الطريق إلى اليابان

أوراق الحظ ”أوميكوجي“ والألواح الخشبية للأمنيات ”إما“

مجتمع ثقافة

أوراق الحظ ”أوميكوجي“ يتم شرائها عند زيارة المعابد البوذية والشنتوية للتنبؤ بالطالع. والأمنيات التي تطلب من المعابد البوذية والشنتوية أو الشكر حين تتحقق الأمنية تكتب على لوح خشبي مرسوم عليه صورة اسمه ”إما“ ويقدم للمعبد.

أوراق الحظ للتنبؤ بطالع السنة

يذهب الناس في أول زيارة للمعبد في السنة الجديدة والتي تعرف بتقليد ”هاتسوموديه Hatsumōde“ ويقومون بسحب أوراق الحظ ”أوميكوجي Omikuji“ للتنبؤ بطالع هذه السنة. وتكون لحظة من التوتر والترقب، فهل سيكون ”حظ سعيد“ أم ”حظ تعيس“ أم سيكون ”حظ سعيد جدا“ ؟

معبد ”تسوروغاؤكا هاتشيمانغو“ في كاماكورا، سحب العصا من داخل وعاء أوراق الحظ واستلام ورقة الحظ.

أولاً، يدفع الزائر ثمن ورقة الحظ ”أوميكوجي“ (١٠٠-٢٠٠ ين) في مكان الحساب ويسحب عصا من الوعاء الخاص. ثم يستلم ورقة الحظ المطابقة للرقم المكتوب على العصا. في بعض المعابد يختار الزائر بنفسه ورقة الحظ المغلقة من داخل الصندوق. وبالإضافة إلى عبارات توضيح الطالع العامة ودرجات الحظ التي تكون في ورقة الحظ من ”حظ سعيد“ أو ”حظ تعيس“، يكتب في أوراق الحظ توضيحات أخرى محددة للطالع مثل حظ ”الزواج والحب“، ”الصحة“، ”العلم“ وغيرها. وإذا كانت النتيجة جيدة فيضع ورقة الحظ في محفظة النقود خاصته ويعود بها إلى المنزل، أما إذا كانت النتيجة سيئة فيقوم بربط الورقة في أحد أشجار المعبد أو مكان مخصص لذلك متمنيا أن يتحول الحظ السيئ إلى حظ سعيد.

تكثر أنواع أوراق الحظ وتتنوع مع تغير العصور، مثل ”أوراق حظ الحب“ المختصة بمعرفة الطالع الخاص بالحب، وأوراق الحظ التي ظهرت وتكون مرفقة بنص مترجم إلى اللغة الإنكليزية والصينية للسياح الأجانب. كما توجد أوراق حظ ذات طابع متميز كتلك التي تكون بداخل تمثال قطة مصنوعة من الفخار أو الدمية الخشبية، إذا كانت النتيجة سيئة ويتم ربط ورقة الحظ في الشجرة، يمكن أخذ هذه الدمى الصغيرة الظريفة أو التمائم الخشبية كهدية تذكارية والعودة بها إلى المنزل.

ربط أوراق الحظ، في معبد غوكوكو جينجا في هيروشيما

أوراق الحظ للأجانب ”متعددة اللغات“ في زيادة

يقال إن سحب أوراق الحظ بدأ في عصر إيدو (١٦٠٣-١٨٦٨). فجذورها تعود إلى الماضي حيث كانت تُستخدم لقرار سياسة البلاد، خلفاء أو الزواج، حيث يسحب قرعة الطالع للتنبؤ بإرادة الآلهة.

ورقة حظ تبيّن ”داي كيتشي (حظ سعيد جدا)“

وفي عصر كاماكورا (١١٩٢-١٣٣٣)، يقال إنه عند تحديد أدوار ري الحقول في القرى الزراعية، وعند تحديد وتوزيع أماكن الصيد في قرى الصيد، وفي حالة عدم الوصول لإتفاق كان يكتب كل من القرويين اسمه على قطعة من الورق، وبعد أن يقوم كاهن الشنتو بطقوس طرد الأرواح الشريرة ويسحب الأوراق ليُقرر. وحيث أنه يعتقد في اليابان منذ القدم بأن ”قرارات بوذا والآلهة تكون محايدة وعادلة“ كما توجد فكرة أن ”الصدفة تكون محايدة“ لذا فاستخدام أوراق الحظ كان يعتبر وسيلة لتأسيس مجتمع إقليمي متعاون على نحو سلس.

