العائلة الإمبراطورية باعتبارها ”الصورة المثالية للعائلة بعد الحرب العالمية الثانية“

مجتمع

بعد الحرب العالمية الثانية، أصبح زواج ولي العهد من الأميرة ميتشيكو عن حب، وحياتهما الأسرية نموذجًا للحياة الأسرية عند الشعب. سيتم النظر في التلميح عن رغبة الإمبراطور في التنازل عن العرش وهو ما زال على قيد الحياة من منطلق وجودية العائلات، حيث أن اليابان المعاصرة تتباين فيها وجودية العائلات، وتفتقر إلى وجود صورة نموذجية للعائلة.

ما أن يتخصص المرء في علم الاجتماع الأسري، حتى ينظر بعين عالم الاجتماع الأسري في مظاهر العائلة الإمبراطورية أيضًا. فتلميح جلالته إلى الرغبة في توريث العرش وهو لا يزال على قيد الحياة في أغسطس/ آب من عام ٢٠١٦، ورغبة جلالته المتعلقة بتبسيط الطقوس الجنائزية والمقابر الإمبراطورية كما تفضل من قبل، يمكننا النظر إليها بوصفها نموذج للأسرة اليابانية في ظل تقدم نسبة الشيخوخة وتراجع معدل المواليد.

فمنذ عصر ميجي، تمثل وجودية العائلة الإمبراطورية الصورة النموذجية للعائلات اليابانية. وعندئذ، فلننظر في تحوّل العائلات اليابانية من منظور الإمبراطور، وكذلك الملامح المستقبلية.

زواج الأقارب كان شائعًا فيما بين العائلة الإمبراطورية

فلنبدأ منذ ١٤٠٠ عام مضت من الآن، أي منذ عصر إرساء سلطات الإمبراطور ”عصر أسوكا في الفترة بين القرنين ٦ - ٧“. آنذاك، كان زواج الأقارب من الدم الواحد أمرًا شائعًا بين عائلات النبلاء والعائلة الإمبراطورية، وكذلك بالطبع مسألة تعدد الزوجات. فقد قام الإمبراطور تينمو باتخاذ بنات أخيه الأكبر الإمبراطور تينتسي (بنات شقيقه) زوجات له، وقد تم تنصيب إحداهن كإمبراطورة، وهي الإمبراطورة جيتو. وقد قام ابن الإمبراطورة جيتو ”ولي العهد كوساكابيه“ بالزواج من إحدى بنات الإمبراطور تيتشي ”الإمبراطورة غينميه فيما بعد“ أي أنه تزوج من عمّته الأصغر في السن. وكذلك استطاع الأخوة ”الأشقاء“ الزواج من بعضهم البعض إن لم تكن لهم نفس الأم. أما الآن، فقد أصبح الزواج من الأشقاء أو الخالات والعمّات الأصغر في السن من والديه أمرًا محرمًا، ولكن يبقى السماح بالزواج من ”أبناء وبنات الأعمام والأخوال“ أثرًا لهذا.

وأيضًا، منذ ذلك الحين وحتى عصر هييآن ”القرن ١٢“، كان الزواج فيما بين عائلات النبلاء والعائلة الإمبراطورية هو ”الزواج ببيت أهل العروس“. فيغدو الزوج ويروح إلى بيت أهل زوجته، ويتم تربية الأطفال بعد ولادتهم ببيت أهل الزوجة. وعند تعدد الزوجات، فكان الزوج يغدو ويروح بالضرورة إلى أكثر من بيت على الترتيب. فما أن ترتفع مرتبة الزوج، حتى يتأهّب لامتلاك بيت مستقل، ليُسكِن فيه زوجته وأولاده ”وفي بعض الحالات تكون أكثر من زوجة“. تتجلّى مظاهر تلك الآونة تفصيليًّا في ”حكاية جينجي“ لمؤلفتها موراساكي شيكيبو في القرن ١١.

