بالصور: مليون ين مقابل الإقامة لليلة واحدة فقط في هذا المعبد الياباني!

تاريخ اليابان

سُلط الضوء مؤخرا على عرض للإقامة ليلة واحدة في معبد نينّاجي المدرج على قائمة التراث العالمي وذلك لقاء مليون ين. ولكن ما هي الأسباب التي قد تدفع معبد شهير في كيوتو لسلوك ذلك الطريق التجاري؟ في هذه المقالة نلقي نظرة على ما يعنيه برنامج الضيافة ذاك في المعبد، كما نجري مقابلات مع ضيوف لنستطلع ردود أفعالهم ونخوض بأنفسنا تجربة جزء من عرض الإقامة.

في ربيع عام 2018 أعلن معبد نينّاجي في كيوتو عن دخوله إلى قطاع الإسكان السياحي بخطة واحدة ومكلفة بشكل فريد، وهي حزمة سياحية تكلف مليون ين في الليلة الواحدة. وتلك الخطة تستهدف بشكل أساسي السياح الأثرياء من الخارج، وهي مخصصة لاستضافة مجموعة واحدة يمكن أن يصل عدد أفرادها لخمسة أشخاص في اليوم. الرسوم الخاصة بوجبات الطعام تدفع بشكل منفصل.

أسس معبد نينّاجي الذي يقدم هذه التجربة الفريدة، على يد الإمبراطور أودا (866-931) في عام 888. وهو المعبد الرئيسي لمدرسة أومورو التابعة لطائفة شينغون البوذية. كان للإمبراطور، الذي ألزم نفسه بنذور دينية عند تنحيه عن العرش في عام 897، مسكن (أومورو) مشيد في ساحة المعبد. وهذا هو السبب وراء تسمية المعبد أيضا باسم ’’أومورو غوشو (سكن أومورو الإمبراطوري)‘‘. وعلى مدى القرون التالية، شغل أعضاء من السلالة الإمبراطورية منصب كبير كهنة المعبد. وبسبب ذلك الارتباط الوثيق بين معبد نينّاجي والعائلة الإمبراطورية وطبقة النبلاء، أصبح أكثر المعابد الإمبراطورية السابقة هيبة. وفي عام 1994 حدد المعبد باعتباره جزءا من المعالم التاريخية في كيوتو الأثرية وهو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.

بوابة نيومون المهيبة في معبد نينّاجي وهي أحد الأصول الثقافية المهمة. ويبلغ ارتفاع البوابة 18.7 متر.
بوابة نيومون المهيبة في معبد نينّاجي وهي أحد الأصول الثقافية المهمة. ويبلغ ارتفاع البوابة 18.7 متر.

 المجسد الرئيسي في قاعة كوندو هو تمثال لأميتابها (أميدا). وقد تم نقل الهيكلين سيئيدين وشينشيندين المحددين ضمن الكنوز القومية، إلى نينّاجي أثناء فترة ’’كان ئي‘‘ (1624-1644).
المجسد الرئيسي في قاعة كوندو هو تمثال لأميتابها (أميدا). وقد تم نقل الهيكلين سيئيدين وشينشيندين المحددين ضمن الكنوز القومية، إلى نينّاجي أثناء فترة ’’كان ئي‘‘ (1624-1644).

يقول كانازاكي غيشين المسؤول عن إدارة الأصول العقارية في نينّاجي ’’إن رسوم المليون ين ليست فقط لقاء الإقامة. فالهدف من إقامة ضيوفنا في نينّاجي هو أن تشكل تجربة ثقافية غامرة لهم. قمنا بتجديد ’’شورين أن‘‘ – حيث يقيم الضيوف – لتلبية توقعات الأفراد الأثرياء الذين نستقبلهم في المعبد فيما يتعلق بالراحة. بمجرد إغلاق بوابات المعبد أمام عامة الناس لهذا اليوم، يمكن لضيوفنا الاستمتاع بالجو الذي يعبق به معبد نينّاجي بدون أن يعوقهم أي شيء وذلك حتى صباح اليوم التالي‘‘.

