خمسة جبال يابانية

يعد الحادي عشر من أغسطس/آب هذا العام انطلاقة ما يسمى بيوم الجبل، أحدث العطلات الرسمية في اليابان. تشتهر اليابان بتضاريسها الجبلية الوعرة، حيث أن ما يزيد عن ٧٠٪ من الأراضي اليابانية عبارة عن جبال وتلال غير صالحة للزراعة أو التشييد العمراني. كما أن العديد من هذه الجبال بما في ذلك جبل فوجي الذي يعتبر رمزاً لليابان بالنسبة للناس في جميع أنحاء العالم، هي براكين.

الصيف هو موسم التسلق، ومع قدوم يوم الإجازة الجديد قبل موسم إجازات الأوبون مباشرة، لا شك أن الكثيرين سوف يتجهون إلى التلال للاستمتاع بجمالها والهروب من حرارة الارتفاعات المنخفضة. فيما يلي نحتفل بيوم الجبل بإلقاء نظرة على خمس قمم يابانية وموقعها الجغرافي من الشمال حتى الجنوب

جبل راوسو (راوسو- داكي)، محافظة هوكايدو

جبل راوس في منتصف الصورة، وعلى يساره تظهر القمم الجبلية الأخرى في شيريتوكو.

يعتبر أعلى قمة جبلية في حديقة شيريتوكو الوطنية إذ يصل ارتفاعه إلى ١٦٦٠ متراً، كما أن المنطقة تصنف باعتبارها من التراث العالمي الطبيعي المدرج من قبل منظمة اليونيسكو في عام ٢٠٠٥ لما تحتويه من شلالات وجبال رائعة الجمال وحيوانات برية على شبه جزيرة في بحر أوخوتسك. وعلى الرغم من تصنيف وكالة الأرصاد الجوية اليابانية للجبل باعتباره نشط بركانياً، إلا أنه لم تحدث فيه أي انفجارات بركانية عنيفة على مدار أكثر من خمسة قرون.

جبل إيواتي ”إيواتي سان“، محافظة إيواتي

جبل إيواتي في الخريف، في انتظار سقوط الثلوج.

بارتفاعه الشاهق الذي يصل إلى ٢٠٣٨ متراً، يعتبر جبل إيواتي أحد أهم القمم الجبلية الرئيسية في منطقة توهوكو الشمالية. هو أيضاً بركان نشط وقد ظلت منطقة محظورة بالنسبة لهواة التسلق والتزلج حتى عام ٢٠٠٣. وحتى يومنا هذا لا تزال بعض أجزاء الجبل محظورة بسبب التشوهات الأرضية المستمرة وتسريبات الغاز البركاني. لاحظ العلماء حدوث ثوارات بركانية كبيرة في أعقاب الزلازل القوية التي ضربت كلاً من تشيلي وإندونيسيا والتي قدرت قوتها بـ ٩ ريختر أو أكثر، مما دفعهم إلى مراقبة جبل إيواتي عن كثب باعتباره بركاناً تزيد احتمالات انفجاره في أعقاب زلزال شرق اليابان الكبير في ١١ مارس/ آذار عام ٢٠١١.

جبل تانيغاوا ”تانيغاوا- داكى“، محافظتي نيغاتا/غونما

الجانب الشرقي لجبل تانيغاوا، التقطت الصورة من ناحية مضيق إيتشينوكورا

يقع قي الشمال الغربي لطوكيو على حدود محافظتي نيغاتا وغونما، يصل ارتفاعه إلى ١٩٧٧ متراً ويعد الجبل الأكثر دموية، على الأقل بالنسبة لهواة التسلق والمشي. فمنذ عام ١٩٣٠ لقي أكثر من ٨٠٠ شخص حتفهم على هذا الجبل عندما تم ترسيم الطرق المؤدية إلى القمة للمرة الأولى في العصر الحديث. جزء من قمم الجبال يمثل ”العمود الفقري“ للساحل الغربي لجزيرة اليابان الرئيسية هونشو. تغطي جبل تانيغاوا كميات كبيرة من الثلوج بسبب العواصف التي تهب عبر بحر اليابان. تمثل الانهيارات الثلجية في فصل الشتاء تهديداً لمتسلقي الجبال الغير مجهزين بالشكل المناسب، بنفس القدر من الخطورة الذي تشكله الانهيارات الصخرية عليهم في فصل الصيف.

جبل فوجي ”فوجي سان“، محافظتي ياماناشي/ شيزوؤكا

صورة جوية للجبل في أوائل الصيف.

ارتفاعه ٣٧٧٦ متراً، وهو الأعلى والأكثر شهرة في اليابان كما يعد تراثاً ثقافياً عالمياً منذ عام ٢٠١٣ نظراً لمكانته المتميزة في التاريخ الفني والثقافي لليابان. يأتي جبل فوجي في المرتبة الثامنة والعشرين عالمياً نظراً لعزلته الطبوغرافية، كمقياس للمسافة التي ينبغي على المرء أن يقطعها انطلاقاً من قمته ووصولاً إلى الأرض عند نفس الارتفاع، يقع على مسافة ٢٠٧٧ كيلومتر من جبل إكسيوشان في تايوان والذي يصل ارتفاعه إلى ٣٨٨٦ متراً.

جبل أونزين ”أونزين- داكي“، محافظة ناغاساكي

تدفقات الحمم البركانية والانهيارات الصخرية دليل على واحد من أكثر البراكين نشاطاً في اليابان.

واحدة من أكثر القمم النشطة على جزيرة كيوشو ذات النشاط البركاني. هذا الجبل الذي يصل ارتفاعه إلى ١٤٨٣ متراً يعتير واحداً من أحدث الجبال في اليابان. أعلى نقطة في الجبل تسمى هيسي شينزان ”المعنى الحرفي: الجبل الجديد من عصر هيسي“ وقد تشكلت في أوائل التسعينيات، وتخطت ارتفاع جبل فوغين الذي كان يعد الأكثر ارتفاعاً حتى ذلك الحين. قضى هذا الجبل على حياة ١٥ ألف شخص عام ١٧٩٢ تقريباً، ويعد هذا أكبر رقم للضحايا في تاريخ الحوادث البركانية في اليابان، حدث ذلك عندما تسبب ثوران بركاني في انهيار كتلة ضخمة من قمة الجبل وسقوطها في خليج أريأكي مما تسبب في حدوث تسونامي وصل ارتفاعه إلى ١٠٠ متراً. وفي يونيو/ حزيران عام ١٩٩١، حدث انفجار بركاني بالقرب من القمة أدى إلى تدفق الحمم البركانية التي انطلقت أسفل المنحدر مما أودى بحياة ٤٣ شخصا من بينهم علماء وصحفيون كانوا يقومون بالدراسة وإعداد التقارير حول النشاط البركاني. (شاهد الفيديو أدناه.)

الصور مقدمة من: