طقوس السومو الاحتفالية: عادات وتقاليد تحافظ على الإرث الطويل لرياضة يابانية عريقة

ثقافة

هناك ثلاثة مهرجانات احتفالية خاصة برياضة السومو تهدف في مراسمها إلى الاحتفاء بهذه بالرياضة التقليدية، إلا أنها ومع ذلك لها أيضًا جانبها الغريب، بما في ذلك النزال الفردي حيث المصارع الأوحد، وأطفال يتنافسون في نزال ”السومو الباكي“.

رياضة وطنية ولدت من طقوس مقدسة

تمتد جذور رياضة السومو إلى العصور القديمة في اليابان، وهي الرياضة الشعبية في بلاد الشمس المشرقة . تُذكر الأساطير الوطنية والكتب التاريخية مثل سجلات الكوجيكي التي اكتملت في عام 712 بوجود إشارات إلى ممارسة رياضة السومو. تتحدث هذه الأساطير عن مبارزات بين ”كامي“ أو ”الآلهة“ لاختبار قوتهم. كتاب سجلات ”نيهون شوكي“ الذي اكتمل في عام 720 يروي فوز ”نومي نو سوكوني“، وهو المحارب الذي يُعتبر مؤسس رياضة السومو، في إحدى نزالات المصارعة التي أُقيمت لتسلية الإمبراطور الأسطوري الحادي عشر ”سوينين“.

فيما بعد، أصبحت ”تينرانزومو“، وهي النزالات التي تُقام بحضور الإمبراطور، جزءًا من الطقوس التي تُقام في البلاط الإمبراطوري خلال حقبتي نارا (710–794) وهييآن (794–1851). وكانت هذه النزالات ليست مجرد عروض ترفيهية، بل كانت تمثل نوعًا من التنبؤ بجودة المحاصيل مع اعتبار المنتصر مؤشرًا على نجاح الموسم الزراعي من عدمه.

والأداء الاستهلالي للمصارع عندما تطأ قدميه أرضية الحلبة المرتفعة فيما يعرف بالـ ”شيكو“، هو أمر له جذوره التاريخية ترجع إلى حقبة هييآن في طقوس سُميت بالـ ”هنباي“. حيث كان الكاهن قبل خروج الإمبراطور أو نبلاء البلاط، يطئ بقدمه على الأرض ويردد التعاويذ لطرد أي أرواح شريرة كامنة في التربة. إلا أن هذا الأداء حاليًا، حيث يرفع المصارع ساقه عالياً في الهواء، قد فقد المغزى العميق لطقوس الـ ”هنباي“، لكنه لا يزال يشير إلى أن الحلبة مكان مقدس مناسب لنزول الـ ”كامي“.

وفي نهاية حقبة هييآن، أدى ظهور طبقة المحاربين إلى إضافة نكهة عسكرية أكثر إلى الطقوس. وفي وقت لاحق، مع إرساء السلام في حقبة إيدو (1603-1868)، أصبحت النزالات أكثر شعبية بين الناس. وأصبحت بطولات السومو في أرجاء اليابان كوسيلة لجمع التبرعات لصيانة المعابد والمزارات، وهذا ما أدى في النهاية إلى ظهور بطولات الـ ”أوزومو“ الكبرى الشهيرة التي تُقام في وقتنا الحاضر.

وحتى اليوم، هناك طقوس تقام في بطولات الـ ”أوزومو“ ومسابقات السومو الإقليمية المحلية تسمى ”دوهيو ماتسوري“ حيث يتم ملء حفرة في وسط الحلبة الترابية بهبات مثل الساكي والأرز وعشب البحر ”كونبو“ وشرائح الحبار المجفف والـ ”كايا“ (جوزة الطيب اليابانية). وتستدعي هذه الطقوس الدعوات من أجل إقامة مسابقة آمنة وسلام للأمة وحصاد وفير. ومن الواضح أن السومو ليست مجرد رياضة شعبية فحسب، ولكنها تحتفظ أيضًا بعناصر من طقوس الشنتو. وهنا في هذه المقالة، نلقي الضوء على ثلاثة ”ماتسوري“ أو احتفالات كبرى للسومو والتي تحافظ على إحساس قوي بجذور هذه الرياضة الشنتوية.

