عودة الحياة تدريجيًا لسوق تسوكيجي الخارجي الشهير في طوكيو

المطبخ الياباني

عاد سوق تسوكيجي الخارجي إلى الحياة من جديد، فقد فتحت المتاجر أبوابها أمام الجماهير بعد أن كانت خدماته تقتصر على السكان المحليين والمطاعم الموجودة داخل طوكيو فقط. وقد استطاعت هذه المتاجر أن تجذب عدد كبير من الزائرين من جميع أنحاء العالم بفضل ما تقدمه من تشكيلة واسعة من الأطباق الشهية، بدءًا من السوشي، والساشيمي، وحتى الفاكهة الطازجة.

عودة الحياة إلى السوق

أخيراً عادت البسمة إلى وجوه موظفي مركز استعلامات الخاصة بسوق تسوكيجي بطوكيو، ولعل السبب هو عودة الإقبال الكبير الذي يشهده السوق مؤخراً من قبل الزوار. يقول أحد موظفي مركز الاستعلامات: ”خلال جائحة كورونا أحجم الكثير من الناس عن زيارة السوق بسبب الخوف من العدوى، أما الآن فنحن نستقبل ما بين 300 إلى 400 شخص يوميًا، جميعهم يأتون إلى المركز للحصول على المعلومات اللازمة لزيارة السوق، وهو ما يجعل موظفي الاستعلامات في حالة تأهب واستعداد دائمة“.

مع تخفيف قيود جائحة كورونا وانحسار العدوى عالميًا، شهد السوق زيادة كبيرة في عدد الزائرين خاصة من السياح الأجانب، ويرى موظفو مركز الاستعلامات أن الأمر يعود إلى تعطش الناس إلى السفر بعد انتهاء الجائحة من جهة، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في جذب الزبائن إلى المتاجر الشهيرة في السوق من جهة أخرى.

صورة للشارع الرئيسي لسوق تسوكيجي الخارجي وهو مزدحم بالزوار في عطلة نهاية الأسبوع. الصورة تم التقاطها من الممر المؤدي إلى سوق تسوكيجي أوغاشي للأسماك، وهو مرفق جديد تم إنشاؤه بعد أن تم نقل السوق المغلقة إلى تويوسو. ويعكس المشهد الحيوي في هذه الصورة الازدحام الذي يشهده الشارع بسبب تدفق الزوار من أجل التسوق في أجواء ممتعة تجمع بين التسوق، وتذوق الأطعمة المختلفة في نفس الوقت.
صورة للشارع الرئيسي لسوق تسوكيجي الخارجي وهو مزدحم بالزوار في عطلة نهاية الأسبوع. الصورة تم التقاطها من الممر المؤدي إلى سوق تسوكيجي أوغاشي للأسماك، وهو مرفق جديد تم إنشاؤه بعد أن تم نقل السوق المغلقة إلى تويوسو. ويعكس المشهد الحيوي في هذه الصورة الازدحام الذي يشهده الشارع بسبب تدفق الزوار من أجل التسوق في أجواء ممتعة تجمع بين التسوق، وتذوق الأطعمة المختلفة في نفس الوقت.

 مركز الاستعلامات السياحية لتسوكيجي يقع بشارع ناميوكي على أطراف سوق تسوكيجي الخارجي.
مركز الاستعلامات السياحية لتسوكيجي يقع بشارع ناميوكي على أطراف سوق تسوكيجي الخارجي.

ومن بين المتاجر الشهيرة في السوق متجر ياماتشو للأومليت الملفوف على الطريقة اليابانية. ويقع هذا المحل بنفس الشارع الذي يوجد به مركز الاستعلامات، حيث تمتد طوابير طويلة من الزبائن لشراء كوشيداما، وهو عبارة عن أومليت ملفوف حول عصا خشبية، وله شعبية كبيرة بين زوار السوق لما يتمتع به من مذاق مميز، كما يسهل تناوله بفضل العصا المثبتة في المنتصف. وحققت المبيعات نجاحًا كبيرًا بفضل زيادة عدد الزوار الأجانب، حيث يُعتبر ياماتشو وجهة ”لا غنى عنها“. في الأيام العادية، يتم بيع كامل الإنتاج اليومي للمحل والبالغ 2000 قطعة.

