يوكاي ووتش: أشباح اليابان تستعد للسفر إلى الخارج

ثقافة

لاقت لعبة الفيديو ”يوكاي ووتش“ منذ صدورها في يوليو/تموز ٢٠١٣، بسرعة نجاحا كبيراً في اليابان وأصبحت شخصيات اللعبة اليوم نجوما تتألق في برنامج للرسوم المتحركة الخاص بها، كما أخذت صورهم تزين كل شيء من معلبات الوجبات الخفيفة حتى القطارات. حيث خصصت ”Level 5“، وهي الشركة التي تنتج اللعبة، عناية كبيرة في هندسة منتجها الضخم لتحقيق نجاح مؤكد، فقد اقترضت أفكار ناجحة من عدد من المنتجات الأخرى. و دفعت شعبية اللعبة لإجراء مقارنة جريئة مع النجم الياباني ”بوكيمون“، حتى قال البعض إن لدى اللعبة الجديدة القدرة على تجاوز سابقتها.

شعبية في مكانها الصحيح

ينحدر اسم اللعبة ”يوكاي“ من تسمية الأشباح أو الأرواح الخارقة غير المرئية التي تعيش مع البشر. وتسمح ساعة خاصة للاعبين برؤية هذه الأشباح، كما أن طريقة التفاعل مع اللاعبين مشابهة لصيغ مؤكد من مجموعة سابقة لألعاب الوحوش، وتدور أحداث اللعبة حول جمع وإدارة طاقم واسع لمخلوقات من عالم آخر. سيما وأن في اليابان عدداً لا يحصى من ”يوكاي“ موجودة بشكلٍ أو بآخر في الفولكلور والثقافة الشعبية، وبإمكان أي شخص شاهد أفلام استوديو ”جيبلي“ مثل ”المخطوفة (رحلة تشيهيرو)“ أو ”جاري توتورو“ فهم الإمكانات التي لا حدود لها لثقافة الـ”KAWAII“ بمعنى لطيف التي تعالجها شركة ”Level 5“ والتي وجدت حقا الجواب الصحيح مع إبداعاتها لا سيما إذا نظرنا للشعبية الهائلة لشخصيات مثل شبح القط المحبوب ”Jibanyan“ والشبح المتقلب ”Whisper“.

أشياء مثيرة: ساعة ”يوكاي“ وميداليات متنوعة

لقد أصبحت ”يوكاي وتش“، التي تستهدف أساسا طلاب المرحلة الابتدائية، الموضوع المفُضّل لدى الكثيرين في الحدائق والملاعب في جميع أنحاء اليابان وهذا ليس بالأمر المستغرب بالنسبة لليابان، فقد تسبب المنتج الجديد أيضا في خلق ضّجة كبيرة بين اللاعبين الأكثر نضجا. وكانت مبيعات بطاقات الألعاب لـ”نينتندو ٣ دي إس“ جيدة لجميع الوحدات الثلاثة للعبة، والتي باعت إجماليا ٤ ملايين وحدة. وكان الطلب على المنتجات المرتبطة بهذه الألعاب في ارتفاع أيضا، مع توقع صانعة الألعاب بانداي وصول إجمالي المبيعات للبضائع المتعلقة باللعبة إلى ١٠ مليار ين بحلول نهاية السنة المالية.

ومن بين هذه المنتجات، كانت ميداليات ”يوكاي“ الأكثر إثارة للطلب على هذه القطع النقدية البلاستيكية التي هي في حجم كف اليد، والتي تُظهر كل منها شخصية مختلفة من اللعبة، وقد فاقت الإمدادات بسرعة، مما أجبر الهواة على الاصطفاف خارج المحلات التجارية أو البحث عن الميداليات على الإنترنت. حيث أن رموز الاستجابة السريعة على القطع النقدية تسمح لهم بدمج الميداليات في اللعب، ولكن استخدامها يقتصر على مرة واحدة في المباراة الواحدة، مما يجبر اللاعبون للاستثمار في ميداليات جديدة عندما يصعدون لمستويات متقدمة فميداليات ”يوكاي“ هي أيضا بمثابة بطاقات تجارية، مما يجعلها منتجات شعبية حتى بالنسبة لأولئك الذين لا يملكون الألعاب. وقد جلبت هذه الاستراتيجية المزدوجة نتائج إيجابية لشركة ”Level 5“ مع توقع الشركة بيع نحو ١٠٠ مليون ميدالية بحلول نهاية هذا العام.

