إنفوغرافيك اليابان

حقبة من برنامج الفضاء الياباني

علوم تكنولوجيا

تُعتبر هذه الأوقات حافلة لبرنامج الفضاء الياباني. ففي يوم ٢٣ يوليو/ تموز وصل رائد الفضاء الياباني يوي كيميّا إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) ليبقى على متنها نحو خمسة أشهر؛ في حين تقوم منظمة استكشاف الفضاء اليابانية بإطلاق مركبة نقل غير مأهولة خلال شهر أغسطس/ آب لحمل امداداتٍ ومؤنٍ إلى المحطة الفضائية الدولية. وقد أقرت الدولة مؤخرا خطة أساسية توفر نشاطات توسعية كبيرة في الفضاء. وفي هذا المقال تُلقي nippon.com بالضوء على هذه الأحداث اليابانية وغيرها والتي تجري خارج نطاق الكرة الأرضية.

عشرة يابانيين في الفضاء وما زال العداد مستمرا

لقد أصبح يوي كيميّا الياباني العاشر الذي يرتاد الفضاء عندما سافر إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) يوم ٢٣ يوليو/ تموز على متن مركبة الفضاء سويوز. وجاء ذلك الحدث بعد مرور ٢٥ عاما عَّما قام به أكيياما تويوهيرو، الصحفي العامل في شركة طوكيو للبث التلفزيوني TBS، حيث كان أول شخصٍ ياباني يرتاد الفضاء. أكيياما، من خلال رحلة قام إلى الفضاء على متن مركبة الفضاء سويوز، وأمضى أسبوعا في محطة الفضاء الروسية مير.

وقبل رحلة يوي إلى الفضاء بثلاثين عاماً، كان موري مامورو أول مرشح ياباني لعضوية طاقم مَلاّحي مكوك الفضاء الأمريكي. حيث خدم موري لاحقا كإخصائي حمولة عام ١٩٩٢ على متن رحلة مكوك الفضاء انديفور وكذلك كمتخصص للبعثة عام ٢٠٠٠ على متن نفس الرحلة.

وفي نفس ذلك الوقت أي في ٨ يوليو/تموز أعلنت منظمة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا - JAXA) خططها التنموية لإطلاق المركبة H3. وقد خصصت جاكسا ١٩٠ مليار ين لتطوير H3، وهو صاروخ الوقود السائل من مرحلتين اثنتين ومن شأنه أن يستوعب حتى أربعة محركات تعزيز تعمل بالوقود الصلب. حيث تجدر الإشارة إلى أن خطط جاكسا تهدف بأن تكون أولى رحلات H3 عام ٢٠٢٠. كما تعد H3 بأن تخفض تكاليف الإطلاق والمهل الزمنية إلى حد كبير، وتضع جاكسا جدولا زمنيا بستة رحلات في السنة.

”نقطة تحول تاريخية“

تواصل الدول السباق والتنافس للتفوق في مجالات استكشاف وتطوير الفضاء، وقد ظهرت الصين كلاعب هام زاد من روح المنافسة فقد أعلنت الحكومة الصينية عن خطط لبناء محطة فضائية كبيرة عام ٢٠٢٠، وفي نفس الوقت تقريبا، تُجري الصين أيضا - وبالتعاون مع روسيا - بحوثا استكشافية حول مدى وجود كائنات حيوية على سطح القمر. وقد بذلت الصين جهداً هائلا لإنجاح برامج الفضاء الخاصة بها. حيث حققت أول رحلة فضائية مأهولة عام ٢٠٠٣ ووضعت مسبارا غير مأهول على سطح القمر عام ٢٠١٣.

وقد تبنت الحكومة اليابانية خطة أساسية جديدة للاستكشاف وتطوير الفضاء في ٩ يناير/كانون الثاني، ٢٠١٥. وتغطي الخطة فترة تستمر حتى مارس/آذار عام ٢٠٢٥، وقد أشاد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بالخطة كونها ”طويلة الأجل وخطة ملموسة تتناول بالكامل السياسة الجديدة للأمن القومي الياباني وأن ذلك يعتبر نقطة تحول تاريخية“.

ولتمويل النشاط التوسعي الياباني في الفضاء، تدعو الخطة الجديدة لتخصيص حوالي ٥ تريليون ين من مصادر القطاعين العام والخاص. وسوف تقوم اليابان بتحديث أنظمة الأقمار الصناعية لمراقبة الملاحة ووضع إجراءات رقابية وسيتم تأسيس تلك النظم لتكون قابلة للتأقلم حسب ضرورة تطبيقات الأمن القومي. وسيشمل تحديث أنظمة الأقمار الصناعية إطلاقَ نحو ٤٥ قمرا صناعيا على مدى السنوات العشر المقبلة.