يصبح المعبد المدرج على قائمة التراث العالمي ملكا للضيوف في الليل ما يمكنهم من الانغماس في تجربة ثقافية فريدة. وقد انطلقنا إلى هناك لمعرفة المزيد.

أغلقت بوابة نيومون وغادر جميع الزوار، وبإمكان الضيوف الآن الاستمتاع بغروب الشمس الرائع بمفردهم فقط.
أغلقت بوابة نيومون وغادر جميع الزوار، وبإمكان الضيوف الآن الاستمتاع بغروب الشمس الرائع بمفردهم فقط.

منظر عن قرب لقاعة كوندو منارة بأضواء المساء، وهو ما يشكل تجربة فريدة.
منظر عن قرب لقاعة كوندو منارة بأضواء المساء، وهو ما يشكل تجربة فريدة.

المعابد كمراكز للثقافة اليابانية

يمكن العثور على الكثير من الهياكل الأثرية – بدءا من قاعة كوندو المحددة باعتبارها كنزا قوميا – على أرضية نينّاجي الواسعة. وتستضيف مبانيه تماثيل ولوحات بوذية وأشياء متعلقة بالأسرة الإمبراطورية. كما أن حدائق المعبد والمناطق الطبيعية المحيطة بها مذهلة، وتعد أشجار الكرز المعرفة باسم ’’أومورو زاكورا‘‘ التي تزهر في وقت متأخر من الموسم أماكن جذب سياحي شهيرة في الربيع.

تزهر أشجار أومورو زاكورا في معبد نينّاجي في وقت متأخر لتختتم موسم تفتح أزهار الكرز. يظهر في الخلفية ضمن المعبد برج ’’باغودا‘‘ مكون من 5 طوابق وهو محدد ضمن الأصول الثقافية المهمة، وهو ما يعطي منظرا رائعا.
تزهر أشجار أومورو زاكورا في معبد نينّاجي في وقت متأخر لتختتم موسم تفتح أزهار الكرز. يظهر في الخلفية ضمن المعبد برج ’’باغودا‘‘ مكون من 5 طوابق وهو محدد ضمن الأصول الثقافية المهمة، وهو ما يعطي منظرا رائعا.

 في فصل الخريف، تضيف أوراق أشجار القيقب النابضة بالحياة جوا رائعا لمعبد نينّاجي.
في فصل الخريف، تضيف أوراق أشجار القيقب النابضة بالحياة جوا رائعا لمعبد نينّاجي.

يقول كانازاكي ’’كانت المعابد في السابق مراكز لإبداع ونشر الثقافة. وتقع اليوم على عاتقنا مسؤولية مواصلة نقل ثقافة اليابان إلى الشباب. استقبل المعبد في السنوات الأخيرة عددا متزايدا من الزوار من الخارج، لذلك أعتقد أن دورنا هو التعريف بثقافتنا ليس فقط في اليابان، ولكن في جميع أنحاء العالم‘‘.

إن بناء متحف أو منشأة جديدة أخرى للتعريف بالثقافة اليابانية مهمة مكلفة، لذلك يعتقد كانازاكي أن المعبد يجب أن يستفيد من محيطه لعرض كنوزه، مع الحرص الكامل على الحفاظ على المباني الموجودة داخله.

