الوضع الحالي للياكوزا

«الياكوزا»... صراع من أجل كسب لقمة العيش وسط جحيم الانقسامات

مجتمع

الانشقاقات داخل منظمة ياماغوتشي-غومي، التي تُعتبر أقوى منظمة إجرامية في اليابان، تسلط الضوء على الصعوبات الاقتصادية التي تواجه الياكوزا. الحملات الحكومية القوية لقمع أنشطتهم أثرت بشكل كبير على دخل هذه العصابات، مما أدى إلى تراجع مكانتهم المسيطرة التي كانوا يتمتعون بها في السابق.

انقسام منظمة ياماغوتشي في اليابان قبل سنتين كان له تأثير كبير على منظمات الياكوزا في البلاد. تشكل هذا الانقسام بمثابة ضربة قوية للياكوزا، حيث أدى إلى تشكل ثلاث منظمات جديدة من المنظمة الأم.

في أغسطس/آب من عام 2015، انشقت كوبي ياماغوتشي - غومي، الجيل السادس من منظمة ياماغوتشي، عن المنظمة الأم. وفي أبريل/نيسان من عام 2017، انشقت منظمة ياماغوتشي - منظمة نينكيو (الآن تعرف باسم نينكيو ياماغوتشي - غومي) عن كوبي ياماغوتشي. هذه الانشقاقات أدت إلى تشكل ثلاث منظمات مستقلة، مما زاد من التنافس والتوترات داخل عالم الياكوزا.

هذا الانقسام قد يكون له تأثير على أنشطة الياكوزا وعلاقاتها مع السلطات اليابانية والمجتمع بشكل عام. قد يزيد من حدة المنافسة بين الجماعات المنشقة ويؤدي إلى زيادة في العنف والجريمة المنظمة في بعض الحالات. وبالتالي، فإن تفكك وتشتت المنظمات الياكوزا يمكن أن يؤثر على الأمن والاستقرار في اليابان.

إذا كان لنا أن نشرح سبب الانقسامات المتتالية داخل منظمات الياكوزا في عبارة واحدة، فسيكون ذلك بسبب ”عدم جدوى العمل في الياكوزا مادياً ومعيشياً“. في الماضي، كان بإمكان الأعضاء البارزين في الياكوزا، المعروفين بـ”جيكيسان“، تحقيق ”أحلام العصابات“ التي تشمل امتلاك منزل كبير، سيارة فارهة، وشريكة جميلة، بمجرد انتمائهم إلى منظمة ياماغوتشي وامتلاكهم لمجموعة من الشباب الجاهزين للمخاطرة بحياتهم. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، تحول العمل في الياكوزا إلى مهنة ”لا تجلب الثراء ولا تؤمن الرزق“، وذلك بسبب التعديلات المستمرة على قانون مكافحة المنظمات الإجرامية وتشديد تطبيق القانون ضد المنظمات الإجرامية في جميع أنحاء اليابان.

كان المبلغ الذي يُطلب من الأعضاء دفعه شهريًا، أو ما يُعرف بـ”الاشتراك الشهري“، في منظمة ياماغوتشي-الجيل السادس، 850,000 ين. بالإضافة إلى ذلك، كانت المهام الموكلة إلى الأعضاء صعبة، وقد زاد التشديد من جانب القسم التنفيذي على الأعضاء، مما أدى إلى تشكيل معارضة داخل المنظمة بقيادة إينوي، مدير فصيل ياما كين. هذه الظروف أدت إلى انقسام داخل المنظمة. ومع ذلك، قامت المنظمة الناشئة ياماغوتشي-كوبي بتخفيف هذا العبء على الـ”جيكيسان“ ليصبح أقل من 300,000 ين. ولكن، هذا أدى إلى تحميل عبء أكبر على المدراء التنفيذيين لفصيل ياما كين، الذي يُعتبر الفصيل الرئيسي، مما تسبب في تراكم الشعور بالظلم وأدى في نهاية المطاف إلى انقسام منظمة ياماغوتشي-كوبي وظهور منظمة ياماغوتشي-نينكيو.

