حداد الأدوات الزراعية اليابانية (صور)
ثقافة- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
يعتبر الحداد هو الحرفي الذي يقوم بطرق الحديد المسخّن حتى الاحمرار لتشكيل الأدوات الحادة بحرية. ومثل ما يتعذر الحصول على الطعام من دون المزارعين، كذلك يسهل تخيل مدى اختلاف حياتنا في الوقت الحاضر من دون الحداد. بل أكثر من ذلك، لكانت الحضارة قد توقفت عند زمن العصر الحجري.
حداد الأدوات الزراعية الجدير بثقة سكان المنطقة
إن كلمت حداد إجمالا، تجب تحتها العديد من الأشغال. فهناك الكاتانا كاجي صانع السيوف الفنية، وهناك الهووتشيوو كاجي المتخصص في صناعة سكاكين الطبخ التي يستعملها الطهاة المحترفين، وهناك الهاسامي كاجي المتخصص في صناعة المقصات، وهناك الدووغو كاجي البارع في صناعة أدوات النجارة مثل الإزميل والسحاجة (الفأرة)، والنوكاجي صانع الأدوات الزراعية مثل الجاروف والمنجل إلخ.
ومن ضمن أنواع أشغال الحدادة الأكثر انتشارا والأكثر صلة بحياة الناس في السابق، نجد حدادة الأدوات الزراعية أو النوكاجي. ولا يقتصر عمل هذا النوع من الحدادين على الأدوات الزراعية، بل يقوم بتشكيل أنواع عدة من الأدوات مثل سكاكين المطبخ للاستعمال المنزلي، والفئوس الصغيرة المستخدمة في أشغال الغابة، ورماح صيد الأسماك في البحر.
ولا يقف الأمر عند مجرد صناعة منتجات جديدة، بل يمتد ليشمل أعمال ما يسمى بالـ”ساكيغاكيه“ لإعادة شحذ نصل جاروف قد تأكل مع الاستخدام. لذا يعد النوكاجي أو حداد الأدوات الزراعية الذي يتجاوب مع أي استفسار خاص بالأدوات، بمثابة ”الخبير موضع الثقة في ما يخص الحديد“ لدى سكان المنطقة.
لكن تعد مهنة النوكاجي الآن كشمعة في مهب الريح. وتتعدد أسباب ذلك. أولها تبدل منظومة تلك الصناعات. فقد تناقص عدد العاملين بالزراعة. ومع انخفاض عدد الأسر، تطورت الميكنة، ولم يعد هناك حاجة لاستخدام الجاروف والمنجل وما إلى ذلك من الأدوات اليدوية. وحدث نفس الشيء في مجال الغابات. ومع أفول نجم تلك الصناعات، لا يعد تقليم الأغصان يتم بالفئوس الصغيرة كما من قبل.
اختفاء الأدوات الحادة من الحياة اليومية!؟
يمثل دخولنا عصر ”مجتمع الخدمات الفائقة“ حيث نستطيع شراء أي شيء بسهولة، تهديدا لكامل قطاع صناعات الحدادة. على سبيل المثال، لم يعد الآن من الممكن العثور على محلات أسماك تبيع سمكة تون البونيتو كاملة. فجميع الأسماك المعروضة بقسم الأسماك في السوبر ماركت أو المجمعات التجارية، أغلبها إما أسماك مقطعة أو مجهزة على طريقة الساشيمي. ونفس الشيء بالنسبة للخضروات والفاكهة مؤخرا، مع ازدياد شعبية سلاطة الخضروات والفاكهة المقطعة التي لا نحتاج تقشيرها أو تقطيعها بأنفسنا.
ويكمن خلف اتساع نطاق مثل تلك الخدمات، زيادة عدد الأطفال الذين لا يحسنون استخدام الأدوات الحادة. إنها اليابان التي طالما تغنت بكونها دولة كبيرة في مجال التقنيات. فالحرف مثل الحدادة في هذا الإطار، تعبر عن حكمة، وتقنية، وروح تم توارثتها الأجيال. ويمكننا القول إن اليابان، بلد تتوافر به تمام تلك النقاط الثلاث. ولكن على الرغم من ذلك، فإن أي تقاليد مهما كانت رائعة تتعرض للانقراض إذا اختفت الخلفية الداعمة لها.
لكن لا يزال من الممكن تدارك الأمر. حتى وإن كان الأمر في مجالات الطهي، أو حديقة الخضروات المنزلية، أو أعمال النجارة وقت العطلات، أو في المعسكرات. فلنستمتع بصنع الأشياء مستخدمين الأدوات الحادة التي قام بصقلها يدويا أي من الحرفيين. ومن المؤكد أن يؤدي ذلك إلى تذكرنا تدريجيا. فليست الحياة في شراء الكفاءة بالمال، بل إن في خلق الوقت نفسه، أساس لحياة ثرية.
(نشر النص الأصلي باللغة اليابانية في ۲٩ مارس/ آذار ٢٠١٧. تصوير: أووهاشي هيروشي. كتابة النص: كاكوما تسوتومو. صورة العنوان: محل حدادة كاتاغيري بمدينة هاماماتسو، محافظة شيزوأوكا.)