فشل اليابان في إعادة المواطنين اليابانيين المختطفين في كوريا الشمالية إلى وطنهم

سياسة

تُعتبر قضية اختطاف مواطنين يابانيين من قبل كوريا الشمالية من القضايا الشائكة التي لم يتم إحراز أي تقدم لحلها منذ أكثر من 21 عامًا، على الرغم من اعتبارها من قبل الإدارات اليابانية المتعاقبة كواحدة من أهم القضايا الدبلوماسية. ويبلغ عدد الضحايا المعترف بهم رسميًا من قبل الحكومة اليابانية 17 شخصًا، ويتجاوز عدد المفقودين المحددين الذين لا يمكن استبعاد احتمال اختطافهم 800 شخص. وقد أدى اجتماع القمة بين زعيمي اليابان وكوريا الشمالية في عام 2002 إلى استرجاع خمسة أشخاص منهم، ولكن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود منذ ذلك الحين. وفي ظل تقدم الضحايا وأسرهم في السن، فأين يمكن إحداث اختراق في هذه القضية يا ترى؟ في هذه المقالة سنقوم بإلقاء نظرة على المشكلة برمَّتها مرة أخرى.

”حوادث غريبة“ تحدث بشكل متكرر على طول الساحل

في السبعينيات من القرن الماضي، توقف النمو الاقتصادي المرتفع في اليابان بشكل مؤقت، وكانت اليابان تتمتع بالرخاء كـ ”دولة متقدمة“. ولكن كانت كوريا الشمالية قد استغلت فترة السلام وبدأت ”أنشطة عملياتها الخارجية“ الدنيئة.

بعد الساعة الخامسة مساء يوم الخامس عشر من شهر أغسطس/آب من عام 1978، كان هناك شاب وشابة يسيران على طول ساحل مدينة تاكاوكا في محافظة توياما عندما هاجمتهم مجموعة من أربعة رجال مجهولي الهوية. وتم تقييد أيديهم وأقدامهم وتكميم أفواههم، وتم وضعهما في كيسين من القماش. وكان الجناة ينتظرون شيئًا ما أمام بحر اليابان مع وضع هذين الكيسين من القماش بجانبهم. ربما كانوا ينتظرون وصول رفاقهم بالقارب لمساعدتهم على الهروب.

وفي تلك اللحظة تم سماع صوت نباح أحد الكلاب. وربما شعر الجناة بوجود أشخاص في مكان قريب، فذُعروا ولاذوا بالفرار من مكان الحادث، تاركين هذين الشخصين في الكيسين خلفهم. لقد انتهت الحادثة بالفشل. وفي ذلك الوقت، كان هناك عدد من حالات الاختفاء المفاجئ لأشخاص على طول ساحل اليابان، ويُعتقد أن العديد من اليابانيين تم نقلهم إلى كوريا الشمالية باستخدام أساليب مشابهة لتلك التي واجهها هذين الاثنين. ولكن في ذلك الوقت، لم يكن من المعروف في اليابان أن هذه كانت عمليات اختطاف من قبل كوريا الشمالية. وتعاملت الشرطة مع الحادثة التي وقعت في مدينة تاكاوكا على أنها حالة غريبة ذات دوافع مجهولة، وكانت التغطية الإخبارية في الصحف وقنوات التلفزة ضئيلة للغاية.

وتتنوع أساليب الاختطاف، وكانت هناك أيضًا حالات يستهدف فيها المختطِفون أشخاصًا مقربين منهم، مثل السيد تاناكا مينورو الذي اختطفه صاحب مطعم رامين كان يعمل عميلًا لكوريا الشمالية. وكانت هناك حالات اختطاف متعددة في الخارج، ومن المثير للدهشة أن مواطنين يابانيين كانوا متورطين أيضًا في تلك العمليات.