”زواج“ عامة الشعب المرن والمتنوع

منذ عصر كاماكورا حينما ضعفت عائلات النبلاء، وسيطر محاربو” الساموراي“ على مقاليد الحكم، تلاشى مفهوم ”الزواج ببيت أهل العروس“، وحل محله مفهوم ”الزواج باصطحاب العروس“، أي أنه أصبح نمط انتقال العروس للعيش مع زوجها ببيته بمجرد عقد القران أمرًا شائعًا. فالعائلات اليابانية والتي من نسب مباشر هي بدلية مفهوم ”البيت“. يتم اعتبار هذا تأثّرًا بالكونفوشيوسة الصينية، ولكنه عبارة عن تأسيس أسرة دون التقيد برابطة الدم، فيتم تزويج الابنة لشخص ما أو في حال عدم الإنجاب، يتم توريث اسم العائلة لأحد الأشخاص بالتبني حتى يبقى اسم العائلة ولا يمحى من الوجود.. كما كان الطلاق أمرًا معترفا به على خلاف الدول الغربية.

فعلى خلاف الساموراي وعائلات النبلاء، فكانت أشكال الأسر وزواج العامة من الشعب أمرًا أكثر مرونةً وتنوعًا. ففي عصر إيدو، كانت نسبة الطلاق مرتفعة بالقرى الزراعية في القطاع الشمالي الشرقي إلى حوالي ٥٠٪، أي أعلى مما عليه الولايات المتحدة حاليًا. أما القطاع الجنوبي الغربي باليابان، كان هناك ما يُعرف باسم ”الزواج التمهيدي“ حيث كانت العروس تدخل بيت الرجل بصورة تجريبية، فإن لم تتأقلم به، ذهبت لتبحث عن عائلةٍ أخرى تنتمي لها دون الزواج من ذلك الرجل. وأيضًا في مقاطعة كاغوشيما، هناك ما يُعرف باسم نظام التقاعد، حيث ينزوي الوالدان جانبا بمجرد زواج أبنائهما ويتنازلان عن دورهما المتمثل في كونهما رب البيت والانتقال للعيش في مكان آخر، ويذهبان للعيش بمفردهما. وحتى الآن، يعتبر ارتفاع نسبة الأسرات النواة بمقاطعة كاغوشيما أثرًا لذلك. أما فيما بين العامة من الشعب، فكانت تكثر بينهم عادة ”المعاشرة الليلية“، حيث كان هناك مقاطعات يتميّز فيها كل من الرجل والمرأة بإقامة علاقة فيما بينهم بحرية تامة قبل الزواج.

هكذا كانت تتباين عادات العائلات اليابانية طبقًا للعصر، والطبقة، والمقاطعة، حتى إصلاح ميجي، فليس بالإمكان أن نمسك بشكل أسري واحد ونقول بأنه يمثل الأسرة اليابانية التقليدية.

إصلاحات ميجي وتأسيس نظام ”البيت“

انطلق عصر التحديث باليابان بعد إصلاح ميجي. وبالتوازي أخذت وجودية العائلة الحقيقية باليابان الحديثة تتلمس طريقها. وإبان ذلك، أصبح نمط حياة العائلة الإمبراطورية في المقدمة. فعلى سبيل المثال أصبح الإمبراطور ميجي يظهر بثياب غربية مصفّفًا لشعره. فآنذاك، قيل بأن الإمبراطورة كانت لا تحبذ ارتداء الملابس الغربية أي أن طريقة الإمبراطور في الملبس والمأكل والمأوى أصبحت مثالا يُحتذى به.

وكذلك وقع جدل كبير حول وجودية العائلة اليابانية في حين سنّ القانون المدني الصادر لعام ١٩٩٨. ففي الأساس، كانت سلطات ”رب البيت“ قوية باعتباره المثال النموذجي لعائلات الساموراي في عصر إيدو، فكانت تتمحور بين أيدي رب البيت قرارات توزيع التركة، وزواج الأبناء، والطلاق، وغيرها. وكانت تكثر حالات إجبار الابنة على الطلاق من طرف واحد حسب أوضاع البيت. وعلى صعيد آخر، تمت المطالبة بدخول ثقافة التحديث ارتكازًا على الديانة المسيحية للدول الغربية. فعلى سبيل المثال، كان تعدد الزوجات أمرًا معترف به في المجتمع الياباني حتى عصر إيدو، ولكن جاءت الديانة المسيحية لتشدد على أحادية الزوجة، وكذلك تحريم مبدأ الطلاق. وأيضًا كانت عادة اختلاف ألقاب الزوجين تمامًا كما كان الحال في الصين وكوريا الجنوبية حتى ذلك الحين، ولكن كان يتم توحيد ألقاب الزوجين بالدول الغربية. فيما بين هذا، تم تضمين قوانين توحيد ألقاب الزوجين على غرار البلاد الغربية، في حين تضمين قوانين الاعتراف بتوريث أبناء المحظيات وغيرهم في القانون المدني باعتبارها حلول توفيقية.

