مطاردة جامحة لنوبل: موراكامي هاروكي وجائزة الأدب بعيدة المنال

ثقافة

يحتل الأديب الياباني ”موراكامي هاروكي“ موقعه في قائمة ”المفضلين الدائمين“ لنَيّلِ جائزة نوبل في الأدب حسب مقال لرويترز يسرد أيضاً اثنين من الكتاب الأمريكيين كأوفر المرشحين حظاً. وهما ”فيليب روث“ و”جويس كارول أوتس“ وكذلك المغني ”بوب ديلان“ الذي تتم الاشارة اليه باعتباره مرشحاً من الخارج. وقد نُشرت هذه المقالة في الواقع عام ٢٠٠٨، ولكن لم يتغير الكثير في عالم محاولة قراءة عقول لجنة نوبل. ومما لا شك فيه أن نفس الأسماء ستذكر قبل هذا الحفل في أكتوبر/تشرين الاول.

المفاجأة”بالنتيجة الغير متوقعة“

من المعروف أن شركة المراهنات ”لدبروكس“ البريطانية تقدم احتمالات بخصوص جائزة نوبل للآداب منذ عام ٢٠٠٥ وقد ارتفعت مرتبة ”موراكامي“ إلى منصب المرشح المفضل الخامس في الترتيب إلى المركز الأول لعام ٢٠١٤ عند كتابة هذا التقرير ولكن بالنسبة لأيّ شخص يعرف أي شيء عن الرهان، فإنه يدرك أنَّ احتمالات المراهنات تتأثر بما يراهن الناس عليه بدلاً من النظر إلى احتمالات موضوعية. وبناءً على ذلك فإن المنتخب الإنكليزي لكرة القدم يظهر بشكل منتظم على القائمة المفضلة لمراهنات البريطانية للبطولات الكبرى، ولا يتبع ذلك أي نجاحات في المقابل ولكي نكون منصفين، فأنّ ”لدبروكس“ ليست بهذا السوء في التنبؤ لمعرفة من سيحصل على الجائزة. فعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، تضمنت قوائمها عددا لا بأس به من الفائزين، وذلك على الرغم من أن ”ماريو فارغاس يوسا“ (٢٠١٠) و”هيرتا مولر“ (٢٠٠٩) كانا من خارج القائمة. وقد تكون تلك ضرورة مالية لشركات المراهنات لزيادة الاحتمالات على الكتاب المتمتعين بشعبية كبيرة مثل ”موراكامي“، وعلى الذين سيحصلون على المزيد من الرهانات إلى حد كبيرمن كتاب آخرين مثل الأديب الكيني ”نجوجي وا ثينغو“ (٦ إلى ١) أو الأديبة الجزائرية ”آسيا جبار“ (١٠ إلى ١). وتبدو المشكلة هي أنه عندما تصدر وسائل الإعلام تقارير دون تمحيص وتفيد بأن ”موراكامي“ هو المفضل، يصدق الناس ومن ثم يُدهشون بهذه ”النتيجة الغير متوقعة“ عندما لا يفوز. والحقيقة هي أن عملية اختيار جائزة نوبل سرية، لذلك لا يمكننا أن نعرف فيما إذا كان الشخص المعني قيد المناقشة كمرشح. في قائمة الاحتمالات التي تضعها ”لدبروكس“ سيما وأنه تتشكل من خلال مزيج من الشائعات والمضاربة، والتمني من قبل الراهنين.

