المتنزهات الوطنية في جنوب كيوشو: البحار الزرقاء المتلألئة والجبال الخضراء في ياكوشيما وأمامي

1. منتزه كيريشيما-كينكووان الوطني ”محافظتي كاغوشيما وميازاكي“

جبل كاراكوني أعلى قمة في سلسلة جبال كيريشيما يظهر في المقدمة. وعلى اليمين تقع بحيرة كالديرا أونامينويكي، وبينهما جبل شينموي-داكي وجبل تاكاتشيهو.

تشكل منطقة جبال كيريشيما مجموعة بركانية نشطة مثيرة للاهتمام في اليابان. جبل تاكاتشيهو، بارتفاعه الذي يبلغ 1574 مترًا، يعد جزءًا أساسيًا من هذه المنطقة، ويتداول حوله العديد من الأساطير والقصص اليابانية التقليدية. ومن بين الجبال الأخرى في المنطقة، يبرز جبل كاراكوني، الذي يعد أعلى قمة فيها بارتفاع يصل إلى 1700 متر.

هذه المنطقة الجبلية والمحيطة بها تمتد عبر محافظتي كاغوشيما وميازاكي، وكانت جزءًا من منتزه كيريشيما الوطني الأصلي، الذي تم تأسيسه في عام 1934 كواحد من ثلاثة مناطق تم تعيينها كمنتزهات وطنية لأول مرة في اليابان. وفي عام 1963، تم توسيع المنتزه ليشمل منطقة كينكووان شبه الوطنية ومنطقة ياكوشيما، وتمت إعادة تسميته إلى منتزه كيريشيما-ياكو الوطني. في عام 2012، تم تعيين ياكوشيما كمنتزه وطني في حد ذاته، وبالتالي أصبحت المنطقة المعروفة بـ كيريشيما ومحيطها تحت اسم منتزه كيريشيما-كينكوان الوطني.

وتعد منطقة كيريشيما في الجزء الشمالي من المنتزه الوطني وجهة سياحية رائعة تضم مزيجًا متنوعًا من الطبيعة الخلابة والنشاط البركاني النشط. مع وجود أكثر من 20 بركانًا وبحيرات كالديرا وينابيع ساخنة، توفر المنطقة مناظر طبيعية مدهشة للاستمتاع بها.

تشتهر مناطق مثل تاكاتشيهو بجمالها الطبيعي الفريد، والتي تعتبر واحدة من الوجهات السياحية الرئيسية في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر مناطق مثل غاوارا، المذكورة في الأساطير اليابانية، وضريح كيريشيما، وينابيع كيريشيما الساخنة، جذبًا سياحيًا مهمًا للزوار الذين يبحثون عن تجربة ثقافية وطبيعية فريدة.

بفضل هذا التنوع والجمال الطبيعي الرائع، تعد منطقة كيريشيما وجهة محببة للسياح الذين يتطلعون لاستكشاف جمال الطبيعة اليابانية والتاريخ الثقافي الغني في الوقت نفسه.

قمة جبل تاكاتشيهو التي تعرف في الاساطير اليابانية باسم ”أما نو ساكاهوكو“. (© بيكستا)

أوراق الشجر الخريفية الزاهية على شواطئ أونامينويكي، باتجاه جبل كاراكوني.

يقال إن معبد كيريشيما الذي يعد نقطة جذب سياحية كبير اليوم قد تم تأسيسه في القرن السادس الميلادي.

