قصص الزواج من ثقافات مختلفة

الزواج عبر الثقافات: الاختلاف لا يفسد للحب قضية !

ثقافة هو وهي

في المقال الأول من هذه السلسلة حول الزواج من أجانب يجلس فريق نيبون دوت كوم مع الزوج الكندي والياباني كوريه وريو بروكوبيو. يشارك العروسان آمالهما ومخاوفهما حول العمل والأسرة، والحياة الجديدة كونهما يسيران معا كزوجين ووالدين جدد.

كوريه وريو بروكوبيو Corey and Ryō PROCOPIO

ولد كوريه في تورونتو، كندا، في عام ١٩٨٧. وكان والده وهو ايطالي ووالدته كندية من أصول يابانية يديران مقهى مخبوزات في تورونتو. كوريه هو أكبر إخوته الخمسة، ويعمل في مجال خدمة التأمين على العمل في مقاطعة أونتاريو. ولدت ريو تحت اسم كاتو ريو في طوكيو في عام ١٩٩٢. ينحدر كلٌ من والدها، وهو خبير في العلاج باليدين، ووالدتها ممرضة من هوكايدو. سافرت ريو إلى كندا بتأشيرة عمل أثناء العطلة في عام ٢٠١٥ والتقت زوجها من خلال أصدقاء مشتركين أثناء عملها في صالون للتجميل في تورونتو.

دقت أجراس الزفاف في وقت مبكر لكوريه وريو بروكوبيو. فبعد أقل من سنة بعد أول موعد غرامي في تورونتو، سار الزوجان في ممر الكنيسة في طوكيو في ١٦ مارس/آذار من هذا العام. خلال هذه الفترة القصيرة كان هناك أكثر من مجرد حب: في شهر يونيو/ حزيران رحب الزوجان بابنهما الأول دايسوكي. بعد فترة قصيرة في اليابان، يعيش أعضاء العائلة الثلاثة الآن في كندا.

بدايات ساخنة وباردة

التقى الزوج بروكوبيو مثل كثير من الأزواج من خلال الأصدقاء. وتقول ريو إنها لم تشعر بشيء خاص على الإطلاق خلال لقائهما الأول، ولم يدق قلبها لحبيب المستقبل. كوريه، من جهة أخرى يصرح بأنه كان مغرماً منذ البداية. ويقول مع ابتسامة على وجهه، ”كان حباً من النظرة الأولى“. بعد التغلب على بعض القلق الأولي والخجل، بدأ الاثنان ما اتضح لاحقا أن يكون فترة خطوبة قصيرة.

وبعد أشهر قليلة فقط من الموعد الغرامي الأول نقل الزوجان الخبر السعيد إلى أسرهما. ”كانت أمي سعيدة“، تقول ريو، وتوضح أن والديها اتبعا مسارا مماثلا للزواج. ويقول كوريه إن والدته ووالده كانا متحمسين لأنه وجد شخصا وقع في غرامه، حيث أن حياته كانت تدور حول العمل حتى ذلك الحين، ولكنه يعترف بأن أخواته أخذت بعض الوقت لتقبل خطيبته.

قدوم عضو جديد إلى العائلة

مع المولود على الطريق، بقي والدا المستقبل في اليابان حتى ولادة ابنهما، مما سمح لريو بأن تكون قريبة من عائلتها. استخدم كوريه أيام الإجازات ونظام إجازة الأبوة في كندا للانضمام إلى زوجته وطفله، مع ما يقرب من خمسة أشهر إجازة من منصبه في خدمة التأمين المحلية على العمل في أونتاريو.

يقول الزوجان إنهما يتقاسمان مسؤوليات الطفل. في الأشهر المزدحمة بالأحداث بعد وصول دايسوكي،قام كوريه بحماس بواجباته الأبوية الجديدة، مثل تغيير الحفاظات، والقيام بغسل الملابس، ودعم ريو خلال جلسات الرضاعة الطبيعية المتكررة. تبتسم ريو لأنها تصف كيف أن مسؤوليات الطفل أصبحت حدثاً عائليا: ”حتى أننا نستيقظ معا عندما يجوع دايسوكي في الليل“.

الوالدان الفخوران كوريه وريو بروكوبيو يبتسمان لابنهما الرضيع دايسوكي.

