كين دومون.. عملاق فن التصوير الفوتوغرافي الياباني ورائد مدرسة الواقعية

لايف ستايل

كان كين دومون شخصية بارزة في تاريخ التصوير الفوتوغرافي الياباني، فهو رائد الواقعية الذي كرّس حياته من أجل شغفه وفنه، وتفانى في السعي وراء موضوعات ”غير اعتيادية“ في وقت مبكر من حياته المهنية، حتى عُرف عنه استغراقه في مشاريع تتعلق بالفنون اليابانية التقليدية، لا سيما المعابد البوذية والنحت.

يختلف المصورون من حيث شخصياتهم ومدارسهم الفنية، أما أمثال كين دومون (1909-1909) فيمكن القول إنهم من النوع المهدد بالانقراض، فهم فنانون يغوصون بكل جوارحهم في أعمالهم كما لو كانوا ممسوسين. خلال سنواته الأولى، غالبًا ما كان يُشار إلى دومون باسم ”شيطان التصوير الفوتوغرافي“. إذا بقي أي من هؤلاء المصورين حتى اليوم، فهم دون شك آخر فناني سلالة ذهبية على وشك الاحتضار.

كين دومون في عام 1964، يلتقط صوراُ لتماثيل طائر الفينيق على سطح قاعة فينيكس بجوار معبد بيودوين بمدينة أوجي خارج كيوتو. (مجموعة متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي)
كين دومون في عام 1964، يلتقط صوراُ لتماثيل طائر الفينيق على سطح قاعة فينيكس بجوار معبد بيودوين بمدينة أوجي خارج كيوتو. (مجموعة متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي.

نظرة ثاقبة

ولد كين دومون لأسرة فقيرة عام 1909 في مدينة ساكاتا على ساحل بحر اليابان بمحافظة ياماغاتا، وكان والداه عاملين متجولين، يتركونه ليقضي سنواته الأولى في رعاية أجداده. في عام 1916، انتقلت العائلة إلى طوكيو، ثم إلى يوكوهاما بعد ذلك بعامين. في سنواته الأولى كان طالبًا متميزًا في المدرسة حتى أصبح مهووسًا بفكرة أن يصبح رسامًا وكان مفتوناً أيضاً بعلم الآثار. تخرج في عام 1928 وعمل في عدة وظائف، إلا أنه لم يستطع الاستقرار في أي منها.

في عام 1933، اقترحت عليه والدته أن يصبح متدربًا مقيمًا في استوديو مياؤتشي كوتارو، وأخيرًا، وجد هدفه في الحياة وهو أن يصبح مصورًا. لكن روتين العمل اليومي في التقاط صور مملة في استوديو متعفن لم يرقى إلى مستوى طموحات دومون. بعدها انجذب إلى الأفكار الجديدة في عالم التصوير الفوتوغرافي التي بدأت في الظهور من ألمانيا وفي عام 1935 انضم إلى نيبون كوبو بقيادة الفنان ناتوري يونوسوكي (1910-1962)، والذي كانت يهدف إلى تقديم نهج جديد في التصوير الصحفي بأسلوب ألماني.

تحت قيادة ناتوري الصارمة، أحرز دومون تقدمًا سريعًا كمصور صحفي. حيث عمل بثبات مدفوعًا بطموحه لرؤية أعماله منشورة في مجلة Life، المجلة الإخبارية الفوتوغرافية الأمريكية التي تم إطلاقها في عام 1936. إلا أنه أصيب بخيبة أمل عندما نُشرت أعماله تحت اسم ناتوري. في عام 1939، استغل دومون غياب ناتوري في رحلة عمل إلى الولايات المتحدة، وقام بتقديم صورة لوزير الخارجية الياباني أوغاكي كازوشيغي إلى مجلة Life التي نشرتها بالفعل منسوبة إليه شخصياً ”الصورة: بواسطة دومون“. أدى هذا الموقف إلى تدهور علاقته مع ناتوري، وفي النهاية رحل دومون عن نيبون كوبي.

