يحدث في اليابان

سباق سيارات الجيل القادم

علوم تكنولوجيا مجتمع ثقافة لايف ستايل

يقام معرض طوكيو للسيارات مرة واحدة كل سنتين وقد افتتح المعرض أبوابه في عام ٢٠١٣ على أرض معارض بيغ سايت في ٢٠ نوفمبر/ تشرين الثاني. وقد أزاحت العديد من شركات السيارات الستائر عن منتجاتها المستقبلية وخاصة السيارات الرياضية والسيارات صديقة البيئة التي اعتمدت أحدث الابتكارات والتقنيات.

التنافس على المستقبل

انطلقت فعاليات ”معرض طوكيو الـ ٤٣ للسيارات عام ٢٠١٣“ على أرض معارض بيغ سايت في ٢٠ نوفمبر/ تشرين الثاني، وقد تم تخصيص اليوم الأول والثاني لوسائل الإعلام والصحافة، وبعد ذلك افتتحت أبواب المعرض للهواة وعشاق السيارات ولغاية ١ ديسمبر/ كانون الأول. وهذا المعرض هو مناسبة هامة لمصنعي السيارات من داخل اليابان وخارجها وذلك لعرض منتجاتهم المستقبلية التي طورت باستخدام أحدث التقنيات والتكنولوجيا. وقد أُديرت فعاليات المعرض تحت عنوان ”المنافسة على مستقبل غريب عن العالم“، وشارك هذا العام ١٧٧ شركة ومنظمة متعلقة بالسيارات من ١٢ دولة وتم الكشف عن ٤٢٦ سيارة جديدة.

وبالنسبة لعشاق السيارات، كان معرض هذا العام مليئاً بالإثارة حيث تنوعت المواضيع وتم تسليط الضوء على العديد من المنتجات الجديدة. وقد احتدم التنافس على الدور القيادي للجيل القادم من السيارات صديقة البيئة مع عروض للعديد من السيارات التي تعمل بخلايا الوقود (EV) والسيارات الكهربائية (FCV). إضافة إلى ما عرضته الشركات الكبيرة من منتجاتها من السيارات الكهربائية والسيارات الرياضية متعددة الأغراض (SUV) وما يعرف بسيارات السباق (كوب بيه) التي تستهوي الشباب تاركة انطباعا من شأنه إحياء هذه الفئة من جديد.

وقد وصل عدد السيارات المعروضة لأول مرة إلى ٧٦ سيارة وهذا ارتفاع نسبته ٤٠٪ مقارنة مع المعرض الذي عقد قبل عامين. وسادت أجواء الحماس التي  طغت على المعرض عندما كشفت الشركات الأجنبية عن سيارات تعرض لأول مرة عالميا حيث تتطلع هذه الشركات إلى دخول الأسواق اليابانية المحلية بحدة. وعلى الرغم من عدم مشاركة صانعي السيارات الأمريكية والإيطالية في معرض هذا العام، فقد عرضت شركة أمريكية صغيرة سيارة تسيلا موتورز (EV) لأول مرة بالإضافة إلى مشاركة قوية من شركة فولفو السويدية.

أنظار العالم تتجه نحو اليابان

هذا ويُّعد معرض طوكيو للسيارات واحداً من ”المعارض الخمسة الكبرى في العالم“، لكنهُّ ظهرت علامات تراجع في الآونة الأخيرة في عدد الزوار والشركات العارضة. فقد أدى الانكماش الاقتصادي العالمي الذي أعقب صدمة افلاس بنك ليمان براذرز، وكارثة زلزال وتسونامي شرق اليابان وظاهرة ابتعاد الشباب عن السيارات وصعود الأسواق الناشئة مثل سوق الصين، إلى انعكاساتٍ سلبية على السوق اليابانية. ومع ذلك ،فقد أصّر أكيو تويودا، رئيس رابطة مصنعي السيارات في اليابان (ورئيس شركة تويوتا) بتأكيده على ”خاصية“ معرض السيارات هذا العام.

وبالإضافة إلى التقاط الاقتصاد المحلي أنفاسه في الآونة الأخيرة، وفوز طوكيو باستضافة ”الألعاب الأولمبية“ عام ٢٠٢٠، توجهت عيون العالم نحو اليابان من جديد. كما ازداد عدد السياح الأجانب الذين زاروا اليابان مقارنة بالعام الماضي حيث وصل عددهم إلى ٨٫٦ مليون زائر في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام، وهذا العدد قريب من ١٠ ملايين زائر وهو الهدف الذي حددته الحكومة لهذا العام. ولعل توالي هذه الأخبار الجيدة كان بالنسبة إلى القائمين على صناعة السيارات بمثابة دفعة إلى الامام.