لا تزال العائلة الشابة تسعى للعثور على أفضل مكان للاستقرار. يتقبل الزوجان فكرة الاستقرار في اليابان في نهاية المطاف، وإذا سمحت الظروف، فإن كلاّ منهما يفضل أن يقضي وقتا متساويا على كِلا الجانبين من المحيط الهادئ. ومع ذلك، الظروف المالية الحالية لصالح تورونتو، حيث يعيشون الآن. ويقول كوريه أن راتبه الحالي جيد ويضيف، ”أنا لست بحاجة للقيام بالعمل الإضافي“. ويشير أنه سوف يتوجب تحسين مهاراته في اللغة اليابانية إذا كان يتوقع أن يجد وظيفة مربحة على قدم المساواة في اليابان.

كانت ريو مصففة شعر في اليابان وتفكر للحصول على الرخصة الكندية، ومع ذلك، مثل زوجها تعترف بأنها سوف تحتاج إلى صقل لغتها الثانية قبل الحصول على الرخصة. هناك خيار مساعدة حماها في المقهى، لكنها تقول إنها تفضل العثور على عمل خاص بها. البحث عن العمل قيد الانتظار حيث تنتظر الموافقة على طلبها للحصول على الإقامة الدائمة. وبالإضافة إلى ذلك، تقول إنها تريد أن تقضي سنة كاملة للتركيز على رعاية دايسوكي.

لا تشعر ريو بالحرج في القول بأنها كأم جديدة ستكون أكثر راحة إذا عاشت بالقرب من والديها في طوكيو. ومع ذلك، بعد الإقامة لعدة سنوات في تورونتو، يبدو أنها أيضا سعيدة في تجربة الحياة في كندا. ”الناس هنا ودودون للغاية“، كما تقول. وتضيف، ”هذا مكان سهل العيش فيه“. وتشير إلى أن تورونتو تضم مجموعة متنوعة من السكان بما في ذلك جالية لا بأس بها من اليابانيين. وتقول ضاحكة، ”هناك الكثير من المطاعم اليابانية، ولذا فإنني لن أشعر بالغربة والاشتياق لتذوق الطعام“.

يشارك كوريه زوجته في التفاؤل لمستقبلهم وكذلك ذوقها في الطعام، حيث أن أسرته من جانب والدته تنحدر من هيكوني، محافظة شيغا في اليابان. ومع ذلك، يدرك التضحيات التي تبذلها زوجته. يشير أنه غالبا ما ينتابه القلق حول كيفية تكيف ريو في كندا. ”أنا أعلم أنها قلقة من أن تكون بعيدة عن عائلتها وأصدقائها.“ بالإضافة إلى أخذ نصيبه من الواجبات في تربية الطفل، يبذل قصارى جهده ودعمها من خلال العناق المتكرر، والقبلات، وغيرها من علامات المودة.

كوريه وريو مع والدي ريو وشقيقها الأصغر.

اعتبارات مستقبلية

مثل كثير من الأزواج مختلفي الجنسية، فإن كوريه وريو على حد سواء يريدان أطفالهما أن يكبروا ثنائي اللغة. كوريه يشعر خصوصا بشدة حول هذا الموضوع، حيث بلغ سن الرشد في منزل سمع فيه اليابانية والإيطالية وبشكل متكرر. ويقول، ”عند الحديث إلى جدّيْه اليابانيين، يمكن أن أفهم الكثير مما قيل، ولكن لم أتعلم كيفية تكلم اللغة جيدا.“

الزوجان يتحدثان لغة الحب، ولكن يأمل كوريه أيضا في تحسين اللغة اليابانية.

ويركز الزوج على بناء حياة جديدة، وليس على استعداد للنظر في طفل آخر تماما بعد. ومع ذلك، تعترف ريو بأنها تريد فتاة في حال قدوم مولود جديد. كوريه، من ناحية أخرى، يريد ثلاثة صبيان.

عائلة بروكوبيو الشابة لديها متسع من الوقت للتخطيط لمستقبل. في الوقت الحاضر يبدو أنها سعيدة لمجرد الاستمتاع معا كأسرة واحدة.

(استنادا إلى مقابلة أجرتها nippon.com. صور من يامادا شينجي. الترجمة من الإنكليزية.)

زواج أجانب