منتجات يابانية

كيف يمكن استخدام الحمم البركانية لخدمة البيئة في اليابان؟

اقتصاد علوم تكنولوجيا

إن الصخرة البركانية التي وجدت في منطقة مهجورة باليابان كانت هي على ما يبدو المفتاح لتحويل الأماكن الصخرية إلى أماكن مليئة بالخضرة البراقة. إن ناتوروك اليابان هي شركة رائدة في مجال الاستخدامات المبتكرة والصديقة للبيئة للصخور البركانية ليصبح العالم مكانا أكثر خضارا. إن هذه المبادرة التي تقوم بها شركة ناتوروك اليابان لتحويل المناطق الصخرية إلى أماكن خضراء تعكس التزامها بالاستدامة والحفاظ على البيئة. من خلال استخدام الصخور البركانية بشكل مبتكر وصديق للبيئة، تسعى الشركة إلى تحسين جودة الحياة وتحويل المساحات الضبابية إلى محيطات خضراء مزدهرة. يُظهر هذا النهج كيف يمكن للابتكار والتكنولوجيا البيئية أن تلعب دورًا حاسمًا في مواجهة التحديات البيئية وتحسين البيئة المحيطة. يشير أيضًا إلى أهمية إيجاد حلول مستدامة وفعّالة لتحسين البيئة وجعلها أكثر حيوية وجاذبية.

مورد غير مستغل

يواجه العالم مجموعة من المشاكل البيئية بداية من التغير المناخي العالمي وحتى القضايا ذات الصلة مثل ظاهرة (الجزيرة الحرارية) في المناطق الحضرية. وقد هبت شركة يابانية لمواجهة تلك التحديات الغير مسبوقة - ناتوروك اليابان هي شركة رائدة تسعى إلى مواجهة التحديات البيئية العالمية وتلبية احتياجات البشر في المستقبل. تتنوع جهود الشركة لتحقيق هذه الأهداف وتشمل عدة مجالات.

أحد المجالات الرئيسية هو مواجهة التغير المناخي، حيث تعتمد ناتوروك على الابتكار في مجال الطاقة المتجددة وتطوير تقنيات فعالة للحد من انبعاثات الكربون. كما تعمل الشركة على تشجيع الاستدامة في مجالات متنوعة بما في ذلك الزراعة والصناعة.

بالإضافة إلى ذلك، تركز ناتوروك على مفهوم الجزيرة الحرارية في المدن. تعمل على تطوير حلول لتحسين بيئة المدن وجعلها أكثر استدامة وراحة للسكان، مع التركيز على التصميم الحضري الذكي واستخدام التكنولوجيا لتعزيز جودة الحياة.

من خلال تلك الجهود، تسعى ناتوروك اليابان إلى ترك بصمة إيجابية على البيئة وتحسين الحياة في المجتمعات المستقبلية.

إن هذا التفسير من قبل السيد ساتو يكشف عن رؤيته الشاملة لشركته وكيف يسعى لتسليط الضوء على قيمة الموارد الطبيعية، مثل الصخور البركانية، والتي يعتبرها مادة قيمة ومتعددة الاستخدامات. يبدو أن هناك اهتمامًا لدى الشركة لتسليط الضوء على التنوع والفوائد المتعددة لتلك الموارد، سواء في مجال البيئة أو في مجال الأزياء والمجوهرات.

قام السيد ساتو بشرح ذلك لنا قائلاً ”إن مجوهرات ناتوروك تلك مصنوعة من الصخور البركانية، وهي إحدى المنتجات التي نقوم ببيعها. فالصخور البركانية لها العديد من الاستخدامات. فمن أجل نشر وتوسيع االمعرفة حول القوة الخفيه لهذه المادة نقوم بتطوير أشكال واسعة من المنتجات المصنوعة منها. وهذه المجوهرات هي رمز مميز لما يمكن للصخور البركانية أن تقدمه للعالم“.