وقد تم اختطاف السيدة أريموتو كيكو في عام 1983، حيث تم استدراجها إلى الدنمارك من قبل ياو ميجومي، زوجة مرتكب ”حادثة يودوغو“ (عام 1970)، بينما كانت تدرس في الخارج في لندن، ثم تم نقلها إلى كوريا الشمالية. وحادثة يودوغو هي حادثة قام فيها تسعة نشطاء يساريين يابانيين مسلحين باختطاف طائرة ركاب مدنية، وقاموا باحتجاز الركاب كرهائن، ثم هربوا بالطائرة إلى كوريا الشمالية. وبعد ذلك، بدأوا بالتعاون مع زوجاتهم، اللواتي تزوجوا بهن بعد مغادرتهم اليابان، في حوادث اختطاف اليابانيين. وفي حالة السيد ماتسوكي كاورو والسيد إيشيوكا تورو، اللذين تم اختطافهما أيضًا في أوروبا، تبين أن زوجة الجاني في حادثة يودوغو كانت هي الجانية.

فلماذا اختطفت كوريا الشمالية يابانيين في الأساس يا ترى؟ بعد توقف الحرب الكورية في عام 1953، زادت كوريا الشمالية أنشطتها الاستخباراتية ضد كوريا الجنوبية. ومع تعزيز إجراءات مكافحة التجسس في كوريا الجنوبية، كان الهدف من اليابانيين المختطفين تعليم اللغة اليابانية لعملاء كوريا الشمالية، أو انتحال هوية أشخاص يابانيين وجعل كوريا الجنوبية تسمح لهم بالدخول إليها.

وفي الوقت الحالي، تعترف الحكومة اليابانية باثنتي عشرة حالة اختطاف، راح ضحيتها 17 شخصًا. ولكن هذا مجرد غيض من فيض. ويعترف ”المجلس الوطني لإنقاذ اليابانيين المختطفين من قبل كوريا الشمالية“ بشكل مستقل بسبعة أشخاص آخرين كمختطفين. كما أشارت ”هيئة التحقيق في تحديد الأشخاص المختفين“، وهي هيئة خاصة أيضًا، إلى احتمال وجود ما يقرب من 470 شخصًا كمختطفين. ويبلغ عدد الأشخاص الذين أعلنت الحكومة اليابانية أنه ”لا يمكن استبعاد احتمال تعرضهم للاختطاف“ 873 شخصًا (بتاريخ شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021). ويشير التقرير النهائي للجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة (COI) المتعلق بحقوق الإنسان في كوريا الشمالية (عام 2014) إلى أن ”ما لا يقل عن مئة ياباني ربما تم اختطافهم من قبل كوريا الشمالية“.

شهادة كيم هيون هوي الصادمة

لقد كانت حادثة تفجير الرحلة الجوية الكورية عام 1987 هي التي كشفت تورط كوريا الشمالية المنهجي في قضية الاختطاف، والذي كان لا يزال مجرد ”شبهة“. حيث تم القبض على العميلة الكورية الشمالية كيم هيون هوي باعتبارها مرتكبة الحادثة التي انفجرت فيها قنبلة مزروعة على متن طائرة ركاب متجهة إلى كوريا الجنوبية فوق المحيط الهندي، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب وطاقم الطائرة.

 نقل المشتبه بها كيم هيون هوي إلى مطار غيمبو في سيوؤل (© جيجي برس)
نقل المشتبه بها كيم هيون هوي إلى مطار غيمبو في سيوؤل (© جيجي برس)

في وقت ارتكاب الجريمة، كانت كيم هيون هوي تحمل جواز سفر مزور وتتظاهر بأنها يابانية وتتحدث اللغة اليابانية بطلاقة. وأثناء استجوابها تحدثت قائلة ”لقد تعلمت اللغة اليابانية من امرأة يابانية تُدعى في كوريا الشمالية“. ويبدو أنه لم يتم إخبار كيم هيون هوي باسم لي أون هاي الحقيقي، ولكن من خلال اسم ”تشيتوسي“ الذي كتبته لي أون هاي في دفتر الملاحظات، طفا على السطح اسم تاغوتشي يائيكو (22 عامًا في ذلك الوقت)، التي اختفت عام 1978 بعدما تركت طفليها في فندق للأطفال في حي شينجوكو في طوكيو.

و”تشيتوسي“ هو الاسم المستعار الذي كانت تستخدمه السيدة تاغوتشي عندما كانت تعمل في ملهى ”هوليوود“ الليلي في طوكيو. وعندما أظهر لها محقق تم إرساله من اليابان 15 صورة لنساء، بما في ذلك صورة تاغوتشي، قامت كيم هيون هوي باختيار صورة تاغوتشي دون تردد.

