إعادة اختراع كرات الأرز المتواضعة مع ”أونيغيرازو“

ثقافة لايف ستايل المطبخ الياباني

أونيغيري ”كرة الأرز“ هي إحدى أقدم المأكولات اليابانية التقليدية. ولكن هناك تفسيرا جديدا يعرف بـ”أونيغيرازو“ يُعيد صياغة صورة هذه الوجبة الخفيفة الأساسية الممتدة لقرون ويكسبها قدرا متزايد من الاهتمام بوقت الطعام.

أونيغيرازو هي وجبة صحية تشبه سندويتش من الأرز أكثر من كونها سلطانية أرز. وقد بدأت بالاستحواذ على اهتمام الناس في بداية الأمر من خلال مواقع شعبية على شبكة الإنترنت تُعنى بالطهي ومن خلال مدونين مهتمين بالأطعمة وذلك في خريف عام ٢٠١٤، وسرعان ما غدت محور اهتمام مسابقات المحترفين لإعداد وصفات جديدة والطهي في المنزل على حد سواء.

وعلى الرغم من أنها تشبه الأونيغيري في شكلها – كتلة من الأرز وبعض الحشوات ملفوفة برقاقة من أعشاب بحرية تسمى نوري – إلا أن أونيغيرازو مميزة عنها في ثلاث جوانب مهمة: متعددة الأنواع، ومظهرها، وسهولة التحضير.

وجبة أكثر أناقة وسهولة

إن طريقة صناعة أونيغيرازو سهلة، وتتم بوضع قطعة مربعة كبيرة من النوري على رقاقة نايلون التغليف، ومن ثم تُفرد كتلة من الأرز في الوسط ويُوضع فوقها إضافات وتوابل حسب الرغبة وفي النهاية توضع طبقة أخرى من الأرز من فوق. تُطوى زوايا رقاقة النوري نحو المنتصف ومن ثم تحزم بقوة من خلال رقاقة نايلون التغليف. وبعد تركها لفترة وجيزة، يتم شطر الأونيغيرازو إلى نصفين لتظهر من داخلها مجموعة شهية من الحشوات.

(الصور من حساب لورا توماس أفيلّانا على موقع فليكر)

  • تجهيز المكونات الأساسية ورقاقة نايلون التغليف

  • فرد الأرز فوق وسط رقاقة النوري

  • أضف الحشوات والتوابل

  • إضافة طبقة جديدة من الأرز

  • طيّ زوايا رقاقة النوري نحو المركز

  • احزم بواسطة رقاقة نايلون التغليف

وعلى النقيض من طريقة تشكيل كرات الأرز باليد التي تكون غير مرتبة، يتم لفّ أونيغيرازو (الاسم في حقيقة الأمر هو تلاعب بصيغة النفي من الفعل ”نيغيرو“، أي طريقة عمل أونيغيري، ويعني حرفيا ”غير محزومة يدويا“) ما يجنب الطهاة عبء التعامل مباشرة مع أرز ساخن ودبق. كما أن لف كرة الأرز بالنوري يمنعها من التفتت عند أكلها (إحدى مشكلات كرات الأرز الشائعة) ويشكل طبقة عازلة تبقي اليدين نظيفتين وخاليتين من حبات أرز. وبسبب هذه النقطة الأخيرة فإن أونيغيرازو تجتذب الآباء على وجه الخصوص.

وجبة بـ١٠٠ شكل

والخاصية الأخرى التي تجعل من محبي أونيغيرازو يتغنون بمديحها تتمثل في أشكالها المتعددة. فالأونيغيرازو يمكن أن تُصنع إما من أرز مطبوخ طازج أو من بقايا أرز باردة. ونظرا لأنها ملفوفة بشكل محكم، قد تحتوي كل واحدة منها على تنويعات وكميات أكبر من الحشوات مقارنة بكرات الأرز العادية. وبنظرة سريعة على شبكة الإنترنت يمكن أن تجد تنويعة كبيرة من وصفات تحضير أونيغيرازو مع طيف واسع من المكونات الأساسية تشمل لحوما وأسماكا وخضراوات صحية. وهناك وصفات تحضير أونيغيرازو للأشخاص الذين يريدون الاستمتاع بوجبة صحية بالإضافة إلى أولئك الذين يحافظون على أجسامهم من زيادة الوزن.