في السنوات التي تلت ذلك، أنتج مجموعة متنوعة من الأعمال كمصور صحفي بالإضافة إلى عمله في مركز العلاقات الثقافية الدولية (Kokusai Bunka Shinkōkai)، الهيئة الرائدة والمنشئة لمؤسسة اليابان. خلال هذا الوقت، انجرفت اليابان في دوامة النزعة العسكرية الكارثية وغرقت في حرب دموية في الصين. على الرغم من هذه الأزمة، استمر دومون في إنتاج أعمال ناجحة على المستوى النقدي وذاع صيته تدريجياً من خلال سلسلة من الصور التي ظهرت في مجلة Shashin Bunka فضلاً عن الصور الوثائقية، وفاز بأول جائزة Ars Photo في عام 1943 عن مجموعة من صوره. في مقال بمناسبة الجائزة، كتب الشاعر والنحات تاكامورا كوتاري: ”هناك شيء عجيب حول كين دومون، يبدو أن عدسته لديها القدرة على استكشاف أعماق الأشخاص والأشياء“.

مع اشتداد الحرب العالمية الثانية، تعرض عمل دومون كمصور صحفي للتضييق وفرضت عليه ضوابط أكثر صرامة. خلال هذه الفترة الصعبة، ركز دومون على تصوير مسرح عرائس بونراكو، وبدأ في التقاط الصور في معبد موروجي بمحافظة نارا. في هذا الوقت أيضًا، بدأ في رسم مجموعة من صور الكتاب والمثقفين مثل كاواباتا ياسوناري وأوميهارا ريوزابورو والتي سيتم تضمينها لاحقاً في مجموعة فوبو (Faces) التي نُشرت في عام 1953.

الكاتب كاواباتا ياسوناري، من تصوير دومون عام 1951. (مجموعة متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي)
الكاتب كاواباتا ياسوناري، من تصوير دومون عام 1951. (مجموعة متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي)

الواقعية المجردة

في 15 أغسطس/ آب 1945، انتهت أخيرًا الحرب الطويلة وانتهت معها فترة خضوع دومون، وانطلق لتحقيق سلسلة من المشاريع الطموحة والحيوية مدفوعًا برغبته في إيجاد طريقة لاستخدام التصوير الفوتوغرافي كأداة للاستجابة للتغيرات الاجتماعية المضطربة في فترة ما بعد الحرب. من يناير/ كانون الثاني 1950، عمل دومون كقاضٍ في صفحة بريد القراء لمجلة ”كاميرا“ المصورة. يقول دومون ” كرست كل إيماني وخبرتي وإخلاصي لقضية المساعدة في تأسيس فن التصوير الفوتوغرافي اجتماعيًا وثقافيًا باعتباره شكلاً مستقلاً من أشكال الفن الحديث“، وقد كان دومون عند وعده، حيث تفانى في تقييم الطلبات المقدمة في كل عدد، وتقديم نقد مطول وبناء لتشجيع وتنوير القراء الذين كانوا يرسلون عينات من أعمالهم.

كان هذا بمثابة التطور التدريجي لما أصبح يعرف باسم حركة ”الواقعية“ في التصوير الفوتوغرافي الياباني. وضع دومون سلسلة واضحة من الأطروحات الداعية إلى اتباع نهج ”اللقطة المطلقة، غير المقيدة“، و ”الاتصال المباشر بين الكاميرا والموضوع“. استجاب المصورون في جميع أنحاء البلاد لدعوته، ومن بين أولئك الذين ألهمهم دومون والذين واصلوا المسيرة فيما بعد لتحقيق الشهرة كمصورين، كانت هناك أسماء لامعة مثل كيجيما تاكاشي (1920-2011) وتوماتسو شومي (1930-2012) وكاوادا كيكوجي (1933–).

كوندو إيسامي وكوراما تينغو
”كوندو إيسامي وكوراما تينغو“ من سلسلة أطفال كوتو، تم التصوير عام 1955 بواسطة كين دومون. (مجموعة متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي)

منذ ذلك الوقت تقريبًا، بدأ دومون يشعر أنه بحاجة إلى إيجاد منهجه الخاص للواقعية والتعبير عنها في ممارسته كمصور. في عام 1955، قرر توجيه كاميرته للأطفال في شوارع مناطق شيتاماتشي التي تقطنها الطبقة العاملة التقليدية في طوكيو حيث كان يعيش، ونشر هذه الصور تحت اسم Kōtō no kodomo (أطفال Kōtō). لكنه لم يكن راضياً عن النتائج، فسافر إلى هيروشيما في يوليو/ تموز 1957.