وفي شهر مايو/أيار من عام 1991، كشفت الشرطة في مؤتمر صحفي أن لي أون هاي هي السيدة تاغوتشي، وتحدثت وسائل الإعلام عن الحادثة على نطاق واسع، مما تسبب في صدمة كبيرة في اليابان.

وحتى مع هذه الحادثة، ظلت الحكومة اليابانية وسلطات التحقيق بطيئة في تحركاتها. وفي أواخر التسعينيات، بدأت الأمور تتغير أخيرًا. حيث يقول السيد إيشيداكا كينجي، الصحفي الذي كان يعمل منتجًا في مكتب أخبار إذاعة أساهي في ذلك الوقت، وكان رائدًا في إعداد التقارير الإخبارية المتعلقة بعمليات الاختطاف ما يلي.

الصحفيون الذين حضروا مؤتمرًا صحفيًا وحلقة نقاشية لمشاركة الآراء حول ”كيفية نشر الأخبار المتعلقة بكوريا الشمالية“. في أقصى اليمين السيد إيشيداكا كينجي، منتج مكتب أخبار إذاعة أساهي. في مبنى مجلس المستشارين في المجمع الحكومي في ناغاتاتشو، طوكيو، 10/ 2002 (© جيجي برس)
الصحفيون الذين حضروا مؤتمرًا صحفيًا وحلقة نقاشية لمشاركة الآراء حول ”كيفية نشر الأخبار المتعلقة بكوريا الشمالية“. في أقصى اليمين السيد إيشيداكا كينجي، منتج مكتب أخبار إذاعة أساهي. في مبنى مجلس المستشارين في المجمع الحكومي في ناغاتاتشو، طوكيو، 10/ 2002 (© جيجي برس)

”في شهر يناير/كانون الثاني من عام 1997، اكتشفت من خلال تغطيتي الصحفية أن السيدة يوكوتا ميغومي التي اختفت عندما كانت طالبة في السنة الأولى من المدرسة الإعدادية قبل عشرين عامًا، قد اختطفتها كوريا الشمالية. وفي ذلك الوقت، كان عدد اليابانيين الذين يهتمون بمشكلة الاختطاف لا يزال قليلا، ولكن عندما تم نشر هذا الخبر في وسائل الإعلام في شهر فبراير/شباط، أصبحت الحكومة أيضًا تولي اهتماما لهذه القضية“.

سيتم الحديث بالتفصيل عن حادثة اختطاف السيدة يوكوتا ميغومي في الجزء الثاني من هذه السلسلة، ولكن من الجدير بالذكر هنا أن والدي السيدة ميغومي، السيد شيغيرو (متوفى) والسيدة ساكيئ، قد وقفا في طليعة جهود إنقاذ ضحايا الاختطاف. وتولى السيد شيغيرو منصب ممثل ”جمعية الاتصال الخاصة بأُسر ضحايا الاختطاف من قبل كوريا الشمالية“ (يُشار إليها فيما يلي باسم ”جمعية الأُسر“)، والتي تم تشكيلها في شهر مارس/آذار من عام 1997. وفي شهر أغسطس/آب من العام نفسه، تم جمع خمسمئة ألف توقيع وتقديمها إلى مكتب رئيس الوزراء، وبدأت وسائل الإعلام في تغطية قضية الاختطاف بشكل متكرر.

اعتذار كيم جونغ إيل

لقد ازداد اهتمام الرأي العام في اليابان بالقضية، ولكن كوريا الشمالية واصلت إنكار مسؤوليتها عن هذه الأعمال الإجرامية. وتغير الوضع بشكل كبير بعد تشكيل حكومة كويزومي جونئيتشيرو في عام 2001.

فبعد مفاوضات قام بها وراء الكواليس مدير مكتب وزارة الخارجية لشؤون آسيا وأوقيانوسيا تاناكا هيتوشي وآخرون، تحققت أخيرا زيارة رئيس الوزراء كويزومي إلى بيونغ يانغ في السابع عشر من شهر سبتمبر/أيلول من عام 2002. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس وزراء ياباني بزيارة كوريا الشمالية.

