كيف يمكن دمج الطلاب الأجانب في المجتمع الياباني والاستفادة من طاقاتهم المهدرة؟

مجتمع

تعد مدينة ميناميونوما الصغيرة الواقعة في محافظة نيغاتا موطناً لجامعة اليابان الدولية التي تضم طلاباً ينتمون لأكثر من 60 جنسية تقريباً، لكن السلطات المحلية تنفّر الطلاب بدلاً من الاستفادة من إمكانات هذه المجموعة المتنوعة من المقيمين من أجل ضخ دماء جديدة في شرايين هذا المجتمع المنعزل.

جامعة دولية في قلب الريف

أصبحت كلمة "دولي" (kokusai باللغة اليابانية) جزءًا واسعًا من الحياة في المجتمع المعاصر. بالإضافة إلى ظهورها في الصحف يوميًا، تدخل هذه الكلمة بشكل روتيني في أسماء كل شيء بدءًا من المطارات والمدارس وحتى محطات السكك الحديدية والمستشفيات والشركات على اختلاف أنواعها.

لكن من الصعب العثور على أسماء أماكن تعبر فعلياً عن الكلمة. في الواقع، لايوجد سوى ثلاثة أماكن فقط على مستوى البلاد، بينهم اثنان هم مجرد "قرى" بشكل رسمي: شونان كوكوسايمورا في محافظة كاناغاوا وكامياما كوكوسايمورا في محافظة ناغانو، أما "المدينة" الدولية الوحيدة في البلاد هي كوكوسايتشو وتعد رسمياً جزءاً من ميناميونوما في محافظة نيغاتا ويعود تاريخها إلى عام 1982 عندما تم هنا إنشاء أول جامعة دولية في اليابان على مساحة 16 هكتارًا من الأراضي الزراعية.

رأى القادة السياسيون ورواد الأعمال في البلاد أن اليابان ستحتاج إلى قوة عاملة تتسم بطابع دولي من أجل التكيف مع تحول العالم إلى العولمة في السنوات القادمة. وعليه، تم اتخاذ قرار بتأسيس جامعة اليابان الدولية في ميناميونوما لتوفر تدريباً على مستوى الدراسات العليا باللغة الإنجليزية في العلاقات الدولية وإدارة الأعمال وغيرها من المجالات. حيث كانت الفكرة تقوم على جعل المجتمع "أكثر تدويلًا" من خلال الجمع بين موظفي الشركات اليابانية والطلاب الأجانب للعيش والدراسة تحت سقف واحد.

جامعة اليابان الدولية.
جامعة اليابان الدولية.

كانت هذه مهمة كبيرة نُفّذت بدعم كامل من الحكومة كجزء من مشروع وطني. تم تعيين كبار السياسيين وشخصيات الأعمال البارزة في مناصب قيادية داخل المؤسسة الجديدة. حيث أصبح ناكاياما سوهي، الرئيس السابق للرابطة اليابانية للمديرين التنفيذيين للشركات، أول رئيس لمجلس الإدارة، وتم تعيين وزير الخارجية السابق أوكيتا سابورو كأول رئيس للجامعة. 

اليوم، يعيش حوالي 300 من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس مع أسرهم في "المدينة الدولية"، وهم ينتمون إلى ما لا يقل عن 57 دولة ومنطقة بما في ذلك الصومال وليسوتو وسوازيلند وتيمور الشرقية وطاجيكستان وفيجي. في بعض الحالات، لا يوجد سوى بضع عشرات من أبناء هذه الجنسيات في جميع أنحاء اليابان مما يجعل هذه المدينة الصغيرة الواقعة في الريف الياباني واحدة من أكثر الأماكن تنوعًا في البلاد. في الواقع، فإن هذا الكم من التنوع قد يعد شيئاً استثتائياً في أي مكان آخر من العالم. 

معظم أعضاء هيئة التدريس يحملون شهادات الدكتوراه من جامعات في أوروبا وأمريكا الشمالية. في عام 2019، كانت الجامعة هي المؤسسة اليابانية الوحيدة التي تم إدراجها في تصنيف الإيكونوميست لكليات إدارة الأعمال الدولية، حيث حصلت على المرتبة 94 عالمياً والسادسة في آسيا.

لكن مع الأسف، فإن هذا المكان الذي ينفرد بتنوعه شهد مؤخرًا وقوع حادثتي تمييز.