الأعمال الكاملة لكين دومون، الجزء العاشر: هيروشيما (1985). تعليق المحرر: يُظهر الغلاف ساعة جيب من نوع والثام كانت تخص رئيس وحدة شرطة محافظة هيروشيما، وقد انفجرت عقارب الساعة في تمام الساعة 8:15 صباحًا، وهو وقت انفجار القنبلة الذرية فوق مدينة هيروشيما. (مجموعة متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي)
الأعمال الكاملة لكين دومون، الجزء العاشر: هيروشيما (1985). تعليق المحرر: يُظهر الغلاف ساعة جيب من نوع والثام كانت تخص رئيس وحدة شرطة محافظة هيروشيما، وقد انفجرت عقارب الساعة في تمام الساعة 8:15 صباحًا، وهو وقت انفجار القنبلة الذرية فوق مدينة هيروشيما. (مجموعة متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي)

من يوليو/ تموز إلى نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1957 سافر دومون إلى هيروشيما ست مرات، وقضى ما مجموعه 36 يومًا في المدينة، حيث أجرى مقابلات وجلسات تصوير ”مثل رجل ممسوس“ في عدد من المؤسسات بما في ذلك مستشفى الناجين من القنبلة الذرية ومدارس لأيتام الحرب والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين. حتى بعد وضع اللمسات الأخيرة على خطط كتابه ”هيروشيما“ (نُشر عام 1958)، سافر دومون ذهابًا وإيابًا بين طوكيو وهيروشيما ما يقرب من 10 مرات أخرى، حيث حصل على إجمالي 5800 نيجاتيف. من بين هذه الصور، قام بطبع 800 صورة، وأخيراً قام بتصفية هذه الصور إلى 171 صورة اختارها ليدرجها في الكتاب. رغم أن الصور كانت في معظمها مروعة إلا أنها في نفس الوقت كانت عملاً مفعماً بالحب، حيث وضع فيها دومون كل طاقاته وموهبته. لاقى الكتاب استحسانًا كبيرًا في اليابان وخارجها. استخدمت الصور التأثير الكامل لعين دومون الثابتة التي تنظر مباشرة إلى مواضيعه، ومن بين الصور كانت هناك واحدة لعملية زرع جلد في فروة رأس مريض وتوأم في مدرسة ميسيان للمكفوفين.

زواج اثنين من الناجين من القنبلة الذرية، 1957. تصوير كين دومون من هيروشيما، 1958. (مجموعة متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي)
زواج اثنين من الناجين من القنبلة الذرية، 1957. تصوير كين دومون من هيروشيما، 1958. (مجموعة متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي)

في ديسمبر/ كانون الأول 1959، أمضى دومون أكثر من أسبوعين يصور داخل وحول منجم تشيكوهو في محافظة فوكوكا في شمال كيوشو. كانت الفكرة هي التقاط صور للحياة اليومية لعمال المناجم وعائلاتهم من أجل كتاب من الصور في وقت كانت فيه العديد من المناجم مغلقة بسبب التحول من استخدام الفحم إلى النفط. كان كتاب هيروشيما عبارة عن إنتاج فاخر باهظ الثمن بسعر 2300 ين وكان متوسط أجر الموظف حينها حوالي 16000 ين في الشهر. أما بالنسبة لمشروعه التالي، فقد كان دومون مصمماً على القيام بالأشياء بشكل مختلف، لذا تمت طباعة Chikuhō no kodomo-tachi (أطفال Chikuhō) على ورق خشن وتم النشر في إصدار رخيص بتكلفة 100 ين فقط، كان عبارة عن مجموعة الصور التي تمحورت حول مجموعة من الأخوات يعشن مع والدهن في كوخ متهالك، وقد بيعت أكثر من 100 ألف نسخة وتم تحويلها إلى فيلم.

