فرنسا كجزء من الاتجاه الى تناول الأطعمة الصحية، ففي باريس وحدها يتم تشغيل اكثر من ٣٠٠ مطعم ياباني وترى أمام محلات الـ ”رامن“ بالقرب من حي الأوبرا طوابيرطويلة من الزبائن يوميا.

تصدير الظاهرة اليابانية الجديدة

ظهرما يعرف بـ ”اليوبنة“ (Japonism) كحركة فنية أوروبية مركزها فرنسا في النصف الاخير من القرن التاسع وامتدت حتى عشرينيات القرن الماضي. أبدى الفرنسيون اهتماما كبيرا في الحياة اليابانية متأثرين بالفنون اليابانية، حيث كانت المجلة (Le Japon artistique) مخصصة لذلك الغرض. في ذلك الوقت، كان قادة تلك الحركة من من المفكرين والمثقفين المأسورين بسحر اسيا كامتداد للاستشراق في اوائل القرن التاسع عشر، ولكن ازدهار ثقافة البوب اليابانية الحالي يختلف كثيرا عن اليوبنة القديمة، فثقافة البوب بحكم التعريف تعتبر أوسع من ذلك بكثير، تحديدا بسبب الدعم الذي تحظى به من الشباب الذين شاركوا بشكل فعال في انتشارها واستهلاكها، واهتمامهم بثقافة البوب هو اكثر من مجرد اهتمام مجموعة صغيرة من المثقفين بالاستشراق مما يكسب الثقافة اليابانية الان شعبية واسعة في جميع أنحاء العالم. اخبرني احد الشباب المهتمين بالثقافة الشعبية ان اهتمامه هذا فتح أمامه الباب للتعرف على التقاليد التاريخية والثقافية لليابان و انه يريد معرفة المزيد عنها، بهذه الطريقة تقدم الثقافة الشعبية طريقاً جديداً لفهم الثقافة اليابانية بأكملها.

أقامت وزارة التجارة والصناعة METI سلسلة معارض التصميم الياباني ما بين العامين ٢٠٠٨ و٢٠١١ في المدن الرئيسية في جميع أنحاء العالم كجزء من مبادرة (kansei) وهو برنامج يهدف الى تسليط الضوء على الجانب العاطفى لليابان من خلال معارض فنية يابانية. وكلمة (kansei) تعني عاطفة او شعور. وقد مثل المعرض الذي أقيم في اللوفر نجاحاً ساحقاً حيث قدم عديدا من المنتجات اليابانية مثل الأواني الخزفية وعلب صلصة الصويا المصنوعة من الخزف الابيض وأباريق الشاي الخزفية بالإضافة الى الإضاءة على الطريقة اليابانية وفرش للكتابة الفنية اليابانية والمكانس والسكاكين والمراوح اليدوية القابلة للطي ووسائد الجلوس والمحامص والزجاج و اجهزة تنقية الهواء والوسادات المنسوجة على طريقة نيشيجين واجهزة التلفاز الـ ال سي دي.

صورة ناروتو على شاشة في معرض .Japan ِExpo.

كل هذه العناصر المستخدمة في الحياة اليومية تجمع بين سهولة الاستخدام والجمال وعرضها مجتمعة يوضح على الفور الفكرة اليابانية ”العملية والجمال“ وتوضح الحس الياباني العام للجمال. وقد تم تجميع القطع بواسطة كلمات يابانية تقليدية متعلقة بالعواطف والروح والحركة: (kagerō) الانتقال من الضوء الى الظل، (nishiki) تطاريز ومطرزات يابانية تستخدم عادة لونين، (tatazumai) مظهر، (kime) بنية، (mottai) القيمة الاساسية للشيء، (karoyaka) خفة، (motenashi) حسن الضيافة، (musubi) عقدة، (oru) طي، (shitsuraeru) ترتيب الحيز، (shinaru) انحناء، (habuku) التخلص من الزائد عن الحاجة.

التفسيرات الخطية المكتوبة على كل قطعة وجمال المنتجات جعلت من السهل تصور هذه المفاهيم الثقافية اليابانية المحددة للغاية وفي النهاية خلص المعرض الى توصيل أفكار الليونة والمرونة والتناغم مع الطبيعة والتدبير والصفاء.