عندما يقترب موسم بطولة ”أوزومو“ الخريفية في مزار ”تاكاهاما هاتشيمان“ في ناغاساكي، يقدم الكهنة مشروب الساكي والأرز المغسول والملح ولحم السمك الطائر في حلبة الطقوس تقربًا إلى الـ ”كامي“. (© مكتبة هاغا)
عندما يقترب موسم بطولة ”أوزومو“ الخريفية في مزار ”تاكاهاما هاتشيمان“ في ناغاساكي، يقدم الكهنة مشروب الساكي والأرز المغسول والملح ولحم السمك الطائر في حلبة الطقوس تقربًا إلى الـ ”كامي“. (© مكتبة هاغا)

مزار أويامازومي: مهرجاني أوتاويساي/نوكيهوساي

(اليوم الخامس من الشهر الخامس واليوم التاسع من الشهر التاسع في التقويم التقليدي، بمدينة إيمباري، محافظة آيتشي)

يتم طرح أحد مصارعي السومو الضخام أرضًا من قبل خصم غير مرئي. (© مكتبة هاغا)
يتم طرح أحد مصارعي السومو الضخام أرضًا من قبل خصم غير مرئي. (© مكتبة هاغا)

يتميز مزار ”أويامازومي“ الموجود في جزيرة ”أومي“ في بحر سيتو الداخلي بوجود تقليدًا فريدًا من نوعه لعرض ”هيتوريزومو“ أو ”السومو المنفرد“. ولا تزال جذور هذا التقليد غير واضحة، لكنها طقوس قديمة تم تسجيلها لأول مرة في عام 1364. وتقام مرتين في السنة، في مهرجان زراعة الأرز في أوائل الصيف، أو ”أوتائويساي“، وحصاد الأرز في أوائل الخريف، أو ”نوكيهوساي“.

ويدخل مصارع منفرد، يُسمى ”إيشيريكيزان“، إلى أرضية الحلبة. وهناك يتصارع مع خصم غير مرئي. حيث يدفع تارة ويُدفع هو تارة أخرى إلى الخلف، ثم يتم طرحه أرضًا. والمنظر يبدو مضحكًا، لكن مثابرته محملًا بـ ”روح الأرز“ تُنذر بحصاد جيد ووفير.

والنزال مكون من ثلاث جولات. الأول هو فوز صريح للروح بإجبار المصارع على الخروج من الحلبة. والثاني يثبت فيه المصارع على أرضية الحلبة محققًا النصر. والنزال الثالث يكون ساخنًا وفيه يبرز أسلوب ”أوزومو“ الحقيقي، وتنتهي بسلسلة من الرميات العلوية من الروح التي تدفع المصارع إلى الطيران. وهكذا تظفر الروح وتحقق النصر.

وبعد انتهاء طقوس السومو، تتوجه فتيات الجزيرة إلى الحقول المقدسة، أو ”سيدن“، لزراعة الأرز في الربيع أو حصاده في الخريف. ويقدمون الشكر لـ ”كامي“ أو إله الأرز، الذي أصبح الآن في حالة معنوية عالية بعد انتصاره ووعد بحصاد وفير.

في طقوس زراعة الأرز في مهرجان ”أوتائويساي“، ترتدي 16 ”سأوتومي“، أو ”عذراوات زراعة الأرز“، تعويذات من ورق ”نوشي“ باللونين الأحمر والأبيض على رؤوسهن أثناء قيامهن بزراعة شتلات الأرز. (© مكتبة هاغا)
في طقوس زراعة الأرز في مهرجان ”أوتائويساي“، ترتدي 16 ”سأوتومي“، أو ”عذراوات زراعة الأرز“، تعويذات من ورق ”نوشي“ باللونين الأحمر والأبيض على رؤوسهن أثناء قيامهن بزراعة شتلات الأرز. (© مكتبة هاغا)

في مهرجان ”نوكيهوساي“، ترتدي عذارى ”نوكيهو أوتومي“ نفس زي الحصاد ويقدمون أول جني للأرز إلى الإله. (© مكتبة هاغا)
في مهرجان ”نوكيهوساي“، ترتدي عذارى ”نوكيهو أوتومي“ نفس زي الحصاد ويقدمون أول جني للأرز إلى الإله. (© مكتبة هاغا)

مزار تاكاهاما هاتشيمان مهرجان ”شوكي تايساي“

(23 سبتمبر/ أيلول، مدينة ناغازاكي، محافظة ناغازاكي)

 يرقص المصارعون في دائرة على أنغام أغاني الـ ”سوموجينكو“ المليئة بالفخر والاعتزاز بمسقط رأسهم. (© مكتبة هاغا)
يرقص المصارعون في دائرة على أنغام أغاني الـ ”سوموجينكو“ المليئة بالفخر والاعتزاز بمسقط رأسهم. (© مكتبة هاغا)

تقع منطقة تاكاهاما على طرف شبه جزيرة ناغاساكي وقد اكتسبت شهرة باعتبارها ”مدينة السومو“ حيث يشارك فيه معظم الرجال وحتى أنهم يحملون أسماء مصارعين. ويُعرف مهرجان الخريف، أو ”شوكي تايساي“، الذي يقام في مزار ”تاكاهاما هاتشيمان“ باسم ”تاكاهاما كونتشي“. وفيه طقوس تتمحور حول السومو ويُبتهل فيه بالدعوات من أجل حصاد وفير للحبوب وسلامة العائلات من الشرور.

