كيسينّوما تبني علاقة جديدة مع البحر بعد 10 سنوات من كارثة التسونامي

كوارث

وجه سكان كيسينّوما على مدار 10 سنوات شغفهم وإبداعهم نحو إعادة بناء مجتمعهم الساحلي المنكوب بكارثة التسونامي، من أجل مواجهة تهديدات وجودية جديدة تتمثل في انخفاض عدد السكان وتدهور صناعة صيد الأسماك في المنطقة وجائحة كوفيد-19. أحد الصحفيين المحليين يتحول إلى زعيم مدني ويستطلع عقدا من الزمن من ’’إعادة إعمار إبداعية‘‘ والتحديات المستقبلية.

تقع كيسينّوما على امتداد الخط الساحلي المعرض لخطر أمواج التسونامي في محافظة ميياغي، وقد تعايشت المدينة مع البحر ومخاطره لعدة قرون. قبل زلزال شرق اليابان الكبير عام 2011 بفترة طويلة اتخذت إدارة البلدية الكثير من الخطوات لحماية المجتمع مثل توعية المواطنين بمخاطر كوارث التسونامي ووضع خرائط للإخلاء وإجراء تدريبات متكررة على الكوارث.

لكن لم يكن أحد يتوقع كارثة مثلما حدث في 11 مارس/آذار عام 2011. ولذلك حتى بعد إطلاق تحذيرات بشكل متكرر بقي الكثير من السكان في أماكنهم وكانوا يشعرون بالأمان ظنا منهم أنهم كانوا خارج منطقة الخطر. في مدينة يبلغ تعداد سكانها حوالي 74 ألف نسمة، لقي ما مجموعه 1246 شخصا مصرعهم. كانت السنوات العشر منذ ذلك الحين بمثابة تدريب طويل وشاق على بناء علاقة جديدة ومستدامة مع البحر شُيد على أساسها اقتصاد المدينة وثقافتها.

دروس في اليقظة والحذر

نجا جميع طلاب وأعضاء هيئة التدريس مدرسة كيسينّوما كويو الثانوية بحياتهم، ولكن أنقاض مبنى مدرستهم القديم تشهد على قوة أمواج التسونامي التي من شبه المستحيل تصورها. تم الإبقاء على المبنى ليذكّر على الدوام بضرورة اليقظة في مواجهة مثل تلك القوة التدميرية.

على أحد الجدران الخارجية بارتفاع أربعة طوابق يمكن للمرء أن يرى بوضوح الضرر الذي خلفته وحدة تبريد اصطدمت بمبنى المدرسة بعد أن جرفتها أمواج التسونامي. أما في الطابق الثالث من المدرسة فتقبع سيارة مقلوبة قذفها السيل الجارف. الكتب المدرسية والمواد التعليمية تنتشر مبعثرة وسط الركام. لقد تم الإبقاء على كل شيء كما تركه التسونامي.

في منشآت المعرض التي تم تشييدها بالقرب من الأنقاض يمكن للزوار مشاهدة فيديو لحفل تخرج مدرسة هاشيكامي الإعدادية الذي أقيم بعد 10 أيام من الكارثة في صالة الألعاب الرياضية بالمدرسة والتي كانت أحد مواقع الإجلاء. يلقي طالب من صف الخريجين الذي فقد ثلاثة طلاب في الكارثة، كلمة تأبينية حزينة جاء فيها: ’’يبدو أن تعلم قيمة الحياة البشرية تطلب ثمنا باهظا للغاية. ولكن مهما كانت ظروفنا صعبة، فمن واجبنا الآن أن نتحمل مسؤوليتنا بدون أن نجلس ونندب حظنا، وأن نساعد بعضنا الآخر على المضي قدما‘‘.

أولئك الذين اختاروا العيش بجوار البحر في أعقاب الكارثة يدركون قوة غضبه. لكنهم يتذكرون أيضا سخاءه وعظمته.

