كاكيغوري... المثلجات اليابانية التي تُنعش الروح في صيف اليابان الحار
ثقافة- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
كاكيغوري: حلوى الثلج اليابانية التي تخفف لهيب الصيف
يُعد كاكيغوري، أو حلوى الثلج المبشور، الحل الكلاسيكي والمنعش لمواجهة حرارة الصيف في اليابان. فعند حلول الموسم الحار، تنتشر الرايات التقليدية المميزة المكتوب عليها الكانجي 氷 (كوري) والذي يعني ”ثلج“، وتكون مطبوعة باللون الأحمر على خلفية بيضاء، في إشارة مألوفة تدل على توفر هذه الحلوى الباردة.
يمكن مشاهدة أكشاك الكاكيغوري في كل مكان خلال مهرجانات الصيف واحتفالات عيد الأوبون، كما تُعد رفيقًا دائمًا لمرتادي الشواطئ، حيث تمنحهم لحظات من الانتعاش في حر الشمس.
تتنوع نكهات الكاكيغوري ما بين الشراب المُركّز بطعم الفراولة أو الشاي الأخضر أو المانغو، وقد تُضاف إليها لمسة من الحليب المكثف أو قطع الفاكهة الطازجة، ما يجعلها محبوبة من الجميع.
ولمن يفضل تحضيرها في المنزل، يمكن ببساطة شراء آلة الثلج المبشور وشراب النكهة المفضل، والاستمتاع بإعدادها كجزء من طقوس الصيف العائلية.
”كؤوري باتا“ أو ”راية الثلج“ تدعو المارة للاستمتاع ببعض حلوى الكاكيغؤوري المنعشة.
يعمل مُعدّو مثلجات كاكيغوري في أجواء تُشبه ورشة نجارة صغيرة، حيث يُستخدم شفرة حادة لكشط شظايا الثلج بدقة من سطح قالب ثلجي سميك. تتحول هذه الشظايا إلى ثلج مبشور ناعم ورقيق، يشبه الثلوج المتساقطة، بقوام خفيف يذوب في الفم بسلاسة.
بفضل هذا القوام، يمكن تناول الكاكيغوري بسهولة، كما يمكنه امتصاص الشراب المُركّز بسرعة، مما يمنح كل لقمة طعمًا غنيًا ومنعشًا.
أصناف لا تُعدّ ولا تُحصى من كاكيغوري
تتنوّع مثلجات كاكيغوري بتنوّع نكهاتها وإضافاتها، لتلبي أذواق الجميع في موسم الصيف. ومن بين أبسط هذه الأصناف، هناك نوع يُعرف باسم ميزوريه، يتكون من ثلج مبشور خشن قليلاً يُسكب عليه شراب مُركّز عديم اللون. وقد سُمي بهذا الاسم تيمّنًا بالكلمة اليابانية ”ميزوريه“ (霙)، والتي تعني ”المطر الثلجي“، لما يشبهه هذا المزيج من تداخل المطر مع الثلوج.
أما الأنواع الأكثر شيوعًا فتأتي بنكهات الفراولة والبطيخ والليمون والنكهة الزرقاء المميزة، وغالبًا ما تُخلط هذه النكهات للحصول على تركيبات مبتكرة مثل الفراولة مع الماتشا (الشاي الأخضر).
وفي السنوات الأخيرة، ظهرت نكهات جديدة ومميزة مثل المانغو، فاكهة زهرة الآلام (باشن فروت)، الشاي الأسود وحتى القهوة، ما أضفى طابعًا عصريًا على هذه الحلوى التقليدية. كما أصبحت بعض المتاجر تضيف التوابل أو قطرات من المشروبات الكحولية، لتمنح المثلجات لمسة من الانتعاش الجريء، تليق بأمسيات الصيف الحارة.
