تصاميم عصرية مفعمة بروح الحرفة التقليدية... سر جاذبية أواني نانبو تِيكّي الحديدية
سياحة وسفر
سياحة وسفر- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
الأواني الحديدية نانبو تِيكّي، التي كانت في البداية تستخدم كأدوات زراعية، شهدت تحولًا حول منتصف القرن الثامن عشر لتشمل صناعة أواني الشاي، مما جعل الغلايات وأباريق الشاي المصنوعة منها تحظى بشهرة واسعة. تتميز هذه المنتجات بخامتها الثقيلة ومذاقها الفريد، وتنتشر جذور هذه الصناعة في محافظة إيواتي التي تزخر بموارد حديدية عالية الجودة.
بعود تاريخ هذه الصناعة إلى القرن السابع عشر، حيث لعب أمراء نامبو الإقطاعيين دورًا مهمًا في حماية ورعاية هذه الحرفة بفضل ثقافتهم العميقة، واستمرت في التطور حتى أصبحت حرفة تقليدية وطنية معترف بها في عام 1975. وتشتهر أواني نامبو تِيكّي بطول عمرها الطويل إذا ما تم شراؤها، وقد اكتسبت شهرة مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي بفضل فوائدها الصحية، ومن بينها قدرتها على زيادة مستويات الحديد في الجسم عند غلي الماء فيها. وأصبحت أيضًا هدية تذكارية مفضلة للزوار الأجانب لليابان نظرًا لقيمتها الثقافية والصحية.
بالنسبة للكثيرين في اليابان، يستحضر اسم ”نانبو تيكي“ صور غلايات الشاي الثقيلة السوداء المصنوعة من الحديد الزهر. وفي الخارج أيضًا أصبح هذا الاسم جنبًا إلى جنب مع اسم ”منتجات نانبو الحديدية“ مرادفًا لأباريق الشاي المصنوعة من الحديد الملون، وفي العديد من المحلات الأوروبية تُعرف ببساطة باسم إيواتشو.
أسس إيواشيميزو سوإكيتشي ورشة إيواتشو لصب الحديد في مدينة موريؤكا بمحافظة إيواتى في عام 1902. وبعد ما يقرب من 120 عامًا من الأعمال التجارية، أصبح بالتأكيد اسمًا راسخًا في عالم الصناعة، ولكن بالمقارنة مع 400 عام من تاريخ المدينة مع مصنوعات نانبو الحديدية يظل وافدًا جديدًا، الأمر الذي قد يساعد في تفسير عنصر المزج بين الموروثات والابتكارات التي نجدها في الحرف التقليدية. وبالنظر إلى التصميمات الحديثة واستراتيجيات الإدارة المرنة، فقد لا تبدو منتجات إيواتشو كمصنوعات حرفية تقليدية، ولكن (إيواشيميزو يايوي) الرئيس الحالي للشركة، يسارع قائلًا ”أعظم أصول إيواتشو هي ثروة التقاليد والتاريخ المحلي الذي بنيناه“.
وفي عام 1967، أصبحت الشركة أول من يُدخل الميكنة في أعمال الصب بالحديد، وفي نفس الوقت تقريبًا كانت أولى ورش الحديد الزهر التي تسمح باستقبال الزوار. حيث أصبح الأمر جزءًا من الجولات السياحية المحلية، مما ساعد على زيادة شهرة الاسم والمبيعات. وفي عام 1990، أصبحت أيضًا أول ورشة للمصنوعات الحديدية تقوم بإضفاء الألوان على منتجاتها. ثم بدأت في التوسع في الأسواق الخارجية، حيث تحظى هذه الأقداح الملونة بشعبية كبيرة الآن.