نهج بيئي

تقع اليابان في منطقة نشاط بركاني حيث أنها ضمن الحزام الناري الذي يقع على حافة المحيط الهادئ، الذي يضم العديد من البراكين ويقع فيه عدد كبير من الزلازل. وحتى رمزها الأشهر جبل ”فوجي“ هو في الأصل قمة بركانية. ولم يثور فوجي منذ ما يقرب من الثلاثة قرون ولكن يمكن رؤية آثار الحمم البركانية من الثورات القديمة حول الجبل.

ولد ساتو توشياكي وترعرع على سفح جبل فوجي. وبدأ في العشرينات من عمره فى العمل في شركة محلية لإنتاج الخرسانة أسسها جده. ولكن رؤية التناقض بين موقع صنع الخرسانة وجمال المنطقة المحيطة به في جبل فوجي دفعته للشك. ”لم أتمكن من منع نفسي من التفكير في أن هناك شيء غير عضوي كالخرسانة لم يتماشى مع الجمال المحيط به في سفح جبل فوجي“ كرر السيد ساتو.

بناء على وجهة النظر تلك اقترح ساتو تغطية سطح الخرسانة بالصخور البركانية من المنطقة المحيطة بالجبل. وبعبارة أخرى فإن فكرته كانت استخدام الصخرة البركانية كنوع من أنواع مستحضرات التجميل لتجميل سطح الخرسانة. وبالإضافة للصخرة البركانية فقد اقترح ساتو أيضاً استخدام أنواع أخرى من الصخور الطبيعية لجعل الأسطح تتمازج بشكل أفضل مع محيطاتها.

وبعد تجربة العديد من سبل اللصق واختبار مدى متانتها قام ساتو بتطوير منتج يتيح دمج الصخور البركانية وغيرها من أنواع الصخور الطبيعية بالأسمنت، وقام بتسمية المنتج الجديد ناتوروك أو صخرة الناتو ليصبغ المنتج بصبغة طبيعية. في عام ١٩٨٧ قام بإنشاء شركة ناتوروك اليابان.

إن تغطية حائط بالصخر البركاني هو طريقة سهلة لاستضافة النباتات المورقة.

إن الناتوروك أو صخر الناتيو هو منتج قصد به بالأساس تحسين الشكل الخارجي للأسطح وتمكينها من التمازج بشكل أفضل مع المناظر المحيطة. وبعد سنوات قليلة وبالرغم من إدراك ساتو أن الطحالب والنباتات كانت تنمو خارج السطح المسامي للصخور البركانية. فإن هذا التطور الغير متوقع جعله مدركاً لقدرات الصخور البركانية في زراعة النباتات الخضراء. وقد قال موضحاً:

”إن في داخل الصخور البركانية تجويفات لا تعد ولا تحصى مما يجعلها متاحة للمياه والهواء وتمكنها من الاحتفاظ بدرجة حرارة مثالية. وكذلك فهي غنية بالمعادن. ففي وقت انبعاث الحمم البركانية من البركان قتلت كل الكائنات الحية. ولكن مع انخفاض درجة حرارته وتحوله إلى صخر عبر السنوات فإنه بطبيعته يصبح مكاناً أمناً للطحالب والنباتات، وكذلك يجذب الحشرات وفي بعض الأحيان يصبح جاذباً للحيوانات والبشر. إن تاريخ الكرة الأرضية يشهد بقوة الصخور البركانية على إعادة الحيوية للنظام البيئي“.

أدوات القرن الثاني والعشرين

منزل خاص على سفح جبل فوجي وحوائطه مغطاه باللوح الحيوي والشريط الحيوي من إنتاج ناتوروك اليابان. ويتغير لون الخضرة على الحوائط باختلاف الفصول مما يعطي الواجهات الخارجية أشكالا مختلفة.