 أطفال يرتدون أحزمة السومو ”ماواشي“ ويسيرون في طابور ويعزفون على طبول الـ تايكو المعلقة على أعمدة الخيزران الخضراء. وفي شمال كيوشو، يطلقون على مهرجان الخريف اسم ”كونتشي“. (© مكتبة هاغا)
أطفال يرتدون أحزمة السومو ”ماواشي“ ويسيرون في طابور ويعزفون على طبول الـ تايكو المعلقة على أعمدة الخيزران الخضراء. وفي شمال كيوشو، يطلقون على مهرجان الخريف اسم ”كونتشي“. (© مكتبة هاغا)

في اليوم السابق للمهرجان، يملأ صوت قرع الطبول ”فوريدايكو“ الأجواء معلنًا عن الحدث القادم. ويعزف على الطبول أطفال يرتدون أحزمة السومو المزخرفة ”كيشوماواشي“. وتعلو الابتسامة وجوه الحاضرين ويوزعون الهدايا.

تهتف جموع العائلات تشجيعًا لصغارهم في نزالات الأطفال. (© مكتبة هاغا)
تهتف جموع العائلات تشجيعًا لصغارهم في نزالات الأطفال. (© مكتبة هاغا)

ويبدأ صباح المهرجان بموكب ”ميكوشي“ أو المزار الشنتوي المتنقل، يليه بعد الظهيرة نزالات السومو. وتهتف جموع العائلات للنزالات الطقسية ”هونوزومو“ التي يبلغ عددها 33 نزالًا للأطفال في سن المدرسة الابتدائية ومن هم أصغر سنًا، ويستمتع الجميع بالقرارات التحكيمية. وبعد ذلك، يدخل المصارعون الشباب الحلبة لأداء رقصة الـ ”سومودوري“، مصحوبة بالأغاني التقليدية. ويقف المغني في وسط الدائرة ويغني بصوت عالي، بينما ينضم المصارعون الراقصون معه بأصوات أعمق، الأمر الذي يملأ المكان بأجواء مهيبة.

 يأخذ الأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة الخاتم المغطى بمظاريف الهدايا المليئة بالمال. (© مكتبة هاغا)
يأخذ الأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة الخاتم المغطى بمظاريف الهدايا المليئة بالمال. (© مكتبة هاغا)

والحدث الأبرز في المهرجان هو ”ناكيزومو“، أو فقرة ”السومو الباكي“، حيث يدخل الأطفال إلى الحلبة. ويقوم أحد المصارعين باستعراض الـ ”شيكو“ وهو يهتف ”دوسوكوي!“ ليدفع الخصم الرضيع على إطلاق صيحاته الباكية. حيث يُعتقد أن البكاء بصوت عال يحسن من الصحة المستقبلية.

والحدث الأخير هو ”واريزومو“، حيث يتواجه المصارعون من المراتب الثلاثة الأولى ”أوزيكي“ و ”سيكيواكي“ و ”كوموسوبي“ من المناطق الشرقية والغربية. وتخلق هذه النزالات الجادة بين الرجال الأقوياء مشهدًا وأجواء رائعة.

 تتواجه المراتب الثلاثة الأولى من المناطق الشرقية والغربية في عرض ”واريزومو“ بالمهرجان. (© مكتبة هاغا)
تتواجه المراتب الثلاثة الأولى من المناطق الشرقية والغربية في عرض ”واريزومو“ بالمهرجان. (© مكتبة هاغا)

مهرجان كاراتوياما شينجيزومو

(من 25 سبتمبر/ أيلول، بمدينة هاكوي، محافظة إيشيكاوا)

يدخل المصارعون في النزالات الطقسية إلى الحلبة وهم يرتدون أحزمة ”مواشي“ المزخرفة المقدمة من الرعاة ويؤدون أغاني ”سوموجينكو“. (© مكتبة هاغا)
يدخل المصارعون في النزالات الطقسية إلى الحلبة وهم يرتدون أحزمة ”مواشي“ المزخرفة المقدمة من الرعاة ويؤدون أغاني ”سوموجينكو“. (© مكتبة هاغا)

ويعد مزار مدينة هاكوي، الواقع عند قاعدة شبه جزيرة نوتو، مخصص لـ ”إيواتسكوواكي نو ميكوتو“، ابن الإمبراطور ”سوينين“. ويقال إنه كان عاشقًا كبيرًا لرياضة السومو، لذلك يستضيف هذا المزار كل عام بطولة طقسية تقام في 25 سبتمبر/ أيلول، والتي كانت منذ فترة طويلة فرصة للمصارعين المحليين للتجمع واستعراض قوتهم.