التعصب يطل برأسه القبيح

في 11 مارس/ آذار 2019، قام أحد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة بنشر شكوى تمييزية صادرة من أحد الطلاب على الخادم الداخلي للجامعة حول "الرائحة الكريهة" للطلاب الأفارقة، وتحت "شكوى" الطالب جاء رد من أحد أعضاء هيئة التدريس يحمل في طياته تأييداً للتمييز أو على الأقل تغاضياً عنه، مضمونه "من فضلك أخبرني بأسمائهم وسأتحدث إليهم على انفراد". التقطت وسائل الإعلام الحادث في يونيو/ حزيران واضطرت الجامعة إلى الاعتذار.

قبل ذلك بأيام قليلة، وتحديداً في 9 مارس/ آذار قام هاياشي شيغيو، رئيس بلدية ميناميونوما، بزيارة الجامعة. تم تخصيص "المدينة الدولية" كموقع محتمل لإنشاء مرفق جديد لمعالجة النفايات، وكان العمدة في زيارة لشرح الخطط للطلاب وأعضاء هيئة التدريس. لكن النسخة الإنجليزية من الشرح التي أحضرها معه كانت مكونة من 19 صفحة فقط، وهي بذلك أقصر بكثير من النسخة اليابانية من النص والتي وصلت إلى 65 صفحة.

في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني، قدمت مجموعة من المتطوعين يمثلون المقيمين في كوكوسايتشو عريضة موقعة من 403 من الطلاب الحاليين وخريجي الجامعة للمطالبة بإلغاء الخطط المزمعة للمنشأة. تضمن الالتماس شكوى من أن المقيمين في كوكوسايتشو "لا يحصلون على معاملة متساوية مع السكان"، وطالبوا برد مكتوب بحلول 20 ديسمبر/ كانون الأول.

في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، عرض برنامج إخباري محلي تقريرا خاصا عن الوضع. وعندما طُلب من السيد هاياشي أن يشرح الفرق في حجم المواد التوضيحية، أجاب: "إنهم موجودون هنا لمدة عامين فقط أو ما إلى ذلك، في حين أن منشأة النفايات لن يتم الانتهاء من إنشائها قبل سبع سنوات. لأكون صريحاً، أرى من العبث أن أذهب إلى هناك وأقدم تفسيراً على نفس المستوى الذي قدمناه للسكان المحليين المقيمين بصفة دائمة. لكننا خرجنا عن المألوف وقمنا بتنظيم اجتماع لهم على أية حال". حتى الآن، لم تصدر أي استجابة للعريضة، وفي الوقت نفسه يقوم الطلاب بتنظيم حملة التماس على الإنترنت لمطالبة العمدة بسحب ملاحظاته التمييزية ضد الأجانب.

لقد عاش بعض أعضاء هيئة التدريس وعائلاتهم في كوكوسايتشو لمدة عقد أو أكثر من الزمان. يقضي العديد من الطلاب هنا خمس سنوات أو أكثر للحصول على شهادات الدكتوراه. الإيحاء بأن هؤلاء الأشخاص لا يتمتعون بنفس الحقوق ولا يحق لهم الحصول على تفسيرات من العمدة كسائر السكان المحليين، يتناقض مع الحقائق، وهي وجهة نظر تمييزية في حد ذاتها.

تجاهل رغبات السكان

كيف يمكن أن تقع حوادث تمييز كهذه في حرم جامعة كان من المفترض أن تلعب دورًا رائدًا في جعل المجتمع الياباني أكثر انفتاحًا على العالم الأوسع؟

السبب الرئيسي يكمن في محدودية الفرص المتاحة أمام سكان كوكوسايتشو لتعريف الحكومة المحلية بآرائهم. إن أحد الأدوار الرئيسية للمسؤولين هو جمع آراء المقيمين حول القضايا المهمة. لكن في حالة كوكوسايتشو، فإن مجلس المدينة يتواصل بشكل عام مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس عبر مكاتب الجامعة.

الأشخاص الذين يعملون في مكاتب الجامعة ليسوا من سكان كوكوسايتشو. حيث أن رئيس الجامعة ورئيس مجلس الإدارة، اللذان يتمتعان بالسلطة المطلقة لاتخاذ القرارات، يعيشان في طوكيو. فرئيس مجلس الإدارة الحالي كان رئيس مجلس الإدارة السابق في شركة ميتسوي وشركاه، في حين أن رئيس الجامعة هو أستاذ فخري في جامعة هيتوتسوباشي. على ما يبدو إذن، فإن الإدارة العليا للجامعة الخاصة تقف حائلاً بين المقيمين ومجلس المدينة.