لعبت المعابد دورا هاما في تخليد التراث الثقافي لليابان. وتقف المباني شاهدة على مهارات ’’مييادايكو‘‘ أو الحرفيين المتخصصين في تشييد المعابد. قام النحاتون – بعضهم مشهورون في حين أن آخرين ضاعت أسماؤهم في غياهب التاريخ – بإنشاء التماثيل الموجودة في المعابد في جميع أنحاء البلاد. وعمد الرسامون المشهورون وتلامذتهم على تزيين الجدران والحواجز الداخلية بصور تدور حول موضوعات تتعلق بالدين أو الطبيعة. استضافت المعابد أيضا ممارسات ثقافية تتراوح بين طقوس تقديم الشاي ورؤية الزهور ومشاهدة القمر إلى مسابقات الشعر.  وقد كان نينّاجي على وجه الخصوص مكانا تجتمع فيه شخصيات رفيعة المستوى وأدباء في عصر هييان (794-1185) وذلك بالنظر إلى خلفيته كمعبد إمبراطوري. وحتى أثناء عصر إيدو (1603-1868)، كانت المنطقة المحيطة بالمعبد مكان إقامة الكثير من الفنانين والشخصيات الثقافية. وغني عن القول إن نينّاجي كان أيضا منشأة دينية جذبت المؤمنين. وقد لا يكون هناك بالفعل مكان أفضل لتجربة الثقافة اليابانية بكامل جوانبها من معبد نينّاجي.

التمثال الرئيسي في قاعة كوندو هو لأميتابها (أميدا) ومحاط بتمثال أفالوكيتسافارا (كانّون) على اليسار وماهاستهامابرابتا (دايسيشي بوساتسو) على اليمين.
التمثال الرئيسي في قاعة كوندو هو لأميتابها (أميدا) ومحاط بتمثال أفالوكيتسافارا (كانّون) على اليسار وماهاستهامابرابتا (دايسيشي بوساتسو) على اليمين.

يمكن للضيوف الذين يمكثون طوال الليل رؤية برج باغودا من الداخل والذي يكون عادة مغلق أمام عامة الناس. التمثال الرئيسي هنا هو فايروتشانا (داينيتشي نيوراي).
يمكن للضيوف الذين يمكثون طوال الليل رؤية برج باغودا من الداخل والذي يكون عادة مغلق أمام عامة الناس. التمثال الرئيسي هنا هو فايروتشانا (داينيتشي نيوراي).

تم الانتهاء مؤخرا من عملية تجديد قاعة كانّون التي استمرت 6 سنوات. وهنا تجرى الممارسات الدينية للكهنة، وعادة لا تكون القاعة مفتوحة أمام عامة الناس.
تم الانتهاء مؤخرا من عملية تجديد قاعة كانّون التي استمرت 6 سنوات. وهنا تجرى الممارسات الدينية للكهنة، وعادة لا تكون القاعة مفتوحة أمام عامة الناس.

إقامة في أحد مواقع التراث العالمي

بمجرد إغلاق بوابة المعبد لليوم، يمكن للضيوف التجول في جميع أنحاء أرضية المعبد، يرافقهم كاهن يقوم مقام الدليل السياحي. يكون المكان خاليا من الناس، وباستطاعتهم زيارة المباني ورؤية كنوز المعبد التي لا يمكن لعامة الناس الوصول إليها عادة.

يقوم الضيوف بجولة خاصة في المعبد حيث يكتنفه جو من الغموض في أثناء الليل.
يقوم الضيوف بجولة خاصة في المعبد حيث يكتنفه جو من الغموض في أثناء الليل.

يُقدم العشاء في قاعة شيندين الرئيسية ضمن مجمع المعبد، وغالبا ما يتناول الضيوف وجبة الإفطار في إحدى غرف احتساء الشاي في المعبد. وبينما يشرح كبير الكهنة سيغاوا تايشو ذلك عندما يستقبل الضيوف، فإنهم يكونون قد وصلوا إلى المبنى الرئيسي للسكن الإمبراطوري حيث تقام الشعائر والمراسم. هناك غرفتان لاحتساء الشاي في أرضية المعبد، إحداهما هي هيتوتيي التي لعب الإمبراطور كوكاكو (1771-1840) دورا في تصميمها. والأخرى هي ريوكاكوتيي التي نُقلت إلى نينّاجي من منزل أوغاتا كينزان (1663-1743) لأن شقيقه الأكبر - الرسام الشهير من مدرسة رينبا - أوغاتا كورين (1658-1716) كان معجب بها. كلا الهيكلين محددان ضمن الأصول الثقافية المهمة.

