الطريق إلى اليابان

«ماما تشاري»... تعرّف على دراجة «الأمهات» اليابانية

مجتمع ثقافة

”ماما تشاري“ تعتبر مصطلحًا يابانيًا يُستخدم للدراجات الهوائية الخاصة بالأمهات والعائلات. تعبر ”ماما تشاري“ عن فكرة دراجة هوائية مُجهزة بمقاعد للأطفال وسلل لنقل البضائع، وتستخدم بشكل شائع داخل المدن لتوصيل الأطفال إلى المدرسة أو للقيام بالتسوق، وهي شكل من أشكال وسائل النقل البيئية والعملية التي تُستخدم في حياة اليومية.

دراجات متوازنة يمكن لأي شخص قيادتها 

”ماما تشاري“ تعبر عن هذا النوع من الدراجات الهوائية العملية والعائلية، التي تُستخدم بشكل رئيسي من قِبل الأمهات أو السيدات في البيوت. يُظهر هذا المصطلح الياباني استخدام هذه الدراجات لتلبية احتياجات الحياة اليومية، سواء كان ذلك للتسوق أو نقل الأطفال أو حتى التنقل اليومي إلى المدرسة أو العمل. إن توفير سلل لحمل البضائع أو مقاعد خاصة للأطفال يجعل هذه الدراجات تكون خيارًا عمليًا وملائمًا للاستخدام اليومي.

دراجة ”ماما تشاري“ (أعضاء جمعية نشر استخدام الدراجات في اليابان)
هي الدراجات التي تستطيع السيدات ركوبها وقيادتها بتوازن وآمان، دراجات ذات هيكل دائري مزدوج أو هيكل على شكل حرف L أو U بمقاس 2426 بوصة، خاصة لقطع المسافات القصيرة، وتستخدم بشكل رئيسي في التسوق، وتشمل الدراجات التي تسمح بتجليس وركوب فرد أو فردين من الأطفال الصغار.

 تاريخ دراجات ”ماما تشاري“ يعود إلى فترة قديمة، خصوصًا في خمسينات القرن الماضي. في ذلك الوقت، كانت الدراجات المخصصة للاستخدام من قِبل السيدات تتميز بمركز ثقل مرتفع، مما يجعلها تتطلب توازنًا كبيرًا وتكون ثقيلة الوزن، مما قد يقلص دائرة المستخدمين المحتملين للشابات اللواتي في سن مبكرة. ولكن مع إطلاق ”سمارت ليدي“ في عام 1956، تمت إجراء العديد من التعديلات لتحسين الأداء وراحة السيدات. تم تخفيض ارتفاع المقعد والمقود، وتم تخفيض دائرة الإطار، مما جعل استخدامها أسهل وأكثر راحة بشكل خاص للسيدات اللاتي يرتدين الجونلات الركوب والأفراد ذوي القامة القصيرة. كما تم تجهيزها بسلة أمامية لحمل الحقائب والمشتريات، مما أضفى عليها جاذبية كبيرة وجعلها الدراجة الأكثر شيوعًا ومبيعًا في سوق الدراجات في اليابان في ذلك الوقت.

موظف يلف ويقضي أعماله باستخدام دراجة ”ماما تشاري“.
موظف يلف ويقضي أعماله باستخدام دراجة ”ماما تشاري“.

أتاح ظهور دراجات ”ماما تشاري“ لأي شخص، بغض النظر عن الجنس أو العمر، استخدام الدراجات الهوائية بسهولة. كما ساعدت في انتشارها ميزتها بالتوازن وتكلفتها الأقل، حيث تكلف حوالي 10,000 ين مقارنة بأسعار الدراجات الرياضية الأخرى. يمكن القول إن ظهور دراجات ”ماما تشاري“ قد جعل وجود الدراجة واستخدامها في التسوق ووسائل التنقل اليومية أمرًا ضروريًا وشائعًا في حياة الناس.

دراجة مجهزة متعددة الاستخدامات

نعم، تتميز دراجات ”ماما تشاري“ بعدة ميزات وتجهيزات تجعلها شائعة ومفضلة لدى الكثيرين:

1. السلة: تتضمن غالبية هذه الدراجات سلةً أمامية كتجهيز قياسي، مما يجعلها ملائمة لحمل التسوق أو الحقائب الشخصية.

2. القفل/المفتاح: يكون نظام القفل والمفتاح مدمجًا في هيكل الدراجة، ويمكن غلق المفتاح بسهولة بالضغط، مما يعزز أمانها.