تقترح الخطط الخاصة بمرفق النفايات أن تحصل المدينة على 9 هكتارات من أراضي الجامعة الدولية، سيتم استخدام 5.5 منها لبناء مصنع جديد لمعالجة النفايات وسيتم بناء مرافق الاستحمام والمباني الأخرى على المساحة الباقية من الأرض، وستقوم المدينة بتزويد الجامعة بالكهرباء باستخدام الطاقة الناتجة عن معالجة النفايات. وبالتالي فإن الجامعة لها مصالح خاصة في الصفقة. بالنسبة للمدينة، فإن استخدام الجامعة كوسيلة لتزويد المقيمين الذين يعيشون بالقرب من الموقع المقترح بمعلومات حول الخطة هو أمر يفتقر للحيادية.

في البداية، أخبرت الجامعة مسؤولي الحكومة المحلية أنه "ليست هناك حاجة" لعقد اجتماع لمناقشة الاقتراح مع المقيمين في كوكوسايتشو. لكن عندما غيرت الجامعة رأيها فيما بعد وقررت عقد الاجتماع، تزامن الموعد المحدد لعقد الاجتماع مع اليوم الرياضي للجامعة. في رسالة البريد الإلكتروني التي أرسلتها إلى الطلاب، فشلت الجامعة أيضًا في ذكر معلومات دقيقة حول مكان مرفق النفايات، رغم أن المرفق المقترح سيتم بناؤه بالقرب من مساكن الطلبة، ليكون بذلك منظراً قبيحاً سيضطر الطلاب إلى رؤيته بشكل يومي. في نهاية المطاف، لم يحضر الاجتماع إلا 12 شخصًا فقط. وعلى الرغم من أن العمدة قد عقد العديد من الاجتماعات في جميع أنحاء المنطقة وتم نشر محاضر اجتماعات مجلس المدينة للجمهور، إلا أنه لم يتم عقد اجتماع موسع متكامل بحضور مترجمين فوريين، يضم المقيمين في كوكوسايتشو.

عزلة في الريف

كيف تم في المقام الأول بناء جامعة من هذا النوع في جبال نيغاتا؟

يبلغ عدد سكان المدينة حالياً حوالي 14000 نسمة وعلى الرغم من قلة تعداد السكان، إلا أن المنطقة بعيدة كل البعد عن كونها مجرد بلدة قروية نائية. فبالإضافة إلى الجامعة الدولية، توجد بها محطة أوراسا على خط شينكانسن جويتسو، وكلية كيتاساتو جونيور للصحة وعلوم النظافة، وهي إحدى الكليات الهامة لتدريب الممرضين وأخصائيي التغذية، ومدرسة كوكوساي جوهو الثانوية التي تعد واحدة من أعرق المدارس وأكثرها تنافسية في المحافظة، ومستشفى أونوما كيكان التي يوجد بها 400 من أسرّة المرضى.

أمام محطة أوراسا، يوجد تمثال لرئيس الوزراء السابق تاناكا كاكويه مشيراً بذراعه الأيمن بتفاؤل نحو السماء. كان هذا الجزء من البلاد أحد المراكز الرئيسية الداعمة سياسياً لتاناكا، وقاعدة لمجموعة إيتسوزانكاي التي دعمته طوال حياته المهنية. وقد آتى هذا الدعم ثماره في شكل مشاريع متعددة للبنية التحتية. كان أول رئيس لبلدية ميناميونوما من أنصار تاناكا وقد تدرج في المناصب عبر مجموعة إيتسوزانكاي، أما العمدة الحالي الذي عُيّن خلفاً له، فقد تولى مهام منصبه في عام 2016.

أما عن السبب وراء امتلاك الجامعة الدولية 16 هكتاراً من الأراضي الاحتياطية في المقام الأول، فهو بسيط، حيث كانت الخطة الأصلية تقضي باستخدام هذه الأرض لإنشاء أقسام جديدة ومدرسة ثانوية مع توسع الجامعة في المستقبل. ولكن تم التخلي عن هذه الأفكار الطموحة مع بداية عصر الفقاعة الاقتصادية في اليابان. في الأصل، كان أكثر من نصف الطلاب في الجامعة موظفين أرسلتهم شركاتهم اليابانية، لكن اليابانيين يشكلون الآن أقل من 10% من الطلاب. اليوم، أكثر من نصف الطلاب هم من المتدربين الذين قدِموا كجزء من مساعدات التنمية الرسمية اليابانية التي تُمنح للدول النامية. تتم تغطية تذاكر الطيران وتكاليف المعيشة والرسوم المدرسية لهؤلاء الطلبة من خلال المنح الدراسية الممولة بواسطة الضرائب وتبلغ مصاريف الدراسة والمعيشة لكل طالب حوالي 3.6 مليون ين في السنة. الجامعة الدولية هي جامعة خاصة حيث تبلغ الرسوم الدراسية حوالي 2 مليون ين في السنة، على الرغم من أن النسبة العالية من الطلاب الأجانب الذين تمولهم الحكومة كانت سبباً في إطلاق مزحة بأن الجامعة "تأسست من القطاع الخاص ولكنها ممولة من القطاع العام".