يمكن للضيوف طلب مأكولات بعينها أو خوض تجارب ثقافية معينة مقدما. على سبيل المثال قد يرغبون في مشاهدة أداء غاغاكو أو شرح لتنسيق الزهور ’’إيكيبانا‘‘ أثناء تناول طعام من مطبخ شوجين ريوري النباني للمعبد. إن نينّاجي مخزن للكثير من الوثائق التاريخية، لذلك يمكن للضيوف أيضا طلب إعادة تجسيد ترفيهي لحدث تاريخي معين. وهذا الخيار متاح مقابل رسوم إضافية، ونظرا لأن كيوتو تشتهر بقدرتها على توفير تجارب مخصصة، فكل ما هو ممكن سيتم عمله لتلبية طلبات الضيوف.

 كبير الكهنة سيغاوا تايشو يخاطب الضيوف قبل العشاء في قاعة شيندين.
كبير الكهنة سيغاوا تايشو يخاطب الضيوف قبل العشاء في قاعة شيندين.

فن إيكيبانا لتنسيق الزهور على طريقة مدرسة أومورو يضيف لمسة ملونة على قاعة شيندين حيث يمكن للضيوف تناول الطعام على أصوات موسيقى غاغاكو الخاصة بالبلاط الإمبراطوري وعزف بفلوت شاكوهاتشي المصنوع من القصب.
فن إيكيبانا لتنسيق الزهور على طريقة مدرسة أومورو يضيف لمسة ملونة على قاعة شيندين حيث يمكن للضيوف تناول الطعام على أصوات موسيقى غاغاكو الخاصة بالبلاط الإمبراطوري وعزف بفلوت شاكوهاتشي المصنوع من القصب.

غرفة هيتوتيي بالقرب من برج الباغودا هي مكان إقامة طقوس تقديم الشاي وتناول وجبة الصباح.
غرفة هيتوتيي بالقرب من برج الباغودا هي مكان إقامة طقوس تقديم الشاي وتناول وجبة الصباح.

بانتظار الضيوف الذين يمكثون الليل في المعبد تجارب ثقافية لا تمحى من الذاكرة. حيث يمكنهم اختيار جلسة لمشاهدة القمر على ضوء الشموع في الحديقة الجنوبية لمقر الإقامة الإمبراطوري ’’غوتين‘‘ بينما ينشد الكهنة شوميو. وباستطاعتهم الاستمتاع بجمال القمر في الخريف فوق رمل الحديقة الأبيض مع تناول زلابية من أرز الدانغو ومع أعشاب السهول اليابانية ’’سوسوكي‘‘، تماما مثلما كان مؤسس المعبد الإمبراطور أودا يفعل. وهناك خيار آخر يتمثل في مشاهدة اللوحات الجدارية داخل مباني المعبد مع دليل سياحي للتعليق عليها، أو ترتيب طقوس تقديم الشاي في غرفة هيتوتيي المكان المفضل للإمبراطور كوكاكو.

وبطبيعة الحال فإن الأمر يتطلب بعض الوقت لترتيب وإعداد تلك الخبرات الثقافية الفريدة من نوعها، كما أن استخدام الأصول الثقافية والكنوز للمعبد يترتب عليه نفقات. مثل تلك التجارب لا يمكن تقديمها للجميع، لذلك تم استهداف الأفراد الأثرياء والمؤثرين على أمل أن يتشاركوا ذكريات إقامتهم مع الآخرين.

 رؤية القمر على صوت أناشيد الكهنة هو تجربة لا مثيل لها يمكن أن تستمتع بها بالكامل داخل المعبد.
رؤية القمر على صوت أناشيد الكهنة هو تجربة لا مثيل لها يمكن أن تستمتع بها بالكامل داخل المعبد.

