هل تنجح اليابان في مساعيها من أجل تحقيق المصالحة مع كوريا الجنوبية على غرار ما قامت به مع المملكة المتحدة؟

سياسة

في عام 2018 أصدرت المحكمة العليا بكوريا الجنوبية حكماً قضائياً بإلزام الشركات اليابانية دفع تعويضات مادية لصالح ضحايا العمل القسري من الكوريين خلال فترة الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي زاد من حجم التوتر في العلاقات بين الجارتين. إلا أن الحكومتين استطاعتا مؤخراً إحراز تقدماً في العلاقات من خلال إعلان التوصل إلى حل مناسب فيما يخص ملف العمل القسري خلال الحرب العالمية الثانية. ومن الجدير بالذكر أنه في حالة مماثلة لهذه القضية كانت الحكومة البريطانية قد قررت عام 2000 تقديم مساعدات خاصة لأسرى الحرب البريطانيين الذين احتجزوا في اليابان، لتكون هذه المبادرة حجر الأساس للعلاقات القوية التي تجمع اليوم بين طوكيو ولندن.

تحسن العلاقات اليابانية الكورية

لقد كان للحكم الصادر عن المحكمة العليا في كوريا الجنوبية في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2018 أثراً واضحاً في تفاقم التوتر بين البلدين، أين ألزمت المحكمة الشركات اليابانية بتعويض ضحايا العمل القسري خلال فترة الحرب بشكل مباشر، حيث تضمن الحكم أمراً بدفع تعويضات تتراوح ما بين 80 مليون و150 مليون وون ”ما يعادل حوالي 8 مليون إلى 15 مليون ين ياباني“ لكل شخص من مجموع 15 مواطناً كورياً أجبروا على العمل في المصانع اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية. إلا أن الشركات اليابانية رفضت بشكل قاطع الامتثال لهذا الحكم، بحجة أن ملف التعويضات وكل ما يتعلق بقضية الاحتلال الياباني لكوريا الجنوبية كان قد تم تسويته خلال الاتفاق الموقع في يونيو/ حزيران عام 1965، والذي تزامن مع توقيع معاهدة العلاقات الأساسية التي مهدت الطريق إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، وحددت التعويضات التي ينبغي على الجانب الياباني تقديمها لكوريا الجنوبية. وقد قوبل موقف الشركات اليابانية هذا بتوجه الضحايا وعائلاتهم إلى اتخاذ إجراءات قانونية تقضي بحجز ومصادرة أصول الشركات اليابانية الموجودة بكوريا الجنوبية بالقوة وفق ما يسمح به القانون المحلي الكوري من أجل تعويض الضحايا.

وتاريخيا عرفت العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان حالة من التوتر الشديد بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلا أن تلك العلاقات بدأت تشهد عهداً جديداً يسعى لبناء روابط جيدة مع وصول يون سوك يول إلى سدة الحكم في مايو/ أيار 2022. فقد اقترحت سيول حلاً يتم بموجبه دفع تعويضات للضحايا من خلال مؤسسة ضحايا التجنيد القسري، وهي هيئة خدمة عامة أنشأتها حكومة كوريا الجنوبية عام 2014، على أن يتم تمويل صندوق هذه المؤسسة من قبل شركات كورية وتبرعات طوعية من القطاع الخاص الياباني. وقد وضع هذا الملف على رأس جدول أعمال الرئيس الكوري أثناء زيارته لليابان في مارس/ أذار لعقد اجتماع قمة مع نظيره الياباني كيشيدا فوميئو، حيث ركزت هذه القمة على ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين في ظل التوترات الجيوسياسية الإقليمية الكبيرة التي تشهدها المنطقة.