 لعل الاستمتاع بمراقبة الطهاة وهم يجهزون قطع الكوشيداما هو ما يهون على الزبائن مشقة طول الانتظار في الطابور.
لعل الاستمتاع بمراقبة الطهاة وهم يجهزون قطع الكوشيداما هو ما يهون على الزبائن مشقة طول الانتظار في الطابور.

 صورة للكوشيداما والذي يعتبر تحلية مثالية بعد الاستمتاع بتناول الأكلات البحرية اللذيذة المتوفرة في السوق.
صورة للكوشيداما والذي يعتبر تحلية مثالية بعد الاستمتاع بتناول الأكلات البحرية اللذيذة المتوفرة في السوق.

السياحة تتلقى ضربة مزدوجة

بعد نقل سوق تسوكيجي للجملة إلى تويوسو في عام 2018، قام بائعو التجزئة والجملة في السوق الخارجية بحملة إعلانية كبيرة للتأكيد على أن منافذ البيع القديمة سوف تستمر في تقديم خدماتها للجمهور.

وجدير بالذكر أن سوق تسوكيجي للجملة كان قد تم بناؤه ليحل محل سوق السمك الذي كان قائماً في نيهونباشي قبل أن يدمره زلزال كانتو الكبير عام 1923. وقد تم بناء السوق الجديد على أرض تعود ملكيتها إلى الحكومة، و في عام 1935 تم السماح رسمياً ببيع الفواكه والخضروات أيضا في نفس السوق، و أصبح يعرف السوق باسم تسوكيجي اختصارا للتسمية الرسمية ”سوق تسوكيجي المركزي في طوكيو“. ويذكر أن المنطقة الواقعة شمال شرق الموقع كانت مقبرة تابعة لمعبد تسوكيجي هونغانجي حتى تم نقلها بعد الزلزال، ليشغل تلك المنطقة بعد ذلك محلات بيع الأسماك والمأكولات البحرية وأدوات المطبخ، والمطاعم التي تخدم عمال السوق الداخلي، وكونت ما يعرف اليوم بسوق تسوكيجي الخارجي.

بخلاف السوق الداخلي التي كانت مفتوحة فقط لتجارة الجملة، تلبي السوق الخارجية احتياجات جميع الزوار وتبيع مجموعة متنوعة من المنتجات، بما في ذلك الأسماك والمأكولات البحرية الطازجة والمكونات المجففة الأساسية للمطبخ الياباني ومستلزمات المطاعم. لفتت المنطقة انتباه الناس في اليابان، وأصبحوا يتوافدون إليها خصوصًا في نهاية العام لشراء المأكولات الفاخرة للاحتفال برأس السنة. أصبحت السوق الخارجية أيضًا وجهة شهيرة للزوار الأجانب ابتداءً من الثمانينات، بدعم جزئي من شعبية السوشي في الخارج.

شارع مونزيكي الذي يمتد بشكل متوازٍ مع شارع شين أوهاشي الرئيسي، وهو مزدحم بالمتاجر الشهيرة التي تقدم مجموعة متنوعة من الأطباق الشهية.
شارع مونزيكي الذي يمتد بشكل متوازٍ مع شارع شين أوهاشي الرئيسي، وهو مزدحم بالمتاجر الشهيرة التي تقدم مجموعة متنوعة من الأطباق الشهية.

لقد أثار نقل السوق الداخلي إلى تويوسو في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2018 قلق التجار بالسوق الخارجي، فقد كان التخوف كبيرا من تراجع عدد الزبائن بسبب هذه الخطوة، إلا أن مسؤولو منطقة تشوو في طوكيو التي يقع بها السوق اتخذوا عدة خطوات احترازية سعيا للحفاظ على حيوية ونشاط السوق. من بين تلك الخطوات بناء ما يطلق عليه اسم تسوكيجي أوغاشي، وهي منشأة جديدة بها حوالي 60 متجرا يدير معظمها تجار وسطاء مقرهم الأساسي بسوق تويوسو الجديد، وبذلك أصبحت منشأة تسوكيجي أوغاشي مشهورة بين المتسوقين العاديين الذين يبحثون عن أفضل أنواع الأسماك والمأكولات البحرية الطازجة، كما أنها أصبحت الوجهة الرئيسية لأصحاب المطاعم بسبب قربها مقارنة بسوق تويوسو الجديد، وهي أيضا منطقة جذب للسياح الأجانب أين تعتبر وجهتهم التالية لحضور عرض كابوكي بمسرح كابوكيزا في منطقة جينزا القريبة من السوق.