رؤية اللوحات الجدارية في قاعة كانّون، التي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، تتاح لعامة الناس أثناء عروض خاصة فقط.
رؤية اللوحات الجدارية في قاعة كانّون، التي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، تتاح لعامة الناس أثناء عروض خاصة فقط.

جنة في ’’شورين أن‘‘

إن مؤسسة نيبّون التي يهدف برنامجها ’’إيروها نيهون‘‘ لنقل ’’روح اليابان‘‘ إلى الآخرين من خلال ثقافتها، هي المنظمة التي تقف وراء هذا المشروع المبتكر. ويستهدف البرنامج بشكل أساسي الزوار غير اليابانيين المهتمين بالثقافة اليابانية، ويرتب لهم الإقامة في المعابد أو مواقع تاريخية أخرى للاستمتاع بتجربة ثقافية متعمقة. وتقدم المؤسسة إعانات مالية لتجديد معابد صغيرة أو هياكل أخرى غير المفتوحة أمام عامة الناس بهدف تجهيزها لإقامة الضيوف بحيث يقتصر الأمر على مجموعة واحدة لكل موقع. كما تدعم تشغيل البرنامج، بما في ذلك تقديم خدمة علاقات عامة. ويذهب جزء من الرسوم التي يدفعها الضيوف مقابل إقامتهم للحفاظ على الأصول الثقافية ونقل المهارات التقليدية. 

’’شورين أن‘‘ – حيث يقيم الضيوف في نينّاجي – هو المقر السابق لإقامة عائلة هيساتومي التي عمل أعضاؤها كأطباء وساموراي ملحقين بالمعبد. تم التبرع بالهيكل ونقله إلى أراضي المعبد ولكنه أصبح بحالة رثة. ولإنقاذ المبنى وضع الموظفون الشباب خطة وتقدّموا بطلب إلى برنامج إيروها نيهون. وقد أنفق في المجموع 157 مليون ين ياباني لتجديد المبنى وتجميل الحديقة، 80% منها مغطى بدعم من مؤسسة نيبّون.

 المدخل إلى ’’شورين أن‘‘.
المدخل إلى ’’شورين أن‘‘.

 يقع الهيكل المكون من طابقين في حديقة يابانية تثير جوا من الطمأنينة.
يقع الهيكل المكون من طابقين في حديقة يابانية تثير جوا من الطمأنينة.

يمكن للنزلاء في ’’شورين أن‘‘ الاستمتاع بحمام ياباني تقليدي والنوم على الفوتون الذي يوضع فوق أرضيات من حصير التاتامي. اختيار الأثاث وأدوات المائدة يتم بعناية، وجميعها مصنوع في اليابان، وتعرض أشياء تتعلق بالعائلة الإمبراطورية.

يقول كانازاكي مدير الأصول العقارية في نينّاجي: ’’ضيوفنا بشكل رئيسي أشخاص أثرياء من الخارج، من بينهم أشخاص يعرف كل ياباني أسماءهم. حتى أن أحد الزوار قال ’’أريد أن أعود مرة أخرى، لذا يرجى بناء كوخ آخر بجوار ’’شورين أن‘‘. بعض الأشخاص يزورون المعبد مع أسرهم وحتى أنهم يحضرون جلساء الأطفال معهم‘‘.

  ينام الضيوف على فرش فوتون في الغرف. وقد أولي اهتمام خاص بالأثاث، وجميع قطعه مصنوع في اليابان.
ينام الضيوف على فرش فوتون في الغرف. وقد أولي اهتمام خاص بالأثاث، وجميع قطعه مصنوع في اليابان.

 يمكن أيضا رؤية الحديقة من الطابق الثاني.
يمكن أيضا رؤية الحديقة من الطابق الثاني.