عناصر اقترضت ولكن تم تحديثها اليوم

وقد كان الرئيس التنفيذي لشركة ”Level 5“ ”هينو أكيهيرو“ في إحدى المقابلات صريحا حول الاقتراض عند تطوير اللعبة. حيث استشهد بشخصية ”دورايمون (عبقور)“ كمصدر إلهام رئيسي في تصميم الشخصيات، وخاصة البشرية منها. وليس من الصعب أن نلاحظ وجود التشابه مع سلسلة أخرى عند مشاهدة برنامج الرسوم المتحركة ”يوكاي ووتش“، لكن ”هينو“ ينّوه بالتحديثات على الشخصيات لجعلها أكثر انسجاما مع الهواة الشباب اليوم. وكما هي الحال في ”عبقور“، تلعب الأدوات هنا دورا هاما أيضاً وإنما بدلا من أن تكون ذات طابع يتطلع إلى المستقبل، فهي على غرار الهواتف الذكية، واللوائح وغيرها من الأجهزة التي يستخدمها اللاعبون بشكل يومي.

كما تم تجديد الأخلاقيات الاجتماعية في هذه السلسلة. حيث يشير ”هينو“ لكيفية وضع الأطفال في الوقت الحاضر قيماً أسمى على التواصل مع الآخرين في مجموعاتهم بدل التركيز على المنافسة والفوز. وتعبيرا عن هذا، يتقاتل اللاعبون بالفعل ولكن بدلا من قهر الأعداء، يتم تجميع ”يوكاي“ جديد يتمكن من التغلب عليهم ومن ثم ليصبحوا أصدقائهم فيما بعد.

جذب ”يوكاي“ لما وراء البحار

تبدو شركة ”Level 5“ اليوم بعد أن تذوقت ثمار النجاح على النطاق المحلي، أنها على استعداد لتسويق ابتكاراتها في أمريكا الشمالية وأوروبا. ومع ذلك، ما زال البعض يشكك بإمكانية إحراز نجاحٍ مماثل حيث يتم الإشارة إلى القصة اليابانية تقف كحاجز كبير لتحقيق نجاحات كبيرة خارج البلاد.

وجدير بالذكر أنه قد تم بالفعل صقل ”يوكاي“ ووتش للسوق اليابانية. وإن توطين منسق بسلاسة للعبة وسلسلة الرسوم المتحركة سيعمل على إزالة الكثير من العقبات اللغوية المحتملة، ولكن لا تزال هناك مشاكل في شخصيات ”يوكاي“ نفسها.

فكثيرا ما لعبت هذه المخلوقات في اليابان الأدوار التعليمية المرتبطة بجوانب محددة من الحياة اليومية. حتى اليوم، حيث يقال لطفل نيق عاق أن ما تبقى من وجبة العشاء قد يجذب ”mottainai obake“ (الأشباح التي تنتبه إلى الأطعمة المهدورة). بشكل عام، ومن المعروف أن ”يوكاي“ أو الأشباح تخيف الناس وتسبب في المشاكل، ولكن على عكس الـ ”zombies“ وغيرها من الوحوش الشريرة في الغرب، فهي في معظمها لا تهتم في البشر.

ولعل ”يوكاي“ أو الأشباح هي جزء جوهري من الحياة في اليابان، وهذا ما سَهل احتضان الطفل الياباني لـ”يوكاي ووتش“ أمَّا بالنسبة للأطفال في الأسواق الأخرى، فإن فقاعة أرجوانية من مخلوق مثل ”Donyoriinu“، الذي تسبب أفظع أفعاله الشريرة تشاحن الآباء، قد لا يكون له نفس الصدى كوحش لطيف قادر على إطلاق البرق.

ومع ذلك، فمن المرجح بألاّ يكون لعدم الإلمام أهمية تذكر بما أن اللعبة جذابة وشخصيات ”يوكاي“ ملتوية ومرحة. كما أن بيعَ شيءٌ يابانيٌ بهذا النوع المميز سيكون بالتأكيد تحديا لشركة ”Level 5“ ولكن انطلاقا من طريقة هندسة الشركة للعبة والاهتمام العالمي المتزايد في كل شيء ”KAWAII“، فربما سنرى ”يوكاي ووتش“ تتحول إلى إحدى صادرات اليابان الثقافية الكبيرة في المستقبل.

(النص الاسلي باللغة الانكليزية بتاريخ ١٨ اكتوبر/تشرين الأول ٢٠١٤. صورة اللافتة: تجمّع الناس في مهرجانٍ أَمَامَ كِشكٍ لبيع أدوات ”يوكاي وتش“ في اليابان. تصوير: داني شو.)

نينتيندو يوكاي ووتش ألعاب الفيديو الأشباح