الألواح الخشبية لتمني ”النجاح“ ذات شعبية في موسم الامتحانات

الألواح الخشبية ”إما Ema“ هي تلك الألواح الصغيرة التي نراها في ساحات المعابد البوذية والمزارات الشنتوية، ويكون عليها صورة حصان ومكتوبا عليها أمنيات. الأمنيات المكتوبة على الألواح الخشبية متعددة منها ”السلام الأسري“، ”ازدهار التجارة“، ”الصحة“، ”تحقيق الحب“. يختار الزائرون المعبد البوذي أو المزار الشنتوي الذي يُعبد فيه الإله الذي يتناسب مع أمنياتهم، ويقدمون الألواح الخشبية التي يشترونها من هناك بعد كتابة أمنيتهم عليها.

فمثلاً، في موسم الامتحانات يخرج طلاب امتحانات القبول إلى معابد ”تينمانغو Tenmangu“ حيث يُعبد إله العلم، والتي يوجد منها حوالي ١٢ ألف معبد في جميع أنحاء البلاد، يقدمون تلك الألواح الخشبية لتمني النجاح في الدراسة والامتحانات معلقة في ساحة المعابد. ومعابد ”تينمانغو“ هي مزارات شنتوية يُعبد فيها ”سوغاوارا نو ميتشيزانيه“ الذي يقال إنه إله العلم. من أشهرها معبد يوشيما تينجين في حي بونكيو بطوكيو ومعبد دازايفو تينمانغو في محافظة فوكوؤكا.

لا توجد قواعد محددة لطريقة كتابة الأماني على الألواح الخشبية. رسميا يكون الوجه المرسوم عليه الصورة هو الوجه الأمامي وتُكتب الأمنية في الوجه الخلفي ومعها الاسم والعنوان وغيره. وفي حالة أنك لا تريد أحد أن يرى اسمك فلا مانع من عدم كتابته. واللوح الخشبي الذي كُتبت عليه الأمنية يمكن أن يقدم كما هو في المعبد كذلك لا مانع من أن يأخذه صاحبه معه ليحتفظ به حتى تتحقق أمنيته. تستطيع شرائها في المعتاد بمبلغ من ٥٠٠ إلى ١٠٠٠ ين.

اللوح الخشبي ”إما“ ذو رسمة الحصان الذي يحقق الأمنيات

هناك أسطورة في اليابان منذ القدم تقول إن الآلهة ركبت الأحصنة ونزلت إلى الدنيا. وفي عصر نارا حين تتحقق الأمينة كان يتم تقديم الأحصنة الحية كقربان إلى المعابد البوذية والمزارات الشنتوية لكونها وسيلة ركوب الآلهة. ومن ثم جاء الاختصار والتبسيط واستبدال الحصان الحي بلوح خشبي صغير مرسوم عليه حصانا.

اللوح الخشبي للأمنيات الذي قدمه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أثناء زيارته لليابان. معبد ميجي جينجو، طوكيو. جيجي برس.

في اليابان، تستخدم الأبراج الصينية الإثني عشر التي وصلت إلى اليابان في منتصف القرن السادس. وطبقا لها فكل سنة يتم تكررها بهذا الترتيب (الفأر- البقرة - النمر - الأرنب - التنين - الثعبان - الحصان - الخروف - القرد - الديك - الكلب - الخنزير البري). ومؤخرا، اللوح الخشبي للأمنيات لا يقتصر على رسمة الحصان فقط حيث يرسم عليه كذلك برج حيوان السنة أو حيوانات أخرى تقدم للآلهة مثل (الثعلب - الثعبان - البقرة) وغيرها.

كذلك لا يقتصر الأمر فقط على عيد الشوغاتسو في رأس السنة وامتحانات دخول المدارس والجامعات. حيث أن اللوحات الخشبية يمنكنها لدعوات وأمنيات أخرى مثل ”أرجو أن تتحسن نتيجتي“، ”أتمنى أن استطيع تكوين الكثير من الأصدقاء“، ”أدعو الشفاء من المرض“. وإذا تحققت الدعوة يتم تقديم مشاعر الشكر. إن اللوحات الخشبية المعلقة في المعابد البوذية والمزارات الشنتوية هي شكل من أشكال الدعوات والشكر للناس قد تخلدت وبقيت على مر العصور.

مراجع:

أماكن يمكن فيها سحب أوراق الحظ ”أوميكوجي“ مزودة بترجمة باللغة الإنكليزية والصينية (إبتداء من فبراير/ شباط ٢٠١٥)
معبد سينسوجي (Sensoji Temple)
معبد شينشوجي، نارينا سان (Naritasan Shinshoji Temple)

الصور مقدمة من:

صورة العنوان: ”إما“ الألواح الخشبية للتمني Wally Gobet
معبد تسوروغاؤكا هاتشيمانغو clio1789
مزار غوكوكو جينجا GetHiroshima.com
حظ سعيد جدا ”داي كيتشي“ cotaro70s