إن خصائص الصخور البركانية تجعلها ملائمة لإنعاش النظام البيئي للمناطق الحضرية في حال استخدامها كمادة للبناء، وقد قامت ناتوروك اليابان بتطوير خط من المنتجات الجديدة لتستغل تلك الميزة. و إحدى تلك المواد هو البيوبورد أواللوح الحيوي وهو عبارة عن لوح رقيق من الأسمنت يحتوي على جزء من الصخور البركانية التي يمكن إرفاقها بالواجهات الخارجية للمباني الموجودة بالفعل. ومن المواد الأخرى للناتوروك، والتي لا تحتوي على الأسمنت هي البيوفيلم أوالشريط الحيوي والتي من الممكن قطعها بأي حجم و لفها على الأسطح الملتوية.

”بمجرد إضافة اللوح الحيوي أو الشريط الحيوي يصبح من الممكن تحويل أي حائط للون الأخضر بدون أي إنشاءات كبرى.“ ويوضح ساتو ”إن أحد أمثلة استخدام اللوح الحيوي هوالمشروع المشترك الذي بدأناه منذ حوالي 10 سنوات مع مجموعة المجتمع والذي كان اسمه ”احموا اليراعات“، وكان مقره تويوهاشي في محافظة أيشي، وكانت فكرة المشروع هي إضافة اللوح الحيوي إلى الجدران الداعمة على نهر أوتشيّاما. وقد أدى هذا إلى النمو الطبيعي للنباتات هناك وإلى تحسين مستوى نظافة النهر وجذب حوالي 3000 يراعة لتستوطن فى المنطقة. قد مكن المشروع أعضاء المجتمع من العمل سويا لجعله مكانا أكثر خضرة بدلا من الاعتماد على مقاول عام كبير. وهذا يظهر كيف يمكن لمنتجات ناتوروك اليابان أن تصبح مادة مثالية لمشاريع الأعمال العامة في هذا القرن وفي القرن الثاني والعشرين“.

طرح منتجات مبتكرة

لقد أصبح هناك اتجاه قيد التنفيذ في المناطق الحضرية اليابانية اليوم نحو تقليل تأثير ظاهرة الجزيرة الحرارية عن طريق إضافة اللون الأخضر إلى أسطح المباني. وفي الحقيقة فإنه بالرغم من محدودية المنافع إلى حد ما حين يقتصر التخضير على استزراع الأسطح فإن ناتوروك اليابان تذهب إلى ما هو أبعد من نهج تخضير الأسطح فقط إلى إضافة الخضرة لأسطح الحوائط والطرق الصلبة المحيطة بضفاف الأنهار في المناطق الحضرية وكذلك جوانب الطرق السريعة وخطوط القطارات المختلفة.

ففي عام 2008 على سبيل المثال تم تغطية حوالي 228 متر مربع من سطح المنطقة المخصصة لانتظار السيارات بمنطقة يويوجي لموقف والواقعة على طريق طوكيو السريع باللون الأخضر باستخدام صندوق اللوح الحيوي من إنتاج ناتوروك اليابان وهو المنتج الذي يجمل الأسطح الصلبة عن طريقة إضافة صناديق يمكن للنباتات الخضراء أن تنمو بها. إن مشروع التطوير هذا والذي استغرق يومين فقط لتنفيذه قد استخدم السطح الخارجي الموجود ولم يتطلب أي إنشاءات جديدة. هذا مثال على المنتجات المبتكرة والغير مسبوقة التي تقدمها الشركة. ولكن لا تنال المنتجات الرائده دائما تقديرها من الجميع في البداية كما ألمح ساتو:

”بدون وجود سابقة أعمال أو سجل نجاح سابق فإنه من الصعب على الناس التيقن بإمكانيات النجاح والقيمة السوقية لمنتج جديد.وعلى الرغم من ذلك فإنه سيكون هناك دائما هؤلاء الذين يقدرونه. فحتى عندما كان الناس في اليابان بطيئين في استيعاب أهمية المنتجات فقد كنا نكتسب الاعتراف بنا في الخارج. ففي عام 1999 قمنا بعرض منتجاتنا في إيطاليا في بي أي بي ام وهو المؤتمر الدولي حول المعلوماتية الحيوية والطب الحيوي ونالت استحسان الحضور من أوروبا وأمريكا الشمالية. وكذلك جذبت مجوهرات ناتوروك والمصنعة من الصخورالبركانية اهتماما عالميا في صناعة الموضة. وقناعتي الأساسية أنك إذا كنت شغوفاً بشيء ما سوف يؤدي في نهاية المطاف إلى مثل هذا الاعتراف“.

ثروة من التطبيقات الجديدة

تقوم ناتوروك بتوجيه معرفتها المتراكمة خلال سنوات بالصخور البركانية وتحويلها لمنتجات وأعمال تجارية جديدة. على سبيل المثال، تقوم الشركة بتطوير الأعمال التجارية التي تهدف إلى تعزيز الغطاء النباتي في المناطق الصحراوية في الشرق الأوسط، وكذلك تدرس أيضاً استخدامات الصخور البركانية في البلدان التي تضررت من البراكين باعتبارها وسيلة لتعزيز صناعات جديدة لسكانها. و تقترح الشركة أيضاً الأعمال التجارية التى تسمى ”الدعاية الخضراء“، والتي سوف تتضمن وضع إعلانات الشركة على الأسطح المغطاه بالغطاء النباتي.

تعديلات لواجهة خرسانية بأحد شوارع طوكيو في حي شيبويا وصورة اليمين مولدة بالكمبيوتر لنفس المنطقة وهي مليئة بالتخضير بعد تغطيتها بمنتجات ناتوروك.

لا حدود للأفكار الجديدة التي تطرحها ناتوروك اليابانية والتي تتضمن فكرة - لا زالت في مرحلة التطوير- لاستخدام الصخور البركانية للمساعدة في إعادة بناء المناطق في شمال شرق اليابان المدمرة بفعل الزلزال وتسونامي الذي ضرب المناطق في ١١ مارس/ آذار سنة 2011. إن رئيس الشركة ساتو مقتنع وبشدة أن الصخور البركانية ستنقذ العالم.

رسالة من رئيس الشركة
رئيس الشركة ساتو توشياكي مع حرف ”كابى 壁“ والتي تعني ”الحائط“.
الحوائط المصنوعة من المواد الغير عضوية يمكن إيجادها في وسط المناطق الحضرية. وهناك حوائط أخرى بالمعنى المعنوي والتي ينبغي علينا جميعا تخطيها في حياتنا وعملنا. في بعض الأوقات فإن تلك الحوائط تحجب الرؤية عما يوجد أمامنا. إن إيجاد طريقة للتعامل مع تلك الحوائط هو مهمة حيوية. أعتقد أن الهدف الأساسي من وراء عملي هو إيجاد وسائل لتحويل تلك الحوائط الهيكلية والصلبة.

بيانات مشتركة

اسم الشركة: شركة ناتوروك اليابان المتحدة (.NatuRock Japan Co., Ltd)
العنوان:  Stoke Building Akasaka 3rd floor, 7-10-6 Akasaka, Minato-ku Tokyo 107-0052
ممثل الشركة: ساتو توشياكي، رئيس الشركة
العمل: تطوير وإنتاج وبيع المنتجات الحيوية، ”الدعايا الخضراء“ والتصميم الدعائي باستخدام الأسطح المغطاه بالخضرة.
رأس المال :11 مليون ين ياباني
الموظفين: 11
الموقع على الانترنت: http://www.naturock.co.jp

(تم كتابة النص الأصلي باليابانية بواسطة تسودا هيروشي و نيهاشي أيانو، في تاريخ 24 أبريل/نيسان 2012، الترجمة من الإنكليزية. تم التصوير بواسطة ماتسومورا تاكافومي.)

اليابان جبل فوجي البيئة العالم