مسابقة ”كلمة العام“ وتاريخ اليابان الشعبي

ثقافة لايف ستايل رياضة

عَرفِت البلاد ولثلاثة عقود على التوالي وحتى الآن عاداتٍ سنوية تتضمن التعبيرات الطنانة والأكثر شعبية في اللغة اليابانية خلال العام و يتم تجميعها في قائمة من قبل دار النشر ”جي يو كوكومين شا“. ليأتي الإعلان عن القائمة الطويلة لعام ٢٠١٤ في ١٩ نوفمبر/ تشرين الثاني وعند النظر إلى الوراء على مدى التاريخ الكامل لمدة ٣٠ عاماً، يتبين انشغالاتِ كل فترة، عارضةً بذلك رحلةً ذات مشاهد مثيرة من خلال روح العصر المتغيرة للوافدين الجدد إلى اليابان وكذلك الحنين إلى أي شخص مع روابط على المدى الطويل مع اليابان.

وقد فازت حوالي ٦٠ كلمة بالجائزة الكبرى على مر السنين، ويرجع ذلك جزئياً لأن المسابقة تم تقسيمها أصلاً بين الكلمات ”الجديدة“ و ”الشعبية“ وجزئياً لأنه كثيراً ما كان هناك فائزين عدة حتى بعد الجمع بين اثنين عام ١٩٩١. (في العام الماضي، على سبيل المثال، كان هناك أربعة فائزين متزامنين.) وعلى الرغم من الاتجاهات الاجتماعية وعالم الأعمال التي توفر بعض الكلمات للقوائم الأطول، فَعادة ما تأتي الكلمات الفائزة من عالم السياسة والرياضة والترفيه.

الاستراتيجي الماهر أو غريب الأطوار؟

أصبح السياسي الكاريزمي كويزومي جونئيتشيرو رئيساً للوزراء عام ٢٠٠١. وكان أحد مقاييس تأثيره هو أن قاموس كويزومي فاز بالجائزة الكبرى لـ ”كلمة العام“ في ذلك العام. وتألفت هذه المجموعة مما مجموعه ستة تعابير متعلقة بزعيم الحزب الليبرالي الحاذق لفظياَ، بما في ذلك شعاره ”سيّكي ناكي كايكاكو“ (الإصلاح دون المقدسات) وعبارة ”وايدوشو نايكاكو“ (مجلس الوزراء الوايد شو)، وتستخدم عادة لوصف إدارته الصديقة لوسائل الإعلام التي جلبت السياسة إلى البرامج التلفزيونية ”الوايد شو“ الشعبية.

رئيس الوزراء كويزومي جونئيتشيرو يذهب إلى العمل على دراجة سيجواي، هدية الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش إليه - ١٦ ديسمبر/كانون الأول ٢٠٠٥. الصورة من جيجي برس.

وبعد مُضي أربع سنوات، عكس اختيار تعبير ”كويزومي غيكيجو“ (مسرح كويزومي) استمرار قدرة رئيس الوزراء على تنظيم الدراما السياسية لتحقيق مكاسب وسائل الإعلام. عام ٢٠٠٥، حيث كان قد دعا إلى إجراء انتخابات في مواجهة جناح معارض من أعضاء حزبه حول موضوع خصخصة الخدمات البريدية. وذلك من خلال إرساله ”القتلة“ للعمل على أرض الواقع ضد العديد من هؤلاء المتمردين، وقد جذب كويزومي اهتمام وسائل الإعلام ”بالمسرح“ للصراع داخل الحزب الليبرالي لتشتيتهم من القضايا الأوسع المتعلقة بالخصخصة، كما يقول البعض، وفي نهاية المطاف خرج منتصراً.

وعندما تمت الإشارة لكويزومي للمرة الأولى في التعبير الفائز، كان زعيم الحزب الليبرالي ضمن ملخص غير قيم من الخيارات عام ١٩٩٨: bonjin، gunjin، henjin (دون المتوسط، العسكري، غريب الأطوار). وكان كويزومي ”غريب الأطوار“ في تلك القائمة، حيث لم يشحذ تماما صورته الإعلامية، واستمر أوبوتشي كيزو ”المتوسط“ ليصبح زعيما ورئيس الوزراء. وفي العام نفسه، أعلن المحلل السياسي الأمريكي جون إف نوفر أن أوبوتشي كان لديه جاذبية ”البيتزا الباردة“، تعليقاً على شعبيته المحدودة التي وصلت إلى قائمة العشرة الأوائل.