الأعمال الكاملة لكين دومون، الجزء الحادي عشر: أطفال Chikuhō (1985). (مجموعة متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي)
الأعمال الكاملة لكين دومون، الجزء الحادي عشر: أطفال Chikuhō (1985). (مجموعة متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي)

عندما يفشل الجسد في إشباع طموح لا حدود له

كانت الزيارة إلى Chikuhō نقطة تحول رئيسية في حياة دومون. فبعد فترة وجيزة من الانتهاء من المشروع، أصيب بنزيف في المخ واضطر إلى الخضوع لفترة طويلة من الراحة والتعافي. على الرغم من أنه كان قادرًا في النهاية على المشي مرة أخرى بعد برنامج شاق لإعادة التأهيل، إلا أنه لم يعد قادراً على القيام بهذا النوع من السفر المتواصل وجداول التصوير المكثفة التي ميزت حياته المهنية قبل أزمته الصحية.

قبل أن يمرض، كان دومون قد بدأ العمل على سلسلة من الصور ليتم تحويلها إلى سلسلة في مجلة كاميرا ماينيتشي الشهرية بعنوان ”كوجي جونري“ (الحج إلى المعابد القديمة). لطالما راودته فكرة استكشاف جذور الثقافة اليابانية من خلال تصوير المعابد القديمة والمنحوتات البوذية منذ ما قبل الحرب. لكن فقدان قوته الجسدية وقدرته على الحركة بحرية أجبراه على تركيز طاقاته على سلسلة المعبد. سواء أحب أم كره، فالحقيقة هي أنه لم يعد قادرًا على الانضمام إلى الخطوط الأمامية سعياً وراء التقاط الصور التي من شأنها أن تعالج القضايا الاجتماعية الهامة، ولا شك أن هذا الأمر كان يسبب له ألماً نفسياً كبيراً.

مجموعة مختارة من صور كين دومون، اختارها الفنان (طبعة جديدة، 2009). تعليق المحرر: يُظهر الغلاف لقطة مقرّبة للصورة القائمة لبوداسف كانون (أفالوكيتسافارا) الموجودة في إيست باغودا في معبد ياكوشيجي، بمدينة نارا. (مجموعة متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي)
مجموعة مختارة من صور كين دومون، اختارها الفنان (طبعة جديدة، 2009). تعليق المحرر: يُظهر الغلاف لقطة مقرّبة للصورة القائمة لبوداسف كانون (أفالوكيتسافارا) الموجودة في إيست باغودا في معبد ياكوشيجي، بمدينة نارا. (مجموعة متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي)

رغم أن حركته أصبحت محدودة، إلا أن هذا لم يثبط عزيمته، وبروح لا تُقهر واصل العمل على التقاط الصور لسلسلة المعابد القديمة. لكن بعد إصابته بنزيف دماغي ثانٍ، أُجبر على توظيف مساعدين لدفعه على كرسي متحرك وحمله إلى أعالي الجبال حتى يتمكن من الاستمرار في التقاط صوره. توضح العديد من الحكايات أن موقفه الراسخ الذي لا يرضى بأي تنازلات تجاه عمله لم يتأثر على الرغم من تدهور صحته. في إحدى المرات كان يستعد لالتقاط صور للبرج الشرقي في معبد ياكوشيجي في نارا لكن الظلام كان قد بدأ يحل، فشكك مساعدوه في إمكانية الاستمرار في التصوير في مثل هذه الظروف الصعبة، فغضب منهم ووبخهم قائلاً: ”الصور اللعينة لا تظهر لأنكم لا تصدقون أنها ستظهر!“ على الرغم من تدهور صحته الجسدية، استمر دومون في تقديم أعمال ترقى إلى مستوى سمعته باعتباره ”شيطان التصوير الفوتوغرافي“.