”شينوغي (طريقة جني المال)“ التي تزداد صعوبة

في الواقع إن طريقة الحصول على الدخل أو ما يُسمى ”شينوغي“ في عالم الياكوزا أصبحت صعبة. حيث أن مشاركة الياكوزا في الأعمال القانونية أصبحت صعبة بسبب قانون مكافحة المنظمات الإجرامية وغيره من القوانين الأخرى، وبالتالي أصبحت الأعمال غير القانونية شيئا أساسيا في عمل الياكوزا. وبالتحديد ”تجارة المخدرات“ و”الاحتيال عبر الهاتف“. حيث تعتبر تجارة المخدرات ”محرمة“ بشكل ظاهري في منظمة ياماغوتشي، ولكن يتم غض النظر عن الكمية التي يتم استخدامها في المعاملات الفردية، أو بالأصح، تضطر الياكوزا إلى الاعتماد على بيع المخدرات التي تعتبر دخلا مرتفعا من أجل الحفاظ على المنظمة. ونفس الأمر بالنسبة للاحتيال عبر الهاتف، حيث يتم ”خداع كبار السن عديمي الخبرة بعمليات النصب والاحتيال“، وفي منظمة نينكيو يعتبر خداع كبار السن أمرا مخجلا، ولكن تضطر الياكوزا إلى اللجوء إلى مثل تلك الطرق.

وبطبيعة الحال، لا تزال هناك بعض المجالات التي من الممكن القيام بـ ”أعمال ملتفة على القانون“ فيها كما جرت العادة كمجالات العقارات والتمويل وغيرها. لا تزال العقارات التي يكون فيها تعقيد حق الملكية مما يحتاج إلى مصدر ”القوة“ لمعاملاتها متناثرة بشكل رئيسي في مراكز المدن الكبرى حتى وقتنا الحالي. وأيضا لا تزال مكانا للقوى المعادية للمجتمع (معاداة المجتمع اختصارا) لأنشطتها في الشركات المدرجة في سوق الأسهم والمسماة بـ”الصندوق“ التي تستخدم كأداة للعبة المال نتيجة لهبوط أسعار الأسهم بسبب سوء الأداء الاقتصادي. وتعتبر بيئة الاحتيال التي يتم فيها استخدام التقنيات المتقدمة كعمليات الوساطة بين المقرض والمقترض في الواقع الافتراضي (الإنترنت)، وتجارة العملات الافتراضية كعملة ”بيتكوين“ مجالا تتخصص به القوى المعادية للمجتمع.

ولكن مقارنة بفترة الفقاعة الاقتصادية في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي فإن حجم الأعمال الحالي يمثل عشرة بالمئة أو خمسة بالمئة من الحجم في ذلك الوقت.

وفي فترة الفقاعة الاقتصادية في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي حصل مدراء المنظمات الإجرامية على ”المال السهل“ قبل أي شخص آخر. ففي ذلك الوقت كان يُقال إن الجيكيسان في منظمة ياماغوتشي كان لديه ممتلكات تقدر قيمتها بعدة مليارات من الينات، ومعاوني الرئيس الشاب وغيرهم يمتلكون أكثر من عشرة مليارات ين، أما المدراء الكبار مثل واتانابي يوشينوري الرئيس الخامس للمنظمة وتاكومي ماسارو الرئيس الشاب فقد كان لديهم ممتلكات تقدر قيمتها بعدة مليارات. ولأن تلك الممتلكات كانت ”من دون ضريبة“ فلا يمكن إثبات لمن تعود ملكيتها، ولكن كان ظهور مدراء المنظمات الإجرامية في أماكن الترفيه المتراكمة في الأحياء الراقية في المدن الكبرى كحي كيتاشنتشي في أوساكا وحي جينزا في طوكيو دليلا على ذلك. وبالتالي فإن هناك شعور متناقض تجاه عدم المقدرة على العيش من العمل في الياكوزا في الوقت الحالي.

فقدان القدرة على جني المال في ”العلن“

من البديهي أن تؤول الأمور إلى ما هي عليه. فالياكوزا كانت تجني المال في ”العلن“ و”الخفاء“ حتى فترة اقتصاد الفقاعة التي استمرت حتى أوائل التسعينات من القرن الماضي، ولكن بسبب تشديد الدولة للرقابة، وامتناع الشركات عن الاحتكاك مع المنظمات الإجرامية بفضل تعزيز نظام الحوكمة فيها، لم يعد بمقدور تلك المنظمات من جني المال إلا في ”الخفاء“.