الحفاظ على التقاليد مع البحث عن آفاق جديدة
يعمل بمصنع إيواتشو ستة حرفيين، أحدهم (دينتو كوغيشي) أوحرفي تقليدي. وهم يقومون بالأعمال الحرفية التي تعتمد على أساليب وتقنيات الإنتاج التقليديي. ويوجد للشركة متحف في ضواحي مدنية موريؤكا يطلق عليه (إيواتشو تيكّيكن) أو (متحف إيواتشو للمشغولات الحديدية)، وفيه يُعرض أرشيفًا عن عمليات تصنيع وتاريخ المنتجات الحديدية وثقافة المدينة ومناظرها الطبيعية. وتتميز معروضات المتحف بأدوات تقليدية تُستخدم في صب الحديد وغلاية شاي عملاقة، وهناك ورشة عمل ملحقة يقوم فيها الحرفيون بعرض مهارتهم الحرفية.
ويعود تاريخ أعمال الحديد المصبوب في عشيرة نانبو إلى أوائل فترة عصر إيدو (1603-1867)، عندما قام أمراء العشيرة في إقطاعية موريؤكا بتوظيف الحرفيين من محافظة كيوتو وكوشو (محافظة ياماناشي الآن). وفي القرن الثامن عشر، أدى انتشار شرب الشاي إلى الاستخدام الشائع لغلايات الشاي الصغيرة المصنوعة من الحديد. وكانت غلايات الشاي تلك بمثابة النموذج الأصلي لغلاية إيواتشو التقليدية الحالية.
حرفة عالية المهارة تقف وراء عملية تصنيع غلايات نانبو الحديدية وجعلها عملية بشكل أكبر. فعلى سبيل المثال، تخلق تقنية (كاماياكي) التي تعمل بالفحم عالي الحرارة طبقة مؤكسدة على السطح الداخلي للمساعدة في منع الصدأ. والصنعة الحرفية الماهرة تحافظ أيضًا على الجدران رقيقة نسبيًا، بحيث يقل وزنها بنسبة 30٪ عن الغلايات الحديدية التي يتم إنتاجها بكميات كبيرة على الرغم من مظهرها الثقيل. وتستخدم ورشة العمل أكثر من 100 تقنية تصنيع للمساعدة في جعل كل قطعة منتج عمليًا وجذابًا يدوم مدى الحياة.
التأثير الأوروبي على منتجات إيواتشو العصرية
عند زيارة متجر المنتجات الحديدية نكتشف بسرعة أوجه الابتكار الذي يُدخلها مصنع إيواتشو إلى الأساليب التقليدية. وعلى عكس الصورة القاتمة التي تكمن في مخيلة معظم الناس عن منتجات الحديد الزهر، يقدم المتجر عرضًا جميلًا لأباريق الشاي الملونة والمباخر. وحاليًا، تمثل هذه المنتجات اللافتة للنظر حوالي 70٪ من مبيعات المصنع. وعلاوة على ذلك، يوجد حوالي 40٪ من إجمالي مبيعاتها في الأسواق الخارجية، ولا سيما في الغرب وآسيا، وهو أمر غير معتاد على الإطلاق بالنسبة للحرف التقليدية.
وظهرت فكرة أباريق الشاي الملونة عندما طلب محل شاي فرنسي منتجات زاهية الألوان تتناسب مع الأذواق المحلية. وكان هذا الأمر مخالفًا للمفهوم التقليدي الجمالي لأدوات نانبو الحديدية، المعروفة بقتامتها ووزنها الثقيل. ولكن على الرغم من ذلك قَبِلَ رئيس الشركة الطلب، قائلاً إن إيواتشو يجب أن تُلبي احتياجات العملاء وأن تحاول إنتاج منتجات أكثر ملاءمة للعصر. ولقد استغرق الأمر عامين، لكن ورشة العمل الحرفية نجحت من خلال العمل اليدوي الجاد في استخدام الألوان على طبقة فرعية معالجة بالحرارة لإنتاج مظهر جديد وأصلي.
