تحدي بناء نسخة متحركة من غاندام بارتفاع ١٨ مترا

علوم تكنولوجيا مجتمع ثقافة مانغا وأنيمي

في عام ٢٠٠٩ تم بناء تمثال لنسخة طبق الأصل عن شخصية غاندام في مسلسل الأنيمي ”Mobile Suit Gundam“ بارتفاع ١٨ مترا في منطقة أودايبا بطوكيو في الذكرى الثلاثين لمسلسل الأنيمي الشهير. واستعدادا للذكرى الأربعين التي توافق عام ٢٠١٩، يعمل فريق المشروع على صنع نسخة قادرة على التحرك بصورة فعلية.

مشاركة عالم تايواني في المشروع

أقامت منظمة غاندام للتحدي العالمي مؤتمرا صحفيا في طوكيو في أكتوبر/تشرين الأول للإعلان عن الفائزين الأربعة في أولى مسابقاتها حول أفكار متعلقة بكيفية جعل نسخة غاندام متحركة. ومن بين الفائزين كان بروفيسور الهندسة تشيانغ مينغ هوسن وهو تايواني وقد اقترح آلية جديدة للمشي بطريقة تحاكي أسلوب البشر.

وقال أوينو كازونوري رئيس شركة بانداي المصنعة للألعاب والتي تدعم المشروع، ”إن أحد الفائزين الأربعة من خارج اليابان، وبالتالي يمكنكم الشعور بمدى كِبَر الآمال العالمية المعلقة على غاندام. نرغب في مساعدة الناس حول العالم في أن تصبح أحلامهم أكبر من خلال جعل هذا المشروع حقيقة“.

أما كانيكو يويا البالغ من العمر ٢٤ عاما وهو أصغر الفائزين اليابانيين، فقد تم اختياره بسبب فكرته في جعل غاندام يشتبك مع خصمه الروبوت المتحرك ”زاكو“ وهو شخصية كرتونية دائمة الظهور في سلسلة الأنيمي تلك. وقد شعر طالب الدكتوراه هذا بأن هذه الفكرة ستساعد في زيادة ثبات هيكل غاندام من خلال الاستناد على ٤ أرجل بدل اثنتين. أما الفائزان الآخران وهما كيهارا يوشيميتسو وأوكادا كيئي فقد اقترحا نظام سير عالي القدرة وتطوير منصة مفتوحة لأبحاث غاندام، على الترتيب. وسينضم الفائزون الأربعة إلى فريق المشروع وسيعملون على بناء غاندام متحرك.

أداء فني لحركات غاندام. (سوتسو - سنرايز)

بمثابة جعل بناء مؤلف من ٦ طوابق يتحرك

ظهر أنيمي ”Mobile Suit Gundam“ على شاشة التلفزيون لأول مرة عام ١٩٧٩، ليتبعها سلسلة لاحقة وأفلام وقصص مصورة ”مانغا“ وألعاب فيديو مستوحاة منها. النسخة الأكثر حداثة من هذا المسلسل هي ”تيكّيتسو نو أوروفينزو“ أو (أيتام بدم من حديد)، وبدأ بثها في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام ٢٠١٥. ومع مرور الوقت اكتسب غاندام شهرة في اليابان وحاز على متابعين في الخارج وخاصة في دول آسيوية أخرى. ويُقدر أن نحو ٣٠٪ من أصل ١١ مليون قطعة من مجسمات بلاستيكية متعلقة بغاندام يتم شحنها سنويا، تذهب إلى أسواق أجنبية.

وفي هذه السلسلة يبلغ ارتفاع كل بدلة لغاندام ١٨ مترا وبوزن ٤٣.٤ طنا. وفي هذا الخصوص أشار عضو لجنة الاختيار هاشيموتو شوجي نائب رئيس جامعة واسيدا وأستاذ الفيزياء التطبيقية إلى أن ”١٨ مترا هي أطول من قامة إنسان طويل بـ١٠ مرات، وإن زيادة الارتفاع بـ١٠ أضعاف يعني زيادة الوزن ألف مرة. ويحتاج القيام بحركات مثل أرجحة الذراعين أو تصالب القدمين أيضا إلى قوة تدويرية هائلة لتحاكي الكيفية التي تتحرك فيها بدلات مسلسل الأنيمي. ولبلوغ أهدافنا، نحن بحاجة إلى المضي أبعد مما تم تحقيقه في مجال الروبوتات حتى الآن“.