ومجالات الأعمال التي يتم القيام بها في ”العلن“ تشمل التمويل، العقارات، الهندسة المدنية والبناء، الترفيه، إيفاد العمال، تفكيك السيارات، التخلص من النفايات الصناعية، تنظيم الشركات، استرجاع الديون، استكشاف المصاعب في نطاق نفوذهم والتعامل معها وغيرها من الأعمال الأخرى. وبالمقابل من مجالات الأعمال التي يتم القيام بها في ”الخفاء“ والتي يتم من خلالها التحايل على القانون هناك القمار، تجارة المخدرات، الدعارة، الكازينوهات السرية، الاحتيال عبر الهاتف، تحصيل الرسوم، ونشاطات المحاماة غير القانونية (تنبيه من قسم التحرير: القيام بعمل المحامي من دون امتلاك مؤهل لذلك) وغيرها من الأعمال الأخرى.

فإذا كان جني المال يتم فقط في ”العلن“ فإن ذلك لا يختلف بشكل كبير عن الشركات العادية، ولكن الاعتماد على التنويع بين ”العلن“ و”الخفاء“ يمثل ”شينوغي“ المنظمات الإجرامية. فعلى سبيل المثال، في حالة التمويل، تتجاهل شركات التمويل التابعة للمنظمات الإجرامية الحد الأعلى للفائدة المحدد في قانون التمويل، وتقوم بتقديم القروض بفائدة مرتفعة للمشاريع والشركات ذات المخاطر الكبيرة. وما يجعل ذلك ممكنا هو امتلاك تلك المنظمات الثقة المطلقة بالقدرة على ”استرجاع“ تلك القروض.

وفي ذلك الوقت، كان هناك ثقلا اجتماعيا إلى حد ما لمثل هذه ”الأعمال القانونية للمنظمات الإجرامية“. ففي مجال التمويل يتم تقديم ”المال الضروري الذي يحتاجه المقترض بشكل مستعجل بأي شكل“، وفي مجال العقارات يتم ”تسوية الأراضي ضمن المدة المحددة باستخدام كافة الوسائل الممكنة“، وفي مجال توليد الطاقة النووية يتم ”إيفاد القوى العاملة إلى المفاعلات النووية التي يرتفع فيها احتمال التعرض للإشعاع النووي والتي يكره الناس العمل فيها“، وبالنسبة لاسترجاع الديون لديهم ”الشجاعة بعدم الانسحاب حتى لو كانت هناك مواجهة حقيقة مع الدائنين الآخرين“. فهذه هي القيمة الحقيقية للشركات التابعة للمنظمات الإجرامية، وحتى البدء بتطبيق قانون مكافحة المنظمات الإجرامية في عام 1992 كانت المنظمات الإجرامية ”الشر الذي لا بد منه“ حتى بالنسبة للمجتمع العلني.

”مئة عام“ من تاريخ منظمة ياماغوتشي

إن معرفة السبب في أن المنظمات الإجرامية أصبح لديها مثل تلك الأعمال الضخمة يحتاج إلى تتبع تاريخ منظمة ياماغوتشي والذي يتجاوز المئة عام.

يعود تأسيس منظمة ياماغوتشي إلى المؤسس ياماغوتشي هاروكيتشي والذي كان يعمل كصياد في جزيرة أواجي في محافظة هيوغو، وبعد ذلك أصبح عاملا في ميناء مدينة كوبي (يقوم بتحميل البضائع في الميناء)، وفي عام 1915 قام بجمع خمسين شخصا من عمال الميناء، وكانت لحظة رفع لافتة مكتوب عليها ”جماعة ياماغوتشي“ هي نقطة الانطلاق لتأسيس المنظمة. وبالإضافة إلى ذلك قام بإدارة الأعمال الترفيهية ونوادي القمار وحماية المسارح وغيرها من الأعمال الأخرى.

ثم انتقلت رئاسة المنظمة إلى ابنه نوبورو الرئيس الثاني للمنظمة، ولكن بسبب الجروح التي أُصيب بها في أحد الشجارات فارق الحياة في عام 1942 وهو في سن الحادية والأربعين. وأثناء الحرب العالمية الثانية، تم التحاق الشباب كجنود في الجيش، ولم يتمكنوا من القيام بأعمال الياكوزا، وكان لا بد من انتظار أن يقوم تاؤكا كازوأو بتولي منصب رئيس الجيل الثالث للمنظمة في شهر يونيو/حزيران من عام 1946 بعد الحرب العالمية الثانية لبدء سطوع نجم منظمة ياماغوتشي.