تاريخ اليابان مع نوبل

كما يذكر الموقع الرسمي لنوبل أن أسماء المرشحين وغيرها من المعلومات لا يمكن كشفها حتى بعد مرور ٥٠ عاماً. حيث أن المعلومات التي يقدمها في الواقع محدودة جداً مع قاعدة بيانات كاملة من المرشحين حتى عام ١٩٥٠. وفي ذلك الوقت تم ترشيح كاتب ياباني واحد فقط، وهو داعية السلام المسيحي ”كاغاوا تويوهيكو“، الذي اُقُترح اسمه عامي ١٩٤٧ و١٩٤٨ على التوالي من قبل اثنين من الأكاديميين السويديين. وفي وقت كتابة هذا المقال، كان الموقع الرسمي يحتوي أيضاً على معلومات قليلة بخصوص المناقشات التي جرت في عاميّ ١٩٦٢و١٩٦٣. وهي أقرب إلى الفضول للاطلاع على قصاصات من القيل والقال من أكثر من كونها بحثاً عن التفاصيل في العمق، ورغم ذلك، لم يكن هناك أي ذكر للمرشحين اليابانيين لعام ١٩٦٢. ومع ذلك، فإن ملخص مناقشة عام ١٩٦٣ كان أكثر صراحة من ذلك بقليل حيث اشار إلى أن ”ميشيما يوكيو“ قد رُشح لأول مرة، وكان من بين ستة كتاب تعتبرها اللجنة ”الأكثر أهمية“. لكن مع ذلك، تقرر بأنه لن يكون من المناسب إعطاء الأفضلية لـ”ميشيما“ على الكتاب اليابانيين الآخرين الذين تم ترشيحهم من قبل. وفي النهاية، لم يفز ”ميشيما“ بالجائزة، وأصبح - بدلا منه - ”كواباتا ياسوناري“ أول فائز للأدب الياباني في عام ١٩٦٨. وهكذا فسوف يتعين علينا أن ننتظر بضع سنوات أخرى لمعرفة أي شيء عن كيفية حدوث ذلك وبضعة عقود لمعرفة ما حدث عندما تم اختيار ”أوي كينزابورو“ عام ١٩٩٤.

الملف الخاطئ

وعند النظر في سجلات لجنة نوبل في الماضي، فربما يبدو أنّ ”موراكامي“ هو اختيار غير مرجح. بدون أي ازدراء مقصود، حيث يُقال بأنه ليس حقاً مؤلفاُ رفيع الثقافة، فعلى الرغم من أن حبكاته القصصية يمكن أن تكون معقدة، إلا أن جمله واضحة كما أن نوعية الكتاب الذي تختارهم اللجنة عادة لا يتطلب بيعهم العديد من الكتب كما هو الحال بالنسبة للسيد ”موراكامي“. وبالنسبة لي يبدو أنه أشبه بأحد مؤلفيه المفضلين، ”ريموند تشاندلر“، الذي لديه تأثير كبير على رقعة غير محددة بين الأدب والخيال الشعبي. وكشخصٍ محب للكثير من رواياته، فإنني لا أرى تماما لماذا من المهم جدا بالنسبة لـ”موراكامي“ الفوز بجائزة نوبل على أي حال فهنالك الكثير من الكتاب ممن أحب وممن لا يناسبهم المنصب. سيما وأنه قد يبدو للبعض نوعاً من العجرفة والتحيز لصالح شعراء غير مشهورين على الروائيين الأكثر مبيعاً، ولكن عملياً قد تكون هذه مجرد الطريقة التي يعمل بها النظام. ومع ذلك، أعتقد أن هناك الكثير من المؤيدين لـ”موراكامي“ ممن يراهنون بأموالهم عليه وزيادة احتمالات فوزه في نهاية المطاف أعتقد أن فرصته ضئيلة في أحسن الأحوال، من منظور المراهنات، وأنه سيكون من الحكمة الرهان على اسم أقل شهرة. أو إذا كنت مهتماً حقاً، اذهب الى السويد وحاول التقاط الشائعات. ويقال إن التسريبات من ستوكهولم قد لعبت دورها في ظهور ”توماس ترانسترومر“ المفاجئ من بين المرشحين عام ٢٠١١. ووفقا لأحد التقارير، كانت الرهانات من المقامرين السويديين وراء انخفاض احتمالات فوز ”نجوجي وا ثينغو“.

(النص الأصلي باللغة الإنكليزية. صورة العنوان: الأديب الياباني ”موراكامي هاروكي“ يلقي خطاب القبول لجائزة القدس لحرية الفرد في المجتمع عام ٢٠٠٩. الصورة مقدمة جيجي برس)

الأدب موراكامي هاروكي جائزة نوبل