زيارة كويزومي إلى كوريا الشمالية في 17/9/2002 (© رويترز)
زيارة كويزومي إلى كوريا الشمالية في 17/9/2002 (© رويترز)

وفي اجتماع القمة اعترف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل بأنه ”يعتقد أن بعض الأشخاص الذين ليس لديهم بُعد نظر في الوكالات الخاصة (في كوريا الشمالية) قاموا بارتكاب مثل هذه الأفعال من منطلق الشعور بالبطولة“، واعتذر عن ذلك. وكان هذا أول اعتراف رسمي بأن عمليات الاختطاف كانت حقيقية. وقد كانت تلك لحظة تغير فيها مجرى التاريخ.

وفي الخامس عشر من الشهر التالي، تمت استعادة خمسة من المختطَفين إلى اليابان. وهم السيد هاسويكي كاورو وزوجته السيدة يوكيكو (مدينة كاشيوازاكي في محافظة نيغاتا)، والسيدة سوغا هيتومي (مدينة سادو في محافظة نيغاتا)، والسيد تشيمورا ياسوشي وزوجته السيدة فوكي (مدينة أوباما في محافظة فوكوي). وكلهم كانت قد اختطفتهم كوريا الشمالية في عام 1978، ووطأت أقدامهم أرض الوطن أخيرًا بعد 24 عامًا. وفي عام 2004، زار رئيس الوزراء كويزومي كوريا الشمالية للمرة الثانية، وتمت استعادة عائلة من خمسة أشخاص أيضًا إلى اليابان.

المختطفون العائدون إلى اليابان من كوريا الشمالية بعد مرور 24 عامًا على اختطافهم وهم ينزلون على سلم طائرة مُستأجرة من قبل الحكومة. الصف الأمامي من اليسار: مستشارة أمانة مجلس الوزراء ناكاياما كيوكو، والسيدة هاماموتو فوكي، والسيد تشيمورا ياسوشي. الصف الثاني من اليسار: السيدة أوكودو يوكيكو والسيد هاسويكي كاورو. الصف الثالث في أقصى اليسار: السيدة سوغا هيتومي. الصف الثالث على اليمين: سايكي أكيتاكا مستشار مكتب شؤون آسيا وأوقيانوسيا في وزارة الخارجية، وعند بوابة الصعود إلى الطائرة يوجد نائب كبير أمناء مجلس الوزراء شينزو آبي (بعد ظهر يوم 15/10/2002، مطار هانيدا في طوكيو)
المختطفون العائدون إلى اليابان من كوريا الشمالية بعد مرور 24 عامًا على اختطافهم وهم ينزلون على سلم طائرة مُستأجرة من قبل الحكومة. الصف الأمامي من اليسار: مستشارة أمانة مجلس الوزراء ناكاياما كيوكو، والسيدة هاماموتو فوكي، والسيد تشيمورا ياسوشي. الصف الثاني من اليسار: السيدة أوكودو يوكيكو والسيد هاسويكي كاورو. الصف الثالث في أقصى اليسار: السيدة سوغا هيتومي. الصف الثالث على اليمين: سايكي أكيتاكا مستشار مكتب شؤون آسيا وأوقيانوسيا في وزارة الخارجية، وعند بوابة الصعود إلى الطائرة يوجد نائب كبير أمناء مجلس الوزراء شينزو آبي (بعد ظهر يوم 15/10/2002، مطار هانيدا في طوكيو)

ولكن كان الحل الكامل لهذه القضية لايزال بعيد المنال. ففيما يتعلق بالسيدة يوكوتا ميغومي وغيرها من الأشخاص الاثني عشر المتبقين الذين اعترفت اليابان بهم كضحايا، فإن كوريا الشمالية تزعم أن ”ثمانية منهم ماتوا بالفعل“ وأن ”أربعة منهم لم يدخلوا البلاد“. إلا أن تفسير كوريا الشمالية و”الأدلة“ التي قدمتها مليئة بالتساؤلات، وتستمر اليابان بالمطالبة بإعادة التحقيق حولهم.

