رحلة في العادات اليابانية: دليل الإتيكيت المتكامل
مدخل المنزل في اليابان: التقاليد التي تجسد الفاصل السحري بين الداخل والخارج
سياحة وسفر
ثقافة- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
مميزات المنازل اليابانية
إن عادة خلع الأحذية عند مداخل المنازل والنزل والمعابد وفي غرف التاتامي في المطاعم، هي عادة يابانية معروفة الآن في العديد من الدول الأخرى. يعود هذا التقليد إلى حقيقة أن اليابانيين كانوا يجلسون على الأرض لتناول الطعام، وينامون على فراش الفوتون الذي يتم مده على الأرض، مما رسخ المنع الصارم لارتداء الأحذية داخل المنازل منذ العصور القديمة.
عادة خلع الأحذية موجودة أيضًا في بلدان أخرى، ولكن السمة المميزة للمنازل اليابانية هي وجود ”درجة“ تفصل المنطقة الداخلية للمنزل عن المنطقة التي يتم فيها خلع الأحذية، وتُسمى ”أرضية المدخل“ أو ”تاتاكي“.
أسماء أجزاء المدخل
- أرضية المدخل / تاتاكي: مساحة لخلع الأحذية.
- أغاري كاماتشي (درجة الصعود إلى داخل المنزل): الدرجة التي تفصل بين داخل المنزل وخارجه. كما أنها تُستخدم كمكان للجلوس عند ارتداء وخلع الأحذية ولمنع دخول الغبار.
- درجة خشبية: يتم تخصيصها كدرجة مساعدة في حال كانت درجة الصعود إلى داخل المنزل مرتفعة.
- قاعة المدخل: أرضية داخل المنزل. يرتدي الضيوف النعال فيها.
في اليابان، حيث يتميز الصيف بالرطوبة العالية والحرارة، والشتاء بالجفاف، كانت المنازل الخشبية التي يمكن التحكم بالرطوبة فيها بشكل جيد هي الاتجاه السائد منذ فترة طويلة. توجد ”درجة“ عند المدخل لإنشاء هيكل أرضي مرتفع لمنع الرطوبة من إتلاف الخشب الموجود أسفل الأرضية. يُطلق على هذا الجزء اسم ”أغاري كاماتشي“، وغالبًا ما يتم ربط أجزاء الديكور الخشبية به.
وحتى في المجمعات السكنية حيث لا تحتاج الأرضية إلى رفع هيكلي، يمكن القول إن إنشاء ”أغاري كاماتشي“ كعلامة لتحديد المنطقة المخصصة لخلع الأحذية هو تعبير عن نظافة الأشخاص الذين ”لا يريدون أن يُدخلوا الأوساخ إلى داخل منازلهم“. ومثل بوابة الدخول إلى المعبد الشنتوي (توري)، فإن مدخل المنزل هو كالحاجز النفسي الذي يفصل بين منطقتين.
في اليابان، إذا كان الشخص الذي جاء للزيارة ليس من ذوي القربى، أو كانت الزيارة لوقت قصير، فعادةً ما يتم استقباله عند المدخل فقط. وتحرص بعض المنازل على تزيين الحائط أو خزانة الأحذية بلوحات، صور، زهور، وغيرها، لأن المدخل يُعتبر بمثابة مساحة استقبال بسيطة.
الحرص على عدم إدخال الأوساخ إلى المنزل
عند دخول المكان الذي تقوم بزيارته، من الأفضل تجنب السير حافي القدمين لتجنب إدخال الأوساخ إلى داخله. وفي فصل الصيف، عندما تزداد حالات الخروج من المنزل بارتداء الصنادل وغيرها، يمكن تجنب انتهاك آداب السلوك عن طريق الاحتفاظ بالجوارب في الحقيبة. في أوائل العصر الحديث، عندما كانت صنادل واراجي (صنادل مصنوعة من القش) وزوري (صندل ياباني تقليدي يتم ارتداؤه مع الكيمونو عادة) شائعة الاستخدام، كان الزوار يغسلون أقدامهم عند أرضية المدخل أو يرتدون جوارب تابي (جوارب تقليدية يابانية) نظيفة.
