الروبوت الياباني يقترب من الإنسان

قريبا.. "مونديال الروبوتات"

علوم تكنولوجيا مجتمع لايف ستايل

يتطلع مطوري الروبوتات الى يومٍ تتمكن فيه روبوتاتهم الخاصة من هزيمة أبطال كأس العالم لكي يُتَوّجُوا بلقب أفضل فريق لكرة القدم على الإطلاق. افتتحت بطولة اليابان الرياضية الكبرى ذات الابواب المفتوحة للجماهير “RoboCup”بمشاركة ٧٣ فريق من الروبوتات للمنافسة على لقب كأس العالم للروبوت.

البحث عن الروبوت رونالدو

استضاف معهد أوساكا للتكنولوجيا في مايو/ أيار عام ٢٠١٢ بطولة كرة القدم المفتوحة RoboCup بمشاركة ٧٣ فريقاً من الروبوتات لعبت ضد بعضها البعض في مباريات مثيرة الواحدة تلو الأخرى. وشارك في الحدث الجُّل العديد من الباحثين والمختصين في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي وطلاب معهد أوساكا للتكنولوجيا حيث وصل عدد الحضور إلى ٤٥٦ شخصاً. وكان الهدف من البطولة ضمان الفوز ببطاقة التأهل لبطولة العالم ١٦ RoboCup، التي جرت بعدئذٍ في العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي في يونيو حزيران والتي أصبحت بدورها حدثاً سنوياً يشارك فيه العديد من الفرق من أكثر من ٤٠ بلدا من جميع أنحاء العالم.

فرق الروبوتات تتنافس للحصول على حق المنافسة في بطولة العالم لكرة القدم RoboCup (يسار). الوجوه الشابة ملأت الحشود. هل يصبح هؤلاء باحثين في مجال الروبوتات في المستقبل؟(يمين).

وكان وقد سبق وان اقترح الباحثون اليابانيون فكرة RoboCup عام ١٩٩٢والتي تمثلت حينها في اجراء مباريات للبطولة بين روبوتات لها مواصفات بشرية مستقلة تماما. ولعل الهدف بسيط ولكنّه طموحٌ للغاية حيث يتلخص في إنشاء فريق من الروبوتات قادر على هزيمة أبطال كأس العالم من البشر بحلول عام ٢٠٥٠. وقد توسع المشروع منذ ذلك الحين ليشمل ثلاثة أقسام أخرى: RoboCup Rescue وهي روبوتات المساعدة في حالات الطوارئ، وكذلك RoboCup@Home وهي روبوتات الخدمة المنزلية، اضافة الى RoboCup Junior وهي روبوتات للمنافسين تحت سن العشرين.

قدرات فائقة: دوري متوسطي الحجم

إعجاب الجمهور على نطاق واسع خلال المباراة. لدوري الحجم المتوسط.

يواصل مشروع RoboCup لكرة القدم بجذب معظم المشاركين مقارنة مع المشاريع الثلاثة الأخرى. ويتم إجراء مسابقة لكرة القدم تتكون من أربع بطولات دوري لروبوتات ذاتية التحكم، ودوري آخر لروبوتات تتنافس ضد بعضها البعض ويتم التحكم بها افتراضياً بواسطة الكمبيوتر.

 دوري الروبوتات متوسطة الحجم هو الدوري الذي ينبغي مشاهدته حيث تبرز فيه مقدرات فائقة. يتكون كل فريق من خمس لاعبين يقف كل منها في دائرة قطرها ٥٠ سم، ويتم استخدام نفس الكرة المستخدمة في الملاعب الحقيقية.

ولربما تختلف مهارات وأنماط الفرق التي تتحرك في الملعب الذي يصل طوله إلى ١٨ متراً وعرضه إلى ١٢ متراً فيما بينها على نطاق واسع. فأحياناً تتعطل بعض الروبوتات وتفشل في التحرك على النحو المنشود، في حين أن آخرين ينجحون في تمرير الكرة بسلاسة وتسجيل الأهداف بشكل فعال. ومن الصعب التصديق أن هذه الروبوتات لا يتم التحكم فيها عن بعد. ولكن ليس هناك أحد يقوم بتحريك هذه الآلات. فالروبوتات في بطولة RoboCup مستقلة تماما. كما انها مجهزة بكاميرات وأجهزة الكمبيوتر التي من شأنها المساعدة على حساب الموقف وتقييمه من الكرة. واستناداً إلى هذه المعلومات، يمكن لتلك الروبوتات أن تخرج بخطة عمل وتنفذها دون أي اعتماد على مساهمة الأشخاص.

كما ان السرعة هي أمر ضروري في دوري الروبوتات صغيرة الحجم، حيث يقتصر ارتفاع اللاعبين على ١٥سم فقط ويجب أن يدخل كل روبوت ضمن دائرة يصل قطرها إلى ١٨سم. حيث تقوم هذه الروبوتات بمسح الملعب عن طريق الكاميرات المثبتة الفردية والكاميرات المشتركة على السقالة فوق الملعب. ولعل سرعة وخفة الروبوتات وصلابة كرة الغولف المستخدمة في هذا الدوري يمكن أن يؤدي إلى أجواء صاخبة. وقد تُلقي بالكرة في بعض الأحيان خارج ميدان اللعب.

المطورون أيضاً يقضون أشهراً لإعداد الروبوتات الخاصة بهم لهذا الحدث الكبير. التوتر يبدو على وجوه المتنافسين (يسار). في دوري المنصة المقياسي، يستخدم كل فريق طراز الروبوت نفسه. النجاح أو الفشل يعتمدان على مستوى البرمجة (يمين).

الأمل يضيء عيون المنافسين الشباب

يتميز دوري الروبوتات التي لها مواصفات بشرية بنوع مختلف من الإثارة والتوتر. هنا التوازن هو المفتاح. ينبغي على الروبوتات التي تمشي على القدمين إبقاء قدم محورية للحفاظ على توازنها، ومن ثم تأرجح القدم الأخرى لركل الكرة. تتمايل العديد من الروبوتات دون استقرار وهي تكافح من أجل الحفاظ على هذا التوازن الهش.

ولعل التحديات التي ينطوي عليها تطوير الروبوتات التي يمكن أن تلعب كرة القدم مثل البشر ضخمة وهائلة. قد يرى البعض حلم هزيمة أبطال كأس العالم بفريق من الروبوتات أمراً مضحكاً. ولكن بالنسبة للمصممين الشباب، حيث ما زال الكثير منهم في سن المراهقة والعشرينات، فان هذا الحلم ليس مجرد مزحة. سيما وان بوادر العاطفة والطموح واضحةً على وجوههم وهم يهتفون لهذه الروبوتات في الملعب. ويجب ألاّ ننسى بأنّ الروبوتات قد تجاوزت بالفعل أعظم سادة البشر في كلا لعبتيّ الشطرنج والشوجي (لعبة يابانية تشبه الشطرنج). ولعّل الفوز بكأس العالم لكرة القدم لم يعد هدفاً بعيد المنال في نهاية المطاف.

الروبوت NAO، المصنع من قبل الدبران للروبوتات، هو روبوت مستخدم من قبل جميع الفرق في دوري المنصة المقياسي. هنا يبرهن NAO على قدرته الرائعة على التوازن.

(المقالة الأصلية باللغة اليابانية بواسطة ايكو هياشي. الترجمة من الإنكليزية الصور مقدمة من أوكوبو كيزو)

 

 

 

الروبوت كرة القدم