ثم جاء العام التالي ليكون أفضل لأوبوتشي حيث أصبح معروفاً لاتصاله بكتاب المجلات وحتى أثار الدهشة لدى بعض العوام ممن كانوا قد راسلوه عبر البريد الإلكتروني. سيما وأن طريقة تقديم نفسه، ”مرحبا، أنا كيزو“، ومن ثم يوضح قائلاً ”أنا أوبوتشي“، أكسبته سمعة رجل الشعب. وجلبت له أيضاً كلمة الفوز في عام ١٩٩٩، ”بوتشيهون“، وهي تعبير مؤلف من الكلمتين أوبوتشي وterehon (الهاتف)، وذلك لمكالماته الهاتفية الفجائية.

أبطال الرياضة

سوزوكي ايتشيرو في عام ١٩٩٤. الصورة من جيجي برس.

وعندما يتعلق الأمر بالرياضة، فَإنَّ التعابير الفائزة غالباً ما تشير ببساطة إلى الرياضيين الذين لديهم سنة ناجحة بشكل خاص، كما كان هو الحال عام ٢٠٠٧ وتعبير ”هانيكامي أوجي“ (الأمير الخجول)، لقب نجم الغولف الناشئ إيشيكاوا ريو، أو ما حدثَ عام ١٩٩٤ عندما أدى ظهور سوزوكي ايتشيرو على مشهد البيسبول إلى الحديث عن ”ايتشيرو كوكا“ (مفعول ايتشيرو). في الوقت نفسه، تم الاحتفال بالذهب الأوليمبي الذي جلبه السباح كيتاجيما كوسكي عام ٢٠٠٤ وفي تعليقه العامي الحماسي، ”تشو كيموتشي إي“ (شعوري رائع جداً)، والذي تفوه به بطريقة لا تنسى لأحد المراسلين بعد الانتصار بسباق واحد.

وللوهلة الأولى، الفائزون في كرة القدم يقدموا تاريخاً مجرداً للرياضة في اليابان مع J League (بطولـة دوري اليابان لكرة القدم للمحترفين) لعام ١٩٩٣ الذي هو عام تأسيسه، يليها واردو كابو (كأس العالم) عام ٢٠٠٢ عندما تشاركت اليابان وكوريا الجنوبية في استضافة البطولة، وبطل العالم للسيدات ناديشيكو جابان عام ٢٠١١. ولكن أشاد عام ٢٠٠٢ أيضاً إلى قرية ناكاتسو في محافظة أويتا والتي ذاع صيتها من خلال ترحيبها الحار بالمنتخب الوطني الكاميروني، وبناء جسور صداقة قوية لدرجة أن القرويين شجعوا فعلاً الكاميرون ضد اليابان في مباراة كأس العالم ٢٠١٠.

جائزة ”الكلمة الجديدة“ الأولى

لقد ذهبت جائزة ”الكلمة الجديدة“ الأولى عام ١٩٨٤ لـ”أوشيندورومو (Oshindorōmu)“، التي صيغت لوصف الشعبية الهائلة لأكبر الأعمال الدرامية الصباحية في قناة NHK، ”أوشين“. حيث أدمنت ”أوشيندورومو“ المشاهدين إلى المسلسل حول المثابرة في مواجهة شدائد المرأة اليابانية المولودة في مطلع القرن العشرين. كما كان أداء التلفزيون قوياً في مسابقة العام الماضي أيضاً مع قدوم اثنين من الكلمات الرابحة من الأعمال الدرامية وواحدة من الإعلانات التلفزيونية.

وكان مسلسل تاما- تشان من بين الفائزين الأكثر غرابة، وهي فقمة ملتحية سميت على اسم تاماجاوا، النهر حيث تم اكتشافها في منطقة طوكيو الكبرى. ونادراً ما يتم العثور على فقمات ذات شوارب بعيداً جداً من جنوب هوكايدو، وحتى أقل بكثير في المناطق الداخلية. وقد أحيت الضجة المحيطة بنشاطات تاما- تشان في كلمات رابحة عام ٢٠٠٢. وكان ينظر إلى الفقمة بشكل متقطع في المنطقة حتى عام ٢٠٠٤ وذلك قبل ان تختفي عن الأنظار.

على الرغم من أنها غالباً ما تكون زائلة، يمكن أن تكون التعبيرات الطنانة وسيلة ممتعة للوصول إلى معرفة اللغة والبلد بشكل أفضل ولَأولئك الذين يرغبون في رؤية القوائم الكاملة (باللغة اليابانية) يمكن العثور عليها في الصفحة المخصصة لذلك.

(صورة العنوان: الفقمة الملتحية تاما-تشان تسبح في مياه نهر تاماجاوا بتاريخ ١٦ أغسطس/آب ٢٠٠٢. الصورة من جيجي برس).

السياسة كرة القدم الرياضة اليابانية اللغة