زيادة الزلازل في اليابان... تنامي المخاوف من وقوع زلزال ضخم في ظل انتشار فيروس كورونا

كوارث مجتمع

شهدت عطلة الأسبوع الذهبي والتي تزامنت مع طلب الحكومة من المواطنين البقاء في المنزل، وقوع هزتين أرضيتين تتجاوز قوتهما الأربع درجات، في محافظة تشيبا. وتعالت الأصوات القلقة بسبب تزامن الهزات الأرضية مع انتشار فيروس كورونا، والتخوف من ”وقوع زلزال كبير في ظل هذه الظروف“. لذا قمنا بجمع بيانات الهزات الأرضية التي تجاوزت الثلاث درجات، في عام 2020، ومقارنتها مع البيانات القديمة. حيث إن في بلد تكثر به الهزات الأرضية، مثل اليابان، لا يمكن التساهل مع الاستعداد الدائم للزلازل.

وقعت هزة أرضية كبيرة بقوة 4 درجات، مركزها شمال محافظة تشيبا، في يومي الرابع والسادس من مايو/ أيار. وسجلت الهزة الأرضية التي وقعت في اليوم السادس من الشهر، مقياس ثلاث درجات في كل من طوكيو، سايتاما وكاناغاوا، هزت منطقة العاصمة الكبرى. كما وقعت هزات متكررة متجاوزة الثلاث درجات في محافظة ناغانو في أواخر شهر أبريل/ نيسان. وأدى ذلك إلى انتشار المخاوف على وسائل التواصل الاجتماعي من ”زيادة الهزات الأرضية مؤخرًا“ والتساؤل حول ”ماذا لو وقعت هذه بحجم زلزال نانكاي الكبير بالتزامن مع تفشي كورونا؟“، في ظل استمرار الامتناع الطوعي عن الخروج من المنزل بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.

ولكن المقارنة بالماضي، توضح أن عدد الهزات الأخيرة ليس بالكثير.

فقد قمنا بالبحث في بيانات وكالة الأرصاد الجوية الخاصة بالهزات الأرضية المتجاوزة الثلاث درجات التي شهدتها البلاد في الفترة بين يناير/ تشرين الثاني وأبريل/ نيسان من العام 2020.

ويبدو أن عدد مرات الهزات الأرضية التي وقعت في أبريل/ نيسان، كان أكثر بقليل، بالمقارنة بالفترة بين يناير/ تشرين الثاني حتى مارس/ آذار. وكانت الهزات الأرضية التي وقعت حتى مساء 14 مايو/ أيار، والتي تجاوزت أربع درجات، قد وقعت مرتين، بينما وقعت الهزات بقوة ثلاث درجات إحدى عشر مرة. ويمثل هذا ارتفاعًا طفيفًا بالمقارنة بشهر أبريل/ نيسان.

إذن، ما نتيجة المقارنة بين بيانات الفترة بين شهري يناير/ كانون الثاني وأبريل/ نيسان على مدار الخمس سنوات الأخيرة؟

وبالنظر إلى الرسم البياني، يبدو جليًا أن السنة الجارية لا تشهد زيادة غير عادية. ففي عام 2016، وقعت هزتان أرضيتان في كل من 14 و16 أبريل/ نيسان، بقوة 7 درجات، وأخرها هو زلزال كوماموتو. بل وشهد شهر أبريل/ نيسان وحده من ذلك العام 457 هزة أرضية بقوة 3 درجات وأكثر. وكان مركز أغلب هذه الهزات في كوماموتو وأويتا.

ويصعب التنبؤ الدقيق بناء على العلم الحالي، حول ”وقوع هزة أرضية بقوة ما خلال عدد معين من الأيام في منطقة ما“. وفي عام 2016، كان عدد الهزات الأرضية بقوة ثلاث درجات وأكثر في سائر أنحاء البلاد، 48 هزة فقط، منذ شهر يناير/ تشرين الثاني وحتى وقوع أول زلزال بقوة سبع درجات في تمام الساعة التاسعة وست وعشرين دقيقة عصر يوم الرابع عشر من أبريل/ نيسان. بل ولم يكن هناك أي هزات مسجلة، ومركزها كوماموتو. وبينما يعتبر عدد مرات وقوع الهزات من البيانات الهامة، إلا أنها لا تتعدى كونها أحد العوامل الاسترشادية في نهاية الأمر.

هل زودتم حقيبة الكوارث الخاصة بكم، بالكمامات الطبية والصابون؟

من المؤكد أننا جميعًا قد مررنا بتجربة وقوع هزة أرضية دون أن نشعر بها أثناء السير أو ممارسة الرياضة بالخارج، أو حدث وأن شعرنا بهزة كبيرة غريبة بينما كنا نمضي وقتًا هادئًا بالمنزل. ولكن الهزات الأرضية التي وقعت في يوم الرابع من مايو/ أيار بعد الساعة العاشرة مساءًا، وقبل الثانية فجرًا بقليل يوم السادس من ذات الشهر، تصادفت مع وقت يسهل الشعور بالهزات به. ومن المحتمل أن يكون تصادف هذه الهزات مع أسبوع البقاء بالمنزل، وقلة أعداد الأشخاص الموجودين خارج منازلهم بشكل كبير، وتضافر ذلك مع الخوف من تهديد كورونا والقلق من المستقبل، كل ذلك قد تسبب في ارتفاع درجة القلق الحذر من وقوع الهزات الأرضية بشكل أكثر من المعتاد.

وشهدت اليابان، وهي دولة كثيرة الزلازل في العديد من المرات هزات أرضية كبيرة. وبينما يعد من الخطأ إثارة الرعب غير القائم على أسس حقيقية، فإن الحذر والإيمان بأنه ”ليس من المستبعد وقوع مثل هذه الهزات الأرضية في أي وقت“، ليس بالشيء الضار.

ويقال أن من المهم اتخاذ تدابير الوقاية من الأمراض المعدية مثل البرد والانفلونزا، في حالة الحاجة للتواجد في أماكن الإيواء التي تشهد عادة تكدس للناس وظروف صحية مقلقة. فهل قمتم بتحضير الكمامات الطبية، السوائل المطهرة، الصابون والمناديل المبللة في حقيبة الكوارث الخاصة بكم؟ فقد يكون مفيدًا، العناية بتحضير المواد الخاصة بالقضاء على البكتيريا والمواد الصحية، حتى نصل إلى القضاء على تفشي فيروس كورونا المستجد. ويبدو أن أماكن الإيواء ستشهد الإبقاء على النوافذ والمداخل والمخارج مفتوحة طول الوقت لضمان تهوية جيدة. مما يعني ضرورة توجيه اهتمام زائد عن العادة بتجهيز ملابس تسمح بالتحكم في درجة حرارة الجسم للتدفئة في حالة وقوع أي كارثة طبيعية.

(النص الأصلي باللغة اليابانية. صورة العنوان: مركز إيواء خاص بضحايا زلزال كوماموتو، ويبدو منظر الشخص مرتديًا الكمامة الطبية ملفتًا للنظر)

تسونامي زلزال شرق اليابان زلزال زلزال شرق اليابان الكبير