”الشريعة“.. فندق ياباني يلبي احتياجات الزوار المسلمين

ثقافة

تم تأسيس فندق متخصص بخدمة المسلمين في اليابان، اسمه ”فندق الشريعة فوجي سان“ ويقع في بلدة فوجيكاوا-غوتشيكو. ويقال إن الفندق يكافح للاستمرار بأعماله، حيث قام صحفي مقيم في إندونيسيا بزيارة هذا الفندق الذي يأمل أن يستمتع الكثير من المسلمين بالسياحة في جبل فوجي.

 فندق لخدمة الزوار المسلمين

في ظل ازدياد عدد السياح الأجانب الذين يزورون اليابان عاما بعد عام مع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو في عام 2020، يزداد أيضا عدد المسلمين القادمين إلى اليابان. والصعاب التي يواجهها المسلمون في اليابان هي تأمين الطعام الحلال الموافق للشريعة الإسلامية، وإيجاد مكان للصلاة. ومن ضمن الفنادق الموجودة في وسط مدينة طوكيو والتي يقيم فيها الكثير من النزلاء الأجانب يزداد عدد الفنادق التي تقوم بالإعلان عن ”خدمة المسلمين“ من خلال عبارات مثل ”من الممكن للمسلمين الإقامة باطمئنان“. ولكن، على الرغم من إمكانية تقديم الطعام الحلال في المطاعم، إلا أن الواقع يقول إنه من الصعب بمكان تقديمه في الفنادق العامة بالمعنى الدقيق للطهي من قبل طباخ خاص، وباستخدام مطبخ وأدوات طبخ خاصة يطلبها المسلمون.

وفي ظل ذلك، تم ولادة ”فندق الشريعة“ المتخصص بالمسلمين في بلدة فوجيكاواغوتشيكو في محافظة ياماناشي. وهذا الفندق الذي يحمل الكلمة العربية ”شريعة“ والتي تعني القانون الإسلامي معد بشكل كامل بما يناسب النزلاء المسلمين من وجبات الطعام وحتى المرافق. ووفقا للأشخاص ذوي الصلة، ربما يكون المرفق الوحيد حتى الآن في اليابان.

و”فندق الشريعة فوجي سان“ الموجود في منطقة فوناتسو في بلدة فوجيكاواغوتشيكو في محافظة ياماناشي هو عبارة عن منزل شخصي مكون من طابقين تم تجديده ليصبح فندقا، ويقع في موقع جيد حيث من الممكن رؤية جبل فوجي من بعض غرف النزلاء. ويقول المدير العام لشركة ”T・S المساهمة المحدودة“ ياماشيتا يوجي (36 عاما) والتي تدير مجموعة من الفنادق في محيط بحيرة كاواغوتشي وتُسمى ”فوجي سان فاميلي“، يقول ”إن السياح الأجانب في محيط بحيرة كاواغوتشي كانوا من الصينيين بشكل رئيسي، ولكن في السنوات الأخيرة يزداد عدد السياح الإندونيسيين والماليزيين. ونتيجة لذلك، ظهرت بعض العقبات عند خدمة النزلاء المسلمين كالطعام والصلاة، لذلك أردنا أن نزيل تلك العقبات حتى يأتي إلينا الكثير من السياح المسلمين، وافتتحنا فندق الشريعة كفندق تجريبي“. وبعد تلقي المشورة والمساعدة من المسلمين المقيمين في اليابان والجمعيات ذات الصلة، وجمعية أعمال الحلال اليابانية وغيرها، تم الافتتاح في 21 يوليو/تموز من عام 2017.

ويقول إن المسلمين من دول جنوب شرق آسيا كماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا وغيرها أصبحوا يزورون بحيرة كاواغوتشي خصيصا بعد الافتتاح مباشرة، وذلك نتيجة لنشر خبر الفندق في الصحف المحلية والصحف الاقتصادية والمجلات كـ ”أول منشأة للإقامة متخصصة بالمسلمين في اليابان“، وأيضا نتيجة لتناقل خبره بين السياح المسلمين.