بركان ساكوراجيما هو واحد من أهم معالم الجذب السياحي في خليج كينكو، وهو يعتبر واحدًا من أكثر البراكين نشاطًا في المنطقة. يقع البركان على بعد مسافة قصيرة من شاطئ المنطقة، مما يتيح رؤيته بوضوح من جميع أنحاء مدينة كاغوشيما، مما يضفي على المدينة مظهرًا مميزًا وتباينًا جماليًا. يمكن الوصول إلى بركان ساكوراجيما بسهولة عبر العبارة، مما يجعله وجهة سياحية شهيرة ومميزة للزوار. ويقدم مركز زوار ساكوراجيما معلومات شيِّقة حول تاريخ نشاط البركان وتطوره على مر السنين، مما يضيف قيمة تعليمية وثقافية لتجربة الزوار. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للزوار زيارة متنزه ساكوراجيما يوغان ناغيسا ونقاط المراقبة الأخرى التي تمكنهم من رؤية البركان عن كثب والتمتع بروعة مناظره الطبيعية الخلابة. هذه الزيارات تضيف إلى جاذبية المنطقة كوجهة سياحية متكاملة تجمع بين الجمال الطبيعي والتاريخ الثقافي الغني.

كيب ساتا وشبه جزيرة ساتسوما يعتبران مناطق طبيعية متميزة في جنوب كيوشو، اليابان، حيث تزدهر النباتات شبه الاستوائية بشكل وافر. تقع كيب ساتا على أقصى نقطة جنوب كيوشو، وتتميز بشواطئها الرملية الجميلة على شبه الجزيرة الشرقية لأوسومي على شاطئ الخليج. على الجانب الغربي من كيوشو، تقع شبه جزيرة ساتسوما، التي تتميز بمناظر طبيعية خلابة. تشمل هذه المناظر الجزيرة الجنوبية كايمون-داكي وجزيرة تشيرينغاشيما، التي تقع مباشرة على الساحل. هذه المناطق تضفي جاذبية بصرية فريدة وجمالاً ساحراً على المنطقة بأكملها. بفضل تنوع الطبيعة وجمالها، فإن كيب ساتا وساتسوما تجذبان الزوار من داخل اليابان ومن جميع أنحاء العالم للاستمتاع بجمالها الطبيعي والاسترخاء على شواطئها واستكشاف مناطقها الطبيعية المذهلة.

”تاريخ التعيين: 16 مارس 1934. المساحة: 36.586 هكتار“

​​منظر جوي لساكوراجيما في خليج كينكو حيث تظهر كاغوشيما في المقدمة.

منظر لساكوراجيما من سينغانين، وهو منتجع مملوك لعائلة شيمازو، التي حكمت المنطقة خلال العصور الإقطاعية.

يعد حمام القدمين ذو المياه الحارة في متنزه يوغان ناغيسا مكانًا مثاليًا لمشاهدة ساكوراجيما.

صورة كايمون-داكي من ناغاساكيبانا، في أقصى الطرف الجنوبي لشبه جزيرة ساتسوما.

في الأيام الصافية، يمكن رؤية جزيرتي ياكوشيما وتانيغاشيما من كيب ساتا. تقع منارة كيب ساتا، وهي واحدة من أقدم المباني في اليابان، على جزيرة أوواجيما التي تبعد 50 مترًا عن الشاطئ.

2. منتزه ياكوشيما الوطني ”محافظة كاغوشيما“

منطقة غابات بها طحالب كثيفة وتيارات شفافة، يطلق عليها اسم ”غابة الأميرة مونونوكي“، في وادي شيراتاني-أونسويكيو. (© بيكستا)

تقع ياكوشيما على بعد ستين كيلومترًا إلى الجنوب من كيب ساتا، وقد تم إدراجها ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو في عام 1993. وتتكون حديقة ياكوشيما الوطنية من ياكوشيما، ذات المناطق الداخلية الجبلية الوعرة، وجزيرة كوتشينورابوجيما التي تقع على بعد حوالي 12 كيلومترًا إلى الغرب.

