الطريق إلى اليابان

اليابان وبيئة بدون قيود لذوي الاحتياجات الخاصة

مجتمع ثقافة

تُجهز وسائل المواصلات المختلفة مثل المطارات والسكة الحديد والحافلات، والمرافق العامة الهامة في اليابان بسبل دعم ذوي الاحتياجات الخاصة من حمامات تناسب التعامل مع الكراسي المتحركة وكذلك استخدام الترتيبات التيسيرية كالخطوط الصفراء البارزة التي اخترعها أحد المبتكرين اليابانيين. ومن المرجو أن يكون قرار استضافة طوكيو لدورة الألعاب الأوليمبية وأولمبياد المعاقين عام ٢٠٢٠ الفرصة المواتية للدفع بمزيد من التدابير مثل إزالة اختلاف مستوى الأرصفة في الطرق وتجهيز المسارح والملاعب الرياضية وغيرها من التدابير المادية بالإضافة إلى الدعم المعنوي بما يسمح لذوي الإعاقة والمسنين بالتنقل والتعامل دون أي مشاكل أو عوائق.

استضافة دورة الألعاب الأوليمبية وأولمبياد المعاقين بمثابة دفعة لتطوير بيئة دون قيود لذوي الاحتياجات الخاصة

اليابان ذات شبكة مواصلات عامة متطورة، وفي عام ٢٠٢٠ سيتم افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية وأولمبياد المعاقين في طوكيو والاستفادة بشكل شامل من شبكة المواصلات التي تتيح التحرك بحرية تامة في جميع الإتجاهات والأنحاء. كما أن نسبة المسنين في اليابان هي الأعلى في العالم فالترتيبات التيسيرية الضرورية وتحقيق الدعم لكبار السن وذوي الإعاقة أصبح من القضايا الملحة.

في ديسمبر/ كانون الأول عام ٢٠٠٦ تم تطبيق قانون تطوير البيئة دون قيود لذوي الإعاقة الجديد الخاص بدعم تيسير حركة وتنقل كبار السن وذوي الإعاقة. وإلى الآن كانت المرافق المختلفة تقوم بتنفيذ التدابير الخاصة لإزالة القيود لذوي الإعاقة بشكل عشوائي، ولكن وفقا لهذا القانون فقد تجاوز الأمر الحيّز المحدود ليشمل المحطات والمطارات وصالات الانتظار في الموانئ وغيرها من وسائل وهيئات المواصلات بالإضافة إلى المراكز التجارية والمرافق العامة والطرق والحدائق ومواقف السيارات والتي قد تَوحَّد تنفيذ الترتيبات والتدابير الخاصة لتطوير البيئة دون قيود لذوي الإعاقة بها وأصبحت تُسيِّر على نهج واحد.

ولا يتضمن هذا القانون الجديد جانب التدابير المادية فحسب بل يتضمن التركيز على تحسين الدعم المعنوي من فهم ومراعاة لكبار السن وذوي الإعاقة والتحدث والتعامل معهم بدون تكليف أيضا.

محطات المترو مجهزة بحصيرة قابلة للطي على شكل منحدر تستخدم كعتبة للوصل بين رصيف المحطة وعربة القطار

اللوحات اللمسية الصفراء البارزة التي اخترعها الياباني من أجل المكفوفين

إن اللوحات اللمسية الصفراء البارزة عبارة عن بلاطات مخصصة للمكفوفين بها بروزات يشعر بها الكفيف في مؤخرة قدمه عند السير والتي أدخلت مؤخرا وتستخدم في جميع أنحاء العالم على اختلاف أشكالها. من غير المعروف أنها في الأصل اختراع ينسب لأحد اليابانيين قام به عندما فقد صديقه نعمة البصر وقد صرف عليه من ماله الخاص وبذل كل جهده حتى تم تعميمه وانتشاره. وتم وضع أول بلاطات الخطوط البارزة في العالم والتي اخترعها السيد مياكي سيّئتشي من القطاع الخاص في مدينة أوكاياما عام ١٩٦٧. أما الآن فلا يتوقف الأمر على اليابان وحسب بل يستمر انتشار استخدام هذه البلاطات حول العالم كأحد التدابير لمساعدة المكفوفين على السير بمفردهم في أمان.

اللوحات اللمسية الصفراء البارزة التي يستدل بها المكفوفين للسير داخل المحطات

تطور بيئة دون قيود لذوي الإعاقة في وسائل المواصلات العامة

إحدى اللافتات ذات الأحرف البارزة عند بوابة القطار الآلية على رصيف أحد المحطات

يمكن أن نرى أهم الترتيبات الخاصة لدعم ذوي الإعاقة في وسائل المواصلات العامة التي يستخدمها عدد لا حدود له من المواطنين في الآتي، إلغاء والتخلص من وجود الدرجات والعتبات المرتفعة، تجهيز الممرات بالبلاط الصفراء البارزة سالفة الذكر، إنشاء دورات مياه خاصة لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة، تأمين لافتات بحروف بارزة على طريقة بريل ومكان مخصص وآمن للوقوف بالكرسي المتحرك من خلال تجهيزات عربة القطار، الحافلة والطائرة وغيرها.

