اليابان تسعى وراء الذهب في أولمبياد سوتشي

مجتمع ثقافة لايف ستايل رياضة

تم افتتاح دورة الالعاب الاولمبية الشتوية يوم ٧ فبراير/شباط في مدينة سوتشي الروسية على ساحل البحر الأسود.

وتعد دورة الألعاب الأولمبية هذه أول دورة تعقد منذ أن تم الإعلان في عام ٢٠١٣ أن طوكيو ستستضيف الألعاب الأولمبية الصيفية عام ٢٠٢٠. وقد تعهد السيد هاشيموتو سيكو الذي يشغل منصب رئيس الوفد الاولمبي لليابان، أن الرياضيين اليابانيين سيبذلون كل جهد متاح لديهم من أجل حصد أكبر قدر ممكن من الميداليات بحيث يفوق تلك التي تم حصدها في دورة الالعاب الاولمبية الشتوية عام ١٩٩٨ والتي أقيمت في ناجانو باليابان، عندما حصدت اليابان على ما مجموعه ٥ ميداليات ذهبية، فضية واحدة، و٤ ميداليات برونزية. وقال هاشيموتو أن الهدف هذه المرة سيكون حصد ما مجموعه ١٠ ميداليات على الأقل، بينهم ٥ أو أكثر ميداليات ذهبية.

هل يمكن أن تعود اسادا بالذهب؟

وتتركز آمال ميدالية اليابان في التزلج، وخاصة المتزلجات الإناث في المسابقات الفردية. فقبل أربع سنوات، في دورة الألعاب الشتوية في فانكوفر، حازت أسادا ماو الميدالية الفضية، وقد حازت منافستها الكورية الجنوبية كيم يونا الميدالية الذهبية في مسابقة بشرت بالكثير. اسادا وكيم من مواليد سبتمبر/أيلول ١٩٩٠ ورغم أن الفرق في العمر بينهم لا يتعدى الـ ٢٠ يوماً إلا أن المنافسة كانت شديدة بينهم منذ أن كانتا مبتدئتين.

أفضل سلاح في ترسانة اسادا هو الدوران ثلاثة دورات كاملة في الهواء أو ما يعرف بـ (تريبل آكسل)، وهي تعد واحدة من أصعب ست أنواع للقفزعلى الجليد. في هذه القفزة تقفز المتسابقة على الرجل الخارجية وهي متجهة إلى الأمام (أي جهة القفز)، وهو ما يجعلها أكثر صعوبة وإرهاقاً للاعصاب أثناء أدائها. اسادا هي المتزلجة الأنثى الوحيدة في العالم الأن التي تدمج هذه القفزة في العرض الذي تقوم به .

نفذت اسادا بنجاح الدوران الثلاثي في عرضها القصير في دورة العاب فانكوفر ودورانين آخريين في العرض الحر، لكنها انتهت وراء كيم في الترتيب بسبب بعض الأخطاء في القفزات الأخرى. أما بالنسبة لألعاب سوتشي، تقول اسادا إن هدفها هو ”تحقيق أداء مثالي في العرض القصير والعرض الحر“.

كما تتمتع أسادا بشعبية عالية في روسيا، بعد أن تدربت مع المدربة الروسية الشهيرة تاتيانا تاراسوفا كمدربة خاصة لها. فإذا قامت اسادا بحركة الدورة الثلاثية الصعبة خلال العرض فإن ذلك سيمكنها من أن تأتي على رأس القائمة وتفوز بالذهب.

وكانت كيم قادرة على هزيمة اسادا في الماضي بكل من القفز، التزلج الرشيق الجميل، والقدرة التعبيرية. ولكن أصبح ظهورها في المنافسات الدولية منذ دورة العاب فانكوفر محدود جدا، إلا أنها وفي كل مرة تظهر فيها فقد كانت تستحوذ على الإعجاب والثناء على أدائها رائع الذي يقترب من الكمال.