من الممكن تذوق الطعام الياباني الحاصل على شهادة الحلال

بعد الدخول من المدخل الذي وضعت عليه لافتة مكتوب عليها باللغة العربية والإنجليزية اسم الفندق، سنجد الاستقبال في الطابق الأول. حيث يصطف فيه القرآن الكريم، وسجادات الصلاة التي من الممكن استعارتها، وأزياء نسائية (موكينا)، وبعض الأطعمة الحلال التي من الممكن شراؤها كهدايا وغيرها من الأشياء. ويوجد هناك مكان للوضوء في إحدى زوايا المطعم الموجود بجانب الاستقبال.

وهناك واي فاي مجاني في جميع أنحاء الفندق، وتكييف بارد وساخن، ويوجد ثماني غرف مزدوجة وعائلية مجهزة بلباس اليوكاتا الياباني، وبالإضافة إلى وجود علامة على السقف للإشارة إلى اتجاه الصلاة “القبلة“، فإن هناك غرفة مخصصة للصلاة. ويمنع التدخين، وشرب المشروبات الكحولية في جميع أنحاء الفندق.

وبالنسبة للطعام الذي يعيره المسلمون اهتماما كبيرا فإنه حلال بشكل كامل، يتم استخدام مواد خاصة حاصلة على ”شهادة الحلال“، حتى بالنسبة لصلصة فول الصويا التي تستخدم كتوابل. ومن الممكن تناول الطعام الياباني في الفطور كالأرز، وحساء الميسو (معجون فول الصويا)، والسمك المشوي، والتوفو المغلي (جبنة فول الصويا) وغيره. وفي الغداء يوجد في القائمة لحم البقر المشوي على لوحة الفخار والذي يتم طلبه من منطقة شيكوكو، ولحم الدجاج من إنتاج منطقة كيوشو بشكل رئيسي مع تنبورا الخضار والجمبري (خضار وجمبري مغطاة بالدقيق ومقلية بالزيت)، وتنبورا فول الصويا المخمر من إندونيسيا وغيره.

أجرة الإقامة في الفندق ليلة واحدة ولشخص واحد تبدأ من 5400 ين. وبالطبع من الممكن إقامة السياح غير المسلمين أيضا. ويتم الترحيب بالنزلاء اليابانيين الذين يرغبون بفهم الثقافة الإسلامية. ومنذ الافتتاح، يقال إنه يقيم في الفندق حوالي 200 شخص كمتوسط شهري، ولكن في الواقع فإن معظمهم من السياح الأجانب العاديين الذين لم يتمكنوا من الحجز في فنادق أخرى، ويتوقف عدد المسلمين عند حوالي 30% من إجمالي عدد النزلاء. وفي شهر رمضان يصبح عدد النزلاء المسلمين صفر تقريباً.

وفي ظل هذا الواقع يقول السيد ياماشيتا ”على كل حال نحن الآن في مرحلة تجريبية، وفي المستقبل سنقوم أيضا بإضافة أفكار جديدة لجذب المزيد من النزلاء المسلمين“.

ويقول أيضا إن متوسط إقامة النزلاء في الفندق هو يومان، حيث يستمتعون بالمناظر المحيطة ببحيرة كاواغوتشي، وتسلق جبل فوجي في الصيف، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يستمتعون بتجربة التزلج على الثلج في الشتاء.

وتقوم الحكومة اليابانية بالترويج للسياحة وجذب السياح الأجانب من خلال وكالة السياحة بشكل رئيسي، ولكن أعتقد أن تجهيز المرافق التي تهتم بأديان وثقافات السياح الأجانب كفندق الشريعة، والاهتمام بخدمتهم بشكل إيجابي هو نوع من أنواع ”كرم الضيافة“ المهم. ومن هذا المنظور أتمنى أن يتم افتتاح فنادق شريعة أخرى في جميع المناطق في المستقبل.

(النص الأصلي باللغة اليابانية. صورة العنوان الرئيسي: فندق الشريعة فوجي سان من الخارج)