إلا أن هذا الوهج خفت بشكل كبير وواضح مع ظهور جائحة كورونا، فقد كان لتطبيق تدابير مكافحة الفيروس أثرا كبيرا في انخفاض مبيعات المتاجر التي يبلغ عددها قرابة 500 متجر، حيث دفعت سياسة تقليص ساعات العمل المفروضة إلى إغلاق العديد من هذه المتاجر أبوابها.

تتكون منشأة تسوكيجي أوغاشي من هيكلين متصلين، وهما مبنى أوداواراباشي على شارع هارومي ومبنى كايكوباشي على شارع ناميوكي.
تتكون منشأة تسوكيجي أوغاشي من هيكلين متصلين، وهما مبنى أوداواراباشي على شارع هارومي ومبنى كايكوباشي على شارع ناميوكي.

 الموقع السابق للجزء الداخلي من سوق تسوكيجي، كما يظهر من سطح مبنى كايكوباشي في تسوكيجي أوغاشي. الموقع السابق للجزء الداخلي من سوق تسوكيجي، كما يظهر من سطح مبنى كايكوباشي في تسوكيجي أوغاشي.

السياحة تعود من جديد

في خريف 2022، ومع تخفيض الحكومة اليابانية لقيود دخول البلاد المتعلقة بالجائحة، شهد السوق الخارجي زيادة مطردة في عدد الزوار الأجانب، كما ساهم انخفاض قيمة الين في تشجيع الكثير من السائحين على تكرار زياراتهم إلى اليابان، كما أثرت وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة شهرة العديد من المتاجر التي أصبحت على قائمة الوجهات السياحية الأساسية للأجانب. تضافر كل هذه العوامل وتزامنها مع عطلة رأس السنة أعاد للمنطقة حيويتها، وأدخلت الفرحة إلى قلوب التجار الذين أنهكتهم فترة الجائحة.

و يذكر أن السوق الخارجي قد شهد انخفاضا واضحا في حركة الزوار في السنوات السابقة، إلا أن الأرقام تصاعدت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد الزوار عما كان عليه مقارنة بالفترة التي كان فيها السوق الداخلي في تسوكيجي.

صورة لشوارع السوق الخارجي وهي تعج بالزوار.
صورة لشوارع السوق الخارجي وهي تعج بالزوار.

وقد لوحظ حدوث تغير كبير في فئات الزبائن للعديد من المتاجر المتواجدة بالسوق منذ عقود طويلة. حيث كان عمال السوق وموظفي المباني المجاورة يشكلون قاعدة الزبائن الرئيسية للمطاعم الشهيرة الموجودة بشارع مونزوكي، على غرار محل ياماتشو، وكذلك محل كيتسوني الذي يوفر أطباق الدونبوري الشهيرة، إضافة إلى مطعم واكابا الذي يقدم الرامن، لتظهر فئة السياح الأجانب الذين سمعوا عن هذه المتاجر والمطاعم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

من بين المتاجر التي نالت شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي محل بيع كرات الأرز المحلي الذي يعرف باسم ”ماروتيو“ والذي يقع في شارع ناميوكي، أين ينتصب قبالته طابور طويل من الصباح الباكر، ويتشكل هذا الطابور من موظفي المكاتب اليابانية المجاورة والسياح الأجانب على حد سواء. ويعرض هذا المتجر أكثر من أربعين نوعا من كرات الأرز التي تعرف بالأونيجيري، أكثرها شهرة تلك المحشوة بقطع من بطن سمك السلمون، وتصل مبيعات هذا المحل يوميا إلى بضع مئات من كرات الأرز، و لفائف السوشي المحشوة بالتونة والتي تعرف باسم تيكاماكي.

الزبائن يصطفون في طابور أمام محل ماروتيو الذي يفتح أبوابه من الساعة الخامسة صباحا.
الزبائن يصطفون في طابور أمام محل ماروتيو الذي يفتح أبوابه من الساعة الخامسة صباحا.

  الأونيغيري المحشو ببطن السلمون الدسم هو أحد أهم المنتجات التي يقدمها هذا المتجر، ودائما ما تنفد الكمية بالكامل قبل الظهيرة.
الأونيغيري المحشو ببطن السلمون الدسم هو أحد أهم المنتجات التي يقدمها هذا المتجر، ودائما ما تنفد الكمية بالكامل قبل الظهيرة.

