الطريق إلى اليابان

«القهوة المعلبة»... القهوة في اليابان بين الماضي و الحاضر

مجتمع ثقافة

تغيرات كبيرة في عادات تناول القهوة في اليابان، حيث لم يعد هناك حاجة للذهاب خصيصًا إلى المقهى للاستمتاع بفنجان من القهوة. يمكن للأشخاص اليوم الاستمتاع بقهوتهم المفضلة بسهولة من خلال شراء القهوة المعلبة ”كان“ من أقرب متجر كومبيني أو استخدام آلات البيع الذاتي المتاحة في كل مكان، وذلك بسعر مناسب. تتميز القهوة المعلبة بتنوعها، سواء كانت ساخنة أو باردة، مما يلبي تفضيلات مختلفة للمستهلكين. هذا يعكس رغبة الناس في توفير وقتهم وتسهيل إمكانية الوصول إلى مشروبات القهوة المفضلة بطريقة مريحة وسهلة.

ظهور القهوة المعلبة

ظهرت القهوة المعلبة لأول مرة في العالم في اليابان. في الوقت الحالي، يتم بيع القهوة المعلبة بأنواعها المختلفة من قبل العديد من مصنعي القهوة، ويمكن شراؤها بسهولة من متاجر الكومبيني أو آلات البيع الذاتي. وقد وصل متوسط الاستهلاك السنوي للقهوة المعلبة في اليابان إلى حوالي 100 علبة قهوة للشخص الواحد، وتوجد أكثر من 100 نوع جديد بما في ذلك المنتجات المجددة التي تظهر كل عام (وفقاً لدراسة اتحاد القهوة اليابانية عام 2012).

ويستمر نمو الاستهلاك السنوي للقهوة داخل اليابان في الارتفاع خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفع الاستهلاك بنسبة 4%. وفقًا لدراسات قامت بها شركة سانتوري الدولية للأغذية والمشروبات (باليابانية)، فإن القهوة المعلبة، التي نشأت وازدهرت كإحدى ثقافات اليابان الفريدة، تمثل 25% من أنواع القهوة الأكثر شيوعًا ويُشرب منها أكثر من 5 أكواب في الأسبوع، مما يجعلها تفوق بذلك استهلاك ”قهوة الكومبيني“ التي أصبحت أيضًا شائعة مؤخرًا.

ساهمت شركة ”يوشيما“ اليابانية في إطلاق أول مشروب قهوة معلب في اليابان، وانتشر هذا المشروب خلال انعقاد معرض أوساكا الدولي في عام 1970. حالياً، يتم بيع قهوة ”يوشيما“ المعلبة من خلال 5 ملايين ماكينة مشروبات في جميع أنحاء اليابان. ومع ذلك، تحتل الشركة المرتبة العاشرة حاليًا بين الشركات اليابانية المختصة في تعليب القهوة. تتنافس الشركات الأجنبية أيضًا في السوق اليابانية، مثل ”ستاربكس“ و”سفن إليفين“ و”كوكاكولا اليابان“.

في الوقت الحالي، تحتل شركة ”سانتوري“ المركز الأول في تعليب القهوة في اليابان، باستخدام علامة تجارية تُدعى ”بوس“. يرجع هذا النجاح جزئياً إلى إعلانات فكاهية يقدمها الممثل العالمي تومي لي جونز، حيث يجسد شخصية فضائية تطلب قهوة ”بوس“.

يمكن شرائها في أي وقت ومن أي مكان

رشفات من القهوة المعلبة في استراحة قصيرة أثناء انتظار الإشارة!

رغم سيطرة القهوة المعلبة في اليابان، واجهت تحديًا قويًا من قِبل سلسلة المقاهي الحديثة اعتبارًا من بداية الألفية. حيث حققت سلسلة ”ستاربكس“ نجاحًا كبيرًا، حيث تمتلك ثاني أكبر عدد من المقاهي في اليابان، ويبلغ عددها حوالي ألف مقهى. وتأتي شركة ”دوتور“ في المركز الأول، وهي تابعة لشركة تدير أيضًا مقاهي ”أكسلسيور“، وتمتلك إجمالاً 1490 مقهى في جميع أنحاء اليابان.