إذا أتيت إلى اليابان من خلال برنامج المتدربين، فلن يُسمح لك بقيادة السيارة. للأسف فإن المنطقة الريفية المحيطة بالجامعة الدولية هي منطقة مبنية بالكامل تقريبًا حول السيارات، أما الحرم الجامعي فيقع في قلب "بلد الثلوج"، وخلال فصل الشتاء تحديداً يصعب الوصول إلى أي مكان بدون سيارة، كما أن أقرب محطة تقع على بعد 40 دقيقة سيرًا على الأقدام. المطاعم والحانات تبعد 15 دقيقة، وأقرب متجر كومبيني يقع على بعد 20 دقيقة. شريان الحياة الرئيسي بالنسبة للطلاب هو حافلة تنطلق مرة واحدة كل ساعة وتسير في مسار دائري حيث تمر على المحطة وغيرها من الأماكن المهمة داخل الحرم الجامعي وحوله (في عطلات نهاية الأسبوع، تتوافر حافلتان فقط على مدار اليوم).

 الحرم الجامعي والمناطق المحيطة به في فصل الشتاء.
الحرم الجامعي والمناطق المحيطة به في فصل الشتاء.

العديد من الطلاب هم موظفون حكوميون أو موظفون في شركات كبرى في بلدانهم الأصلية، وهم ملتزمون بالعودة إلى بلدانهم بعد انتهاء عامي التدريب وبالتالي فليس لديهم متسع من الوقت أو الحافز لدراسة اللغة اليابانية.

وبالتالي، في مكان كهذا يمتلك فيه جميع السكان المحليين سيارة ويتحدث عدد قليل فقط من الناس باللغة الإنجليزية، تحولت الجامعة إلى جزيرة في وسط الريف، مجتمع صغير معزول يتكون من طلاب لا يستطيعون التحدث باللغة اليابانية ولا يحملون رخصاً للقيادة. فأصبح الطلاب يسخرون من أن الحروف IUJ لا تعني "الجامعة الدولية في اليابان" بل تعني "الجامعة المعزولة في اليابان".

يعيش المجتمعان حياة منفصلة تمامًا ولا يعرفون شيئًا عن بعضهم البعض، فمعظم السكان المحليين سيجدون صعوبة بالغة في التعرف على اسم رئيس الجامعة، في حين أن العديد من الطلاب الأجانب يعودون إلى بلادهم بعد العيش هنا لمدة عامين أو أكثر دون سماع اسم أرز كوشيهيكاري المحلي الشهير.

غرف النوم المشتركة المخصصة للطلاب واسعة مساحتها حوالي 15 متر مربع ويوجد بها مرحاض ودش. يقوم بعض الطلاب بطهي وجبات الطعام الخاصة بهم في المطبخ المشترك، بينما يتناول الآخرون الطعام في كافيتيريا الجامعة. المكتبة مفتوحة حتى منتصف الليل، ويبقى مركز الكمبيوتر مفتوحًا على مدار الساعة. يدرس العديد من الطلاب حتى وقت متأخر من الليل ويمارسون حياتهم اليومية بشكل كامل في الحرم الجامعي.

اعترف أحد الطلاب الأجانب بأن قضاء الكثير من الوقت في الحرم الجامعي يؤدي إلى ضغوط نفسية، وأن الكثير من الناس يعانون من الشعور بالوحدة والعزلة ويجدون صعوبة في تكوين علاقات.

بالتأكيد ينجح قليل من الطلاب في تكوين صداقات مع السكان المحليين. تحدثت إلى رجل في الأربعينيات من عمره يعيش على بعد خمس دقائق سيرًا على الأقدام من الجامعة، وأخبرني أنه اعتاد على زيارة الجامعة عندما كان صغيراً للعب مع أطفال الطلاب اليابانيين، وقال "لكن ليس هناك الكثير من الناس الذين يستطيعون تحدث اللغة اليابانية الآن، لذا لم يعد لدي أي سبب لزيارة الجامعة هذه الأيام".