يمكن أن يستوعب مبنى ’’شورين أن‘‘ مجموعة تضم ما يصل إلى خمسة أشخاص، لكن الضيوف أحرار في دعوة الأصدقاء أو المعارف لتناول وجبة المساء معهم أو المشاركة في طقوس تقديم الشاي. ولخوض تجربة الحياة في المعبد بكامل نطاقها، يتم حث الضيوف على النهوض مبكرا والمشاركة في الروتين الصباحي للكهنة.

يمكن للضيوف اليابانيين الاستمتاع بهذه التجربة الفريدة. ويروي كانازاكي قصة عائلة زارت المعبد برفقة الوالدة المسنة. لقد أرادوا صنع ذكريات خاصة لها واستمتعوا بزيارتهم إلى حد كبير. يقترح كانازاكي أيضا أن إقامة حفل خطوبة مصحوبا بالإقامة في شورين أن‘‘ ستكون مناسبة لا تُنسى للعائلتين اللتين سترتبطان بموجب الزواج.

 حمام ياباني تقليدي يعتمد في تشييده على الخشب.
حمام ياباني تقليدي يعتمد في تشييده على الخشب.

 خزانة عرض تحتوي على كنوز المعبد والتي تتضمن بعض الأشياء المرتبطة بالعائلة الإمبراطورية.
خزانة عرض تحتوي على كنوز المعبد والتي تتضمن بعض الأشياء المرتبطة بالعائلة الإمبراطورية.

دور جديد للمعبد الرئيسي

أثارت قصة الإقامة في نينّاجي لقاء مليون ين ليلة واحدة الدهشة والاستغراب في بعض الأوساط حول انخراط منظمة دينية معفاة من دفع الضرائب في نشاط يترتب عليه دفع ضرائب. ولكن كانازاكي غير منزعج ويقر بأن ذلك ’’شكل إعلانا جيدا في حقيقة الأمر‘‘، ولكنه يشدد على أن المعبد يدفع ضريبة على عملياته الربحية.

ونينّاجي ليس للأغنياء فقط. فقد قام المعبد بالتخفيض التدريجي لرسوم الدخول لأولئك الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما منذ خريف عام 2018. تكسب معابد كيوتو الرئيسية دخولا كبيرة من وراء المجموعات السياحية المنظمة، لكن نينّاجي اختار التخلي عن ذلك الدخل لتشجيع دعم الثقافة اليابانية بين جيل الشباب.

’’نستقبل الكثير جدا من المجموعات المدرسية، ولكن الطلاب عادة ما يتجولون فقط داخل أرضية المعبد التي يكون الدخول إليها مجانيا. يغادر الكثيرون دون زيارة مباني المعبد أو حضور عروض خاصة للتحف الثقافية والتي توجد رسوم دخول عليها. ومن خلال إلغاء هذه الرسوم للطلاب، نأمل أن نشجع الشباب على الاهتمام بالتاريخ والتقاليد الطويلة لبلدنا. إذا نجحت جهودنا في الوصول إلى واحد أو اثنين من الشباب فأنا أشعر أنه سيكون الأمر يستحق ذلك. وعلى الرغم من أنهم قد لا يولون أهمية خاصة لزيارتهم إلى نينّاجي الآن، ولكن عندما يبلغون سن الرشد قد يشعرون أنهم يرغبون في زيارته مرة أخرى‘‘.

تظهر على الستارة القصيرة في أعلى بوابة نيومون علامة زهرة الأقحوان وهي رمز العائلة الإمبراطورية. الدخول إلى أرضية المعبد مجاني، ولكن هناك رسوم مقابل رؤية مقر الإقامة الإمبراطوري ’’غوتين‘‘ وقاعة الكنوز رييهوكان ومشاهدة عروض خاصة.
تظهر على الستارة القصيرة في أعلى بوابة نيومون علامة زهرة الأقحوان وهي رمز العائلة الإمبراطورية. الدخول إلى أرضية المعبد مجاني، ولكن هناك رسوم مقابل رؤية مقر الإقامة الإمبراطوري ’’غوتين‘‘ وقاعة الكنوز رييهوكان ومشاهدة عروض خاصة.