تشير هذه الأرقام إلى تغيرات في تفضيلات المستهلكين اليابانيين واستعدادهم لاستكشاف تجارب جديدة في مجال تناول القهوة، مع توجههم نحو تجارب مقاهي القهوة الحديثة والمتخصصة.

إحدى مظاهر انتشار القهوة في اليابان هي توفرها في متاجر الكومبيني، ومن بين هذه المتاجر يتميز ”سفن إليفين“ الياباني بتقديم أكواب القهوة الطازجة من ماكينات حديثة بسعر يبلغ 100 ين (أقل من دولار واحد). 

يعكس هذا الاتجاه انتشار القهوة كشراب شعبي ومتاح بشكل واسع للمستهلكين اليابانيين في مختلف البيئات، حتى في محلات السوبر ماركت، مما يعكس التغيرات في عادات تناول القهوة وتنوع الخيارات المتاحة للمستهلكين في السوق اليابانية.

عرض لأنواع القهوة المعلبة في الآت البيع الذاتي

 

بن عالي الجودة 

نظرًا لأن العلب المعدنية ذات الغطاء تتسم بفتحة واسعة، يسهل انتشار رائحة القهوة بشكل كبير، مما يساهم في سهولة استشعار وتمييز عبق البن عالي الجودة الذي يتم استخدامه في تصنيع هذه القهوة. تكنولوجيا الاسبريسو أيضًا قد أدت إلى ظهور أنواع فاخرة من القهوة، حيث يتم طحن حبوب القهوة عالية الجودة بدقة واستخدامها في إعداد هذه المشروبات، مما يجذب اهتمام العديد من الأشخاص.

في حين بقيت مبيعات القهوة المعلبة في العلب المعدنية العادية على حالها دون تغيير، ارتفعت مبيعات القهوة في العلب المعدنية ذات الغطاء إلى خمسة أضعاف خلال العشر سنوات السابقة، لتشكل نسبة 20% من إجمالي مبيعات القهوة المعلبة وفقًا لمعهد الأبحاث العامة للمشروبات في إبريل/نيسان 2014.

القهوة في العلب المعدنية ذات الغطاء من شركة بوكّا POKKA. الصورة من جيجي برس.

القهوة الباردة

ظهرت فكرة ”القهوة الباردة“ في اليابان خلال عصر مييجي (1768-1911). ونظرًا لعدم وجود ثلاجات في تلك الحقبة، كانوا يبردون القهوة عند تعبئتها في قوارير زجاجية باستخدام مكعبات الثلج، ثم يشربونها وهي مثلجة. وكون هناك ثقافة سابقة لنقع الخضار والفاكهة في مياه البئر لتبريدها، تم تطبيق هذه الفكرة أيضًا على القهوة.

يمكن شراء القهوة الباردة المعلبة من آلات البيع الذاتي نفسها التي تقدم القهوة المعلبة الساخنة، ويتم ذلك بفضل تقنية توفير الطاقة التي تستفيد من الحرارة الناتجة عن تبريد المثلجات لتسخين المشروبات الساخنة.

يمكن أن يكون من الشيق تجربة مختلف أنواع ”كان كوفي“ للمقارنة بين التجارب المختلفة. وخاصة إذا كنت بحاجة إلى استراحة قصيرة وترغب في التمتع بلحظة هادئة، لماذا لا تتوقف لتجربة بعض رشفات من القهوة؟

(النص الأصلي باللغة الإنكليزية، صورة العنوان: القهوة في العلب المعدنية ذات الغطاء من شركة بوكّا POKKA. الصورة من جيجي برس)
رشفات من القهوة المعلبة في استراحة قصيرة أثناء انتظار الإشارة! :Danny Choo
عرض لأنواع القهوة المعلبة في الآت البيع الذاتي: Andres Sanchez
قهوة جورجيا GEORGIA بإضافة الشاي الأخضر على الطريقة اليابانية: Naohisa TSUCHIDA

كومبيني قهوة الكومبيني آلات البيع الذاتي