اليابان على أعتاب عصر جديد

دور ولي العهد الأمير فوميهيتو في دعم شقيقه الإمبراطور ناروهيتو

مجتمع

إضاءة عن قرب على حياة ولي العهد الياباني الأمير فوميهيتو الأخ الأصغر للإمبراطور ناروهيتو، وعلى أفراد أسرته المشغولين.

جولة إلى أوروبا

عندما اعتلى الإمبراطور ناروهيتو العرش في شهر مايو/أيار عام 2019 أصبح شقيقه الأصغر فوميهيتو ’’الأمير أكيشينو‘‘ وليا للعهد. وباعتباره الفرد الوحيد الآخر من الذكور من نفس الجيل في العائلة الإمبراطورية – فهو أصغر من ناروهيتو بخمس سنوات – تقع على كاهل فوميهيتو مسؤولية كبيرة في دعم العائلة.

يشغل فوميهيتو منصب رئيس أو رئيس فخري لحوالي 13 مجموعة من بينها الجمعية اليابانية للحيوانات وحدائق الأحياء المائية. وقد تسلم مع زوجته الأميرة كيكو 5 من أصل 7 فعاليات إقليمية حضرها ناروهيتو عندما كان ولي العهد، في حين واصلا المشاركة في الفعاليات الأخرى التي حضراها سابقا. كما أنهما يمثلان الإمبراطور في الزيارات الخارجية. وبالنظر إلى جدول أعمالهما المزدحم، تؤدي ابنتهما الكبرى الأميرة ماكو بعضا من واجباتهما العامة.

سافر ولي العهد وزوجته من أواخر شهر يونيو/حزيران إلى أوائل يوليو/تموز إلى بولندا وفنلندا في زيارتين رسميتين بمناسبة مرور 100 عام على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع كلتا الدولتين. وخلال الرحلة شاهد فوميهيتو عرض رقصات فولكلورية أداه أطفال بولنديون وأعرب عن دهشته السارة لمعرفته بوجد اهتمام كبير باليابان بين السكان المحليين. وفي العاصمة الفنلندية السابقة توركو خبر فوميهيتو أمرا سارا آخر غير متوقع على صلة باليابان عندما التقى بالكثير من محبي سلالة الكلاب اليابانية ’’شيبا إينو‘‘ الذين تجمعوا لتحيته.

عندما كان ناروهيتو وليا للعهد كان يستقل الطائرات الحكومية للقيام بزيارات خارجية رسمية، لكن فوميهيتو استمر في استخدام شركات الطيران الخاصة. ولكن لسوء الحظ تأخرت رحلتان أثناء جولته إلى أوروبا مما جعل مضيفيه ينتظرون أو أرغم المنظمين على تعديل الجداول. ربما اختار فوميهيتو السفر الخاص كوسيلة لتقليل التكلفة على المواطنين اليابانيين. ومع ذلك قد يتغير هذا لأنه خبر الآن كيف أن تزايد أهميته والمسائل الأمنية ذات الصلة تعني أن مثل هذه الزيارات لا تتم كما كانت في السابق.

بعد ثلاثة أيام من عودة ولي العهد وزوجته من أوروبا، سافرت الأميرة ماكو إلى بيرو وبوليفيا للاحتفال بالذكرى السنوية المائة والعشرين لوصول أوائل المهاجرين اليابانيين إلى هذين البلدين. وتواصل انشغال هذا الفرع الإمبراطوري.

أسرة ولي العهد. في الصورة العليا من اليسار باتجاه اليمين: الأميرة ماكو، الأمير هيساهيتو، ولي العهد الأمير فوميهيتو، الأميرة كيكو، الأميرة كاكو. (الصورتان بإذن من وكالة البلاط الإمبراطوري).