ولكنه بنفس الوقت أظهر رغبة في تجاوز تلك المشكلات من خلال الهندسة بالقول: ”توجد بالفعل مقطورات صغيرة لنقل حمولات ثقيلة للغاية وأنظمة لإيقاف اهتزاز ناطحات سحاب ارتفاعها أكثر من ١٠٠ متر. وبالتالي هناك حل“.

كما أظهر بيتويو هارتونو البروفيسور في جامعة تشوكيو بناغويا وأحد قادة المشروع، تصميما مشابها. فقد أوضح أن ”جعل روبوت بارتفاع ١٨ مترا يمشي هو بمثابة جعل مبنى مؤلف من ٦ طوابق يمشي. لقد أخبرني أخصائي في مجال البروبوتات أن الأمر مستحيل ببساطة. ولكن الكلمة ’تحدٍ‘ تناسب هذا النوع من المشاريع الغير مألوفة. وحتى وقتنا الحالي، كانت التحديات على الورق فقط، ولكن يتعين علينا الآن تحويلها إلى حقيقة. نحن نتطلع لإحداث قفزة نوعية“.

تطوير التكنولوجيا

ولكن لماذا القيام بالمحاولة في مثل هذه المهمة الخيالية؟ للإجابة على هذا السؤال أجرى ميياغاوا ياسوؤ رئيس سنرايز وهي شركة الأنيمي التي تنتج غاندام، مقارنة مع مهمة برنامج أبولو التي حطت بالإنسان على سطح القمر. فقد قال إنه ”من خلال البرنامج، طورت ناسا الكثير من التقنيات الجديدة. إن جعل غاندام يتحرك قد لا يكون ذا معنى بالنسبة للروبوتات بحد ذاتها، ولكن يتملكني شعور بأن عملية التجربة والخطأ قد تساعد في إحراز تقدم في تكنولوجيا الروبوتات“.

كما أن الحكومة اليابانية تقوم بدعم المشروع. ففي شهر يناير/كانون الثاني من عام ٢٠١٥، اندلعت مناقشات بشأن تأسيس ”منطقة غاندام“ تحكمها لوائح مخففة لإجراء تجارب على أمل تعزيز الابتكار في مجال صناعة الروبوتات في اليابان. فجعل غاندام يتحرك من شأنه أيضا أن يشكل عامل جذب كبير للسياح المحليين والدوليين.

ولجمع المزيد من الأفكار تم افتتاح مسابقة ثانية للتحدي العالمي في ٢ نوفمبر/تشرين الثاني وستستمر حتى ٢٩ فبراير/شباط عام ٢٠١٦. وإذا سارت المهمة كما هو مخطط لها، فإن الخطة الأساسية ستوضع في خريف عام ٢٠١٦ كما سيتم الإعلان عن التصميم النهائي في عام ٢٠١٨ قبل أن يتم الكشف عن غاندام المتحرك العام الذي يليه.

وبصرف النظر عن إمكانية تطوير التكنولوجيا، يعتقد تومينو يوشييوكي المدير العام لأنيمي غاندام أن المشروع قد يلهم أجيال المستقبل حيث يقول: ”إذا أصبح غاندام المتحرك حقيقة في عام ٢٠١٩، فإن بعض الأطفال سيبدؤون بالتفكير بشأن الابتكارات القادمة في المستقبل. ومن أجل هذا السبب وحده، فإن جعل غاندام يتحرك أمر يستحق المحاولة“.

(المقالة الأصلية مكتوبة باللغة اليابانية من قبل ناغاساوا تاكاآكي من قسم التحرير في Nippon.com ومنشورة في ١٠ نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠١٥. الترجمة من الإنكليزية. الصور مقدمة من أوتاني كييوهيدي. صورة العنوان: (وسط) الفائزون الثلاثة يقفون بين المدير العام لأنيمي غاندام تومينو توشييوكي (يمين) والموسيقي سوغيزو (يسار) الذي كان مقدما في المؤتمر الصحفي في ٢٦ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠١٥. سوتسو - سنرايز)

أنيمي