معاناة أسرى الحرب البريطانيين الذين سقطوا في قبضة الجيش الياباني

يمكن أن تكون الاتفاقية الأنجلو-يابانية حول قضايا التعويض والاعتذار للجنود البريطانيين الذين اُسروا خلال الحرب العالمية الثانية على يد القوات اليابانية في جنوب شرق آسيا مرجعًا مفيدًا للمصالحة بين اليابان وكوريا الجنوبية. جدير بالذكر أن الجنود البريطانيون شكلوا أكبر عدد من الأسرى الذين وقعوا في أيدي اليابانيين من بين قوات الحلفاء، خاصة عقب استيلاء اليابان على سنغافورة عام 1942، وقد بلغ عدد هؤلاء الأسرى حوالي 50 ألف مواطن بريطاني تعرضوا جميعهم لظروف لا إنسانية مروعة.

فوفقًا لما ذكرته الجمعية الملكية البريطانية المتخصصة في دعم أولئك الذين خدموا المملكة إبان الحرب، توفي حوالي ربع الجنود البريطانيين خلال فترة احتجازهم من قبل قوات الجيش الياباني، وهو ما يعادل خمسة أضعاف معدل وفيات الجنود البريطانيين الذين تم أسرهم من قبل النازيين. ويعود ذلك إلى تجنيد الجيش الياباني للأسرى البريطانيين من أجل إنشاء خط سكة حديد يربط بين تايلاند وبورما، وعرف هذا الخط لاحقاً باسم ”سكة الموت“ بسبب عدد الأسرى الذين هلكوا في ذلك المشروع، حيث عمل به أكثر من 30 ألف أسير بريطاني هلك منهم 6900 جندي بسبب الإجهاد الزائد وعدم توافر أبسط مقومات الحياة الأدمية.

لقد شكلت حرب المحيط الهادئ نقطة تحول في أسلوب تعامل اليابان مع الأسرى، وهو ما دفع بقضية سوء معاملة الأسرى إلى الواجهة بعد انتهاء الحرب، اين أتهم الأسرى السابقون وعائلات الضحايا الجيش الياباني بالمعاملة غير الإنسانية، وهو ما كان سبباً مباشراً في توتر العلاقات بين اليابان وبريطانيا لعقود طويلة. ويعتقد الكثير من اليابانيين أن الروابط القوية التي تجمع بين العائلة الإمبراطورية في اليابان والعائلة الملكية في بريطانيا لعبت الدور الرئيسي في إزالة هذا التوتر، لكن في الحقيقة القضية أعمق وأكبر من ذلك بكثير.

سعي الأسرى السابقين إلى الحصول على تعويض واعتذار رسمي

تذكر ​​كوسوغي نوبوكو وهي باحثة في التاريخ الحديث بجامعة ياماناشي غاكوين ومؤلفة عدة كتب أهمها كتاب سنغو واكاي ”المصالحة بعد الحرب“، أنه وحتى وقت قريب كانت العلاقات متوترة بين اليابان وبريطانيا وتعلوها مشاعر سلبية من ناحية البريطانيين تجاه اليابان. كما تشير الباحثة إلى ما حدث عند زيارة الإمبراطور هيروهيتو ”والذي يُعرف أيضا باسم شوا“ للمملكة المتحدة عام 1971، أين قوبل بفتور واضح، كما تم اقتلاع الأشجار التي غرسها خلال زيارته، إضافةً إلى قرار النبلاء البريطانيين الذين قاتلوا ضد اليابان في بورما رفض حضور عشاء دعت إليه الملكة من أجل الترحيب بالإمبراطور الياباني، كما أنه عند وفاة الإمبراطور عام 1989 لم تتردد الصحافة الشعبية البريطانية في التنديد بعهده وانتقاد سياساته التي أثرت على العلاقات بين البلدين بشكل كبير.

كما تشير الباحثة كوسوغي إلى أن مشاعر الجماهير الصينية المعادية لليابان في العقود الأخيرة قد سبقها مشاعر عداء مماثلة وسط الجمهور البريطاني خلال حقبة السبعينيات، كما تنوه إلى أن فهم هذه المشاعر واستيعابها بشكل واضح لم يكن كافياً من جانب اليابانيين. فوفقًا للمادة 16 من اتفاقية سان فرانسيسكو للسلام فيما يخص تعويض أسرى الحرب، تم منح أسرى الحرب البريطانيين الناجين 76 جنيهًا إسترلينيًا، أي ما يعادل أجر شهرين أو ثلاثة أشهر فقط. وقد كان لهذا التعويض المتواضع تأثيراً كبيراً في زيادة حدة مشاعر الاستياء تجاه اليابان بالنظر إلى عدد الأسرى الكبير وما عانوه من ويلات أثناء فترة الاحتجاز.