 أسرة ولي العهد التي أصبحت مثالًا نموذجيًّا للعائلة اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية

بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥، فقدت الإمبراطورية اليابانية العظمى قيمتها. وحينها، ما أصبح يعني به اليابانيون قلبًا وقالبًا هو ”الحياة الأسرية المترفة“. ولم يتمثل هذا في البيت التقليدي، ولكن تمثّل في خروج الزوج للعمل، واعتناء الزوجة بالأعمال المنزلية، وتربية الأبناء، وتأسيس حياة مترفة. وكان هذا هو وجودية العائلة بشكل عام في الولايات المتحدة وأوروبا آنذاك. فلنطلق عليه ”الصورة النموذجية للأسرة بعد الحرب“. وكذلك، ما أصبحت واحدةً من الصور النموذجية للحياة الأسرية المترفة هذه، هي عائلة ولي العهد الجديدة.

في عام ١٩٥٩، أسّس ولي العهد آنذاك ”الإمبراطور هيسي حاليًا“ عائلته بزواجه من شوودا ميتشيكو ”الإمبراطورة الحالية“، وإنجابهما للأمير هيرونوميا ”ولي العهد حاليًا“ في العام التالي لزواجهما. وكانت هذه تمامًا هي ”الأسرة النواة“ بشكل عام في الدول الغربية آنذاك.

كان الزواج التقليدي آنذاك لا يزال غالبًا (ففي عام ١٩٥٧، كان يمثل الزواج التقليدي نسبة ٥٤٪، والزواج عن حب ٣٦.٢٪ طبقًا للإحصائيات الأساسية لاتجاهات المواليد لعام ٢٠١٥). وتفوّق الزواج عن حب على نظيره التقليدي في غضون عام ١٩٦٥. فتم التشديد على أن زواجهما عن حب بعدما وقع كل منهما في غرام الآخر واختارالآخر شريكًا لحياته، بعدما تقابلا بملعب كارويزاوا للتنس، حتى صار يُطلق على زواجهما ”حب ملعب التنس“. وأصبح الزواج عن حب لوعة عند الشعب. ولا بد أن أخبار زواج الإمبراطور عن حب ارتكازًا على مشاعره، كما أصبحت دافعًا قويًّا للشباب أن يصرّحوا عن رغبتهم بالزواج عن حب بجرأة فيما بعد.

ولي العهد وزوجته يستمتعان بممارسة التنس للمرة الأولى بعد زواجهما. ٣١ أيار/ مايو ١٩٥٩، وكالة جيجي برس.

الأميرة ميتشيكو تجسد الصورة النموذجية لـ”ربة منزل بدوام كامل“

ما تعدّى حدود زواج ولي العهد والأميرة ميتشيكو عن حب بشكل راقي، هو تربية الأطفال على أيديهما. فقبل ولادة الطفل مباشرةً، كان يتم التصريح بالرغبة في تربية ولي العهد (آنذاك) ”على أيدي آبائه حتى المرحلة الثانوية“ (طبقًا لصحيفة ماينيتشي بتاريخ ٢٣ كانون الأول/ ديسمبر ١٩٥٩).

فقبل الحرب العالمية الثانية، وحتى خمسينيات القرن المنصرم، كان بالطبع وجود خدم في بيوت عائلات الطبقات العليا ”بيوت الإمبراطور، وكذلك النبلاء، وأصحاب المشاريع، والإقطاعيين، والتجار الأثرياء، وغيرهم“ أمرًا طبيعيًّا. وكذلك، كان هناك مُرَبّيات وخدم يهتمون بشئون تربية الأبناء. فكانت مسألة اعتناء الآباء بأطفالهم، وتهذيبهم من عادات الطبقات الفقيرة العامة من الشعب. وحتى الإمبراطور الحالي تربّى وترعرع على يد مُرَبّية ومعلمين. ولهذا يُقال بأن الإمبراطورة كوجون آنذاك أصرّت بشدة على تربية ولي العهد لأبنائه على أيديهما.