قضمة من الساشيمي؟

رغم تنوع الأطعمة المتوفرة في السوق الخارجي، إلا أن أطباق الساشيمي تتمتع بشعبية خاصة، بالإضافة إلى وجبات الأرز الصغيرة المزينة بالمأكولات البحرية. وقد كان من المتعارف عليه أن تقوم المتاجر التابعة لوسطاء الجملة في السوق الخارجي ببيع منتجاتها للمطاعم، إلا أن تغير الوضع بسبب تأثيرات جائحة كوفيد-19، وما عرفته حركة الأعمال من تراجع كبير، جعل هذه المتاجر تحول تركيزها إلى المستهلكين العاديين بشكل أكبر، كما بدأ بعضهم بالتفكير في كيفية جذب السياح بشكل اكبر بحكم أنهم مصدر مربح لتجارتهم. ومن هنا بدأوا بتقديم أطباق لذيذة يمكن تناولها أثناء المرور بالسوق.

فعلى سبيل المثال شركة سايتو سويسان المتخصصة في المأكولات الفاخرة والتي كانت قائمتها تحتوي على التونة الزرقاء، والسمكة الصخرية، والدنيس الأحمر، والقنفذ البحري، وسلطعون شعر الخيل، عملت ولفترة طويلة كمورد للمطاعم ومحلات السوشي، إلا أنه وفي الآونة الأخيرة توجهت إلى تقديم أنواع مختلفة من الساشيمي بحجم صغير، الأمر الذي منح الزوار فرصة تذوقها مع قليل من صلصة الصويا و الواسابي. فإذا ذهبت إلى هناك في أي وقت يمكنك أن تشاهد أمام المتجر طابور طويل من عشاق الطعام الياباني المتلهفين لتذوق الساشيمي.

يؤكد مالك محل سايتو سويسان أن توفير الأطباق الصغيرة سمح للزوار بتجربة مجموعة متنوعة من الأسماك اللذيذة، بما في ذلك التونة، والدنيس الأحمر، وسمك السريولا، حيث يمكن شراء الطبق الواحد بما تقدر قيمته ب 500 ين وهو سعر معقول جدا.

واجهة محل سايتو سويسان.
واجهة محل سايتو سويسان.

يمكن الحصول على طبق من سمك التونة متوسط الدسم، أو سمك الدنيس مقابل 500 ين فقط.
يمكن الحصول على طبق من سمك التونة متوسط الدسم، أو سمك الدنيس مقابل 500 ين فقط.

على نفس النهج يقوم متجر الأسماك ”أئيا“ ببيع قطع صغيرة من الساشيمي مقابل 500 ين فقط، وفي عطلة نهاية الأسبوع يقدم وعاءً مليئًا بالمكونات التي يتم اختيارها بعناية. إضافة إلى أطباق أخرى شهية مثل ”نيغيري زوشي“ المصنوع من التونة وقنفذ البحر والدنيس الأحمر، بالإضافة إلى سمك الأنقليس والكوهادا اللذان يتم صيدهما من خليج طوكيو.

 العديد من العاملين في متجر أئيا كانزا كانو يعملون في السابق كبائعين في مزاد التونة بسوق تسوكيجي الداخلي.
العديد من العاملين في متجر أئيا كانزا كانو يعملون في السابق كبائعين في مزاد التونة بسوق تسوكيجي الداخلي.

 تشكيلة من التونة متوسطة الدسم وقنفذ البحر، بسعر 500 ين للقطعة الواحدة.
تشكيلة من التونة متوسطة الدسم وقنفذ البحر، بسعر 500 ين للقطعة الواحدة.

سلطانيات صغيرة من قنفذ البحر ”في المقدمة“ والتونة.
سلطانيات صغيرة من قنفذ البحر ”في المقدمة“ والتونة.

الفواكه ايضاً لها شعبية كبيرة

توفر سوق تسوكيجي الخارجي على مواد غذائية أخرى عديدة بخلاف المأكولات البحرية ساهم في زيادة شعبية السوق بشكل كبير، حيث تمكنت الفواكه اليابانية من جذب اهتمام الكثير من الناس بفضل جودتها العالية، حيث يمكن رؤية الزوار بانتظام وهم يشترون الأطعمة اللذيذة بكميات كبيرة كالفراولة الناضجة. قد لا يكون نشاط تسوكيجي التجاري مرتبط بشكل قوي ومباشر بالفواكه، لكن الأمر له صلة بنشاط السوق الداخلي السابق لتسوكيجي الذي كان يدير قسما للمنتجات الزراعية حيث تصله السلع الطازجة من جميع أنحاء البلاد.