يبدو أن ضغط الحياة المنعزلة قد بدأ يؤثر على علاقات الطلاب مع بعضهم البعض، وقد يكون هذا أحد الأسباب التي أدت إلى ظهور البيان التمييزي المذكور أعلاه.

الاستفادة من رغبة الطلاب في المشاركة في الحياة المحلية

على الرغم من هذه التحديات، إلا أن المقيمين في كوكوسايتشو يبذلون قصارى جهدهم ليصبحوا جزءًا أكثر تكاملاً من المجتمع المحلي.

في مايو/ آيار 2018، أطلقت مجموعة شبكة أونوما على الفيسبوك، أملاً في التشجيع على المزيد من التفاعل والتبادل بين الطلاب والمقيمين على المدى الطويل، وتضم المجموعة حاليا 730 عضواً.

عندما قمت بترجمة الدعوات للمتطوعين لأعمال مثل إزالة الثلوج والمساعدات الطارئة إلى اللغة الإنجليزية ونشرها على المجموعة، تقدم العديد من الطلاب الدوليين للمشاركة. وأثناء هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت أجزاء من غرب اليابان في يوليو/ تموز 2018، سافر طالب نيجيري إلى هيروشيما لمدة أسبوع على نفقته الخاصة للقيام بأعمال تطوعية. كذلك خلال إعصار هاجيس في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، كان أكثر من نصف المتطوعين الذين قدّموا المساعدة في مدينة ناغانو من غير اليابانيين.

لكن السلطات المحلية والجامعة نفسها لم تتعامل مع الطلاب كأعضاء كاملي العضوية في المجتمع، مما أضاع فرصة ثمينة للاستفادة من هذه الطاقة والجاهزية للمساعدة من أجل إعادة تنشيط المنطقة المحلية وإنعاشها.

لا تزال فكرة "التعايش مع الأجانب" تحظى بدعم العديد من المضيفين والمساعدين اليابانيين الكرماء. تقوم العديد من مجموعات المتطوعين بمساعدة المقيمين في كوكوسايتشو في النواحي اللغوية وتنظيم الأحداث، ولكن في الوقت الحالي لا توجد إلا محاولات قليلة للاستفادة من إمكانات الطلاب الأجانب من أجل ضخ طاقة جديدة في جسد المجتمع.

مثل العديد من سلطات الحكم المحلي في جميع أنحاء البلاد، يقول العمدة هاياشي إنه يريد جذب المزيد من السياح الأجانب لزيارة المنطقة. في هذه الحالة، أليس من المنطقي النظر بعين الاعتبار إلى الأجانب، ليسوا كمجرد أشخاص يتلقون المساعدة، بل باعتبارهم أفراداً نشطين يمكنهم لعب دور رائد في ضخ الطاقة التي تحتاج إليها المنطقة المحلية والمجتمع؟ إنني أتطلع إلى اليوم الذي سيتوقف فيه العمدة عن النظر إلى هؤلاء الأشخاص كزوار "موجودين هنا لمدة عامين فقط" ويغير اعتقاده بأنه يقدم لهم خدمة حين يقوم نيابة عنهم بتنظيم اجتماع إعلامي فاتر يتسم باللامبالاة. بدلاً من ذلك، آمل أن يأخذ زمام المبادرة ويعتبر أنّ جزءاً من وظيفته هو أن يقوم بتزويدهم بمزيد من المعلومات على أمل أن يقرروا البقاء لفترة أطول.

لقد غيرت الحكومة مؤخرًا موقفها من العمالة الدولية، وفتحت الباب أمام استقدام المزيد من العمال الأجانب بالرغم من إصرارها علنًا على أنها لا تتبنى سياسة مؤيدة للهجرة. نظرًا لأن "التدويل" أصبح جزءًا مألوفًا من حياتنا اليومية أكثر من أي وقت مضى، فإن الوضع في "المدينة الدولية" الوحيدة في البلاد يوضح أنه لا تزال هناك العديد من المشكلات التي من الضروري معالجتها قبل أن يكون المجتمع الياباني مستعدًا لقبول المقيمين الأجانب ومعاملتهم على قدم المساواة كأعضاء كاملي العضوية في مجتمعنا.

(نُشر النص الأصلي باللغة اليابانية في 15 يناير/ كانون الثاني 2020. صورة العنوان: حفل بمناسبة نهاية العام الدراسي في جامعة اليابان الدولية في يونيو/ حزيران 2019. جميع الصور مهداة من كورويوا يوكو).

الشركات اليابانية الهجرة أجانب العمل