وبالإضافة إلى ذلك، يتبقى لنا صور للإمبراطورة ميتشيكو وهي مرتدية المئزر، وتقف في المطبخ لتجهيز طعام الأطفال من تلقاء نفسها. وهنا أيضًا تتجلى لنا صورة جديدة نموذجية لعائلة ”ربة المنزل بدوام كامل“، تقوم فيها ربة المنزل بالقيام بأعمال المنزل بكل ما تحمله من مشاعر الحب. وهذا أيضًا، لم يكن أمرًا مصدّقًا قبل الحرب أن يقوم أحد أفراد العائلة الإمبراطورية بدخول المطبخ وتحضير الطعام بنفسه.

وكذلك، في الحقيقة، بعد الحرب العالمية الثانية، أخذت البيوت التي بها ”ربة منزل بدوام كامل“ في الازدياد. فقبل الحرب، كانت تمثل الأعمال الخاصة وغيرها للمزارعين من عامة الشعب الجزء الأكبر، وكانت النساء أيضًا يخرجن للعمل بأعمال الزراعة وغيرها وكنّ ينجذبن إلى الأنشطة الإنتاجية. أما النساء من الطبقة الراقية فلم يعملن فحسب بل تركن أعمال منزلية وتربية الأطفال للخدم. فبعد الحرب، ومع ازدياد الرجال العاملين بالمشاريع، وإحراز الصناعة تقدمًا ملحوظًا، ازدادت بالتالي ربات البيوت العاملة بدوام كامل حصريًّا على تربية الأطفال والأعمال المنزلية، ويُقال إنها كانت على أوجّها عام ١٩٧٥. فكانت الأميرة ميتشيكو هي الصورة النموذجية الجديدة لهذا النوع من النساء.

استجمام عائلة ولي العهد ”آنذاك“ بفندق الأمراء في كارويزاوا، محافظة ناغانو. ١٣ أغسطس/ آب ١٩٦٦، نقلًا عن وكالة جيجي برس.

وأيضًا، كمظاهر لبيت العائلة الإمبراطورية، تم إذاعة أخبار عن هيئة عائلة ولي العهد بصورة تدريجية وهما يلعبون مع أولادهما، بخلاف أعمال الخدمة العامة. ففي بيوت الطبقات العليا قبل الحرب، كان خروج الزوج مع أصدقاءه من الأزواج، والزوجة مع الزوجات والأولاد مع أولاد للترفيه بشكل منفرد أمرًا شائعًا، لهذا أصبح المثال النموذجي لـ”الترفيه العائلي“ هو عائلة ولي العهد.

العهد البائد لنموذج الأسرة، والعائلة الإمبراطورية

الآن، في اليابان، يأخذ ”التدهور الأسري“ في التقدم علاوةً على الانهيار الأسري، والتنوع الأسري. فنموذج الأسرة بعد الحرب المشير إلى ”ذهاب الرجل للعمل، وقيام المرأة بأعمال المنزل بصورة رئيسية“ باقٍ بقوة، ويأخذه كثير من الشباب كمثال يُحتذى به فيما بينهم. وعلى صعيدٍ آخر، وكما هو الحال في البلاد الغربية، يزداد عدد من يأخذون ”خروج كل من الرجل والمرأة للعمل سويًّا“ كنموذج يُحتذى به. وكذلك، يزداد عدد من يرغبون بالزواج ولكن ليس بمقدورهم الزواج، وأعداد حالات ”الأعزب العالة“ الذي أطلقته أنا أكثر من أي شيء آخر.

الآن يبدو أن الأجيال القادمة للعائلة الإمبراطورية بعد الإمبراطور الحالي، لن تستطيع تقديم نماذج جديدة للعائلات. فالزواج عن حب أصبح أمرًا عاديًّا، ولم يندهش الكثيرون عندما قام الأمير أكيشينو بالزواج من زميلته منذ أيام الدراسة. وكذلك، عندما قام ولي العهد بالزواج من الدبلوماسية السيدة أوادا ماساكو التي اختارها بنفسه، قمتُ بالتعليق بأني أرغب بالإشارة إلى ”نموذج أسري جديد لعائلة هيسي“، يقوم فيه كل من الزوج والزوجة بممارسة الأنشطة سويًّا في الحياة العملية.