في حفل تأبين أقامته مدينة كيسينّوما بعد عام من الكارثة، تحدثت طالبة في السنة الثالثة في المدرسة الثانوية نيابة عمن فقدتهم من أفراد أسرتها. كانت الطالبة تعيش تحت سقف واحد مع والديها وجديها وإخوتها إلى أن جاءت أمواج التسونامي وقضت على الأروح السبعة جميعا، لتبقى هي الناجية الوحيدة. قالت: ’’على الرغم من أن المحيط سلبني الكثير من الناس والذكريات العزيزة على قلبي، لكني ما زلت أحب البحر. سأظل على الدوام أعشق البحر الأبدي حيث تسكن عائلتي‘‘.

تم الإبقاء على ركام المبنى الذي كان يضم سابقا مدرسة كيسينّوما كويو الثانوية باعتبارها نصبا تذكاريا. السيارة المقلوبة في الطابق الثالث تشهد على القوة المروعة لأمواج التسونامي.
تم الإبقاء على ركام المبنى الذي كان يضم سابقا مدرسة كيسينّوما كويو الثانوية باعتبارها نصبا تذكاريا. السيارة المقلوبة في الطابق الثالث تشهد على القوة المروعة لأمواج التسونامي.

خيارات كيسينّوما

في أعقاب كارثة مارس/آذار عام 2011 تبنت كيسينّوما مجموعة واسعة من الإجراءات والسياسات المصممة لحماية المنطقة ومواطنيها من كارثة مماثلة في المستقبل. لكن أولئك الذين تضررت منازلهم أو دُمرت جراء أمواج التسونامي ما زالوا يواجهون خيارا صعبا: إما الاستمرار في العيش بجوار البحر أو الانتقال إلى مكان آخر.

من بين ما يقرب من 9 آلاف أسرة تضررت من أمواج التسونامي، اختار حوالي 30% مبدئيا الانتقال إلى مساكن جديدة مقاومة للكوارث يتم بناؤها لهذا الغرض، حيث اختار 10% منهم أعمال تطوير خاصة لإعادة التوطين، أما 20% الآخرون فاختاروا الإسكان العام لضحايا الكارثة. قامت حوالي 140 عائلة بالتسجيل لشراء منازل في الحي الساحلي خضعت الأرض فيه لعملية استصلاح بما في ذلك تشييد مرتفع أرضي اصطناعي (*١). بينما اختار الباقون إصلاح منازلهم المتضررة أو العثور على مكان جديد للعيش فيه بشكل مستقل. وفي النهاية انتقل الكثيرون إلى الداخل بعيدا عن البحر.

لم يكن من السهل تأمين أراض للتطوير السكني في أجزاء من المدينة تعتبر آمنة من الكوارث المستقبلية. فقد اُستخدمت جميع الأراضي الداخلية الكبيرة والمجرّفة لتشييد المساكن المؤقتة والتي تحظى بالأولوية. أما المواقع المتبقية فكانت تتطلب أعمال استصلاح واسعة النطاق وشق طرق للوصول إليها. وحتى بعد انطلاق أعمال تحضير المواقع كان هناك العديد من التأخيرات، بما في ذلك مشاكل العثور على أماكن لرمي التربة والصخور المجرفة.

لم يكتمل تشييد جميع مساكن الإيواء العامة حتى عام 2017، ولم يتم الانتهاء من آخر التطويرات الخاصة حتى عام 2019. وبحلول ذلك الوقت كانت العائلات النازحة قد تقدمت في السن وتقلص عدد الأسر. عدد كبير من أولئك الذين سجلوا في البداية للحصول على منازل في أماكن التطوير الخاص انتهى بهم الأمر بالتحول إلى الإسكان العام.

انتكاسات في إعادة إعمار مناطق ساحلية

كان لهذه القرارات تأثير كبير على منطقة مينامي كيسينّوما الساحلية والتي خضعت لأعمال استصلاح ضخمة للأراضي وإعادة تطوير بعد كارثة التسونامي.

تقع منطقة مينامي كيسينّوما بين خليج كيسينّوما ونهر أوكاوا، وكانت قبل التسونامي حيا حضريا مفعما بالحياة يقطنه حوالي 1560 أسرة مع مزيج كثيف من المتاجر ومصانع معالجة الأسماك والمنازل الخاصة. وفي مارس/آذار عام 2011 غمرت أمواج التسونامي التي تراوح ارتفاعها بين 5-7 أمتار الحي منخفض المستوى.