يمكن صنع أونيغيرازو بسهولة من تشكيلة واسعة من مكونات متوفرة بسهولة. (الصورة من قبل لورا توماس أفيلّانا).

كما أن سهولة صنع أونيغيرازو قد ساهمت في ازدياد عدد محبيها. ولتحضير وجبة سريعة لا حاجة للقيام بزيارة خاصة إلى السوبر ماركت أو بذل جهد مماثل لما قد يستغرقه تحضير علبة طعام يابانية جميلة. فخلال دقائق معدودة فقط، يمكن على عجالة لفُّ بقايا طعام أو مكونات غذائية تتواجد عادة في الثلاجات المنزلية لصنع وجبة للأكل الفوري أو لحفظها بهدف تناولها في وقت لاحق.

الشيء الآخر الذي يمكن التنافس عليه عند صناعة أونيغيرازو هو الجاذبية الشكلية. فيمكن عمل مزيج منسق من الحشوات، ما يسمح للطهاة بصناعة تركيبات مختلفة الألوان والقوام. وعندما يتم شطرها بالمنتصف، فإنها تُظهر وجها مشابها للسندويتش بحشوات مرتبة بشكل يثير الشهية على كامل المقطع العرضي لكرة الأرز.

وقد أشاد الكثير من المدونين بالأونيغيرازو بأنها إبداع مطبخي بارع الصنع بالقول، إنها مُقنعة وبسيطة ومغرية من الناحية الجمالية بالقدر الكافي لجعل صانعي علب الطعام ”يتباهون“ بأنها تبدو كما لو أن صناعتها قد كانت أكثر صعوبة مما هي عليه في حقيقة الأمر.

ظهور مبكر وآمال كبيرة

بدء بيع رقاقات نوري مصممة خصيصا لصناعة أونيغيرازو في المحلات.

وعلى الرغم من الشعبية الواسعة التي حظيت بها أونيغيرازو مؤخرا إلا أنها ليست اختراعا مطبخيا جديدا. فقد ظهرت في سلسلة قصص مصورة ”مانغا“ مشهورة بعنوان ”أبي الذي يطهي“ لأويياما توتشي في عام ١٩٩١. وقد أعرب أويياما عن دهشته من أن وجبة سهلة التحضير ولذيذة الطعم مثل أونيغيرازو قد استغرقت وقتا طويلا جدا قبل أن تُكتشف وتشهد انتشارا كبيرا، ولكنه سعيد بحجم الاهتمام الذي تحظى به على شبكة الإنترنت.

تشهد وجبات أونيغيرازو انتقالا سريعا من مجرد موضة على شبكة الإنترنت إلى أن تصبح اتجاها سائدا في ثقافة الطهي، مع عزم عدة سلاسل من متاجر الكومبيني لإنتاج خطوطها الخاصة المميزة من هذه الوجبات. كما بدأت بعض الشركات المنتجة لأوراق النوري بالانضمام لهذا التوجه، حيث تقوم بإنتاج مربعات من الأعشاب البحرية منكهة ومصممة خصيصا لأونيغيرازو.

لا يمكن القول إلى أي مدى ستصل أونيغيرازو. فالبعض يتملكه الأمل في أن تصبح هذه الوجبات مفتاحا رئيسيا في تغيير مستقبل الاستهلاك المتضائل من الأرز في اليابان، بينما ينظر آخرون إليها على أنها الموضة الكبيرة القادمة من الأطعمة اليابانية في الخارج. وسواء أصبح الأمر كذلك أم لا، من المؤكد أن أونيغيرازو ستضمن لها مكانا على طاولات الطعام وفي علب الطعام في أنحاء اليابان طالما أن الناس مستمرون في خلق ومشاركة وصفات جديدة.

(صورة العنوان: أونيغيرازو تضفي لمسة جاذبية بصرية على قوائم الطعام في وقت الغداء. الترجمة من الإنكليزية).

الأرز الطعام أونيغيري المأكولات اليابانية أونيغيرازو