إنفوغرافيك اليابان

اللغة اليابانية – تطورها وأهم سماتها (الجزء الثالث)

مجتمع ثقافة لايف ستايل التعليم الياباني اللغة اليابانية

تختلف قواعد اللغة اليابانية بشكل كبير عن العربية. سنعرفكم في هذا الجزء الثالث والأخير على بعض قواعد اللغة اليابانية وكيفية استخدامها.

القواعد في اللغة اليابانية

(١) الترتيب النحوي:

تعتبر اللغة اليابانية من حيث البناء اللغوي مُغايرة إلى حد بعيد للغة العربية؛ حيث تنتهـي الجملة الفعلية اليابانية بالفعل، وتبدأ بالفاعل، ويأتي فـي الوسط مكملات الجملة من مفعول به أو جار ومجرور إلى آخره علـى عكس الجملة الفعلية العربية كما فـي المثال فـي الجدول أدناه.

japanese-cl-007

وتتسم قواعد اللغة اليابانية بعدم وجود صيغ خاصة للتمييز بين المذكر والمؤنث. فكلمة طالب مثلاً (gakusei)، تعنـي ”طالباً“ وكذلك ”طالبة“. وكذلك تتسم بعدم وجود تمييز بين المفرد والمثنـى والجمع، فلا توجد ضرورة لتغيير الاسم سواء إلـى التثنية أو الجمع. فمثلاً الجملة: أنا طالب، لا يتم فيها تغيير الاسم: ”طالب“ إلى (طالبان) أو (طالبتان) أو (طلاب) إلـى آخره كما فـي اللغة العربية حتى ولو تغير الضمير فـي الجملة؛ نظراً لأن الخبر فـي الجملة الإسمية اليابانية، أو الفعل فـي نهاية الجملة الفعلية لا يرتبطان بنوعية المبتدأ أو الفاعل سواء كان مفرداً أو مثنى أو جمعاً أو مذكراً أو مؤنثاً، ولا يرتبطان باختلاف الضمائر الشخصية أو العدد أو الزمن أيضًا. ولكن فـي مقابل عدم وجود مفهوم الجنس من حيث التذكير والتأنيث، توجد سمة التمييز بين الجماد والعاقل فـي اللغة اليابانية، أو بمعنـى أدق بين الكائنات التـي ندركها عادة على أنـها إما حية أو غير حية. كما تتسم القواعد بعدم وجود أسماء موصولة كما فـي اللغة العربية: الذي، التـي، الذين إلى آخره، أو كما فـي اللغة الإنجليزية: ”who ،which ،that“، حيث يتم التعبير عن وظيفة اسم الموصول فـي اليابانية بوضع صلة الموصول قبل الاسم مباشرة.

(٢) الأساليب الاحترامية المهذبة فـي اللغة اليابانية:

عند التحدث والكتابة على حد سواء، يحرص اليابانيون جداً علـى أن يُظهروا للمتحدث قدراً كبيراً من الاحترام أو التواضع بحسب العلاقة الاجتماعية. كما يحرصون أيضاً علـى التمييز فـي أسلوبهم بين المواقف الرسمية وغير الرسمية، لذلك من الطبيعـي جداً التعبير عن هذا الحرص بصيغ وتعبيرات خاصة، وهو ما يعرف بـ”كيْغو-Keigo“، أي الأساليب الاحترامية المهذبة.

ويُجمع الكثير من اللغويين على أن اللغة اليابانية لغة تتسم باستخدامها لصيغ كثيرة ومتنوعة للتعبير عن التلطف والتأدب عند الاتصال بالآخرين، فيذكر ”ياسوطو كيكوتْشـي - Yasuto Kikuchi“ مثلاً أن مجموعة قليلة فقط من اللغات مثل الكورية ولغة التبت وجاوا، التـي تتسم بكثرة استخدامها لتعبيرات التلطف والتأدب كما فـي اليابانية. والأساليب الاحترامية المهذبة كما يعرِّفها ”ياسوطو“، هي أساليب للتعبير عن الاحترام بتغيير طريقة قول نفس الجملة أو باستخدام تعبيرات خاصة للتعبير عن التهذب. فالأساليب الاحترامية المهذبة كما يُطلق عليها باللغة اليابانية، لغة للتعبير عن الاحترام لنقل مشاعر التلطف والتأدب مع الآخرين عن طريق إحداث تغييرات على المعنـى الدلالي الأساسي من شأنـها تنويع إيحاءات ذلك المعنـى الأساسي لتتناسب مع المواقف المختلفة ونوع العلاقة الاجتماعية بين الأفراد، بل والتأكيد علـى نوع وطبيعة هذه العلاقة. فمثلاً يجب علـى المرؤوس عندما يتحدث مع رئيسه أن يتحدث بأسلوب مناسب لهذه العلاقة فـي العمل أو المواقف العامة أو الرسمية حتـى ولو كانت هناك علاقة قرابة أو نسب مثلاً بينهما. وهذه اللغة المهذبة إما أن تكون تعبيراً ينم عن رفع قدر الشخص الآخر، أو خفض قدر المتكلم بغرض التواضع مما يؤدي إلى رفع قدر المخاطب فـي الوقت نفسه. وبالطبع توجد صيغ فـي بعض اللغات الأخرى لنقل معانـي التلطف والتأدب، إلا أن مجالها ينحصر فـي نطاق ضيق للغاية مقارنة بكثرة صيغ اللغة الاحترامية المهذبة فـي اللغة اليابانية.

