إنفوغرافيك اليابان

الهروب إلى السجن... ما سر كثرة جرائم كبار السن في اليابان؟

مجتمع هو وهي

من الطبيعي أن يواجه كل مجتمع مُعمّر في العالم تحديات فريدة من نوعها، لكن في اليابان الأمر يختلف، إذ تتعامل الحكومة مع تحدٍّ لم يكن في حسبانها، إنه جرائم كبار السن. حيث تشهد أعداد السجناء من كبار السن في اليابان، ارتفاعاً ملحوظاً. ويقوم بعض كبار السن ممن يواجهون ظروف معيشية صعبة بخرق القانون عمداً في مناسبات متكررة بغية الحصول على حكم بالسجن.

يعكس ارتفاع نسبة السجناء من كبار السن في اليابان تغيرات في التوجهات الجريمية وفي تركيبة السجناء على مر السنوات. في الماضي، كان يُفترض أن تكون الفئات العمرية الأكبر قد تجاوزت مرحلة ارتكاب الجرائم بشكل كبير. ولكن، مع مرور الوقت، زادت نسبة السجناء من كبار السن في السجون اليابانية.

في عام 1976، كانت نسبة السجناء الذين تجاوزوا سن الستين تشكل 2.5% فقط من إجمالي عدد السجناء. ولكن في عام 2017، أصبحت هذه الفئة تمثل 18.3% من إجمالي عدد السجناء. هناك عدة عوامل قد تشير إلى هذا التغيير، مثل التحولات في الديناميات الاجتماعية والاقتصادية، وارتفاع معدلات الجريمة في بعض الفئات العمرية.

يمكن أن يكون لهذا التحول تأثيرات على السياسات الجنائية ونظام العدالة الجنائية في محاولة لفهم ومعالجة هذه الديناميات المتغيرة في مجتمع اليابان.

تشير الإحصائيات إلى أن السرقة تمثل إحدى أكثر الجرائم ارتكابًا بين كبار السن في السجون اليابانية، خاصةً بين النساء الكبيرات في السن، حيث تشكل نسبة عالية من الجرائم التي يرتكبونها. النسبة المذكورة (88.4%) تشير إلى تفوق السرقة بين جرائم النساء الكبيرات.

هذا التفوق قد يعكس واقعًا اجتماعيًا معقدًا يرتبط بالفقر وصعوبات الحياة التي تواجه بعض هؤلاء السجناء الكبار في السن. يمكن أن يكون الانخراط المتكرر في جرائم السرقة نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة والحاجة إلى ضمان سبل العيش الأساسية بمجرد الإفراج عنهم. بعض الأشخاص قد يعتبرون السجن ”ملاذًا آمنًا“ اجتماعيًا يوفر لهم الطعام والسكن، وهذا يعكس التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها بعض الأفراد في المجتمع.

إن وجود عدد متزايد من السجناء من كبار السن، وخاصةً الذين يعانون من علامات الخرف، يعتبر تحدًّا كبيرًا لنظام السجون في اليابان. يتطلب التعامل مع السجناء الكبار في السن والذين يعانون من مشاكل صحية مثل الخرف اهتمامًا خاصًا بما يتناسب مع احتياجاتهم.

ووفقاً للمسح الذي قامت به وزارة العدل في عام 2015، يوجد حوالي 1300 سجين في اليابان في يبلغ من العمر 60 عاماً أو أكثر ممن يبدو عليهم علامات الخرف. وذكرت سلطات السجون أن العبء الملقى على كاهل المؤسسات العقابية يتزايد مع زيادة عدد السجناء من كبار السن بسبب عوامل مثل الحاجة لتوفير المساعدة المعيشية والأغذية سهلة الهضم في شكل معجون بشكل يومي. وبداية من العام المالي 2019، سيتم إجراء فحص بسيط لخرف الشيخوخة لأي سجين في يبلغ من العمر 60 عاماً أو أكثر، كما سيتم عرض من يبدوا عليهم علامات هذا المرض لفحص من قبل طبيب بشري. والهدف من ذلك هو الكشف عن تلك الأعراض في مرحلة مبكرة وتقديم العلاج بحيث يستطيع الشخص العودة للمجتمع العادي فور الإفراج عنه من السجن.

(النص الأصلي باللغة اليابانية. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: بيكستا)

جريمة كبار السن