
رحلات الحج في اليابان بالأبيض والأسود
رحلة عبر الزمن إلى جذور الأسطورة اليابانية
سياحة وسفر
ثقافة- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
كهف الرمح وأسطورة تأسيس البلاد
تقع محافظة مييازاكي في شرق كيوشو، وكانت تُعرف سابقا باسم هيوغا (وتعني حرفيا ”باتجاه الشمس“)، وترتبط ارتباطا وثيقا بعصر الآلهة وبدايات اليابان الأسطورية كأمة. تروي الأسطورة كيف هبط نينيغي نو ميكوتو، حفيد إلهة الشمس، إلى الأرض في تاكاتشيهو، وترتبط حكايات ابنيه هوري وأوغايا فوكيأيزو بمواقع أخرى على طول ساحل مييازاكي. ويتمحور ختام القصة حول شخصية من الجيل الرابع بعد نينيغي هو كامو ياماتو إيواري بيكو، الذي انطلق من كيوشو لتأسيس حكمه في أرض ياماتو الواقعة في محافظة نارا حاليا. ويعتبر هذا ”الزحف شرقا“ تقليديا بداية تأسيس اليابان كأمة، ويُبجل جينمو باعتباره أول تينّو (إمبراطور) أسطوري لليابان.
ويُقال إن معبد كومامييا في نيتشينان الواقع إلى الجنوب من مييازاكي وأوشيما على الساحل، قد بُني في موقع القصر الذي قضى فيه جينمو طفولته. وتوجد صخرة مقدسة (إيواكورا) داخل حرم المعبد، تشير إلى المكان الذي ترك فيه الإمبراطور جينمو رمحه كقربان قبل انطلاقه في حملته لفتح البلاد.
تقود سلسلة من الدرجات الحجرية شديدة الانحدار إلى معبد ميهوكو نو إيواكورا. (© أوساكا هيروشي)
يمكن الوصول إلى المعبد عبر صعود الدرجات الحجرية الموجودة جانب المبنى الرئيسي له ”هوندين“. وتوجد في الأعلى صخرة ضخمة يبلغ ارتفاعها حوالي 8 أمتار وعرضها 5 أمتار. يمتد شق عميق عبر الجزء العلوي من الصخرة، يبدو وكأنه فم وحش مفتوح يزأر في السماء. تحيط بالصخرة أشجار تتمايل أوراقها في النسيم، وتتسلل أشعة الشمس من بين الأغصان في جو آسر ومهيب يليق بمكان يُنظر إليه على أنه مقدس منذ فجر التاريخ الياباني.
يقال إن إله البحر التنين قد ظهر في هذا المكان. (© أوساكا هيروشي)
شهد خط الساحل تغيرا كبيرا منذ عصور ما قبل التاريخ. كان هذا الموقع يطل في الأصل على الشاطئ، وقد نحتت الأمواج التي ضربت وجه الجرف شقا في الصخرة. كان الناس في العصور القديمة يقدّسون الصخور والأشجار باعتبارها يوريشيرو أي أماكن يمكن أن تجذب الكامي لتتجلى في العالم البشري. كانت هذه المواقع نقاطا محورية مهمة للعبادة، ومن المرجح أن هذه الصخرة العملاقة كانت تُستخدم أيضا لإقامة طقوس دينية. وتقول التقاليد المحلية إن الإمبراطور جينمو زار هذه الصخرة قبل انطلاقه في رحلته وترك رمحه المفضل كقربان، داعيا من أجل نجاح حملته لتوحيد البلاد، وهو الحدث الأسطوري الذي لا يزال يُحتفل به كيوم لتأسيس الأمة في 11 فبراير/شباط.
تمثال للإمبراطور جينمو يقف أمام ”هايدين“. (© أوساكا هيروشي)
معبد كومامييا
- مكرس للإله جينمو تينّو، ”الإمبراطور الأول“ الأسطوري لليابان
- العنوان: هيراياما 1095، نيتشينان، محافظة مييازاكي
هذا المعبد قديم جدا، وتشير السجلات إلى أنه بُني خلال فترة أسوكا (593–710)، وتحديدا في عام 697. تعني كلمة كوما ”حصان أو مهر“. وعندما انطلق الإمبراطور جينمو في رحلته لتوحيد البلاد، أطلق سراح خيوله المفضلة في مرج يقع على بُعد حوالي أربعة كيلومترات شمال هذا المكان. ويمكن رؤية العديد من تماثيل الخيول الحجرية في المعبد حتى اليوم.
الصخرة القائمة التي صلّى عندها جينمو من أجل نجاح حملته إلى الشرق
يُقال إن المكان الذي انطلق منه الإمبراطور جينمو في زحفه شرقا يقع في ميميتسو، وهي الآن جزء من مدينة هيوغا في الجزء الشمالي الشرقي من المحافظة.