نرى هذه الصورة على قيد الحياة في المانغا أيضاً، فالمانغا المشهور ”ناروتو“ يصور تجارب نموذجية لفتى النينجا المراهق ”ناروتو“ ولكن من خلال المنظور الياباني للصداقة والتضامن الاجتماعي، وبالتالي فإن ناروتو هو تصوير رائع للحالة العاطفية اليابانية من خلال وسيلة ثقافة البوب.

ما ورد أعلاه يمثل نماذج مثالية لهذا النوع من الثقافة التي يمكن ان تلعب دوراً رئيساً في تحديد اتجاه للدبلوماسية الثقافية اليابانية

استخدام الثقافة في الدبلوماسية

احترام الثقافة لا يمكن ان يترجم فورا الى دبلوماسية، هنا يأتي دور الاجتهاد وسيتعين علينا العمل على عدة مهام لتحقيق ذلك

. المهمة الاولى هي تحقيق تزواج فعال بين الفن والثقافة واقامة الفعاليات الرامية الى ترويجها، فاليابان لا تملك حتى الان من منظمات وشبكات لتشغيل البرامج الثقافية بشكل يومي ( في العمود السابق ناقشت العجز في الموارد البشرية والمالية للأنشطة الثقافية والمبادرات المشتركة مع المؤسسات شبه الحكومية "ذات إدارة مستقلة" التي تشغل الاحداث الدولية) والمهمة الثانية هي التركيز السليم على التبادل الفكري وتعميم اللغة اليابانية.

يهيمن على النهج الحالي إرسال أشخاص مشهورين لإلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات. بينما يعتبر التبادل الفكري في مجالات متخصصة امر ضروري فإن الترويج للغة اليابانية على قاعدة أوسع يتطلب مزيجاً من دعم اليابان لنظم التعليم بالاضافة الى المفاوضات مع الحكومات المحلية لتشجيع تعليم اللغة اليابانية. كلتا المهمتان بحاجة ماسة للموارد البشرية التي تتمتع بالمهارات والمعارف المتخصصة اضافة الى الإلمام بالبيروقراطية. ثالثاً وهي اكبر نقطة ضعف لليابان في هذا المجال، هو تطوير قدرتنا لتوصيل رؤيتنا واستراتيجيتنا الدبلوماسية الى الخارج، فيجب ان تكون الامة قادرة على التحدث بشكل مستقل وشامل. جزء من هذا ينطوي على تقديم مقترحات موضوعية ذات طابع عالمي كما أشرت في مساهمة اخرى في هذا الموقع العام الماضي. لقد صاغت اليابان لنفسها هوية كدولة بارزة ومسالمة تتمتع بثقافة وتقاليد غنية، صورة يجب ان تكون اكثر من كافية لتحقيق هذه الاهداف مجتمعة، والأدوات والأساليب أيضاً متوفرة مما يعني ان المسألة الان تتوقف على خلق رؤية دبلوماسية وإحياء منتدىً نشط للحوار الدبلوماسي. وأخيرا، في حين ان اليابان تعاملت مع انتقادات داخلية حادة حول فنون ومرافق ثقافية مقدمة بطريقة سيئة ومبهمة فإن الأولويات الاستراتيجية ووتحديد الميزانية بحاجة الى اعادة نظر. يعد معهد اليابان الثقافي واحدا من ابرز رموز امتنا في فرنسا، وفي الآونة الاخيرة سعت الصين وكوريا الجنوبية بنشاط الى تعزيز ثقافتهما في باريس أيضاً، في هذا السياق أهدافهم واضحة: استقبال إيجابي في باريس يعني التأثير في اوروبا والولايات المتحدة والعالم.

(المقالة الأصلية باللغة اليابانية الترجمة من اللغة الإنكليزية، ٢ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٢)

انظر إلى الروابط باللغة الانكليزية للاطلاع على مقالات متعلقة بالموضوع

Global Summer Events for Japan's Pop Culture Japanese Literature in France Japan's Women Writers in France Ōe Kenzaburō, the Salon du Livre, and Me

ثقافة البوب مانغا رسوم متحركة الفن التقليدي معرض المانغا العلاقات الخارجية أنيمي