بموجب خطة لإعادة إعمار المدينة تقرر بناء المنطقة بأكملها على مستوى بارتفاع ثلاثة أمتار وإعادة تخطيطها وتطويرها. تم الانتهاء أخيرا من هذا المشروع الطموح في سبتمبر/أيلول عام 2019. افتتحت مكتبة كبيرة وصيدلية وعيادة وغيرها من الأعمال في تتابع سريع. واعتبارا من نهاية عام 2020 استقرت حوالي 501 أسرة في المنطقة، ولكن تمركزت 344 أسرة كاملة منها في المجمع السكني العام الجديد. ونتيجة لذلك فإن معظم الأراضي شاغرة على الرغم من جهود المدينة للمساعدة في التوفيق بين ملاك الأراضي الخاصين والشركات التي تسعى للشراء أو الإيجار. ولم يستعد الحي حيويته السابقة بعد.

صورة من الجو لحي مينامي كيسينّوما ملتقطة بتاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول عام 2020.
صورة من الجو لحي مينامي كيسينّوما ملتقطة بتاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول عام 2020.

خُصصت بعض الأراضي التي كان يشغلها السكان في السابق لتشييد ساحة عامة و’’منتزه للوقاية من الكوارث‘‘ أو حولت إلى منطقة صناعية، وذلك في إطار عملية الاستصلاح. لكن السبب الرئيسي وراء انخفاض عدد السكان هو أن الكثير من الأسر اختارت ببساطة عدم العودة. كان لدى عدد ليس بالقليل منهم مخاوف بشأن العودة إلى نفس المنطقة التي غمرتها أمواج التسونامي في عام 2011 حتى بعد أن أعيد بناؤها على مستوى مرتفع ثلاثة أمتار. وكان أيضا لعملية التنمية المطولة تأثيرها، كما ذكر أعلاه.

وفي ضوء ما سبق ذكره، استغرقت إعادة تطوير المنطقة حوالي عامين ونصف العام أكثر مما كان مخططا له في الأصل. وبينما كان المشروع قيد التنفيذ، كان بعض السكان المحليين قد أكملوا بالفعل إصلاحات منازلهم المتضررة، ولكن يتعين الآن هدمها لإفساح المجال لأعمال رفع مستوى الأرض. وهذا يعني تأمين مساكن مؤقتة لهؤلاء السكان، بعضهم انتقل للتو من مساكن مؤقتة. كما أن نقل أنابيب المياه والمرافق الجوفية الأخرى استغرق وقتا طويلا.

مثّل نقل الأتربة مشكلة رئيسية أخرى. فقد تطلبت خطط المدينة ما إجماليه 13 مليون متر مكعب تقريبا من الأتربة لرفع مستوى المناطق الساحلية وبناء حواجز وأرصفة بحرية، في حين أنه نجم عن أعمال التجريف في مواقع تطوير الأراضي الداخلية حوالي 10 ملايين متر مكعب فقط، ما استلزم شراء الكمية المتبقية. ونظرا لأن أعمال تطوير الأراضي الداخلية كانت تسير بشكل أسرع من المشاريع الساحلية، لم يكن بالمقدور نقل الأتربة والصخور المستخرجة من الأراضي المرتفعة ببساطة إلى الساحل. لم يكن العثور على مواقع مقبولة لإيداع الأتربة مؤقتا أمرا سهلا أيضا.

يمكن لشاحنة قلابة كبيرة أن تحمل حوالي 5 أو 6 أمتار مكعبة في المرة الواحدة، وكان هناك 10 ملايين متر مكعب ليتم نقلها. في المراحل الأولى من التشييد، تسبب العدد الكبير من الشاحنات القلابة ومركبات البناء الأخرى في اختناقات مرورية هائلة.

في النهاية وعلى الرغم من رؤية كيسينّوما المتمثلة في ’’العيش بجوار البحر‘‘ انخفض عدد سكان المناطق الساحلية بشكل حاد. قبل كارثة تسونامي 2011 كان لنسيم البحر حضور دائم ومألوف في حياتنا. لم ندرك أبدا مدى النعمة التي كنا نحظى بها.

أراض خالية تعطي منطقة مينامي كيسينّوما المعاد تطويرها منظرا متصحرا.
أراض خالية تعطي منطقة مينامي كيسينّوما المعاد تطويرها منظرا متصحرا.