منطقة ميناء ميميتسو هي منطقة محمية وطنية تضم مباني تاريخية مهمة. (© أوساكا هيروشي)
اشتهرت ميميتسو منذ العصور القديمة بمينائها الطبيعي المتميز، وازدهرت البلدة منذ عصر إيدو (1603-1868) وحتى العقود الأولى من القرن العشرين كمركز مهم للتبادل التجاري والتوزيع. كانت المنطقة المحيطة بالميناء تعج بالأنشطة، حيث تكتظ بأكشاك تموين السفن والتجار من شتى الأنواع. وقد أطلق على هذا النشاط التجاري النابض بالحياة عبارة ”ميميتسو سينكين“ بمعنى ”ألف متجر في ميميتسو“. ورغم أن ذلك العصر قد مضى منذ زمن بعيد، إلا أن مداخل الطوابق الأرضية المهيبة والعوارض السميكة لمنازل التجار تُذكرنا بتلك الأيام المليئة بالحيوية والتجارة. وأثناء تجولي في الشوارع الهادئة وهبات النسيم العليل القادمة من البحر تلامس وجهي، يسهل عليّ أن أتخيل كيف كانت تبدو هذه المنطقة قبل قرون.
معبد تاتيئوا. (© أوساكا هيروشي)
يقع معبد تاتيئوا (الصخرة القائمة) بالقرب من النهر حيث تنتهي الشوارع القديمة، أما الصخرة المقدسة (إيواكورا) التي يحمل المعبد اسمها فتقع خلف المبنى الرئيسي للمعبد ويبلغ ارتفاعها 8 أمتار وعرضها حوالي 15 مترا. تمتد شقوق مستقيمة بشكل عمودي على الصخرة العملاقة. وهي ناتجة عن ظاهرة جيولوجية تُعرف باسم الوصلات العمودية، والتي تحدث عندما تبرد الحمم البركانية وتتصلب، ما يُؤدي إلى تشققات عمودية تجعل الصخرة على شكل أعمدة. وقد تشكلت هذه البنية الشبيهة بالأعمدة بفعل النشاط البركاني قبل حوالي 15 مليون سنة، وهي سمة شائعة في المنحدرات والجروف الصخرية في هذه المنطقة. تقول الأسطورة إن الإمبراطور جينمو زار هذه الصخرة قبل انطلاقه في حملته، حيث أدى الصلوات من أجل رحلة آمنة ونصر في المعركة.
تاتيئوا (الصخرة القائمة) خلف المبنى الرئيسي للمعبد. (© أوساكا هيروشي)
تروي الأسطورة أن أسطول جينمو أبحر في اليوم الأول من الشهر الثامن. كان جينمو قد قدّم موعد انطلاقه، فغادر قبل الفجر لاستغلال الرياح المواتية. وكان الناس يطرقون الأبواب ليحثّوا جيرانهم على الخروج وتوديعه في رحلته، وهم يهتفون ”أوكييو، أوكييو (استيقظوا، استيقظوا!)“. ولا تزال هذه الأسطورة حية حتى اليوم من خلال مهرجان أوكييو ماتسوري، حيث يركض الأطفال في أرجاء الحي لإيقاظ السكان النائمين، لإحياء ذكرى بطولات جينمو الأسطورية. ورغم أن جينمو يُعتبر على الأرجح شخصية أسطورية، إلا أن أسطورته لا تزال حاضرة حتى يومنا هذا، ويُحتفل بها في جميع أنحاء اليابان ولاسيما على شواطئ كيوشو ”التي تنعم عليها الشمس“، المكان الذي بدأت رحلته فيه نحو فتح أراض جديدة.
يُقال إن هذا المكان المقدس داخل حرم المعبد يُشير إلى المكان الذي استراح فيه جينمو خلال استعداداته للانطلاق شرقا (© أوساكا هيروشي)
معبد تاتيئوا
- مكرس للآلهة سوكو زوتسو نو أو نو ميكوتو، ناكا تسوتسو نو أو نو ميكوتو، أووا تسوتسو نو أو نو ميكوتو، جينمو تينّو
- العنوان: 3419 ميميتسو، هيوغا، محافظة مييازاكي
حسب التقاليد، فقد بُني المعبد في عهد الإمبراطور الثاني عشر الأسطوري كيكو، تكريما للأسطورة التي تقول إن جينمو صلى هنا للآلهة الثلاثة ”سومييوشي“ الحامية للبحار قبل انطلاقه في رحلته شرقا.
(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، النص والتحرير من إعداد كيتازاكي جيرو. الترجمة من الإنجليزية. صورة العنوان: ميهوكو نو إيوايا أو ”كهف الرمح“، حيث يُقال إن جينمو ترك رمحه في معبد كومامييا، © أوساكا هيروشي)