تحول كامل في موقف ”الاعتراف“ بالاختطاف

فلماذا اعترفت كوريا الشمالية بالاختطاف يا ترى؟ مع انتهاء الحرب الباردة العالمية، وانهيار الاتحاد السوفييتي الذي كان يدعم كوريا الشمالية، تدهور الوضع الغذائي فيها منذ التسعينيات، وكانت كوريا الشمالية تسعى للحصول على تعاون اقتصادي من اليابان في مقابل إحراز تقدم في قضية الاختطاف. وفي الواقع فقد وعدت الحكومة اليابانية في اجتماع القمة الثاني بين اليابان وكوريا الشمالية بتقديم المساعدات من خلال المنظمات الدولية، بما في ذلك 250 ألف طن من المواد الغذائية، وإمدادات طبية بقيمة عشرة ملايين دولار (تم تجميدها لاحقًا).

كما لعب التغير في سياسة كوريا الشمالية دورًا في فشل المفاوضات لاحقًا. حيث أجرت كوريا الشمالية، التي كانت تسعى إلى تطوير قدراتها النووية باعتبارها أولوية قصوى للدفاع، تجربة نووية تحت الأرض في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2006 وأصبحت دولة نووية بحكم الأمر الواقع. وواصلت في الوقت نفسه تطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. وقد تزايدت الأصوات المطالبة بممارسة المزيد من الضغوط داخل اليابان، كما تم تبني قرار يدين انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها كوريا الشمالية في الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومع تزايد عزلتها في المجتمع الدولي، أصبح موقفها المتمثل في ”الانتهاء من حل قضية الاختطاف“ أكثر قوة.

وقد جعلت إدارة آبي الثانية، التي تولت السلطة في عام 2012، حل قضية الاختطاف إحدى سياساتها الرئيسية. وقد دعا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى ”الحوار والضغط“ باعتبارهما السياسة الأساسية للمفاوضات مع كوريا الشمالية، كما أكد على أن ”تطبيع العلاقات الدبلوماسية أمر مستحيل دون حل قضية الاختطاف“. ولكن لم تحقق هذه السياسات أية نتائج ملموسة أبدًا.

وقد زادت الآمال بحل القضية بعد إجراء محادثات بين حكومتي اليابان وكوريا الشمالية تم عقدها في ستوكهولم في شهر مايو/أيار من عام 2014. واتفق البلدان على قيام اليابان بتخفيف بعض العقوبات التي فرضتها مقابل قيام كوريا الشمالية بالتحقيق في قضية المواطنين اليابانيين المفقودين، بما في ذلك المختطفين.

وبحسب التقارير الإعلامية، فيما يتعلق بالاتفاق، كشفت كوريا الشمالية في مناسبة غير رسمية أن السيد تاناكا مينورو والسيد كانيدا تاتسوميتسو اللذين اختفيا في أواخر السبعينيات، لا يزالان على قيد الحياة. إلا أن المفاوضات انهارت بعد ذلك. ولا يوجد حتى الآن أي تقدم فيها.

فلماذا لم يتم حل قضية الاختطاف حتى الآن يا ترى؟

يجيب السيد إشيداكا قائلًا ”على الرغم من أننا نعرف أن هناك مختطفين في كوريا الشمالية، إلا أن الحكومة لم تتمكن من إنقاذهم. وأحد أسباب ذلك هو أن اليابان ليس لديها وكالة استخبارات لديها قسم تحقيق. لأنه إذا كان من غير الممكن الحصول على معلومات من داخل كوريا الشمالية، من خلال القيام بتجنيد عملاء مؤيدين لكوريا الشمالية من دول أخرى، فمن المستحيل العثور على أية أدلة لإجراء مفاوضات فعالة. ونتيجة لذلك، يستمر الوضع المتمثل بعدم قدرة اليابان على إنقاذ مواطنيها الذين قامت دولة أجنبية باختطافهم. وهذا أيضًا يشكل خطرًا على الأمن القومي لليابان بحد ذاته“.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، المقابلة والنص: نيشيؤكا يوكيفومي، قسم التحرير في باور نيوز، صورة العنوان الرئيسي: عائلات الضحايا ترفع المعنويات في ”تجمع وطني“ للمطالبة بعودة الأشخاص الذين قامت كوريا الشمالية باختطافهم، بعد ظهر يوم 27/5/ 2023، حي تشيودا في طوكيو، © كيودو)

كوريا الشمالية العلاقات اليابانية الأمريكية المجتمع الياباني