أولاً: الصيغة التفخيمية والصيغة التواضعية

تحتوي اللغة اليابانية علـى الكثير من صيغ التلطف والتأدب وذلك بامتدادها حتى على الأشياء التـي يمتلكها أو يستخدمها الطرف الآخر، إذ يرفع المتكلم من قيمة الأشياء طالما أنـها تتعلق بشخص آخر، أو يرفع من قيمة الأمر الذي يتعلق بالطرف الآخر، بينما تُستخدم صيغ أخرى للدلالة على التواضع للإشارة إلى الأشياء التـي يمتلكها المتكلم أو تكون تحت تصرفه. ففـي الحالات التـي تتعلق بالطرف الآخر يتم إضافة المقطع الصوتـي: ”お-o“ أو المقطع الصوتـي ”ご-go“ لأسماء الأشياء التـي يمتلكها المخاطب أو الغائب. ولا تقتصر هذه الإضافات على الأسماء فقط، بل تضاف أيضاً إلى الصفات عند استخدامها تجاه الطرف الآخر كما فـي الأمثلة فـي الجدول التالي ١:

japanese-cl-008

* القاعدة عند إضافة مقطعـي الـ ”お-o، ご-go“، أن يُضاف مقطع الـ ”お-o“ قبل الكلمة التـي تُقرأ بالقراءة اليابانية ”kun yomi“، ويُضاف المقطع ”ご-go“ قبل الكلمة التـي تٌقرأ بالقراءة الصينية ”on yomi“، ولكن هذه القاعدة ليس قاطعة تماما حيث توجد استثناءات كثيرة.

وتوجد إضافات نحوية أيضاً تضاف كذلك للأفعال للتعبير عن الصيغة التواضعية أو التفخيمية، بل وتتغير الأفعال تماماً وتختلف فـي حالة الصيغة الاحترامية والصيغة التواضعية. فعند التعبير عن معنـى ”ذهاب شخص ما إلـى مكان ما“ علـى سبيل المثال، يستخدم الشخص نفسه أفعال تعبر عن ذهابه فـي صيغة احترامية تواضعية فـي حالة التحدث إلـى شخص أكبر منزلة؛ للتعبير عن التواضع لرفع قدر الشخص الآخر، مثل الفعل ”mairimasu“ (سأحضر)، أو ”ukagaimasu“ (سأزورك) بدلاً من استخدام الفعل العادي بمعنـى يذهب (ikimasu). وعلـى العكس، يستخدم الشخص أفعال احترامية تفخيمية فـي حالة الإشارة لذهاب شخص أكبر منزلة إلـى مكان ما مثل الأفعال ”irasshaimasu“، أو ”oide ni narimasu“ (بمعنـى سيشرفنا بالحضور، سيحل علينا). أما فـي حالة تحدث الشخص بدون تكلف مع شخص آخر حميم له مثل أفراد الأسرة، فيُستخدم نفس الفعل بمعنـى يذهب (ikimasu)، ولكن فـي الشكل المعجمي الجاف (iku).

ثانياً: الأساليب الاحترامية المهذبة والعلاقة الاجتماعية

تتحدد صيغ الأساليب الاحترامية فـي كثير من اللغات تبعاً للمركز الاجتماعي للشخص المعنـي بالأمر أو الذي يدور الحديث عنه، أو تبعاً للطبقة الاجتماعية التـي ينتمي إليها كل من المتكلم والمخاطب. أما فـي اللغة اليابانية فتتحدد هذه الأساليب التأدبية الاحترامية المهذبة بحسب العلاقة الاجتماعية والمركز نسبياً بين المتكلم والمخاطب مقارنة بكثير من اللغات الأخرى. ولذلك يجب التفكير فـي الصيغ المناسبة عند التحدث مع شخص ما على أساس قرب هذه العلاقة أو بعدها، حيث يجب التحدث مثلاً بلغة احترامية تفخيمية عن رئيس الشركة التـي ينتمي إليها الشخص مع موظفـي الشركة نفسها وهذا من باب الاحترام، ولكن لا يصح استخدام الأساليب الاحترامية التفخيمية نفسها عند التحدث عن نفس رئيس الشركة مع عملاء الشركة، أو مع موظفـي شركة أخرى، وهذا من باب التواضع. فمثلاً يستخدم الموظف كلمة: ”shachou san“ (السيد رئيس الشركة) عند التحدث مع موظفـي الشركة نفسها، ولكن لا يضيف لقب: السيد (さん-san) لكلمة رئيس الشركة (shachou) عند التحدث عن رئيس الشركة مع موظفـي شركة أخرى، وكأن هذا الموظف فرد ينتمى إلى أسرة رئيس الشركة ومن واجبه عدم التفخيم فيه تجاه الآخرين. ولكن من ناحية أخرى، يجب على نفس الموظف عند التحدث مع أحد أفراد أسرة رئيس الشركة أن يتحدث عن رئيس الشركة بقول: ”السيد رئيس الشركة“ (shachou san).