الواجهة المائية لمينامي كيسينّوما قبل كارثة التسونامي.
الواجهة المائية لمينامي كيسينّوما قبل كارثة التسونامي.

إعادة الإعمار وما بعدها

لقد كانت 10 سنوات مثمرة ولكنها مرهقة. انشغلنا في العام الأول فقط ببناء مساكن مؤقتة وإزالة الركام وتأمين بيئة معيشية أساسية لمواطنينا. لم تسنح لنا فرصة البدء في التفكير في إعادة بناء سبل معيشة الناس ومجتمعاتهم إلا في العام الثاني. شهد العام الرابع استكمال أول وحدات سكنية بديلة وعودة جزئية إلى الحياة الطبيعية ما سمح لنا بالتصدي لمسألة الحواجز البحرية وغيرها من أشكال الحماية الساحلية. وفي العام السادس شرعنا في إعادة بناء منشآتنا السياحية ومركز مجتمعنا. ومنذ ذلك الحين سارت عملية إعادة الإعمار على قدم وساق مع الانتهاء من تشييد المستشفى الجديد التابع لبلديتنا وسوق لبيع الأسماك ومنطقة التسوق وافتتاح طريق سانريكو السريع وجسر كيسينّوما أوشيما أوهاشي. ووردت أخبار سارة أخرى مع قرار هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK استخدام كيسينّوما كموقع رئيسي لآخر جزء من مسلسلها الدرامي الصباحي بعنوان ’’أوكايري موني‘‘ المقرر أن يبدأ بثه في مايو/أيار عام 2021.

مدينة كيسينّوما ومواطنيها مبادرون وجريئون. لقد أنشأنا سلطة سياحة جديدة تستقي الدروس المستفادة من مدينة زيرمات السويسرية، وخصصنا حوافز للمشاريع الجديدة من قبل السكان الشباب والشباب الآخرين الذين هاجروا إلى كيسينّوما، وشيدنا حوضا جديدا لبناء السفن تشكل عن طريق اندماج العديد من شركات متنافسة صغيرة، وأكملنا تشييد ملعب غولف طال انتظاره. لقد نجحنا أيضا في اجتذاب شركة لصناعة الجعة وأرباب عمل آخرين إلى مدينتنا. الداعمون لعملية ’’إعادة الإعمار الخلاقة‘‘ هم المقيمون لفترة طويلة الذين سخروا أنفسهم للعمل من أجل شؤون المجتمع في أعقاب كارثة التسونامي، بالإضافة إلى مجموعة من الشباب المفعمين بالحيوية الذين انتقلوا إلى المنطقة، قدم الكثير منهم في البداية إلى كيسينّوما كمتطوعين.

أنفقت مدينة كيسينّوما وحدها أكثر من تريليون ين على إعادة الإعمار، ولديها الكثير لتعرضه مقابل هذا الاستثمار. لكن المشاكل طويلة الأمد تلوح في الأفق. انخفض عدد سكان المدينة الذي بلغ 74 ألفا في فبراير/شباط عام 2011 إلى 61 ألفا حتى نهاية يناير/كانون الثاني عام 2021. الشيخوخة السكانية ونزوح السكان الشباب هما السبب الرئيسي وراء ذلك. ووسط صخب أعمال إعادة التطوير، تم دمج المدارس العامة المحلية ومراكز الرعاية النهارية معا بهدوء. يتوقع المعهد الوطني لأبحاث السكان والضمان الاجتماعي أن ينخفض عدد سكان المدينة إلى 33 ألفا بحلول عام 2045.

وفي الوقت نفسه يهدد انخفاض كميات الصيد قطاعات صيد الأسماك وصناعات المنتجات البحرية التي يعتمد عليها الاقتصاد المحلي. الصراع بين الخوف والأمل يملأ قلوب مواطنينا.