وميدان المعركة هو ”كاراتوياما سوموجو“ الواقع على بعد حوالي كيلومتر واحد إلى الجنوب من المزار. ويقال إنها أقدم حلبة سومو في الهواء الطلق في اليابان. وتشتهر طقوس السومو هذه بأنها تُجري ”بدون ماء، بدون ملح، ودون فترات راحة“، ويتم التنافس من خلال حوالي 50 نزالًا تُعقد بوتيرة سريعة.

 تقع الحلبة في تجويف على شكل وعاء، مع المنحدرات المحيطة التي تخلق مقاعد أرضية طبيعية على الملعب. (© مكتبة هاغا)
تقع الحلبة في تجويف على شكل وعاء، مع المنحدرات المحيطة التي تخلق مقاعد أرضية طبيعية على الملعب. (© مكتبة هاغا)

وتبدأ النزالات في حوالي الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر مع أطفال المدارس الابتدائية في مباريات تدريبية، بينما يبدأ عرض ”كيوسانزومو“ من المصارعين الصغار في السن. وفي حوالي الساعة الثامنة مساءً، هناك استراحة يتم فيها إشعال النيران، وتبدأ النزالات الطقسية الأكثر جدية. وبعد قرع الطبول الاحتفالية وعروض ”سوموجينكو“ الغنائية، يتم ترتيب المباريات: نزالات ”مائيومي“ لتحديد من يصل إلى أدنى رتبة المسماة ”كوموسوبي“؛ ونزالات ”ناكايومي“ لتحديد صاحب مرتبة الـ ”سيكيواكى“ الجديد؛ و ونزالات ”أوكويومي“ لتحديد المصارعين الجدد الذين سيصعدون إلى أعلى مرتبة الـ ”أوزيكي“.

ولا يتم تقسيم المصارعين إلى مناطق شرقية وغربية كما هو الحال في منافسات ”أوزومو“، ولكن حسب مكان ميلادهم. وتنقسم مدينة هاكوي إلى أقسام حول بحيرة أوتشيغاتا المركزية، وتضم منطقة كامياما منطقتي كاغا وإيتشو إلى الجنوب، والمنحدرات الشمالية لشبه جزيرة نوتو المعروفة باسم شيموياما. ويأتي مرشح لمرتبة أوزيكي واحد من كل قسم، كامياما وشيموياما. ويتم اختيار المصارعين قبل شهر من قبل مدرب كان حامل مرتبة أوزيكي في الماضي، ويتم اختياره على أساس مهارته في المصارعة وشخصيته ومساهماته في المهرجان. ويحظى كل مصارع بدعم جمعية محلية تضم أكثر من 100 مشجع، الذين بدورهم يصنعون أحزمة ”كيشوماواشي“ الباهظة الثمن ويقدمون الدعم الحماسي حتى وقت النزال.

تتميز نزالات ”أوكويومي“ باحتدام منافساتها. (© مكتبة هاغا)
تتميز نزالات ”أوكويومي“ باحتدام منافساتها. (© مكتبة هاغا)

وبعد حسم المنافسات في نزالات مرتبتي كوموسوبي وسيكيواكي، تشتعل المنافسة مع حلول وقت الحدث الكبير: نزال الـ أوزيكي. إلا أنه وعلى عكس النزالات العادية، يدخل كلا المصارعين إلى الحلبة في نفس الوقت. ويكون هناك دائمًا تراشق ساخن بالكلمات، ثم بعد الكثير من المداولات حول المصارعة، يتم إعلان نتيجة المباراة بالتعادل، مع ميلاد مصارعين جديدين من الـ أوزيكي اللذين يحظيان بالإشادة والقبول من الجميع.

ويُحمل الفائزان من قبل زملائهما من الحلبة إلى مزار هاكوي للإعلان عن فوزهما. وفي العام التالي، يصبحا رئيسا إسطبلات السومو المحلية وبالتالي يتولو مسؤولية تدريب المصارعين الأصغر سنًا. وهذا يضمن استمرار توارث طقوس السومو بنفس الطريقة من سنة إلى أخرى.

 حاملي لقب الـ أوزيكي الجديدين يُحملا على أكتاف رفاقهما ويسار بهما في شوارع المدينة. (© مكتبة هاغا)
حاملي لقب الـ أوزيكي الجديدين يُحملا على أكتاف رفاقهما ويسار بهما في شوارع المدينة. (© مكتبة هاغا)

(النص الأصلي باللغة اليابانية، والترجمة من اللغة الإنكليزية. التواريخ المذكورة هي تلك التي تقام فيها المهرجانات عادة. صورة الموضوع: المصارع المنفرد، يُدعى ”إيشيريكيزان“، يتصارع مع خصم غير مرئي في مزار ”أويامازومي“ في مدينة إيمباري بمحافظة آيتشي. © مكتبة هاغا)

السومو الثقافة الشعبية الثقافة الفرعية الثقافة التقليدية