وقبل معرض طوكيو للسيارات، عقد في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول معرض ”سيتيك اليابان“ الذي قدم أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الالكترونية، كما عقد في منتصف الشهر نفسه المؤتمر العالمي لتكنولوجيا ITS. حيث كان لهذين المعرضين ومعرض طوكيو للسيارات بالطبع دورا في جعل اليابان هذا الخريف ”مركز تكنولوجيا المعلومات في العالم“ كما ورد على لسان رئيس شركة تويوتا.

التنافس في السيارات الكهربائية والسيارات التي تعمل بخلايا الوقود

مفهوم تويوتا الجديد للسيارات الهيدروجينية (FCV).

عند التجوال في أرجاء معرض السيارات هذا العام، لوحظ وجود عروض مستمرة لسيارات المستقبل القريب الفردية والسيارات الصديقة للبيئة التي عزز فيها الأداء البيئي.

فقد قدمت شركة تويوتا مفهوماً جديداً للسيارات الهيدروجينية (FCV) وهو نموذج قيل بأنه ”السيارة البيئية المثلى“. فالسيارة هي من نوع سيدان يسمح بركوب ٤ أشخاص بالغين بمنتهى الراحة كما ستزود هذه السيارة من القسم الأسفل بخزانين هيدروجين ضغط عالي وخلايا الوقود الخفيفة صغيرة الحجم. ويتم َدوران مُحَّرك هذه السيارة الجديدة بالهيدروجين حيث يجري سحب الهواء من المقدمة وتصريف المياه فقط من الخلف. ومن الممكن أن تقطع هذه السيارة مسافة تصل الى ٥٠٠ كيلو متراً عند تزويدها بالهيدروجين لمدة ثلاث دقائق. ولايزال هذا النموذج المُصمم قيد التطوير الا انه من المتوقع أن تتوفر هذه السيارة تجاريا في الأسواق عام ٢٠١٥، ولكن يبقى السؤال قائما إلى أي مدى يمكن المضي قدما في تطوير محطات الهيدروجين في المستقبل. ويجدر بالذكر في هذا الصدد أن شركة هوندا تهدف إلى تسويق نسختها من السيارات الهيدروجينية من نفس العام.

بليدجلايدر (BladeGlider).

من ناحية أخرى، كشفت شركة نيسان لأول مرة عن (BladeGlider) وهو مفهوم السيارات الكهربائية للجيل القادم. تقدم هذه السيارة من خلاله مفهوما جديدا لمتعة القيادة بحيث يشعر السائق وكأنه يتزحلق من خلال تحكمها الرشيق الذي يأتي من شكلها الشبيه بالجناح وتصميمها الذي يوحي بحركة التزحلق. وقد أشاد السيد كارلوس غصن، رئيس شركة نيسان، في مؤتمر صحفي بمتعة قيادة هذه السيارة. وأشار الى ان تصميم السيارة انسيابي بمقدمة ضيقة يصل عرضها إلى ١٠٠٠ مليمتراً وبمؤخرة عريضة تصل عرضا إلى ١٨٩٠ ملم، أما مقعد السائق فقد وضع في وسط السيارة مما يعزز متعة القيادة مع إمكانية جلوس راكبين في المقصورة الخلفية. وتتطلع شركة نيسان الى إمكانية تسويق هذا النمط في المستقبل.

وكما هو الحال مع محطات الهيدروجين اللازم لتزويد الخلايا، يُعتبر انتشار محطات شحن للسيارات الكهربائية أمراً ضرورياً أيضا. ومن المرجح أن يبقى التنافس بين السيارات الكهربائية والسيارات التي تعمل بخلايا الوقود على الدور القيادي للجيل المقبل موضوعا ساخنا.