ويُعد خلع المعطف عند مدخل المكان الذي تزوره فكرة جيدة أيضًا لتجنب إدخال الأوساخ من الخارج. ولنفس السبب، قم بإخراج الهدايا التي أحضرتها معك من الفروشيكي (قطعة قماش للف الهدايا وغيرها) أو الأكياس قبل إدخالها إلى داخل المنزل، وقم بتسليمها بعد إلقاء التحية في الداخل بشكل رسمي. وإذا كان لديك نباتات في أصيص أو أشياء قابلة للتلف، قم بتسليمها عند المدخل لتجنب دخول الأتربة والروائح إلى داخل المنزل.
وقم باستخدام يديك عند خلع حذائك وارتدائه، واحذر من توجيه ظهرك نحو الشخص الذي يستقبلك.
طريقة خلع الحذاء في المكان الذي تتم زيارته
- قم بخلع حذاءك من قدمك الأبعد عن الشخص الذي يقوم باستقبالك، ثم قم بالدخول. (لتجنب ملامسة الشخص الآخر في حالة التعثر)
- لا تقم باستخدام كعب القدم عند خلع الحذاء، واجلس في وضع القرفصاء واستخدم يديك إذا لزم الأمر. ويُمنع توجيه الظهر باتجاه الشخص الآخر.
- إذا وجدت صعوبة في الجلوس في وضع القرفصاء، قل ”معذرة“ واجلس على ”أغاري كاماتشي“. وعند القيام بذلك، قم بالجلوس بشكل جانبي بحيث لا تقوم بتوجيه ظهرك إلى الشخص الآخر.
- بعد وضع كلا القدمين على ”أغاري كاماتشي“ قم بثني ركبتيك بحيث لا تقوم بتوجيه ظهرك إلى الشخص الآخر. ثم قم بمحاذاة حذائك بيد واحدة بحيث يكون متجهًا للخارج، ثم ضعه على الطرف الأبعد عن الشخص الآخر أو على جانب خزانة الأحذية.
- قم بارتداء النعال إذا توفر.
عند المغادرة
- اتجه إلى الباب الأمامي، واخلع النعال وارتدِ حذاءك.
- بعد ارتداء الحذاء، قم بتوجيه النعال نحو المنزل ووضعه في الطرف الآخر الذي لا يوجد فيه الشخص الذي يقوم بتوديعك.
لماذا تفتح الأبواب للخارج؟
إن الأبواب التي تفتح للخارج مصممة بحيث تكون المفاصل على الجانب الخارجي، وبالتالي من الممكن كسرها والدخول إلى المنزل. لذلك يتم اختيار الأبواب التي تفتح للداخل في جميع أنحاء العالم لأسباب أمنية، حيث يسهل إيقاف المتسلل عن طريق سد الباب بالجسم أو بشيء ثقيل. بينما يجب فتح الباب للخارج في اليابان لتوفير مساحة لخلع الأحذية وارتدائها، ولحسن الحظ فإن هذه أيضًا علامة على أن الوضع الأمني جيد جدًا بحيث لا توجد مشكلة في فتح الأبواب للخارج.
وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو إهمالًا، إلا أن أبواب معظم مداخل المنازل اليابانية من الأبواب المنزلقة. فقبل عقد من الزمن، كانت علاقات الجيرة وثيقة، وكانت العديد من المنازل تُترك مفتوحة بعد إخبار الجيران بالخروج منها. كما لم يكن من النادر ترك النوافذ والأبواب مفتوحة للتهوية.
إنها سمة غريبة للشعب الياباني أن يفصل بوضوح بين ”الخارج والداخل“ عند المدخل، في حين يعتبر اليابانيون ”الجيران حتى ثالث جار من كلا الجانبين“ من الأقارب.
الإشراف: شيبازاكي ناوتو
أستاذ مشارك في قسم الدراسات العليا في جامعة غيفو. متخصص في الأبحاث المتعلقة بأنظمة تعليم آداب السلوك من منظور نفسي، ويقوم أيضًا بتقديم التوجيه لمعلمي آداب السلوك. يشارك أيضًا في تدريب المدربين باعتباره المعلم العام لآداب السلوك بطريقة مدرسة أوغاساوارا (مدرسة من مدارس آداب السلوك اليابانية).
(النص الأصلي باللغة اليابانية من قسم التحرير في nippon.com، صورة العنوان © بيكستا)