ثالثاً: تحاشي استخدام الضمائر المنفصلة

يتحاشى اليابانيون استخدام الضمائر المنفصلة (أنت ، هو ، هي ···) وخاصة ضمير المخاطب ”あなた-anata“ (أنت) إلا فـي نطاق محدود جدًا؛ حيث يعتبرونه تعبيراً مباشراً غير مُلطف بالقدر الكافـي. وعادة يُستخدم ضمير المخاطب (あなた-anata) من قِبل الناس الأكبر سناً أو مركزاً للناس الأصغر سناً أو مركزاً، أو يُستخدم عند تعنيف شخص ما أو عند التشاجر معه. فمثلاً يستطيع الأستاذ أن يقول لطالبه: ”あなた-anata“ ولكن لا يصح أن يحدث العكس. وكذلك يستطيع الأب أن يقول لابنه: ”あなた-anata“ ولكن لا يصح العكس. ويفضل اليابانيون الإشارة إلى الطرف الآخر بطرق أخرى من أهمها استخدام اسم الطرف الآخر مباشرة، أو استخدام مسمى المركز الاجتماعـي للطرف الآخر أو مسمى وظيفته، أو الإشارة إليه بتهذب.

رابعاً: ضرورة إضافة لقب ”السّيد / السّيدة“ لأسماء الأعلام

كذلك يجب إضافة لقب: السّيد / السّيدة ”さん-san“ أو السيد المكرم ”さま-sama“ إلى اسم عائلة الشخص أو إلى اسمه الأول وذلك بحسب صلة القرابة أو الصداقة، سواء كان ذلك عند وجود الشخص أو فـي غيابه. ولا يصح أن يٌنادَى على شخص باسمه بدون إضافة هذا اللقب عندما يٌنادَى مثلاً على دوره فـي المصالح الحكومية والمستشفيات إلى آخره. بالإضافة إلى ذلك، يضاف هذا اللقب ”さん-san“ (السّيد) إلى أسماء بعض المهن وخاصة الحرة منها كما فـي الأمثلة فـي الجدول التالي:

japanese-cl-009

خامساً: التعبيرات الرسمية والتعبيرات العادية

تنزع اللغة اليابانية لوجه آخر من الأساليب الاحترامية المهذبة، حيث توجد كلمات بنفس المعنـى ولكن يُصنف إحداها عند الاستخدام إلـى أسلوب مهذب وآخر إلـى جاف أو عادي. فمثلاً كلمة ”أرز“، من الممكن أن تكون باللغة اليابانية ”مشِـي- meshi“، ولكنها كلمة جافة غير ملطفة، ومن الممكن أن تكون كلمة ”غوهان-gohan“، وهـي صيغة مهذبة ملطفة وأكثر استخداما بلا شك، فكلا الكلمتان بنفس المعنـى ولكن يحدث تمييز عند استخدامها حسب الموقف المناسب، وحسب العلاقة الاجتماعية، والمركز الاجتماعـي. كما يوجد أيضاً تمييز فـي الاستخدام باختلاف نوع الكلمة نفسها من ناحية الأصل، يابانـي أم صينـي، ففـي حالة المواقف أو الجمل العادية اليومية مثلاً، تُستخدم الكلمات من أصل يابانـي، فمثلاً الكلمات بمعنـى: ”يبدأ، شروق“، يُعبر عنها علـى التوالـي بالكلمات من أصل يابانـي ”هاجيميرو- hajimeru“ (يبدأ)، ”هاريه -hare“ (شروق). وفـي المقابل فـي حالة المواقف أو الجمل الرسمية أو الجافة مثل الجمل الوثائقية أو الموضوعات العامة مثلاً، تُستخدم كلمات أخرى بنفس المعنـى ولكن من أصل صينـي مثل ”كايْشـي سورو- kaishi suru“ (يبدأ)، ”سيْتين-seiten“ (شروق أو سماء صافية). بالطبع الخلط فـي الاستخدام بين هذه الكلمات ليس بخطأ، ولكن القدرة علـى التمييز بين الكلمات بحسب المواقف المختلفة، يعنـي الوصول إلـى استخدام اللغة اليابانية إلـى مرحلة رفيعة المستوى من الإتقان.

(المقالة مأخوذة من موقع alyaban.net)

يمكنك أيضاً قراءة الجزء الأول من الرابط التالي: اللغة اليابانية - تطورها وأهم سماتها (الجزء الأول)

إضغط على الرابط التالي لقراءة الجزء الثاني اللغة اليابانية – تطورها وأهم سماتها (الجزء الثاني)

التعليم اللغة اليابانية الأصوات اللغوية تطور اللغة اليابانية سمات اللغة اليابانية شهاب فارس