 البوابة الجنوبية لمقر الإقامة الإمبراطوري ’’غوتين‘‘ وبوابة الرسول الإمبراطوري تشوكوشيمون.
البوابة الجنوبية لمقر الإقامة الإمبراطوري ’’غوتين‘‘ وبوابة الرسول الإمبراطوري تشوكوشيمون.

يستهدف نينّاجي أيضا شرائح جديدة من الجمهور لزيادة شهرته. فعلى سبيل المثال تعاون المعبد مع شركة كاييودو المصنعة لنماذج مصغرة بهدف إنتاج مجسمات تشابه المجسم الرئيسي في المعبد – وهو تمثال أميتابها في وضعية الجلوس المصنف بأنه كنز قومي – كما استعان بنادي كاميرا طوكيو الذي يدير موقعا شهيرا على الإنترنت لرفع الصور، من أجل تصميم الإضاءة المسائية لأرضية المعبد.

يقول كانازاكي: ’’تواجه المعابد صعوبة كبيرة في الحفاظ على أصولها الثقافية وممتلكاتها. فبالإضافة إلى الاعتناء بالهياكل الموجودة على أرضية حصن المعبد، يحتوي نينّاجي العديد من المباني المهيبة ومساحة شاسعة من الأرض بما فيها الأماكن الثمانية والثمانون المقدسة في أومورو، والتي يتعين الاعتناء بها أيضا. نقوم بجمع رسوم الدخول للمعبد من الأشخاص الذين يأتون لمشاهدة المباني المحددة كأصول ثقافية، ولكن هذه تمثل أقل من 20% من الهياكل في نينّاجي، ويجب أن تدفع هذه الأموال لصيانة والحفاظ على 80% أخرى من مرافق المعبد أيضا. وباعتبارنا المعبد الرئيسي لمدرسة أومورو يتعين علينا أن نكون قدوة للمعابد الأخرى، لذلك سنواصل استكشاف تدابير جريئة وابتكار وسائل جديدة‘‘.

 أرضية معبد نينّاجي مضاءة في الليل.
أرضية معبد نينّاجي مضاءة في الليل.

نينّاجي

  • العنوان: 33 أومورو أوتشي، أوكيو-كو، كيوتو
  • ساعات العمل: 9:00 صباحا – 5:00 عصرا (آخر موعد للدخول قبل 30 دقيقة من وقت الإغلاق). من ديسمبر/كانون الأول وحتى فبراير/شباط يكون الإغلاق في الساعة 4:30 عصرا.
  • رسم الدخول: الدخول لأرضية المعبد مجاني. السكن الإمبراطوري: 500 ين لمن هم 16 عاما فأكثر، 300 ين لمن عمره 6-15 عاما. قاعة الكنوز رييهوكان (تُفتح لفترات محدودة): 500 ين للبالغين، مجاني لمن هم 16 عاما فأقل. تتوفر خصومات للمجموعات السياحية.
  • الوصول: من محطة كيوتو التابعة لشركة JR، استقل حافلة المدينة 26 إلى موقف أومورو نينّاجي (تقريبا حوالي 40 دقيقة)، بعد ذلك امش لمسافة قصيرة. أو المشي لحوالي 3 دقائق من محطة أومورو نينّاجي على خط راندين كيتانو.
  • الموقع الإلكتروني الرسمي لإيروها نيهون (باللغة الإنجليزية):
    http://nf-iroha.jp/english/distinations/ninnaji

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية. الترجمة من الإنكليزية. الصور من قبل كورويوا ماساكازو، 96Box. التقرير والنص من قبل nippon.com)

السياحة معبد فندق ياباني تقليدي أجانب فندق