وتتميز جزيرة ياكوشيما بمناظر جبلية خلابة تشمل ما يقرب من 40 قمة يتجاوز ارتفاعها 1000 متر، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الطبيعة والمغامرات. تضم هذه الجبال قمة ميانورا-داكي التي تعتبر أعلى قمة في جزيرة كيوشو بارتفاع يصل إلى 1935 مترًا، وتليها قمة ناغاتا-داكي بارتفاع يصل إلى 1886 مترًا، وقمة كورومي-داكي بارتفاع 1831 مترًا. وتشتهر هذه الجبال عمومًا بـ ”جبال الألب المحيطية“.

بالرغم من أن المناخ عادةً معتدل على طول السواحل، إلا أن درجات الحرارة تتفاوت في المناطق الداخلية، حيث تساهم الأمطار الغزيرة في إطلاق العنان للمساحات الخضراء الجميلة في جميع أنحاء الجزيرة. يتمتع المحيط الجبلي بتنوع بيئي يدعم نمو أشجار الأرز اليابانية، وتشتهر بشكل خاص بشجرة جومون سوغي القديمة التي تنمو على ارتفاعات تصل إلى 500 متر أو أكثر. يعتبر هذا النوع من الأشجار معلمًا بيئيًا مميزًا، حيث تكمن ياكوشيما كأقصى نقطة جنوبية في اليابان حيث يمكن العثور فيها على هذا النوع من الأشجار.

تتميز المنحدرات الخضراء لجبل ميانورا-داكي، الذي يُعتبر أعلى قمة في جزيرة كيوشو، بمنظرها الخلّاب. وفي فصل الشتاء، يتغلّب الثلج على قمم الجبل، مما يمنحه منظراً ساحراً وجذاباً. (© بيكستا)

يتجاوز عمر شجرة جومون سوغي الـ 2000 عام، مما يجعلها أحد أقدم أشجار الأرز اليابانية على الإطلاق. وتبرز كأكبر شجرة من نوعها في جزيرة كيوشو. (الصورة مقدمة من منظمة كيوشو للترويج السياحي)

تعمل الأمطار الغزيرة التي تهطل على جزيرة ياكوشيما على إنشاء تيارات وشلالات متميزة. في الصورة أعلاه، يمكن رؤية شلال أوكو، الذي يتميز بارتفاع يبلغ 88 مترًا، والذي يُعتبر واحدًا من أبرز المعالم الطبيعية في المنطقة.

يُعتبر شاطئ ناغاتا إيناكاهاما واحدًا من الشواطئ الشهيرة في المنطقة، كما أنه يُعتبر موطنًا مهمًا لتكاثر السلاحف البحرية. (© بيكستا)

تُشكل جزيرة كوتشينويرابوجيما البركانية الصغيرة شكلًا فريدًا يُشبه القرع، حيث تتكون من سلسلتين بركانيتين تتحدان معًا. يتمثل الجمال هنا في التقاء قمة جبل فورو-داكي الذي يبلغ ارتفاعه 657 مترًا، مع بركان شين-داكي النشط، الذي يبلغ ارتفاعه 626 مترًا، مما يخلق منظرًا طبيعيًا مثيرًا للإعجاب. تتميز السواحل الخلابة للجزيرة، التي تعتبر محطة جذب سياحي بجدارة، بكهوفها ومنحدراتها التي تم تآكلها على مر الزمن بفعل أمواج المحيط.

”تاريخ التعيين: 16 مارس 2012. المساحة: 24.566 هكتار“

تتصاعد أعمدة الدخان من فوهة بركان شين-داكي، الذي ينحسر باتجاه الساحل المتآكل. (© بيكستا)

يتسلل جبل بانياجاميني خلف غابة كثيفة من الأشجار الخضراء الدائمة على الجانب الغربي للجزيرة، وهذا المنظر يمكن مشاهدته من السفوح الغربية لجبل فورو-داكي. (© بيكستا)

3. منتزه أماميغونتو الوطني ”محافظة كاغوشيما“

تعتبر جبال أمامي بمثابة خلفية لغابة المنغروف الممتدة بالجزيرة.

