موناكاتا تايشا... 3 معابد تضم يابانية كنوزا تاريخية

معابد لحماية الأمن في البحار

يعتقد اليابانيون أن موناكاتا تايشا مكونة من معابد للبنات الثلاث من نسل أماتيراسو-أوميكامي وسوسانو-نو-ميكوتو وهنّ تاغوريهيمي وتاغيتسوهيمي وإيتشيكيشيماهيمي.

تتكون موناكاتا تايشا من ثلاثة معابد. وعلى الرغم من تواجدهم جميعا في مدينة موناكاتا بكيوشو، إلا أنهم مشيدون في 3 مواقع مختلفة، واحد في جزيرة كيوشو الرئيسية والآخران على جزيرتين قبالة الساحل. معبد أوكيتسومييا مكرس لتاغوريهيمي ويقع في أوكينوشيما بوسط بحر غينكاي، ومعبد ناكاتسومييا مكرس لتاغيتسوهيمي ويقع في جزيرة أوشيما، ومعبد هيتسومييا يقع في تاشيما في البر الرئيسي لكيوشو وهو مكرس لإيتشيكيشيماهيمي.

تواجه موناكاتا بحر غينكاي الذي يفصل اليابان عن الصين وشبه الجزيرة الكورية. ونظرا لقصر المسافة نسبيا، فقد ازدهر طريق التجارة هناك وكانت موناكاتا تلعب دورا مهما باعتبارها بوابة للثقافة المتقدمة والسلع التجارية القادمة في القارة الآسيوية. ووفقا لسجلات القرن الثامن ”نيهون شوكي“، يقال إن الآلهة الثلاث نزلت إلى الأرض في موناكاتا لمساعدة أجيال من الأباطرة في أداء طقوس مقدسة. يشتهر بحر غينكاي بمياهه الهائجة، وتُعبد الآلهة الثلاث أيضا باعتبارها حارسة البحارة، وفي العصر الحديث باعتبارها حامية حركة المرور على الطرق.

بوابة ني-نو-توري في ناكاتسومييا.

جزيرة تضم كنوزا تاريخية

من غير الواضح متى تأسست موناكاتا تايشا، لكنها مذكورة في ”كوجيكي (سجلات الأمور القديمة)“ والذي يعد أقدم سجل تاريخي موجود في اليابان حيث يرجع تاريخه إلى أوائل القرن الثامن. وبسبب تاريخه الطويل، يعد المعبد مخزنا لآلاف القطع الأثرية الثقافية ومصدرا مهما للمعلومات عن الآثار الشنتوية وتاريخ الفن وتاريخ الديانة. وهذا ينطبق بشكل خاص على أوكيتسومييا، التي ظلت كنوزه محمية منذ فترة طويلة بفضل العزلة الطبيعية التي فرضتها جزيرة أوكينوشيما المكونة من منحدرات شديدة والتي تقع على بعد 50 كيلومترا قبالة الساحل في المياه الهائجة لبحر غينكاي. تعتبر الجزيرة مكانا مقدسا، وظل دخولها على مدى زمن طويل محظورا على أي شخص باستثناء مجموعة مختارة من المؤمنين، ولم يكن يسمح بوصول الغرباء إليها حتى لو كانوا باحثين حتى منتصف القرن الماضي.

عندما بدأت الحفريات الأثرية في عام 1954، اندهش الباحثون من الكنز الدفين الذي عثروا عليه، والذي ظل يرقد دون إزعاج على مدى أكثر من ألف عام من عزلة الجزيرة. فقد كشفت البعثات المتعاقبة عن بقايا مواقع للطقوس الدينية وكنوز مقدسة يعود تاريخها إلى العصور القديمة وحتى أوائل فترة هييان (794-1185) وأكثر من 80 ألف قطعة أثرية، تم تصنيف الكثير منها فيما بعد على أنها كنوز قومية أو ممتلكات ثقافية مهمة. وهذا ما أكسب أوكينوشيما اسم ”شوسوئين البحار“، في إشارة إلى مخزن نارا المشيد في القرن الثامن لحفظ المواد المرتبطة بالأباطرة بعد وفاتهم.

غروب الشمس في بحر غينكاي.

وكشفت الحفريات أن موناكاتا تايشا كانت موقعا للطقوس الدينية التي كان يقوم بها حكام البلاد، ما يشير إلى أهمية موناكاتا باعتبارها حلقة الوصل اليابانية في الطريق البحري بين اليابان والقارة الآسيوية. وتدعم هذه النتيجة حقيقة أنه لم يُعثر على أية أشياء في أوكينوشيما يعود تاريخها إلى ما بعد الإلغاء التدريجي للبعثات اليابانية إلى الصين في عصر سلالة تانغ في نهاية القرن التاسع.

أدرجت جزيرة أوكينوشيما المقدسة ومواقع متصلة بها في منطقة موناكاتا على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي في عام 2017. وتعد موناكاتا تايشا إرثا ثقافيا قيما للتبادلات بين اليابان والقارة من القرن الرابع إلى القرن التاسع.

تيسانغو في هيتسومييا.

الوصول

• موناكاتا تايشا هيتسومييا: اركب من محطة توغو على خط كاغوشيما لشركة JR حافلة متجهة إلى كونوميناتو هاتوبا (عبر موناكاتا تايشا) ثم سر على الأقدام لمدة 12 دقيقة من موقف موناكاتا تايشا ماي.
• موناكاتا تايشا ناكاتسومييا: اركب من محطة توغو على خط كاغوشيما لشركة JR حافلة متجهة إلى فوكوما (عبر كونوميناتو) لمدة 20 دقيقة إلى موقف كونوميناتو-هاتوبا. ومن هناك اركب السفينة شيوكازي التي تشغلها البلدية أو عبّارة أوشيما (تستغرق الرحلة على متن شيوكازي نحو 15 دقيقة أو نحو 25 دقيقة على متن أوشيما).

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. النص من قبل تويا مانابو. الصور من قبل ناكانو هاروؤ. صورة العنوان: قاعة الصلاة في ناكاتسومييا)