كما ستظل اليابان أيضا نشطة في مجال استكشاف وأبحاث الفضاء. حيث توفر الخطة الجديدة إطلاق ثلاثة أقمار صناعية علمية متوسطة الحجم على صاروخ الوقود السائل H2A وخمسة أقمار صناعية صغيرة على الصاروخ الأصغر ابسيلون ذي الوقود الصلب على مدى السنوات العشر المقبلة. وستعمل أيضا على مواصلة دراسة إمكانية تنفيذ برنامج الفضاء المأهول.

عن محطة الفضاء الدولية

ستواصل اليابان الاعتماد على المركبات الفضائية للولايات المتحدة وروسيا وذلك فيما يتعلق بنقل رواد الفضاء إلى الفضاء وإعادتهم بأمان ولغاية عام ٢٠٢٥ على الأقل أما ما إذا كانت ستواصل دعم محطة الفضاء الدولية فهذه مسألة أخرى نظرا لأنَّ محور هذه المسألة هو المال فمحطة الفضاء الدولية مشروع مكلف للغاية، وفعاليتها من حيث التكلفة تخضع لتدقيق صارم على نحو متزايد من الشركاء دافعي الضرائب.

لكن مما لا شك فيه هو أن محطة الفضاء الدولية هي أيضاً مسعًى جذاب للغاية حيث كانت الاستجابة لأكثر التوقعات وتخطتها كمنصةٍ للبحث واستكشاف الفضاء. لا سيما وأنها تدار من قبل الولايات المتحدة وروسيا واليابان وكندا ووكالة الفضاء الأوروبية، وجدير القول إن محطة الفضاء الدولية تدور حول الأرض حوالي ١٦ مرة في اليوم بسرعة حوالي ٢٧٧٠٠ كيلومتر في الساعة وعلى ارتفاع يناهز ٤٠٠ كيلومتر. علما بأنّ شركات البناء بدأت بأعمال التجميع في الفضاء عام ١٩٩٩ وأنتهت من بناء تلك المنشأة الرائعة في يوليو/ تموز ٢٠١١.

وفي البداية توقع مخططو محطة الفضاء الدولية أن يدوم العمر الإنتاجي للمحطة لغاية عام ٢٠١٦، لكن المسؤولين في المركز الوطني للملاحة الجوية وإدارة الفضاء الأميركي يتحدثون الآن عن احتمال تشغيلها حتى عام ٢٠٢٤. وسوف تقرر الحكومة اليابانية بحلول مارس/آذار ٢٠١٧ إلى متى وما إذا كانت ستستمر في دعم المشروع.

وكانت اليابان قد أنفقت حوالي ٧١٠ مليار ين في محطة الفضاء الدولية بحلول عام ٢٠١٠، كما أنفقت ٢٠٠ مليار ين أخرى على المحطة في السنوات الخمس اللاحقة بما في ذلك مخصصات عام ٢٠١٥ وبالمقارنة، قام شركائها في المشروع بالنفقات التالية (غير معدلة للتضخم، المعادل للين): الولايات المتحدة الأمريكية ٦٤٤٠ مليار ين لغاية ٢٠١٠ و١٨٩٠ مليار ين في السنوات الخمس التالية أي لعام ٢٠١٥، أما أوروبا فأنفقت ٤٦٠ مليار ين لغاية ٢٠١٠ و٢٥٠ مليار ين للسنوات الخمس اللاحقة، وكذلك كندا ١٤٠ مليار ين لغاية ٢٠١٠ و٢٥ مليار ين لسنوات خمس متعاقبة أي لغاية ٢٠١٥.

هذا ويمكن لبعض الخلافات الدبلوماسية أن تحجب بدورها أيضا التوقعات المتفائلة المحيطة باستمرار تشغيل المحطة الفضائية الدولية. فقد أدى إنهاء برنامج مكوك الفضاء عام ٢٠١١ إلى جعل مشروع محطة الفضاء الدولية يعتمد كليا بعدئذ على المركبة الفضائية سويوز لنقل رواد الفضاء، ولكن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام ٢٠١٤ ومواجهتها مع الغرب بشأن أوكرانيا أضعفت مكانتها في عيون العالم. الأمر الذي يقلل من درجة حَماسِ الشركاء الآخرين في محطة الفضاء الدولية لاستمرار المشروع.

التواجد المتزايد لرواد الفضاء اليابانيين

أجرى رواد الفضاء اليابانيون على متن مكوك الفضاء، تجارب علمية واسعة النطاق في البيئة الفضائية ويجري نفس الشيء منذ عام ٢٠٠٨، على متن محطة الفضاء الدولية. وكانت مشاركة اليابان في الفضاء من حيث عدد الساعات الإجمالية لرواد الفضاء اليابانيين أكثر من أي جنسية أخرى باستثناء الولايات المتحدة وروسيا. لتجعلهم يحتلون المركز الثالث في هذا المضمار وبالإضافة إلى ذلك، قامت اليابان بهندسة وحدة مختبر المحطة الفضائية كيبو (الأمل).