لقد عرضت كلا الشركتان تويوتا وهوندا لأول مرة وكل على حِدة تصميما تصوريا فريدا لجيل ثوري من وسائل النقل يتمثل في سيارة هجينة لراكب واحد. فقد طرحت تويوتا (FV2) وهو مفهوم سيارة مستقبلية تعمل بطريقة حسية حيث تستجيب السيارة للسائق وتتفاعل معه، ويمكن تشغيلها بشكل حدسي حسب حركة الجسم. اما هوندا فتقدّمت بـ (UNI- CUB) والتي هي سيارة هجينة لراكب واحد تسير حسب حركة جسم القائد وذلك بواسطة تكنولوجيا التحكم في التوازن.

العودة للسيارات الرياضية

كما تميز معرض طوكيو للسيارات بظهور العديد من السيارات الرياضية. عرضت شركة لكزس لأول مرة عالميا نموذجاً لسيارات (الكوب بيه) الرياضية (لكزس RC). وقد عرضت لكزس نوعين لهذه الفئة من السيارات، أوله السيارة الهجينة بمحرك ٢٫٥ لتر والثاني بمحرك يعمل بالبنزين سعته ٣٫٥ لتر. اما الجيل القادم من سيارة هوندا الرياضية (مفهوم NSX) هو مزيج لمحرك V6 مع اثنين من المحركات الكهربائية وناقل حركة مزدوج مدمج معه محرك كهربائي. يعمل هذا النموذج بآلية تفصل العجلات الأمامية اليمنى واليسرى عن بعضهما دون إبطاء عند المنحنيات.

سيارة (لكزس RC).

 

هوندا (مفهوم NSX).

 

نيسان (GT- R).

كما كشفت شركة نيسان الغطاء لأول مرة أيضا عن نموذج جديد خاص من السيارة الرياضية (GT-R) أطلق عليه (GT- R نيسمو). وعرضت شركة BMW الألمانية نموذجاً أولياً لسيارة رياضية (كوب بيه) متوسطة الحجم (مفهوم M4 كوب بيه)، حيث استخدم في سقف السيارة ألياف الكربون مما خفف من وزنها الكلي. كما أصدرت شركة مرسيدس بنز النموذج الأولي لسيارة (كوب بيه ببابين مفهوم الفئة S كوب بيه).

تطور السيارات الثانوية

ومع كونها سيارات صديقة للبيئة فريدة من نوعها، برزت أيضا السيارات الثانوية أو المركبات الصغيرة المطورة واحدا تلو الآخر من الشركات المصنعة. حيث شاركت ميتسوبيشي بثلاث طرازات تجريبية جديدة كان أهمها (GC-PHEV) الذي يمثل سيارة دفع رباعي كبيرة، ومن المميز حول تلك السيارة كونها تحمل وحدة قوة هجينة تتكون من محرك يعمل بجانب موتور كهربائي يستمد طاقته من بطاريات عالية السعة. والنتيجة هي أقرب الى سيارة كهربائية.

ولعل السيارات الثانوية التي تمثل ٤٠٪ من المبيعات المحلية في اليابان برزت بشكل ملحوظ حيث زاد التركيز على الجانب الرياضي ومواصفات التصميم. كما أزاحت شركة سوزوكي الستار عن طراز جديد من السيارات الهجينة يحمل اسم (كروس هايكر) وهي مزودة بمحرك مكون من ٣ أسطوانات سعة ١ لتر ويصل وزنها إلى ٨١٠ كيلوجراماً وعند تباطؤ السيارة، يعمل نظام توليد الطاقة من خلال دوران الإطارات لتحسين كفاءة الوقود. اما شركة دايهاتسو فكشفت عن السيارة الرياضية الصغيرة (COPEN). التي حظت باهتمام الشباب من خلال الترويج لإمكانية تغيير ألوان السيارة بعد عملية الشراء.

من شركة ميتسوبيشي موتورز (مفهوم GC-PHEV).

 

(COPEN) من دايهاتسو.

 بالإضافة إلى ذلك، عرضت شركة فوجي للصناعات الثقيلة النموذج الأولي لست سيارات بما في ذلك سوبارو الرياضية (Levorg). في جناح مازدا، حيث عرض جيل جديد من السيارات، بما في ذلك نموذج السيارات الهجينة أكسيرا الجديدة. وتم عرض مفهوم CNG الذي يمكن تشغيل هذه السيارات من الغاز الطبيعي المضغوط.

 

 

 

(المقالة الأصلية باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية، إعداد التقرير: كازويوشي هارادا (محرر في شركة نيبون دوت كوم)، الصور: كوديرا كي)

 

هوندا نيسان تويوتا ميتسوبيشي البيئة