وكذلك قائمة أسعار التذاكر بالحروف البارزة وآلات بيع التذاكر المزودة بالحروف البارزة والعبارات الإرشادية أيضا بالحروف البارزة عند منحدر السلالم على أماكن وضع اليد، ووجود المصاعد الكهربائية والمساعدات التي تقدم من قبل موظفي المحطة عند الضرورة هي أمثلة أخرى لدعم ذوي الإعاقة وكبار السن في وسائل المواصلات.

وبمقارنة وضع تطبيقات دون قيود لذوي الإعاقة المنفذه في مرافق يفوق فيها المتوسط اليومي لمستخدميها عن ٣٠٠٠ شخص نجد الآتي:

مصعد كهربائي على رصيف المحطة

نسبة التخلص من وجود الدرجات والعتبات المرتفعة من خلال تجهيز المنحدرات والمصاعد الكهربية بلغت في المطارات ٨٥٪‏، وفي صالات الانتظار في الموانئ ٨٨٪‏، مجمع الحافلات ٨٢٪‏، وفي محطات السكك الحديدية ٨٣٪ (‏مارس/آذار ٢٠١٤). ولكن، إذا نظرنا إلى إجمالي محطات السكك الحديد والتي يبلغ عددها ٩٥٠٠ محطة نجد أن نسبة إنجاز وتحقيق ترتيبات دعم ذوي الإعاقة لا تزال ٤٣٪‏ فقط. وفي المحطات التي لم يتم التخلص من العتبات المرتفعة بها يقوم موظفي المحطة بشكل أساسي بتقديم المساعدة.

أما عن نسبة دورات المياه المجهزة لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة فهي بالمقارنة أكثر إنجازا حيث بلغت في المطارات نسبة ١٠٠٪‏، وفي صالات الانتظار في الموانئ ٧١٪‏، مجمع الحافلات ٦٣٪‏، ومحطات السكك الحديدية ٨٠٪‏.

وبالنسبة لـ”حافلات بدون سلم“، وهي التي لا يوجد بها سلالم حيث يكون الفرق في الارتفاع بين المكان المخصص للصعود والنزول وبين الأرض أو الطريق أقل من ٣٠ سم، فتبلغ نسبة إدخالها ٣٣٪‏ من إجمالي عدد الحافلات وفقا لإحصاء آخر شهر مارس/آذار ٢٠١٤. وبشكل جزئي، في دائرة مواصلات العاصمة طوكيو ودائرة مواصلات مدينة أوساكا فقد أُدخلت الحافلات بدون سلم عند تجديد وتحديث العربات وتم إنجاز إحلال جميع الحافلات في ٤ شركات لتكون بدون سلم، والإتجاه سائد نحو التحول التدريجي لاستخدام هَذِه الحافلات بشكل كامل.

الهدف هو مدينة سهلة المعيشة للمسنين وذوي الإعاقة وللجيل المربي للأطفال

اليابان التي تعد من الدول المتقدمة في تحقيق إزالة قيود لذوي الإعاقة بين الدول الآسيوية ، إذا تم مقارنتها مع دول أوروبا وأمريكا نجد أنها في الواقع لا تزال متأخرة كثيرا. ونجد التقدم بشكل متواصل وثابت في تنفيذ التدابير اللازمة في وسائل المواصلات والمراكز التجارية والفنادق وفقا لقانون تطوير البيئة دون قيود لذوي الإعاقة، ولكن معظم المسارح القديمة والملاعب الرياضية والمتاجر التابعة لإدارة الأفراد على الشوارع الرئيسية لا يزال متبقي فيه العوائق المختلفة نحو ذوي الإعاقة حتى الآن.

يقال إن المدينة التي تراعي متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة تكون مدينة سهلة المعيشة لجميع الأفراد بما فيهم كبار السن والجيل المربي للأطفال. لذا يكون النظر بتركيز نحو دورة الألعاب الأوليمبية وأولمبياد المعاقين طوكيو ٢٠٢٠ وما بعدها من مستقبل كهدف والتطلع إلى تحقيق المزيد من كلا من الدعم المادي والمعنوي لذوي الإعاقة لتحقيق مدينة بلا عوائق للجميع.

▼مقالات ذات صلة
أمير الظلام !! قصة كفاح سوداني في بلاد الشمس الدور المذهل لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة في شركة نيهون ريكاجاكو كوجيو

ذوي الاحتياجات الخاصة