انقسمت الياكوزا قبل الحرب العالمية الثانية بشكل أساسي إلى فئتين هما فئة ”المقامرين“ الذين يديرون نوادي القمار، وفئة ”البائعين المتجولين“ الذين يقومون بالبيع في الاحتفالات الدينية، وكان لها ثقلا اجتماعيا يتمثل بكونها منظمة إجرامية قامت بتوطيد الروابط ”الأبوية“ و”الأخوية“ من خلال الساكازوكي (كوب الخمر). وكان وجود الياكوزا يثير الرعب في نفوس المواطنين العاديين، ولكن في نفس الوقت إن كان يمكن الاعتماد عليها في حالات الطوارئ فوجودها أمر جيد. ولكن بسبب عدم استقرار الدخل، كان هناك فترات يوجد فيها دخل وفترات أخرى لا يوجد فيها دخل.

وعند قيام تاؤكا كازوأو والذي كان مقامرا في الأصل وعانى اقتصاديا أثناء الحرب بتولي منصب رئيس الجيل الثالث للمنظمة، أقسم أن ”يجعل لأعضاء المنظمة أعمالا قانونية“. وهذا أمر يمثل اختراقا تاريخيا للياكوزا التي استمرت منذ عصر إيدو، ومنذ تلك اللحظة بدأت منظمة ياماغوتشي أولى خطواتها ”كياكوزا حديثة“.

وهكذا أخذ رئيس الجيل الثالث تاؤكا زمام المبادرة وأسس أولى شركاته. حيث قام بتسجيلها في السجل التجاري تحت اسم ”منظمة ياماغوتشي لأعمال الهندسة المدنية“ وعين نفسه مديرا لها، وقام بجمع عمال التحميل الذين يعملون في ميناء كوبي وأسس ”شركة كويو المساهمة المحدودة للنقل“. وفي مجال الفن والترفيه، قام بتنظيم قسم الترفيه في منظمة ياماغوتشي، وقام بتأسيس ”شركة كوبي الفنية“ بعد أن جعل من منزله مقرا لها.

وبعد أن أسس عدة شركات للأعضاء التابعين في مجالات الهندسة المدنية، التحميل والتفريغ في الميناء، التمويل، العقارات وغيرها، تحولت منظمة ياماغوتشي إلى تجمع للشركات يمتلك منظمة إجرامية. حيث تم الجمع بينهما والشروع بالهيمنة ببراعة على كامل البلاد. والأداة التي تم استخدامها للقيام بذلك بعد خمسينيات القرن الماضي كانت النجمة اللافتة في شركة كوبي الفنية ميسورا هيباري، وقام تاؤكا رئيس الجيل الثالث بالإشراف على ”الترفيه في غرب اليابان“ كنائب لمدير جمعية المصارعة الحرة اليابانية من خلال بطل المصارعة الحرة ريكيدوزان.

وقام تاؤكا بدعوة منظمة محلية للقيام بأعمال الترفيه سوية، فإذا استجابت تلك المنظمة لتلك الدعوة فسيكون هناك ازدهار متبادل من خلال ”علاقة الساكازوكي الخارجية“، ولكن إذا لم يتم الاستجابة لتلك الدعوة فلن تستطيع تجنب المواجهة. فالقوة تجلب المال، وذلك المال يعطي مزيدا من القوة الكبيرة، وهكذا انتشرت منظمة ياماغوتشي التي حققت نموا سريعا في جميع أنحاء البلاد. حيث أصبحت أكبر منظمة إجرامية في اليابان يتجاوز عدد أعضائها عشرة آلاف عضو في منتصف ستينيات القرن الماضي.

ولكن، لم تسمح الشرطة بهذا الازدهار. حيث اعتبرت أن ”التوسع بشكل أكبر من هذا الحد هو أمر خطير“، فقامت بتنفيذ ”استراتيجية القمة“ والتي تهدف إلى اعتقال تاؤكا منذ عام 1946. وقامت في البداية بتقييد نشاطات المشاريع من خلال استراتيجية ”تكتيكات المجاعة“، وبالتالي تنازل الرئيس الثالث تاؤكا عن منصب مدير شركة كويو للنقل، واستقال من عضوية شركة كوبي الفنية، وترك ”الأعمال القانونية“.

ومن تلك اللحظة لم تعد المنظمات الإجرامية تقوم بإدارة شركاتها بنفسها، وتغير الأمر إلى اتباع نظام يعهد إدارة الأعمال إلى مدير من خارج المنظمة ولديه علاقة بها وهو ما يُسمى ”أشقاء الشركات“. حيث يتم في العادة توكيل إدارة المشاريع المختلفة كالتمويل، العقارات، الهندسة المدنية، تفكيك السيارات، إيفاد العمال، تنظيم الشركات وغيرها من الأعمال إلى هؤلاء المدراء، وعند الضرورة تتحرك المنظمات الإجرامية للدفاع عن مصالحها. وهذا ما يعرف لدى الجميع بـ ”البنية المزدوجة للإدارة“، ولكن بما أن المدراء لم يقوموا بتبادل الساكازوكي (أكواب الخمر)، فمن الصعب تقييد نشاطاتهم من قبل الشرطة.

وهكذا تأسس نموذج الأعمال هذا في ظل رئاسة الرئيس الثالث تاؤكا، وازدهرت منظمة ياماغوتشي أكثر فأكثر، ولكنه توفي في عام ١٩٨١ عن عمر ٦٨ سنة. وتم اغتيال الرئيس الرابع الذي ورث الرئاسة تاكيناكا ماساهيسا في ”صراع ياماإتشي“، وبعد ذلك ورث واتانابي يوشينوري رئاسة المنظمة والذي حافظ على وحدة المنظمة كرئيس شاب ليصبح الرئيس الخامس لها. وكان ذلك في شهر أبريل/نيسان من عام ١٩٨٩.

الهيئة التنفيذية العليا في منظمة ياماغوتشي في مؤتمر صحفي تعلن نهاية حادثة قنص رئيس المنظمة تاؤكا كازوأو، وهم من اليسار إلى اليمين أودا هيدي أومي رئيس فصيل أودا هيدي، ياماموتو كينئيتشي رئيس فصيل ياماكين، ياماموتو هيروشي رئيس فصيل ياماهيرو= 1 /11 / 1987، في منزل تاؤكا رئيس المنظمة الكائن في حي نادا في مدينة كوبي جيجي برس.

تاريخ منظمة ياماغوتشي

1915 تأسيس منظمة ياماغوتشي في مدينة كوبي
1964 تعيين تاؤكا كازوأو الرئيس الثالث للمنظمة، وبدء النمو السريع
1981~1984 عدم وجود رئيس للمنظمة
1984 تعيين تاكيناكا ماساهيسا الرئيس الرابع للمنظمة
1984~1989 قام الفصيل الذي عارض تولي تاكيناكا رئيسا للمنظمة في معركة رئاسة المنظمة بالانشقاق وتشكيل ”جمعية إتشيوا“. ثم قام أحد الأعضاء التابعين لجمعية إتشيوا باغتيال رئيس المنظمة تاكيناكا، وبالإضافة إلى ذلك وقع أكثر من ٣٠٠ حادث في ”صراع ياماإيتشي“.
1989 تولي واتانابي يوشينوري التابع لفصيل ياماكين (المقر الرئيسي في مدينة كوبي) منصب الرئيس الخامس للمنظمة.
1997 اغتيال الرئيس الشاب في المنظمة تاكومي ماسارو (رئيس فصيل تاكومي) على يد أحد الأعضاء التابعين للمنظمة المنافسة جمعية ناكانو
2003 وقوع ”نزاع شمال كانتو“ بين أعضاء تابعين لمنظمة ياماغوتشي وأعضاء تابعين لجمعية سوميوشي، واغتيال المدير التنفيذي في جمعية سوميوشي
2005 تعيين تسوكاسا شينوبو (الاسم الحقيقي شينودا كينئيتشي) التابع لجمعية كودو (جمعية مقرها الرئيسي في مدينة ناغويا) رئيسا لمنظمة ياماغوتشي-الجيل السادس
2008 /2015 انقسام منظمة ياماغوتشي وتشكيل المنشقين لمنظمة ياماغوتشي-كوبي برئاسة إنوئ كونيؤ
2004 / 2017 انقسام منظمة ياماغوتشي-كوبي، وتشكيل المنشقين لجماعة جديدة تحت اسم ”منظمة ياماغوتشي-جمعية نينكيو“ برئاسة أودا يوشينوري (تغير الاسم إلى ”منظمة ياماغوتشي-نينكيو“).

فترة اقتصاد الفقاعة وعصر التشديد الأمني

في فترة اقتصاد الفقاعة وصلت قدرة منظمة ياماغوتشي على جمع المال إلى ذروتها في ظل قيادة واتانابي-الجيل الخامس. حيث أخضع له جميع المعارضين كالجناح الأيمن، و سوكائيا (مساهم يتعسف في استخدام الحق كمساهم لكسب الربح من الشركات بطريقة غير عادلة)، وأفراد العصابات الشباب كالأعضاء الاحتياط، وأصبحت المنظمة نواة للأعمال المعادية للمجتمع. ولكن لم يكن من الممكن للدولة ترك القدرة المالية الضخمة للمنظمات الإجرامية والتي تزداد تدريجيا ومصادر الحصول على تلك الأموال على ما هي عليه.

ومن تلك اللحظة بدء عصر تشديد الرقابة القانونية بشكل فعلي. ففي ظل العولمة لم يعد وجود ”أفراد عصابات المافيا الذين يكشفون عن وجوههم ويرفعون شعارهم بشكل واضح“ أمرا مقبولا في الدول الأجنبية، حيث دخلت الدولة في مرحلة القضاء على المنظمات الإجرامية واستعادة هيبتها.

وبعد البدء بتطبيق قانون مكافحة المنظمات الإجرامية في عام 1992، قامت الدولة بتشديد الرقابة على المنظمات الإجرامية من خلال التعديل المستمر للقانون. حيث بدء عرش العصابات الإجرامية بالاهتزاز بسبب التفسير الموسع للقانون الذي يطال رئيس المنظمة في الجرائم التي يرتكبها الأعضاء التابعون له بتهمة التواطؤ في الجريمة، وطلب التعويض عن الضرر من رئيس المنظمة كمسؤول عن موظفيه في القانون المدني. وعند ولادة عصر الجيل السادس في عام 2005 تم التشديد من قبل المنظمات على ”عدم ارتكاب أي جرم قد تطال عقوبته رئيس المنظمة“، وبالإضافة إلى ذلك، تم رفع رسوم الاشتراك الأمر الذي تسبب بإنهاك الجيكيسان.

وتتويجا لجهود شبكة محاصرة المنظمات الإجرامية، تم إصدار قانون القضاء على المنظمات الإجرامية والذي يضغط على المواطنين من أجل ”عزل“ أعضاء المنظمات الإجرامية، وذلك وفقا للمنطق الذي يقول إن ”إقامة علاقة مع الياكوزا هو أمر معادٍ للمجتمع“، حيث تم تطبيقه في جميع محافظات اليابان حتى شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2011. وكان النجم الموهوب السيد شيمادا شينسوكي والذي اعتزل الفن في شهر أغسطس/آب من نفس العام بسبب ”علاقة مشبوهة“ مع أحد أعضاء المنظمات الإجرامية ”ضحية“ لهذا القانون، وكان تأثير الإعلان للجمهور كبيرا جدا. ويعاني أعضاء المنظمات الإجرامية العجز من فتح حساب مصرفي واستئجار البيوت فيتخذون جانباً بسبب الحرمان من حقهم في الوجود وحقهم بالعيش حياة طبيعية.

وفي ظل هذه الظروف لم يعد يوجد أي مصدر جديد للدخل بالنسبة للمنظمات الإجرامية. وكما ذكرنا سابقا، تحاول بعض المنظمات الإجرامية إيجاد طريق إلى بيئة الاحتيال كالقيام بالصفقات العقارية المعقدة والجباية عن طريق ”صندوق الشركات“ أو القيام بالأعمال التي تستخدم التقنية المتقدمة وغيرها، مع قيامها بتجارة المخدرات وعمليات الاحتيال عبر الهاتف، ولكن في الواقع إن هذه الأعمال لا تدر ربحا كبيرا كما كان في السابق.

وعلى العكس من الصورة الحسنة للأعمال التجارية التي يتم القيام بها في الخفاء، فإن منظمات الجريمة الحالية تواجه خطر الانقراض في الوقت الحالي، وهم شخصيا -أي المنظمات الإجرامية- أكثر من يعرف هذا الشيء جيدا.

(النص الأصلي باللغة اليابنية، صورة العنوان: مسدسات وأسلحة أخرى قام المتهم ماتسودا تاداشي رئيس فصيل ماتسودا التابع لجمعية إناغاوا الإجرامية مع مساعديه بتهريبها، قسم شرطة هونجو التابع لشرطة العاصمة، جيجي برس)

كوبي جريمة