القبول بعائلة إمبراطورية أقل عددا

عندما ستتزوج الأميرة ماكو فستغادر العائلة الإمبراطورية وتفقد صفتها الملكية وذلك بموجب قانون البلاط الإمبراطوري الحالي. وقد سأل أحد الصحفيين عن رأي ولي العهد وزوجته في مسألة أداء الواجبات الملكية بشكل كامل مع انخفاض عدد أفراد العائلة، وذلك في مؤتمر صحفي عقده الزوجان قبل جولتهما الأوروبية.

وأجاب فوميهيتو أنه من الضروري القبول ببساطة بأنه سيكون هناك عدد أقل من أفراد العائلة القادرين على المشاركة في أنشطة دولية للنوايا الحسنة، حيث قال ’’أعتقد أنه يتعين علينا أن نفعل ما بوسعنا بالعدد المتاح‘‘.

أعتقد أن إجابته كانت تستند إلى الرأي الذي عبر عنه في مؤتمر صحفي عام 2009 المتمثل في أن تراجع عدد أفراد العائلة الإمبراطورية ليس بالضرورة أمرا سيئا، بالأخذ في الحسبان النفقات التي تتحملها الدولة. وفي حين أنه كان من الأساس يجادل ضد زيادة عدد أفراد العائلة الإمبراطورية لأسباب مالية، أنا أعتبر ذلك معارضةً لمقترحات مثل إرجاع سلالات الذكور الذين تركوا العائلة الإمبراطورية بعد الحرب العالمية الثانية.

ولي العهد الأمير فوميهيتو وزوجته الأميرة كيكو في مؤتمر صحفي قبل زيارتهما إلى بولندا وفنلندا (الصورة بإذن من وكالة البلاط الإمبراطوري).

تسبب ولي العهد في الخريف الماضي في إثارة ضجة عندما تساءل إن كان يجب استخدام الأموال العامة لتمويل مراسم ’’دايجوساي‘‘ التي تقام لمرة واحدة – وهو مهرجان رئيسي ضمن عملية التتويج سيقام في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019 – بالنظر إلى الطبيعة الدينية الطاغية للمراسم. كما أن تعليقه بشأن الحاجة لقبول عائلة إمبراطورية أقل عددا أثار اهتماما، وقد سلط بعض الضوء أيضا على تفكير الأسرة الإمبراطورية.

عندما سئل فوميهيتو عن إمكانية زواج الأميرة ماكو في أعقاب تقارير عن المصاعب المالية التي يواجهها خطيبها، أجاب ببساطة أنه لم يسمع أي شيء من ابنته ولم يكن على علم بذلك. وبالمقارنة مع المؤتمر الصحفي في فصل الخريف والذي تحدث فيه ولي العهد وزوجته لأكثر من 10 دقائق عن الأميرة ماكو، يبدو أن هذا الرد المقتضب يشير إلى استيائهما من التطورات.

أعتقد أن الزوجين اختارا التزام الصمت حيال هذه المسألة نظرا لكيفية تصدي ابنتهما للشائعات وأداء واجباتها العامة بجدية.

تعليم مناسب لإمبراطور المستقبل

الأمير هيساهيتو هو أيضا في دائرة الضوء باعتباره الفرد الوحيد من العائلة الإمبراطورية من الذكور ضمن الجيل الأحدث سنا، وبالتالي من المرجح أن يصبح إمبراطورا. ففي شهر أبريل/نيسان احتل عناوين الصحف لأسباب مروعة عندما تسلل رجل إلى مدرسته الإعدادية ووضع سكينتين كانتا معه على المقعد الدراسي لهيساهيتو. وسرعان ما تم القبض على الجاني واعترف بأنه أراد طعن الأمير اليافع.

ذهب هيساهيتو مع والديه في رحلة خاصة إلى بوتان في شهر أغسطس/آب أثناء العطلة الصيفية، وهي أول زيارة خارجية له. وقد سافر الأب والابن على متن طائرتين منفصلتين لتجنب احتمال أن يتعرض وريثا العرش الأول والثاني لحادث.

