لقطات من روح اليابان: الثقافة اليابانية في صورة

لا أرى شرًا، لا أسمع شرًا، لا أتكلم شرًا.. قصة القردة الحكيمة الثلاثة في الثقافة اليابانية

ثقافة

يُعتبر النحت الخشبي الصغير لثلاثة قرود في ضريح نيكو توشوغو من أبرز الأعمال الفنية وأكثرها شهرة هناك، حيث يجسّد المثل الياباني الشهير: لا أرى شرًا، لا أسمع شرًا، لا أتكلم شرًا.

ضريح القرود

يُعد ضريح نيكو توشوغو في مدينة نيكو بمحافظة توتشيغي تحفة معمارية وثقافية مكرسة لـتوكوغاوا إياسو (1543-1616)، مؤسس شوغونية إيدو التي حكمت اليابان لأكثر من 200 عام. يُعتبر الضريح، الذي يضم رفات إياسو، أحد أبرز المواقع ضمن مجمع معابد وأضرحة نيكو المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، ويجذب ملايين الزوار سنويًا بفضل تصميمه الفخم وزخارفه الفنية الرائعة.

ومن بين الزخارف الفنية الكثيرة التي تزيّن مباني الضريح، يبرز نقشٌ شهير لثلاثة قرود، يُعرف باسم ”القرود الثلاثة“ (سانزارو). هذا النقش واحد من ثمانية نقوش لقرود تزيّن إسطبل الخيول المقدسة داخل الحرم، حيث كان يُعتقد قديمًا أن القرود تحمي الخيول. وقد أصبح هذا العمل أكثرها شهرة، ويُطلق عليه في الإنكليزية ”القرود الثلاثة الحكيمة“.

تُصوَّر القرود وهي تغطي عينيها وأذنيها وفمها على التوالي، وتُعرف بأسماء: ميزارو (لا أرى)، كيكازارو (لا أسمع)، وإيوازارو (لا أتكلم). وتحتوي هذه الأسماء أيضًا على كلمة ”سارو“ التي تعني ”قرد“ باليابانية. ويرمز هذا النحت إلى مبدأ تربوي يقوم على تنشئة الأطفال عبر التجارب الأخلاقية الإيجابية، وتجنب رؤية أو سماع أو قول ما هو سيئ. وهو ما يُختصر في التعبير الشهير: ”لا أرى شرًا، لا أسمع شرًا، لا أتكلم شرًا“.

موقع التراث العالمي نِيكّو توشوغو | Nippon.com

يقع موقع نِيكّو توشوغو المدرج في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي في مدينة نِيكّو بمحافظة توتشيغي ويضم أكثر من مئة مبنى مرتبط بضريحين شنتويين- فوتاراسان وتوشوغو - ومعبد رينوجي البوذي. ومن بين هذه المعابد، يشتهر معبد توشوغو المكرس لمؤسس حكومة الشوغون في عصر إيدو الجنرال توكوغاوا إياسو، بمباني الضريح المهيبة التي تتميز بالعديد من المنحوتات الشهيرة، ويُعرف أيضًا في أوساط الأشخاص الذين يبحثون عن الأجواء الروحية.

https://www.nippon.com/ar/guide-to-japan/gu900202/

(النص الأصلي باللغة الإنكليزية، صورة العنوان © Nippon.com)

الثقافة الشعبية الثقافة التقليدية الثقافة اليابانية