ولكن، يسود الاعتقاد بأن التركيز جاء مبالغًا فيه على الأعباء دون تحقيق الصورة النموذجية على أرض الواقع. بل على العكس، لعله أصبح مثالا يرمز إلى أن قيام الزوجان من أنشطة سويًّا صعب، ليس فقط في العائلات العامة بل حتى في عائلة ولي العهد. فها هو قد أصبح عصرًا لا يمكن الإشارة فيه إلى نموذج يشير إلى ”مثل هذه الوجودية تمثّل نموذجًا للعائلة“.

التلميح إلى الرغبة في ”الأنشطة الأخيرة“

فيما بين ذلك شعرت بأنه يعتبر التلميح إلى رغبة الإمبراطور في التنازل عن العرش وهو ما زال على قيد الحياة، وكذلك ما يسبقه من تبسيط المقابر الإمبراطورية عام ٢٠١٣، نموذجًا لعصر الشيخوخة المتقاعدين من الآن فصاعدا.

وإذا تطرقنا إلى ما يتعلق بالمقابر، سنجد أنه ليس هناك وجود لما يسمى بالمقابر على مر أسلاف العائلة الإمبراطورية (وكذلك ليس هناك وجود لمقابر أسلاف توكوغاوا شوغون بالمناسبة). فالمقابر الإمبراطورية، هي مقابر فردية بشكل أساسي، بما في ذلك الضريح العظيم للإمبراطور نينتوكو. وبين ذلك هناك مقبرة الزوجين للإمبراطور تينمو وزوجته الإمبراطورة جيتو (بالطبع مقابر زوجات الإمبراطور تينمو الأخريات منفصلة عن مقبرتهما) التي تعتبر عصرية ما إن نظرنا إليها بعين اليوم.

فمسألة انتشار ”مقبرة العائلة“ تقديسًا للأسلاف بعد وراثة الابن الأكبر للعائلة، صارت منذ عصر ميجي. وكذلك، في العصر الحالي السائدة فيه مسألة الإعراض عن الزواج، بصرف النظر عن عصور كان عدد الأطفال بها كثير، تجعل مسألة الاهتمام بشئون مقابر الأسلاف أمرًا غير مستطاع على كثير من الأشخاص. وبين هذا تعتبر توصية الإمبراطور بمبادرة تبسيط المقابر أمرٌ ذو مغزى.

وأيضًا يعتبر ذلك هو التلميح إلى رغبة الإمبراطور في توريث العرش وهو ما زال على قيد الحياة. وكذلك يتردد في الآونة الأخيرة على آذاننا مصطلح ”الأنشطة الأخيرة“ الذي صاغه الكاتب. فسير الأمور على ما يرام بشكل أو بآخر بعد الوفاة دون أيّة استعدادات هو أمر كان في القدم عندما كان عدد الأطفال كثير. ويزداد عدد من يقومون باستعدادات اقترابهم من الوفاة باتخاذ العديد من البدائل المختلفة وهم على قيد الحياة دو تحميل الأطفال أدنى مسئولية سواء كان هناك أطفال أم لا.

ألا يمكننا الاعتقاد بأن تلميح الإمبراطور واحدًا من الاستعدادات الأخيرة هذه. ألا يمكننا الاعتقاد بأنه يقوم بالتفكير في أنشطته الأخيرة بنفسه محاولًا في ذلك تخفيف العبء عن كاهل الشعب قدر المستطاع. وبصدد هذا الأمر، يتعمّق لدينا الشعور بالاحترام تجاه الإمبراطور.

(النص الأصلي كتب في ٣ تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠١٦. صورة العنوان: جلالة الإمبراطور والإمبراطورة وولي العهد والأمير أكيشينو وأسرته وهم يتفقدون ”دار الضيافة“ بعد التحسينات التي تمت به. ٣٠ من شهر مايو/أيار ٢٠١٠ في طوكيو موتوأكاساكا / وكالة جيجي برس.)

العائلة الإمبراطورية