ولكن بداية كيم جاءت في وقت متأخر من الموسم المؤدي إلى العاب سوتشي الاولمبية الشتوية بسبب اصابة لحقت بها في الساق. وعلى الرغم من إقترابها من تسجيل رقم قياسي عالمي جديد في بطولة التزلج على الجليد التي استضافتها كوريا الجنوبية في يناير/ كانون الثاني عام ٢٠١٤. حيث قالت إنه لم يحالفها الحظ في أحد القفزات وأنها لم تكن بالسرعة المعتادة على الجليد كما صرحت إنها سوف تقوم بما يلزم من أجل الفوز بالميدالية الذهبية.

نجمة روسية جديدة

هناك أيضاً متزلجة جديدة ظهرت على الساحة وأثارت ضجة بصعودها وهي الروسية يوليا ليبنيتسكايا البالغة من العمر ١٥ عاماً والتي أصبحت في منتصف يناير/ كانون الثاني أصغر متزلجة في التاريخ تفوز بالبطولة الأوروبية التي إستضافتها بودابست للتزلج على الجليد، وهو أعلى مستوى يسجل بين المتزلجين هذا الموسم.

تلك النتيجة أحدثت ضجة كبيرة على المستوى العالمي لأنها كانت المرة الأولى منذ الـ ٨٣ عاماً التي يفوز أي متزلج بالبطولة الأوروبية في أول ظهور له على الساحة، حيث أن آخر من قام بذلك كان المتزلجة النرويجية سونيا عام ١٩٣١ بفضل دورانها الرشيق، وبفضل التشجيع والدعم الذي حظيت به من المشجعين المحليين، وإنه لمن المؤكد أن تصبح يوليا منافساً قوياً لاسادا.

كذلك هناك منافسة لأسادا من قبل المتزلجات اليابانيات. سوزوكي أكيكو وموراكامي كاناكو كلتاهما لديهما امكانيات مذهلة ومستوى عال من البراعة. سوزوكي على وجه الخصوص كانت مثيرة للإعجاب عندما فازت لأول مرة ببطولة اليابان للتزلج على الجليد في ديسمبر/كانون الأول عام ٢٠١٣. ولو تمكنت من القيام بنفس الشكل من الأداء المثالي في سوتشي فسوف تحصد احدى الميداليات بالتأكيد وربما تذهب بعيداً وتنافس على الذهب، وهي تبلغ من العمر الـ  ٢٨ ربيعأ ولديها القدرة والقوة وكذلك القدرات التعبيرية.

كما تتدرب موراكامي التي تبلغ من العمر ١٩عاماً فقط في نفس ساحة التزلج التي تدربت بها أسادا واكتسبت بها العديد من المهارات في مركز ناجويا الرياضي، ثم ذهبت لنفس المدرسة الثانوية والجامعة أيضاً. وقد تم تدريبها من قبل المدرب نفسه الذي ساعد ايتو ميدوري على الفوز بالميدالية البرونزية في دورة الالعاب الأولمبية الشتوية التي استضافتها مدينة ألبرت فيل الفرنسية عام ١٩٩٢.

الرجال تطارد الذهب

آمال الميدالية اليابانية لا تقتصر فقط على المتزلجيات من السيدات، فهناك الكثير من الآمال معلقة أيضاً على الرجال، خاصة المتزلج هانيو يوزورو البالغ من العمر ١٩ عاماً، الوافد الجديد الذي يسعى بكل قوة للذهب.

هانيو ينحدر من منطقة سينداي محافظة مياجي، والتي تعد واحدة من أكثر المناطق تضرراً جراء الزلزال والتسونامي الذي ضرب شمال شرق اليابان في ١١ مارس/أذار ٢٠١١. وحين وقع الزلزال قال انه كان يمارس التدريبات كالمعتاد في حلبة تزلج في سينداي واضطر إلى الهروع خارج المكان من أجل سلامته.

سوف يقدم العرض الحر الخاص به في سوتشي على ألحان موسيقى ”روميو وجولييت“ من تأليف نينو روتا. سيتضمن هذا العرض الفذ تحديان من نوعين مختلفين من القفزات الرباعية.

ويتطلع هانيو للمتزلج الروسي يفجين بلوشينكو الذي يشارك في الأولمبياد للمرة الرابعة في سوتشي. وسعياً وراء تحقيق الذهب يأمل هانيو أن يتفوق ليس فقط على معبوده الروسي ولكن أيضاً على النجم الكندي باتريك تشان الذي فاز بثلاث بطولات عالم على التوالي .

هناك عدد اخر من المتزلجين يحاولون الفوز بميداليات منهم اللاعب تاكاهاشي دايسوكي، الذي أصبح أول متزلج من الرجال يفوز بميدالية أولمبية من قبل، حيث سبق وأن حصل على الميدالية البرونزية في فانكوفر. وماتشيدا تاتسوكي الذي يتميز بشعور فريد من التعبيرات الرائعة سحرت المشاهدين.

نجمة القفز التزلجي في اليابان

واحدة من أكبر آمال اليابان للفوز بالميدالية الذهبية هي تاكاناشي سارا التي سوف تظهر للمرة الأولى في الأولمبياد من خلال لعبة القفز التزلجي للسيدات والتي تم ضمها للمرة الأولى لدورة الالعاب الاولمبية الشتوية.

تاكاناشي البالغة من العمر ١٧ عاماً لاتزال طالبة في المدرسة الدولية في اساهيكاوا بهوكايدو، كان لديها موسم مزدحم من القفز التزلجي على الرغم من ما تواجه غالباً ظروف جوية صعبة. صاحبة ١٧ بطولة كأس عالم (اعتباراً من نهاية يناير/كانون الثاني ٢٠١٤) وهو أكثر معدل بطولات يحققه أي لاعب سواء من السيدات أو الرجال.

المنافسة الرئيسية لتكاناشي هي الأمريكية سارة هندريكسون التي فازت ببطولة العالم للقفز التزلجي في عام ٢٠١٢. أصيب هندريكسون في اربطة الركبة اليمنى في أغسطس/أب الماضي، وكانت هناك مخاوف من عدم لحاقها بدورة ألعاب سوتشي. ولكن بعد جلسات إعادة التأهيل المكثفة التي مرت بها تم وضعها مرة أخرى على جدول الفريق الامريكي المشارك بالدورة.

أما بالنسبة للتزلج السريع للرجال، فاليابان لديها صاروخان هما ناجاشيما كيتشيرو وكاطو جوجي. فقد فاز ناجاشيما في دورة فانكوفر بالميدالية الفضية، بينما فاز كاطو بالميدالية البرونزية، في دورة سوتشي يتعلق قلب كل منهم ويسعى للعودة بالذهب لليابان.

ومن الرياضيين الآخرين الذين تتعلق عليهم الأمال في ان يعودوا بميداليات: كاساي نورياكي البالغ من العمر ٤١ عاماً اللعب لاعب القفز التزلجي لمخضرم. المتزلجة التي شاركت خمس مرات بالأولمبياد ايمورا ايكو، والمتزلج هيرانو ايومو البالغ من العمر ١٥ عاماً.

(المقالة الأصلية باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية، في ٢٨ يناير/كانون الثاني ٢٠١٤)

ملاحظة: النتائج حتى هذه اللحظة

حققت المتزلجان هيرانو ايومو وهيرا - أوكا تاكو على كل من الميداليتان الفضية والبرونزية في التزلج على الثلج.

حازت تاكاناشي سارا على المركز الرابع في لعبة القفز.

حل كل من كاطو جوجي وناجاشيما كيتشيرو في المركزين الخامس والسادس على التوالي في التزلج السريع.

وحلت اليابان في المركز الخامس في مسابقة الفرق للتزلج على الجليد بعد إيطاليا.

حل كاساي نورياكي في المرتبة الثامنة في القفز التزلجي.

حلت أويمورا أيكو في المرتبة الرابعة في التزلج الحر على الثلج.

الرياضة التزلج على الجليد سوتشي الألعاب الأولمبية