كين دومون حوالي عام 1966، في موقع التصوير في نارا موروجي. (مجموعة متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي)
كين دومون حوالي عام 1966، في موقع التصوير في نارا موروجي. (مجموعة متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي)

تتكون سلسلة دومون ”رحلات الحج إلى المعابد القديمة“ من خمسة مجلدات. الأول يضم صورًا للمعابد القديمة حول نارا وأسوكا بما في ذلك هوريوجي وتشوغوجي وياكوشيجي، وقد ظهر في عام 1963، أما المجلد الخامس والأخير فقد نشر في عام 1975. كان هذا المشروع الكبير هو أهم عمل في حياة دومون. باستخدام تقنية مميزة استغل فيها الدقة والقوى التعبيرية للكاميرات كبيرة الحجم والتوظيف المتكرر للتصوير الفوتوغرافي عن طريق الفلاش لإبراز الاختلافات الديناميكية للضوء والظل، جاءت اللقطات عن قرب مشبعة بطاقة نادرة وحيوية كبيرة وبها أدق تفاصيل الصور والمعابد البوذية بطريقة لا تزال غير مسبوقة.

صور عصر شووا: الأعمال الكاملة، السلسلة 5 (1982). تعليق المحرر: قرب نهاية حياته، نجح دومون أخيرًا في تصوير معبده المفضل موريجي وسط الثلوج. يظهر سقف قاعة كوندو في الجزء العلوي من الدرج الحجري. (مجموعة متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي)
صور عصر شووا: الأعمال الكاملة، السلسلة 5 (1982). تعليق المحرر: قرب نهاية حياته، نجح دومون أخيرًا في تصوير معبده المفضل موريجي وسط الثلوج. يظهر سقف قاعة كوندو في الجزء العلوي من الدرج الحجري. (مجموعة متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي)

استمر شغف دومون بالتصوير الفوتوغرافي حتى النهاية. في عام 1978، بعد الانتهاء من مشروع ”الحج إلى المعابد القديمة“، نجح أخيرًا في تصوير موروجي وسط الثلوج محققًا بذلك طموحًا راوده لمدة 40 عامًا. في سبتمبر/ أيلول 1979، أصيب بنزيف دماغي ثالث، وقضى بقية حياته في المستشفى إلى أن توفي عام 1990 عن عمر يناهز الثمانين عامًا.

شعر كين دومون بواجبه تجاه توثيق الحقائق الاجتماعية ولفت انتباه الجمهور إليها من خلال عمله كمصور صحفي. في الوقت نفسه، استمر طوال حياته يبحث في معنى أن تكون يابانيًا وماهية جوهر الثقافة اليابانية. في مقال له بعنوان ”أشياء أحبها“ نُشر في إصدار واحد من ”كوجي جونري“ عام 1971، كتب:

”لأنني أمضيت وقتًا طويلاً في السفر حول المعابد وتصوير الصور البوذية في السنوات الأخيرة، يتساءل الناس أحيانًا بسخرية عما إذا كنت قد تحولت إلى ناسك بوذي. لكن الحقيقة هي أنه سواء كنت ألتقط صورًا لهيروشيما أو صورة لبوذا ياكوشي نيوراي في جينغوجي، فإن عملي دائمًا يدور حول نفس الشيء: حوار من وإلى الشعب الياباني على اختلاف أجياله“.

حافظ كين دومون على هذا الإيمان طوال حياته، وبنى عليه عالمًا فوتوغرافيًا ملحمياً خالدًا على مر العصور.

متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي

كان متحف دومون كين للتصوير الفوتوغرافي أول متحف ياباني مخصص للتصوير الفوتوغرافي، وقد تم تشييده للاحتفال بإنجازات دومون وليضم مجموعته المكونة من 70000 صورة. في عام 2009، حصل المتحف على نجمتين في دليل ميشلان الأخضر لليابان. كما قامت ماينيتشي شيمبون في عام 1981 بتأسيس جائزة كين دومون، وهي إحدى جوائز التصوير الفوتوغرافي الأكثر شهرة في اليابان، وتُمنح لأفضل كتاب للصور الوثائقية يُنشر في السنة الميلادية، بالإضافة إلى ذلك فإن الأعمال التي تحصل على هذه الجائزة تصبح جزءًا دائمًا من مجموعة المتحف.

متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي
متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي

(نشر النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنجليزية. صورة العنوان: ”كوندو إيسامي وكوراما تينغو“ بواسطة كين دومون، 1955. جميع الصور مهداة من متحف كين دومون للتصوير الفوتوغرافي).

مجتمع الثقافة الشعبية الثقافة التقليدية