وفي عام 1994 أقدم سبعة أسرى بريطانيين سابقين بالنيابة عن بقية الأسرى برفع دعوى قضائية ضد الحكومة اليابانية في محكمة طوكيو الإقليمية، حيث طالبوا بدفع تعويضات قدرها 13,000 جنيها إسترلينيا ”أي حوالي 2.1 مليون ين في ذلك الوقت“ لكل فرد، بالإضافة إلى تقديم اعتذار رسمي، إلا أن الدعوى قوبلت بالرفض وبقيت القضية معلقة.

ومع حلول الذكرى الخمسين لنهاية الحرب العالمية الثانية عام 1995، قدم رئيس الوزراء موراياما تومييتشي اعتذاراً رسمياً عن العدوانية التي اتصف بها الاحتلال الياباني للدول الآسيوية خلال الحرب العالمية الثانية، كما أقر أن هذا الاعتذار يشمل أيضا أسرى الحرب من البريطانيين، وهو ما عزز فكرة عدم تجاهل الحكومة اليابانية لهذه القضية التاريخية.

وتم دعم هذه الخطوة بسعي كل من رئيس الوزراء الياباني هاشيموتو ريوتارو ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، للتحرك بجدية لحل هذه المسألة. فبعد وقت قصير من تولي توني بلير منصبه الذي دام عشر سنوات، قام بزيارة اليابان في شهر يناير/ كانون الثاني عام 1998، وخلال اجتماع القمة الذي تم عقده بين الزعيمين، أعلن رئيس الوزراء هاشيموتو أن الحكومة اليابانية تتأسف وبشدة عن المعاملة التي تعرض لها الأسرى خلال الحرب، لتتزايد وتيرة العمل على تحقيق المصالحة بين البلدين والمضي قدماً في طريق حل الخلاف، ثم تلاها بعد ذلك زيارة الإمبراطور أكيهيتو إلى المملكة المتحدة وهي الزيارة الأولى لإمبراطور اليابان منذ الترحيب البارد الذي قوبل به والده قبل 27 عامًا.

تجاهل موكب الإمبراطور الياباني في بريطانيا

بعد عقد قمة يناير/ كانون الثاني عام 1998 التي جمعت رئيسي وزراء البلدين، نشرت صحيفة التابلويد الشعبية في بريطانيا ”ذا صن“ مقالًا بعنوان ”ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين“ وتحدثت عن ندم واعتذار رئيس الوزراء الياباني هاشيموتو، .كما تلى تلك القمة عقد مراسم تذكارية مشتركة في جنوب شرق آسيا بحضور بعض الضباط والجنود السابقين في صفوف كلاً من الجيشين الياباني والبريطاني، كما أعلنت الحكومة اليابانية عن تخصيص برنامج سنوي لاستضافة أسرى الحرب البريطانيين السابقين وعائلاتهم في اليابان يشمل ما بين 80 و 100 زيارة في العام. إلا أن كل هذه المساعي لم تكن كافية على ما يبدو، فعندما قام إمبراطور اليابان بزيارة بريطانيا في مايو/ ايار من نفس العام، توجه المئات من أسرى الحرب السابقين وأنصارهم إلى وسط لندن للاحتجاج على زيارته، كما أقدم بعضهم على مقابلة الموكب بإدارة ظهورهم كتعبير عن رفضهم للزيارة، بينما تم رؤية آخرين يحملون لافتات كتب عليها عبارة ”نطالب بتعويض مستحق“.

مجموعة من قدامى المحاربين البريطانيين يعطون ظهورهم لموكب الامبراطور الياباني أثناء توجهه إلى قصر باكنغهام في مايو/ أيار 1998 في لندن. © رويترز.
مجموعة من قدامى المحاربين البريطانيين يعطون ظهورهم لموكب الامبراطور الياباني أثناء توجهه إلى قصر باكنغهام في مايو/ أيار 1998 في لندن. © رويترز.