عملية تعليم الأمير الشاب أصبحت مسألة ملحة. فالإمبراطور ناروهيتو تلقى منذ سن مبكرة تعليما مناسبا لتولي منصبه في المستقبل. وفي شهر سبتمبر/أيلول يكون هيساهيتو قد بلغ من العمر 13 عاما، ويتعين على وكالة البلاط الإمبراطوري العمل بسرعة لإعداد النظام الضروري. ومع الأخذ في الاعتبار مستقبل العائلة الإمبراطورية، من المرجح أن يكون هناك المزيد من الفرص لهيساهيتو للقاء مع عمه الإمبراطور. أشعر أن العلاقة والتعاون بين الأسرة الإمبراطورية وولي العهد لهما أهمية كبيرة.

خطوبة غير متوقعة

لقد فاجأت أنباء خطوبة فوميهيتو في شهر أغسطس/آب عام 1989 الكثيرين في اليابان، حيث كان ذلك بعد سبعة أشهر فقط من وفاة جده الإمبراطور شووا (هيروهيتو). وردت الأنباء في وقت كان عام حداد للعائلة الإمبراطورية وكان فوميهيتو يدرس في بريطانيا. كما أن خطوبته من كيكو بعد علاقة لمدة أربع سنوات – كانت أصغر منه بسنة دراسية في جامعة غاكوشوئين – سبقت أيضا خطوبة شقيقه الأكبر، ويعني اهتمام وسائل الإعلام أنه تفوق على ناروهيتو للمرة الأولى.

شعرت وكالة البلاط الإمبراطوري أن إقامة حفل الزفاف سيكون غير مناسب خلال فترة الحداد، ولكنها قررت أن الإعلان عن الخطوبة على نحو غير رسمي أمر مقبول. بعد عودته من الدراسة لمدة عامين في بريطانيا، تزوج فوميهيتو من كيكو في يونيو/حزيران عام 1990.

فوميهيتو وكيكو في القصر الإمبراطوري بعد زفاف في 29 يونيو/حزيران عام 1990 (حقوق الصورة لجيجي برس).

أتذكر أحد كبار فريق ناروهيتو قائلا إن الترتيب المتوقع قد انعكس لأن ولي العهد آنذاك كان يواجه صعوبات في العثور على زوجة. كما أن ناروهيتو نفسه قال للصحفيين إنه شجع شقيقه الأصغر بشدة على الزواج.

وفي يوم الزفاف، تسببت صورة ملتقطة لكيكو وهي تصلح تسريحة شعر زوجها في فترة استراحة أثناء جلسة التصوير الرسمية في حالة من الضجة فيما بعد. فقد بعث المصور بالصورة إلى وسائل الإعلام اعتقادا منه أنها تنقل مشاعر زوجة جديدة، لتنتشر الصورة على نطاق واسع في الصحافة. وقد قررت وكالة البلاط الإمبراطوري أنها ليست صورة رسمية وطلبت سحبها.

ولكن وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني ساكاموتو ميسوجي كان له رأي مختلف، حيث قال إن الأمر عائد لوسائل الإعلام لاتخاذ القرارات بشأن الصور الفوتوغرافية، وإن الصورة مؤثرة.

عام مهم آخر

في مؤتمر صحفي عقد في سبتمبر/أيلول عام 1989، عبر فوميهيتو وكيكو عن رغبتهما في بناء أسرة سعيدة. مرت الآن ثلاثة عقود، وسيصل ولي العهد فوميهيتو في العام المقبل إلى نقطة تحول جديدة. ففي أبريل/نيسان عام 2020 سيتم تعيينه رسميا في منصب ولي العهد الأول في سلالة الخلافة على العرش. كما سيشهد العام القادم الزواج المقرر للأميرة ماكو بعد تأجيل لفترة طويلة. وسيراقب الكثير من المواطنين ما يحدث بعد ذلك في منزل ولي العهد.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: ولي العهد الأمير فوميهيتو وزوجته الأميرة كيكو يضعان باقة زهور على ضريح الجندي المجهول في وارسو ببولندا في 28 يونيو/حزيران عام 2019. حقوق الصورة لجيجي برس)

العائلة الإمبراطورية الإمبراطور