أنواع مختلفة من حلوى الكاكيغؤوري، من اليسار، الأزرق الهاوايي، الفراولة، الشمام المخفوق بالحليب والآيس كريم، ميروكو كينتوكي (حليب مضاف إلى عجينة حبات الفاصوليا)، وماتشا بالآيس كريم.
إضافة حلوى عجينة حبات الفاصوليا (أزوكي) إلى ميزوريه يحوله إلى ما يطلق عليه (كؤوري أزوكي) ويطلق عليه أيضا (كؤوري كينتوكي) نسبة إلى كينتوكي أحد انواع حبات الفاصوليا. يصب أعلاه حليب دسم وينتج عن ذلك النوع الذي يطلق عليه حليب كنتوكي، في حين أن إضافة شراب الماتشا المُركز يحولها إلى أووجي كينتوكي. وأووجي مدينة تقع بالقرب من محافظة كيوتو تشتهر بالشاي الأخضر.
أؤوجي كنتوكي مع حبات زلابية دقيق الأرز (على اليسار)، وحلوى الكاكيغؤوري مع حبات الزلابية (شيراتاما) (على اليمين)
وهناك أيضا العديد من الأصناف المختلفة الأخرى، فمثلجات كاكيغوري مع الآيس كريم أو الفواكه التي توضع أعلاها تعرف بالحلوى المثلجة المخفوقة وتشتهر محافطة كاغوشيما بذلك النوع الذي يطلق عليه (شيروكوما) أو (الدب القطبي) ويتكون من حليب دسم، شربات، وفواكه معلبة. وفي أوكيناوا النوع سينزاي الذي يتكون من حبات فاصوليا كنتوكي المغلية في مرق السكر البني، والتي يتم تبريدها ويضاف عليها حبات زلابية دقيق الأرز (شيراتاما) مع الثلج المبشور. وتجدر الإشارة إلى أن كلمة سينزاي تشير في معظم أنحاء اليابان إلى حلوى عصيدة الفاصوليا.
الثلج الطبيعي انتعاش من نوع خاص
حلوى الكاكيغؤوري المجمدة
(أسامي ريزو) معدة من ثلج طبيعي في حي ناغاتارو بمحافظة سايتاما.
أحد الأنواع الجديدة الآخذة في الانتشار ”الثلج الطبيعي“. فخلافا للثلج الذي ينتج سريعا في المُجمِدات، يستغرق هذا النوع حوالي الشهرين حتى يتشكل خلال فصل الشتاء في مجموعة أجسام مائية خُصصت لهذا الغرض. ثم يتم تخزينها في مخازن التجميد —التي لا يتم التبريد فيها بشكل اصطناعي— حيث يتم تغطيتها بنشارة الخشب حتى يتم استخدامها في فصل الصيف. وتعود هذه الطريقة إلى ما قبل اعتماد استخدام الثلاجات الواسع النطاق، وهي طريقة كانت مزدهرة منذ ما يقرب قرن من الزمان.
والآن هناك عدة مواقع في جميع أنحاء البلاد حيث يتم إنتاج الثلج الطبيعي على مرتفعات تتميز بالبرودة، مثل ناغاتورو في محافظة سايتاما، ونييكو في محافظة توشيغي، وهوكوتو في محافظة ياماناشي. هذا الثلج المجمد الذي يستغرق وقتا أطول في التكون يكون أصلب وأبطئ في الذوبان من الثلج المصنوع في المُجمِدات. وهذا يعني أنه يمكن أن يُكشط بشكل أفضل على نحو أدق، مما يسمح لمثلجات كاكيغوري أن تتمتع بملمس أكثر هشاشة من المعتاد. ونجد الآن أن المنافذ التي تقدم مثلجات كاكيغوري المُعدة من الثلج الطبيعي هي الأكثر انتشارا في منطقة طوكيو الكبرى وتجتذب الزبائن الذين يصطفون في حشود كبيرة.
(النص الأصلي باللغة اليابانية. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: سيدة بزي اليوكاتا تأكل حلوى الثلج المبشور بالفراولة)