وخلال مأدبة العشاء التي أقامتها الملكة إليزابيث على شرف الإمبراطور الياباني، قال الإمبراطور أكيهيتو: ”قلوبنا تنزف ألماً وحزناً عندما نتذكر أو نفكر في حجم الأوجاع التي تكبدتها الشعوب بسبب ويلات الحرب“. لتعقب الملكة إليزابيث قائلة: ”إن بريطانيا واليابان دولتان صديقتان في اوقات الشدة تماما مثلما هما صديقتان في أوقات الرخاء“. وهنا نرى مدى تأثير ومساهمة الروابط القائمة منذ فترة طويلة بين الأسرتين الإمبراطورية والملكية في تغيير مشاعر الجماهير عما كانت عليه في البداية، حيث قام بعض البريطانيون بالتنديد بموقف أسرى الحرب السابقين تجاه الإمبراطور، واعتبروا ما قاموا به أمراً غير لائق، خاصةً وأنه كان ضيف شرف مدعو من قبل الملكة.

وهو ما شجع رئيس الوزراء توني بلير إلى العمل على التوصل إلى حل عاجل ومرض للطرفين، فقد كان يرى أنه لا يمكن نسيان أو تجاهل معاناة أسرى الحرب، لكن في المقابل فإن الإبقاء على هذا الوضع طويلاً سيعيق مساعي توطيد العلاقات بين المملكة المتحدة واليابان، لذلك قامت الحكومة البريطانية عام 2000 بمنح تعويضات لأسرى الحرب السابقين وعائلاتهم تصل إلى 10 ألاف جنيه إسترليني ”حوالي 1.6 مليون ين ياباني“ لكل فرد، وهو ما يعادل تقريبا المبلغ المطلوب كتعويض في القضية التي رفعها ممثلي الأسرى في محكمة طوكيو عام 1994. وفي العام التالي لحل قضية التعويضات تم إنشاء ركن للسلام الأنجلو- ياباني وسط الحديقة التذكارية الوطنية التي تقع في ستافوردشير بإنجلترا، وهي الحديقة التي أنشأت خصيصاً لتخليد ذكرى ضحايا الحرب وتكريماً للجنود الذين خدموا المملكة، كما أُقيمت مراسم تدشن نصباً تذكارياً يرمز إلى المصالحة بين الدولتين، ليختفي بذلك أكبر عائق في طريق تحسين العلاقات الأنجلو- يابانية.

دعم القطاع الخاص للمصالحة

تشير الباحثة كوسوغي إلى أن نجاح المصالحة الأنجلو- يابانية يعود إلى عدة عوامل، منها على سبيل المثال إصرار رئيس الوزراء توني بلير على الترحيب بزيارة الإمبراطور الياباني رغم الانتقادات الشديدة التي أبدتها كلاً من مجموعات الأسرى وأفراد القوات المسلحة السابقين وبعض وسائل الإعلام المحلية، إضافة إلى التزام الحكومتين بالتركيز على المصالحة بدلاً من التفكير في الانتقام، كما تم تعزيز هذه المساعي بالقيام بالعديد من الأنشطة المدنية من الجانبين.

وقد كان من بين هذه الأنشطة دعوة الأسرى السابقين وعائلاتهم إلى اليابان. وقد شاركت الأستاذة كوسوغي في هذه الفعالية المنظمة من قبل النادي الذي يعرف باسم ”نادي أزهار الخشخاش والكرز“ والذي يربط بين الأسرى السابقين والشعب الياباني من أجل تعزيز الحوار والمصالحة.

تذكر كوسوغي أنها ومن خلال إقامتها بكامبريدج لمدة عامين ”1996- 1998“ اكتشفت أن المنطقة بها العديد من الأسرى السابقين الذين يحملون مشاعر سلبية تجاه اليابان، وعليه قررت بذل جهد أكبر من أجل المشاركة في إنجاح مساعي المصالحة، حيث حضرت إحدى المراسم التي أقيمت في مقبرة محلية في يوم الذكرى البريطاني. وقد نشرت الصحيفة المحلية مقالاً طويلاً تحدثت فيه عن مشاركة الباحثة كوسوغي ووضعها لباقة من الورود على النصب التذكاري، ثم جثوها على ركبتيها لأداء الصلاة على أرواح الضحايا وهي مرتدية الزي التقليدي الياباني.