كان القصد من عمليات اندماج وإلغاء العديد من البلديات التي حدثت منذ أواخر التسعينات وما بعدها هو تبسيط الإدارة المحلية في المناطق التي تكافح انخفاض عدد سكانها. ومنذ ذلك الحين، انشغلت العديد من البلديات في المنطقة بتقليص حجم الإدارة المحلية للتكيف مع العصر الجديد. لكن المجتمعات التي ضربها التسونامي كانت منشغلة بأعمال إعادة الإعمار. والآن بعد أن اقترب العقد المخصص لهذه المهمة من نهايته، تواجه تلك المجتمعات هذا التحدي الجديد ولم يتبقَ لديها سوى القليل من الطاقة للقيام بهذه المهمة.

أسماك أبو سيف في سوق لبيع الأسماك في كيسينّوما. تفتخر كيسينّوما بعرضها التجاري -أكثر من أي ميناء آخر في اليابان- لأسماك أبو سيف، يزن بعضها أكثر من 300 كيلوغرام.
أسماك أبو سيف في سوق لبيع الأسماك في كيسينّوما. تفتخر كيسينّوما بعرضها التجاري -أكثر من أي ميناء آخر في اليابان- لأسماك أبو سيف، يزن بعضها أكثر من 300 كيلوغرام.

كيسينّوما وجائحة فيروس كورونا

لم تسر السنة العاشرة من إعادة الإعمار كما تخيلنا. كنا قد ناقشنا إجراء سلسلة من الفعاليات بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة ولشكر كل من ساهم في إعادة بناء كيسينّوما. لقد تصورنا أن يحدث لمّ شمل مفعم بالسعادة للمتطوعين السابقين والموظفين المعارين من جميع أنحاء المنطقة. تخيلنا المتاجر والمطاعم التي أعيد بناؤها حديثا في المدينة وهي تعج بالزوار. حتى أننا كنا قلقين من التدفق الهائل للسياح بسبب الفعاليات بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة وافتتاح طريق سانريكو السريع والدعاية الخاصة بالدراما الصباحية الجديدة لقناة NHK.

ولكن بالطبع كان تأثير كوفيد-19 ملموسا في جميع أنحاء العالم. والتوقيت هو الذي جعل الأمر صعبا بشكل خاص على كيسينّوما. كان الناس على وشك الوقوف على أقدامهم. بالنسبة للكثير من أصحاب المنازل والشركات، كان موعد دفع أقساط سداد القروض بعد تأجيل مدته خمس سنوات.

الآن وصل بعض الناجين إلى نقطة ما قبل الانهيار. ففي خضم ألم فقدان الأحبة والمنازل والمدينة الساحلية التي عرفوها من قبل، استطاعوا الحفاظ على أنفسهم من خلال الاتصال الوثيق بالأصدقاء والزملاء والمتطوعين. ولكن التباعد الاجتماعي سلبهم تلك الراحة ومصدر الرزق.

ولكن بالنسبة لمعظمنا كانت تجربة التعافي وإعادة البناء من كارثة عام 2011 درسا في الأمل والصمود. لقد ذكّرتنا أن الفجر ينبثق دائما بعد ظلمة الليل. تعلمنا مدى أهمية مساعدة ودعم بعضنا الآخر. نحن نعلم أيضا مدى صعوبة ضمان السلامة مع الحفاظ على سبل عيش الناس وطريقة حياتهم.

سوف تنقضي الجائحة أيضا. وعندما يحدث ذلك، أدعوكم جميعا لزيارة كيسينّوما الجديدة لتروا بأمّ أعينكم المعنى الحقيقي للعيش بجوار البحر.

تشارف أعمال إعادة الإعمار حول خليج كيسينّوما على الانتهاء، كما يُرى من جبل أنبا.
تشارف أعمال إعادة الإعمار حول خليج كيسينّوما على الانتهاء، كما يُرى من جبل أنبا.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: سكان من كيسينّوما يودعون أسطول صيد الأسماك المحلي ويحملون أعلاما ملونة متمنين صيدا وفيرا في أحد الاحتفالات السنوية للمجتمع الساحلي بتاريخ مارس/آذار عام 2020. حقوق الصورة لكيودو)

(*١) ^ مقاربة لإعادة إعمار كبير النطاق لأراض حضرية وسكنية بناء على موافقة أغلبية ملاك الأراضي المحليين مع الحفاظ على حقوق الملكية الحالية وتماسك المجتمع.

كارثة الزلزال الكبير في شرق اليابان كارثة فوكوشيما الزلزال