وقد أصبحت اليابانية موكاي تشيأكي أول امرأة آسيوية ترتاد الفضاء عندما عملت مع طاقم مكوك الفضاء عام ١٩٩٤، وكذلك أول يابانية تقوم بعمل رحلات فضائية متعددة من خلال مشاركتها في مهمة مكوك الفضاء الثانية عام ١٩٩٨.

أما يوي فقد تخرج من أكاديمية الدفاع الوطني في اليابان، وهو طيار مقاتل سابق في سلاح الجو حصل على شهادة رائد فضاء عام ٢٠١١. وسوف يتمكن من العمل بحُريّة كاملة بالذراع الآلية للتحكم في التحام مركبة إعادة التموين التي ستطلقها اليابان هذا الشهر. كما يكون يوي مسؤولاً أيضا عن إطلاق S-CUBE، وهو عبارة عن قمر صناعي بُني في معهد تشيبا للتكنولوجيا لرصد نيازك صغيرة.

رواد الفضاء اليابانيون

سنة رحلة الفضاء ملاحظات
أكيياما تويوهيرو ١٩٩٠ أول ياباني في الفضاء
موري مامورو ١٩٩٢، ٢٠٠٠ أول ياباني على مكوك الفضاء الأمريكي
موكاي تشيأكي ١٩٩٤، ٢٠٠٨ أول امرأة آسيوية في الفضاء
دوي تاكاؤ ١٩٩٧، ٢٠٠٨ أول ياباني يبقى فترة زمنية طويلة في محطة الفضاء الدولية
واكاتا كوئتشي ١٩٩٦، ٢٠٠٠، ٢٠٠٩، ٢٠١٣-٢٠١٤ حامل الرقم القياسي الياباني لعدد رحلات الفضاء (٤)
نوغوتشي سوئتشي ٢٠٠٥، ٢٠٠٩-٢٠١٠ أول ياباني يقوم بالسير في الفضاء
هوشيدى أكيهيكو ٢٠٠٨، ٢٠١٢
يامازاكي ناؤكو ٢٠١٠
فوروكاوا ساتوشي ٢٠١١
يوي كيميا ٢٠١٥
أونيشي تاكويا ٢٠١٦ (مخطط)
كاناي نوريشيغي لم يحدد بعد

صواريخ الجيل القادم بنصف تكاليف التشغيل

اعتمدت جاكسا مُحَرِّكاً مبسط التكوين لمركبة الإطلاق H3، يتوقع مسؤولو الوكالة أنه سوف يساعد على تقليل تكلفة الإطلاق إلى ما يقرب من ٥ مليارات ين. وذلك ما يًعتبر نحو نصف تكلفة إطلاق H2A، وهي المركبة التي تقوم جاكسا باستخدامها حالياً. ويجدر القول بأن المحرك المبسط التكوين وتحسينات أخرى سوف يقلل أيضا كثيرا من مهلة الإطلاق، الأمر الذي يكمن وراء خطط جاكسا لإجراء عملية إطلاق كل شهرين.

كما أن جاكسا تمضي قدما أيضا بخطط لاستكشاف القمر. وتهدف مبدئيا إلى وضع رحلات استكشافية غير مأهولة على سطح القمر عام ٢٠١٨. أما مركبة الإطلاق للهبوط على سطح القمر فستكون الصاروخ ابسيلون. ويقترح مسؤولون بالوكالة أنه يمكنهم تطوير وبناء وإطلاق وتشغيل المسبار القمري ضمن تكلفة تتراوح ما بين ١٠ إلى ١٥ مليار ين.

وقد أثبتت اليابان قدرتها على تنفيذ مهمات صعبة للغاية في الفضاء. حيث أسرت مخيلة العالم في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين من خلال المسبار الفضائي هايابوسا، والذي أطلقته عام ٢٠٠٣، وهبطت المركبة على الكويكب إيتوكاوا عام ٢٠٠٥، وعاد المسبار إلى الأرض عام ٢٠١٠ مع عينة من الغبار النجمي. ويتطلع علماء جاكسا إلى العمل على استمرار هذا النجاح مع مسبارهم القمري.

(النص الأصلي باللغة اليابانية بقلم هارانو جوجي بـ nippon.com نُشر بتاريخ ٧ أغسطس/ آب ٢٠١٥. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: يوي كيميا في قبة قمرة المراقبة لمحطة الفضاء الدولية في ٢٤ يوليو/ تموز ٢٠١٥، وهو أمام النافذة المطلة على كوكب الأرض بلونه الأزرق: عن تغريدة على تويتر له. جيجي برس)

اليابان الفضاء