3. كشاف الإضاءة: يكون كشاف الإضاءة مثبتًا في الدراجة نفسها، مما يجعله صعبًا للغاية أن يتم فكه أو سرقته.

4. عدم الحاجة إلى بطارية: تعتمد بعض هذه الدراجات على نظام بدون بطارية، مما يقلل من الصيانة ويسهم في استدامتها.

5. رفرفة العجلات: تأتي مع رفرفة على العجلات تحول دون تناثر الأتربة والطين من الطريق، مما يحافظ على نظافة الملابس.

6. مقاعد للأطفال: يمكن تركيب مقاعد خاصة للأطفال في الأمام والخلف، مما يتيح للأمهات حمل أطفالهن بسهولة أثناء ركوب الدراجة.

تلك المزايا تعزز راحة استخدام الدراجات ”ماما تشاري“ وتجعلها مناسبة لمختلف الاحتياجات اليومية.

في عام 1993، قامت شركة ياماها موتور بإطلاق أول دراجة مجهزة بمساعد حركة كهربائي في العالم. ومنذ عام 1998، قامت شركتي ناشونال للدرجات (التي أصبحت اليوم شركة باناسونيك سايكل تكنولوجي، وماروإشي للدرجات بالتعاون معًا لتطوير دراجات ”ماما تشاري“ المجهزة بمساعد حركة كهربائي.

هذه التكنولوجيا الكهربائية تسهم في تسليط الضوء على فوائد القيادة الكهربائية، حيث توفر راحة إضافية للراكب أثناء صعود المرتفعات أو في الظروف الصعبة. بالإضافة إلى ذلك، فإن إمكانية تجليس الأطفال على الدراجة تجعلها ملائمة للاستخدام العائلي.

مع ذلك، يجب على المستخدمين أخذ الاعتبارات القانونية في الاعتبار، مثل الحد الأقصى لعدد الركاب المسموح به على الدراجة والأوزان المسموح بها، حيث تختلف هذه القوانين بحسب المنطقة أو المحافظة.

دراجة ”ماما تشاري“، منخفضة مركز الثقل، ثابتة ومتوازنة، مزودة بمساعد حركة كهربائي. (©YAMAHA MOTOR CO., LTD).

العالم ماما تشاري

إن افتتاح متجر خاص ببيع دراجات ”ماما تشاري“ اليابانية في لندن في عام 2013 يشير إلى تزايد الاهتمام العالمي بتلك الدراجات. حيث أن دراجات ”ماما تشاري“ تعكس تصميمًا عمليًا وموجهًا نحو الراحة، وهو أمر يتناسب مع احتياجات الأفراد الباحثين عن وسيلة تنقل يومية في المدن.

رغم أن دراجات السباق تكون أكثر شيوعًا في العديد من البلدان، إلا أن زيادة الوعي بمزايا الدراجات العملية والمناسبة للاستخدام اليومي تجذب المزيد من الانتباه إلى هذا النوع من الدراجات. يظهر ذلك في توسع توفرها في أماكن بيع الدراجات ومتاجر الدراجات في العديد من المدن حول العالم.

القابلات والمتطوعون الطبيّون وهم يقومون بنشاطاتهم للعناية بالصحة والمرور على الأهالي باستخدام دراجات ”ماما تشاري“، مدينة موشي في الجزء الشمالي من تنزانيا. (الصورة من جيجي برس)

إن تزايد شعبية دراجات ”ماما تشاري“ في أفريقيا يعكس قيمتها كوسيلة فعّالة ومتينة لوسائل الانتقال، وهي تحظى بتقدير واستحسان واسعين. فالمزيج بين العملية والمتانة يجعل هذا النوع من الدراجات محبوبًا في مجتمعات مختلفة وليس فقط بين الأمهات، بل أيضًا بين فئات عمرية متنوعة.

بالإضافة إلى ذلك، تمثل دراجات ”ماما تشاري“ نسبة كبيرة من إنتاج الدراجات، مما يعكس ارتفاع الطلب عليها. قد يشير هذا التطور إلى احتمالية انتشارها في شوارع ومدن مختلفة حول العالم، وهي قادرة على تلبية احتياجات وتفضيلات عدد كبير من الأفراد.

(النص الأصلي باللغة الإنكليزية، صورة العنوان: اصطحاب طفل صغير في المقعد الخلفي والذهاب للتسوق بدراجة ”ماما تشاري“ بنظام المساعد الحركي الكهربائي. مقدمة من ياماها)

أطفال دراجة مرور