عندما طُلبت هذه النوعية من المنتجات كان حينها السوق المحلي في انتعاشة قوية، لذلك لم يركز مصنع إيواتشو على الأسواق الخارجية، ولكن بعد ذلك حدث أن انفجرت الفقاعة الاقتصادية اليابانية في عام 1991. بينما واجهت الصناعات التقليدية الأخرى أزمات كارثية، لذلك بدأ المصنع في التوسع بقوة في الخارج من خلال منتجات نانبوالحديدية الجديدة الملونة لأباريق الشاي، الأمر الذي أدى بدوره إلى تحقيق نجاحات كبيرة. وأصبح اسم الشركة يتردد في كل مكان لدرجة أن مجرد ذكر اسم إيواتشو عند تجار التجزئة في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة يعني تلقائيًا الرغبة في الحصول على إبريق شاي نانبوالحديدي.
وتوسع المصنع في المنتجات من الغلايات وأباريق الشاي إلى أدوات المطبخ الأخرى مثل الأواني وأدوات القلي، وهو الآن أكبر مُصنع للمنتجات الحديدية المصبوبة في اليابان، وينتج حوالي مليون قطعة سنويًا.
شعبية غلايات المياه السوداء التقليدية في الصين
يحاول مصنع إيواتشو دائمًا غزو الأسواق المختلفة بتقنياته واستراتيجياته المختلفة، حيث يمكن أن يختلف تفضيل اللون أو الشكل حسب المنطقة. حيث تفضل فرنسا والولايات المتحدة، على سبيل المثال، الألوان الأكثر إشراقًا، لكن الأسواق في ألمانيا وشمال أوروبا تطلب ألوانًا أغمق.
وفي الوقت الذي تلقى فيه أقداح الشاي الملونة رواجًا كبيرًا في الغرب، فيبدو أن الأسواق الصينية تفضل أواني نانبو الحديدية التقليدية. وقد ظهرت منتجات إيواتشو في معرض شنغهاي العالمي عام 2010، وأحدثت أباريقها ضجة كبيرة بعد أن جرب الزائرون شاي (بوير) الصيني باستخدام غلايات إيواتشو، التي أضفت مذاقًا عذبًا إلى النكهة. كذلك وجود الحديد كمكمل غذائي في المنتجات التي يقدمونها هو أيضًا كان عامل جذب للمستهلكين الصينيين المهتمين بالصحة، الأمر الذي يساهم في زيادة المبيعات.
وجميع غلايات الشاي التقليدية هذه مصنوعة يدويًا من قبل حرفيين، لذا فإن الورشة بالكاد قادرة على إنتاج 160 قطعة في الشهر. ومع ذلك، على الرغم من أن الشركة بالكاد تستطيع مواكبة الطلب، لا يزال مصنع إيواتشو ملتزمًا بالحفاظ على الجودة بدلاً من اختصار عملية التصنيع لزيادة الإنتاج. وقد ساعد هذا التفاني في ترسيخ قوة علامتها التجارية في الصين.
وحاليًا، لا يزال إنتاج العناصر التقليدية ثلث ما كانت عليه في ذروة إنتاج الشركة في عام 1990. ولا يزال الوضع صعبًا للغاية، لكن المصنع يواصل النمو في الخارج وفي الداخل، حيث يوازن بين التقاليد الموروثة والابتكار والاستراتيجية الفطنة. وعليكم بزيارة المتحف للتعرف بشكل مباشر على سر نجاحه.
متحف مصنع إيواتشو للمنتجات الحديدية
- العنوان: 2-23-9 مينامي سانبوكو، مدنية موريؤكا، محافظة إيواتى.
- طريق الوصول: 15 دقيقة بالسيارة من محطة قطار موريؤكا على خط قطارات جى آر.
- الهاتف: 019-635-2505
- ساعات العمل: من 8:30 صباحًا حتى 5:30 مساءً.
- أيام العُطل: الثلاثاء
- رسوم الدخول: مجانًا
(النص الأصلي باللغة اليابانية والترجمة من اللغة الإنكليزية. المقالة النصية من إعداد شوبريس. صورة الموضوع: تصميمات لمنتجات مطلية بالمينا لأباريق الشاي، وهناك العديد من الألوان والتصاميم الحديثة الجذابة. إيواتشو).