ففي شهر أبريل/ نيسان بدأ متجر ياماشو شوتن بتقديم فراولة يوكي أوساغي التي تشتهر بها محافظة ساغا، وهي فراولة بيضاء مميزة تبدو وكأنها مغطاة بالحليب المكثف، وتتميز بنكهة حمضية لطيفة. كما يمكن للزائرين أيضا تذوق أنواع أخرى من الفراولة والشمام المقطع إلى شرائح ملائمة يسهل تناولها.

  صندوق من فروالة يوكي أوساغي الضخمة.
صندوق من فروالة يوكي أوساغي الضخمة.

يمكنك شراء كميات صغيرة والاستمتاع بتناولها وانت تتجول في السوق، كما يمكنك شراء كميات كبيرة من تجار الجملة.
يمكنك شراء كميات صغيرة والاستمتاع بتناولها وانت تتجول في السوق، كما يمكنك شراء كميات كبيرة من تجار الجملة.

كما تتوفر منتجات أخرى مثيرة للاهتمام، فعلى سبيل المثال هناك متجر ”آجي نو هاماتو“ المعروف بتشكيلته من ”السوريمي“ وهو عبارة عن معجون من المأكولات البحرية المفرومة، وهناك ايضاً ”سايكيو زوكي“ وهو سمك متبل بمعجون الميسو الحلو الذي تعرف به محافظة كيوتو. وبالنسبة للمنتجات المناسبة للأكل داخل المتجر نفسه يوجد ما يعرف باسم ”ساتسوما أجي“ المصنوع من عجين السمك الأبيض، و موروكوشي أجي المحشو بالذرة .ويتقاسم معه تلك الشهرة متجر آخر يسمى ”فوجي هام شوكاي“، الذي يشوي لحم الواغيو المعروف على الفحم في المكان نفسه، حيث تعبق رائحته القوية المكان طوال اليوم.

كان الزبائن فيما مضى يرتادون سوق تسوكيجي الخارجي إما لتناول الطعام أو لشراء مواد غذائية للاستخدام المنزلي، لكن اليوم لم يعد من السهل إعطاء تسمية محددة لهدف الزيارة، فقد أصبح الناس يتوقفون عند المتاجر لتناول وجبة خفيفة بعد جولة تسوق لشراء المكونات الغذائية والهدايا التذكارية. فأجواء السوق الخارجي شهدت تغيرات كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث تحول اهتمام الزوار إلى تجربة مختلف أنواع الطعام بدلاً من شراء نوع واحد أو نوعين وطبخهما في المنزل. كما أصبح من الشائع والمعتاد رؤية المتسوقين يمشون وهم يتلذذون بتذوق الساشيمي، ومنتجات معجون السمك، أو الأونيغيري، ووجبات المأكولات البحرية اللذيذة، ثم التحلية بالفواكه الطازجة، أو بكريات عجينة الأرز الحلوة المحشوة بمكونات مختلفة.

هذا الازدهار الكبير الذي عرفه السوق الخارجي مؤخرا لم يمنع أحد المسؤولين في منظمة غير ربحية محلية من التعبير عن مخاوفه، حيث يرى أن التدفق الكبير للزوار يثير قلقاً بشأن الازدحام والتلوث. لذلك تعمل هذه المنظمة بالتعاون مع السلطات المحلية على ضمان أن يحظى الجميع بتجربة آمنة وممتعة عند زيارة سوق تسوكيجي الخارجي.

التونة المفرومة، والسلمون يعدان من الخيارات الشائعة لدى الزبائن، إلى جانب موروكوشي أجي الذي يتميز به متجر أجي نو هاماتو.
التونة المفرومة، والسلمون يعدان من الخيارات الشائعة لدى الزبائن، إلى جانب موروكوشي أجي الذي يتميز به متجر أجي نو هاماتو.

 متجر فوجي هام شوكاي يوفر فرصة تذوق لحم الواغيو الياباني.
متجر فوجي هام شوكاي يوفر فرصة تذوق لحم الواغيو الياباني.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية، حقوق الصور Nippon.com. صورة العنوان: عرض لعدة أصناف من الساشيمي، بالإضافة إلى قنفذ البحر، والمحار الطازج داخل متجر سايتو سويسان)

السياحة الطعام الياباني المطبخ الياباني السمك