 صورة للباحثة كوسوغي نوبكو وهي تصلي في يوم الذكرى الذي أقيم بمقبرة في كامبريدج. نُشِرت هذه الصورة على الصفحة الأولى لصحيفة كامبريدج إيفنينغ نيوزالمحلية، في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1996. ”الصورة بموجب موافقة كوسوغي نوبكو“.
صورة للباحثة كوسوغي نوبكو وهي تصلي في يوم الذكرى الذي أقيم بمقبرة في كامبريدج. نُشِرت هذه الصورة على الصفحة الأولى لصحيفة كامبريدج إيفنينغ نيوزالمحلية، في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1996. ”الصورة بموجب موافقة كوسوغي نوبكو“.

كما تم تنظيم فعاليات دورية بمقر جمعية المحاربين القدامى المحلية لدعم التبادل الثقافي فيما يخص الحرف اليدوية، حيث يتم تعليم الأعضاء تقنيات طي الورق المعروف بالأوريغامي، وتعليم فن الخط الياباني، إضافة إلى تعليم طقوس تحضير الشاي الياباني التقليدية، وغيرها من الأنشطة. وقد عرفت هذه الأنشطة تجاوبا ساهم في تزايد عدد المشاركين تدريجيا على مر السنين. وتذكر كوسوغي أن أحد الأسرى القدامى أخبرها بأنه لم يعد هناك حاجة لتقديم المزيد من الاعتذارات فقد تم تسوية ملف التعويضات، لكنه يأمل أن يتعلم الشعب الياباني درساً مهماً من التاريخ، لأن ذلك سيجعله يسعد بتحقيق السلام والمصالحة الحقيقيين.

مساعي حثيثة لتحقيق المصالحة

ماذا يمكن أن تتعلم اليابان وكوريا الجنوبية من تجربة المصالحة بين اليابان وبريطانيا؟ يوضح كوروساوا فوميتاكا، وهو رئيس جمعية التاريخ العسكري اليابانية وبروفيسور فخري في التاريخ السياسي والدبلوماسية اليابانية في جامعة طوكيو المسيحية للمرأة قائلا: أن تحقيق المصالحة بين المملكة المتحدة واليابان يعتبر قصة نجاح، ويعود الفضل فيها أولاً للتفاعل بين القطاع الخاص ونشاط السفارات في البلدين. ثانيًا: وجود إرادة سياسية لدى الجانبين تم دعمها باتخاذ خطوات وإجراءات عززت المساعي لتحقيق المصالحة بشكل جذري وفعال.

وفيما يخص التطورات الأخيرة التي تشهدها العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية، فقد أعربت الإدارة الجديدة في كوريا الجنوبية عن وجود إرادة سياسية قوية لتحقيق المصالحة رغم المعارضة المحلية لتحقيق ذلك. إلا أن الأمر متوقف على مدى استجابة إدارة كيشيدا بالطريقة الفعالة والتي يمكن أن تسمح لطوكيو بالاستفادة الفعلية من هذه الفرصة التي تقدمت بها حكومة كوريا الجنوبية. ولذلك يرى الباحث كوروساوا فوميتاكا أن مستقبل المصالحة بين اليابان وكوريا الجنوبية لا يزال في خطر، فالمصالحة الهشة لن تستمر إلى الأبد لذلك وجب بذل جهد أكبر وبشكل مستمر لتعميق المصالحة وانجاحها.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير ورئيس الوزراء الياباني هاشيموتو ريوتارو خلال اجتماع القمة الذي عقد في طوكيو في يناير/ كانون الثاني 1998. © كيودو)

العلاقات الخارجية العائلة الإمبراطورية العلاقات اليابانية الأمريكية الإمبراطور