يُعَدُّ منتزهُ أماميغونتو الوطني، الذي تم تأسيسه في عام 2017، الأحدث ضمن منتزهات اليابان الوطنية. يتألفُ هذا المنتزه من مجموعةٍ من الجزر الموجودة قبالةَ الطرف الجنوبي لمحافظة كاغوشيما، بما في ذلك جزر أمامي أوشيما وكاكيروماجيما وتوكونوشيما وأوكينورابوجيما ويورون. حيث تحيط به المياه الزرقاء الصافية، وتُغطّيه الغابات الشبه استوائية الدائمة الخضرة عريضة الأوراق، كما تعد موطنًا للعديد من الأنواع النادرة من النباتات والحيوانات. وقد تم الحفاظ على الثقافة التقليدية والعادات الفريدة في هذه الجزر، حيث لا تزال الموسيقى التقليدية مثل موسيقى شيما أوتا ومهرجانات الحصاد تحتفظ بمكانتها في حياة السكان المحليين.

تعتبر منطقة أمامي أوشيما موطنًا لنبات الهيكاغيغو، وهو نوع نادر من النباتات يُعتبر حقيقةً ”حفريات حية“، حيث ينمو في غابات كينساكابارو العذراء بين أشجار المانغروف المترامية الأطراف. تتسم المنطقة بقمة يوان-داكي التي ترتفع إلى 694 مترًا فوق سطح البحر، وتُعتبر أعلى قمة جبل في الجزيرة. ويُعد ساحل ريا الممتد على طول مضيق أوشيما، الذي يفصل الجزيرة عن كاكيروماجيما، والممتد بين تلال بارزة، موقعًا مثاليًا لمشاهدة غروب الشمس.

شجرة هيكاغيغو ”شجرة أصيص الفرشاة“ الموجودة في غابة كينساكابارو البدائية تعيد الزوار إلى العصور القديمة. (© بيكستا)

تعتبر ”صخرة القلب“ في حوض المد والجزر من بين الجاذبيات الشهيرة في أمامي، حيث تظهر هذه الصخرة بوضوح عندما ينخفض مستوى المد. (© بيكستا)

مشهد غروب الشمس فوق مضيق أوشيما، في اتجاه كاكيروماجيما. (© بيكستا)

يقوم الكهنة من قرية أكينا بإجراء طقوس هيراس مانكاي، وهي طقوس للصلاة من أجل حصاد وفير.

تتميز جزيرة توكونوشيما، الثانية في الحجم بعد كاكيروماجيما، بمناظر خلابة لا تُضاهى. يتضمن ذلك شاطئ آزي الرملي الأبيض المحمي بالشعاب المرجانية، وصخور الجرانيت الضخمة في مشيروز، والمنحدرات الجبلية في كيب إينوتابو. أما في أوكينورابوجيما، فتتضمن المعالم السياحية كهوف فوتشا المرجانية، كما تمتاز منطقة يورون بشاطئ يوريغاهاما الذي يظهر فقط عند انخفاض المد.

”تاريخ التعيين: 7 مارس 2017. المساحة: 42181 هكتارًا“

بانوراما واسعة من المناظر الطبيعية في موشيروز في جزيرة توكونوشيما. فبالقرب من الشاطئ، تنمو شجيرة شارينباي التي تنتمي إلى عائلة الورود وتُستخدم كعامل صباغة لنسيج أوشيما تسوموغي الحريري الفاخر.

تُشكِّل الأمواج أنماطًا مميزة في الرمال في منطقة يوريغاهاما، التي تُعتبر واحدة من المناطق الشهيرة لممارسة رياضة الغوص.

(النص الأصلي باللغة اليابانية. الترجمة من الإنجليزية. صورة العنوان: أحد شواطئ يورون. جميع الصور مقدمة من مكتب زوار محافظة كاغوشيما ما لم تتم الإشارة إلى خلاف ذلك)